recent
أخبار عاجلة

لقاء النبي محمد ﷺ مع جن نصيبين الشيخ عبدالناصربليح

لقاء النبي محمد ﷺ مع جن نصيبين


 

كيف كان لقاءالنبي محمد بأكبر وأقوى قبيلة من الجن؟

عبد الله بن مسعود شهد اللقاء

المكان الذي التقي بهم النبي فيه

سألوا الرسول طعاماً فماهو؟

وصف ابن مسعود لهذه الليلة


لقاء النبي محمد ﷺ مع جن نصيبين حدث عندما مرّ به نفر من الجن واستمعوا لتلاوته للقرآن في منطقة نخلة، حيث أسلموا ودعوا قومهم للإيمان، وكان ذلك قبل الهجرة وبعد فشل دعوته في الطائف، وشهد الصحابي عبد الله بن مسعود هذه الليلة المرعبة، حيث علّم النبي الجن أمور دينهم، وأخبرهم عن طعامهم (العظم والروث)، ومنذ ذلك الوقت انقسم الجن بين مؤمن وكافر، وحسب الروايات، رآهم النبي بهيئتهم الحقيقية بينما لم يرهم ابن مسعود كذلك.

تفاصيل اللقاء:

المكان: نخلة، في طريق عودة النبي من الطائف إلى مكة.

الزمان: بعد عودته من الطائف وقبل الهجرة للمدينة.

الشاهد: عبد الله بن مسعود كان مع النبي، ووصفها بأنها من أشد الليالي خوفاً عليه، حيث رسم النبي خطاً حوله لم يجرؤ أحد من الجن على تجاوزه.

ما حدث:

استمع نفر من الجن للقرآن من النبي، فآمنوا به ودعوا قومهم.

علمهم النبي الدين وأقرأهم القرآن.

طلبوا منه طعاماً، فأمرهم بالروث والعظم، وهو طعام الجن، وأخبرهم ألا يستنجوا بهما.

أخبر النبي ابن مسعود لاحقاً أنهم جن من نصيبين، وأن الله أمره بلقائهم.

الأهمية:

أصبح الجان ينقسمون بين مسلم وكافر.

نزلت فيهم سورة الجن.

الخلاصة: كان لقاءً إلهياً مهماً، حيث بدأ النبي بدعوة الجن إلى الإسلام، وكان لقاءً فريداً وشهدته نخلة قبل الهجرة، وهو ما أثبت أن الدعوة الإسلامية شملت الجن أيضاً.

جنّ"نصيبين"


كيف كان لقاءالنبي محمد بأكبر وأقوى قبيلة من الجن؟

من المعلوم أن الجن كالبشر، من ناحية انقسامهم إلى شعوب وقبائل، وكذلك من ناحية اتباعهم للأديان السماوية، أو كفرهم بها.

 وقد وردت في القرآن الكريم أخبار عن نفر الجن الذين استمعوا للقرآن من الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ثم ولوا إلى قومهم منذرين يدعوهم للاستماع للقرآن الكريم، والإيمان بدين الإسلام.

 وكانوا هؤلاء الجن هم جن “نصيبين” الذين اسلموا بعد سماعهم للقرآن ويعتبرون من صحابه رسول الله من الجن، وبعد أن اسلموا كانوا بحاجه أن يتعلموا الدين على اكمل وجه فأمر الله نبيه أن يقرأ عليهم القرآن ويعلمهم ويلاقيهم في اعالي جبال مكة.

هم سبع أمراء من الجن من نينوى (بلد في العراق)صدرت الإرادة الإلهية أن يسوقهم الله إلى «بطن نخلة» فلما استمعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ القرآن في صلاته، وكان عددهم سبعة، فتعجبوا من القرآن ورونقه وجماله

 وقالوا لبعضهم أنصتوا لنسمع، ثم قالوا: والله إنه ليس بقول جن ولا بشر،

فأنطق الله شجرة كانت بجانب النبي أن في المكان أمراء من الجن من نينوى يستمعون  إلى القرآن، فقال أميرهم وإسمه (زوبعة): سأذهب وأسأل هذا الرجل؛ إبقوا مكانكم كي لا نُفزع الرجل،

فتشكل بشكل آدمي ثم تقدم للنبي ﷺ

وقال: سمعتك تقرأ كلام؛ لا هو كلام جن ولا إنس، وأنا أمير من الجن ومعي إخوتي وقفوا بعيدا كي لا يفزعوك،

 فقال له النبي ﷺ : إدعوهم فليأتوا؛ فلما حضروا وسلموا على الرسول، دعاهم صلى الله عليه وسلم إلى الله، فأسلموا وواعدوا الرسول بأن يخبروا قومهم ويحضروهم إليه كي يبايعوه على الإسلام، ثم إنطلقوا إلى أهلهم ،

قال تعالى:"وإذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ  قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ  وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"(الأحقاف/29-32) 

في اليوم الثاني، كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، جاء (زوبعة) أمير الجن السبعة الذين بايعوه، واستأذن النبي بالدخول، ودخل على هيئة آدمي،

وقال: يا رسول الله؛ إنا دعونا قومنا كما أمرت واستجابوا لله ورسوله، وها هم قد قدموا كلهم إليك من نينوى، يريدون مبايعتك، كل قبائل العراق من الجن حضرت،

فقال له النبي ﷺ : أين هم؟ ،

قال: تركناهم عند جبل الحجون "هذا الجبل موجود في مكة، وفيه مقبرة مكة،

قال له النبي صلى الله عليه وسلم: امكثوا في الحجون وأنا أذهب إليهم؛

فقام النبي عليه الصلاة والسلام وقال لاصحابه إني قد أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجن، فليقم معي رجل منكم، ولا يقم رجل في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ..فقام معه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود فأنطلق معه والخۏف كان يملأ قلب بن مسعود كونه سيرى أمر لم يرى احد مثله من قبل ..فوصلوا إلى اعالي جبال مكه

عبد الله بن مسعود شهد اللقاء

وقد ورد عن الصحابي عبد الله بن مسعود في روايته عن حادثة استماع جن نصيبين للقرآن الكريم، أنهم: (هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، قالوا: صه، وكانوا سبعة أحدهم زوبعة، فأنزل الله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ – إلى – ضَلالٍ مُّبِينٍ "(الأحقاف: 29) .

قال ابن مسعود: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا إقتربنا من الحجون، خط لي رسول الله برجله خطا في الأرض

وقال: إجلس هنا ولا تتجاوزه "أي لا تتحرك من هذا المكان، لأن عالم الجن غير عالم الإنس" ولا تحدثنّ شيئا حتى آتيك "أي لا تقوم بعمل أي شيء" حتى أرجع إليك،  فإنك إن خرجت لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة)

  وتقدم صلى الله عليه وسلم إليهم، فاستقبله رؤساء الجن وأخذ يصافحهم وجلس إليهم، يقول إبن مسعود وهو يصف المنظر للصحابة: ثم جاءت أفواجهم كأنها سحاب كأنهم الزط "سود ليس عليهم ثياب، يركب بعضهم فوق بعض" حتى إقتربوا من رسول الله فحجبوه عني، وازدحموا عنده فلم أعد أراه  ،

قال تعالى:"كادوا يكونون عليه لبداً"، (لبدا) ركوبهم فوق بعضهم البعض وازدحامهم على رسول الله ليسمعوا منه ،قال  القرطبي: (قال الثمالي: بلغني أنهم من بني الشيصبان، وهم أكثر الجن عدداً وأقواهم شوكة، وهم عامة جنود إبليس).

  

المكان الذي التقي بهم النبي فيه

واختلف  الرواة فمنهم من قال أن اللقاء كان بالحجون ومنهم من قال بأن اللقاء كان بأعلى جبل حراء لكن المتفق عليه أنها بأعالي الجبال ، والجبال بشكل عام من الاماكن التي تسكنها الجن وتفضلها بالاضافه الى الصحاري والمناطق الخاليه من البشر.

ومنهم من قال المكان: نخلة، في طريق عودة النبي من الطائف إلى مكة.

وعندما وصلوا خطَ النبي خطًا لعبدالله بن مسعود وقال له (لا تخرج منه، فإنك إن خرجت لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة).

ثم انطلق النبي عليه الصلاة والسلام للجان فشاهد بن مسعود مشهدًا مهيبًا يقول غشيّ النبي عليه الصلاة والسلام أسودة عظيمه بمعنى ظلام مخيف واختفى من أمامه حتى لم يعد يرى منه شيء ولا يسمع منه شيء ، فخاف ابن مسعود على النبي لكنه سمع صوت عصا النبي وهي تضرب الارض والنبي يقول لهم اجلسوا.

ابن مسعود يقول رأيت رجالًا سود مستثفري ثيابًا بيض بمعنى رجالًا بشرتهم سوداء وعليهم ثيابًا بيضاء ويمشون ويقرعون الدفوف كما تقرع النسوة وكان يرى كائنات تشبه النسور تهوي وتمشي مع قرع الدفوف ومع مرور الوقت بدأ يشاهد بن مسعود الجن وهم يتطايرون ..

يقول ( طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهطٌ ) بمعنى بقي منهم عدد أقل من العشرة فلصقوا بالارض حتى لم يعد يراهم ابن مسعود واستمر النبي عليه الصلاة والسلام عندهم يعلمهم الدين ويقرأ عليهم القرآن وينهاهم عن المنكرات واستمر يفعل ذلك حتى الفجر ..

يقول ابن مسعود: وأمضى الليل كله معهم حتى الفجر، وأنا لا أرى إلا سواد، فوقه سواد، فوقه سواد، حتى حجبوا ما بيني وبين رسول الله إلى السماء ، فلما كان الفجر سمعت لهم أزيز وأصوات، وأخذوا ينقشعون كأنهم سحابة تتلوها سحابة، وبايعوا الرسول على الإسلام، وسلم عليه أمراء الجن وودعوه يقول إبن مسعود: حتى إذا رأيت النبي ﷺ، سمعته يحدث أقواما لا أراهم يقول لهم: (لكم كل عظم وروث) ، فلما تقدم مني رسول الله، مددت يدي كي أصافحه، فمد يده فوجدت يده حارة جداً [كأنك تضع يدك على شيء حار، تلدع يدك فتسحب يدك بسرعة] ، فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟،

 قال: من مصافحة إخوانك من الجن، فإنهم مخلوقون من نار {وخلق الجان من مارج من نار} ،

سألوا الرسول طعاماً فماهو؟

فصلى بهم الفجر وبعد ان انتهى من الصلاة جاء له رجلان من الجن يسألون النبي عن المتاع وأمر لهما بالروث والعظم طعامًا ولحمًا والبعر طعامًا لدوابهم، ونهى النبيُّ أن يُستنجى بعظمٍ أو روثة ، وهذا هو طعام الجن العظم والروث، والبعر لدوابهم ومن هذا الحديث عرفنا أن للجن دواب كما للبشر دواب والله أعلم عن أشكالها وهيأتها.

 فقال إبن مسعود: يا رسول الله، لقد سمعت أزيز وأصوات ، قال له صلى الله عليه وسلم: أما تلك الأصوات فسلامهم عليّ وهم يودعوني مرتحلين إلى بلادهم ، قال: سمعتك تقول: (ولكم كل عظم وروث،

 فقال النبي: أخبرتهم بعد إسلامهم أنه لا يحل لهم أن يعتدوا على طعام مسلم فيأكلوا منه، فقالوا يا رسول الله يضيق بنا الرزق [يصعب علينا نجد أكل] فقلت لهم (لكم كل عظم وروث) ، أما كل عظم؛ فلكم أن تجدوه مكسو لحما كما كان  وكل روث تعود علف لدوابهم.

و من هنا  جاء تشريع النبي ﷺ بعد ذلك:"إذا قضى أحدكم حاجته فلا تستنجوا بعظم ولا روث ؛ فإنه طعام إخوانكم من الجن" ، 

فياأيها المؤمن؛ إن لك إخوان من الجن المسلمين، إخواننا في لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكل عظم ترميه أذكر إسم الله عليه، يرجع لإخواننا من الجن لحما يأكلون منه (فقط للمسلمين منهم،

 يقول إبن مسعود: ثم أخذني النبي صلى الله عليه وسلم، وأراني مباركهم وآثار نيرانهم، فقد صنعوا طعاما وشربوا شرباً في جلوسهم عند النبي صل الله عليه وسلم

 وصف ابن مسعود لهذه الليلة

ابن مسعود كان يصف هذه الليلة ويقول أنها من أرعب الليالي التي مر بها لدرجه أنه لم يجلس طوال الليل وخاف أن يجلس فيتجاوز الخط سهوًا فتتخطفه الجن ويختفي إلى قيام الساعه كون الخط الذي رسمه النبي ليس مسموح لأي إنسي ان يتجاوزه إلا رسول الله.

وهؤلاء الرهط ذهبوا لقومهم ونشروا الاسلام بين الجان أجمع ومن يومها أصبح الجان مقسومين بين مسلم وكافر ، وحسب الروايات فإن النبي عليه الصلاة والسلام شاهد الجن على هيأتهم الحقيقية التي خلقهم بها الله أما ابن مسعود فمختلف والأرجح انه لم يشاهدهم على هيأتهم الحقيقة.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا حبّ نبيّه واتباع سنّته.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون، وغفَل عن ذكره الغافلون.

google-playkhamsatmostaqltradent