recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة من دروس الهجرة الأخذ بالأسباب لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 




 من دروس الهجرة الأخذ بالأسباب 

التخطيط للأمور المهمة والأخذ بالأسباب

اختيار المكان المناسب للدعوة من الأخذ بالأسباب 

الْأَخْذُ بِالْأَسْبَابِ وترتيب الأدوار واختيار الشخصيات 

الْأَخْذُ بِالْأَسْبَابِ واختيار المكان والطريق

الْأَخْذُ بِالْأَسْبَابِ واختيار الزمن والوقت 

 الأخذ بالأسباب و الدعاء والتضرع 

تحميل الخطبة ورد

تحميل الخطبة pdf

  الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أجزل

 الخير للمصلحين ..

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله زعيم المصلحين القائل :"المؤمن للمؤمن

 كالبنيان يشد بعضه بعضاً".اللهم صلاة وسلاماً عليه وعلي آله وصحبه

 والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين .

أما بعد ..فيقول الله تعالي "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ

 كَفَرُوا   ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ   إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا

 فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ   بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا

 السُّفْلَى   وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "(التوبة/40).

عباد الله :" الهجرة النبوية ستبقي معانيها متجددة وسراجاً منيراً علي مر

 العصور والأيام والى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. فكلما هل علينا

 عام هجري جديد يتذكر المسلم هذا الحادث الجلل الذي غير وجه التاريخ

 ,إذ لولا أن منٌ الله علي صاحب الرسالة العصماء به ماعرف الإسلام

 طريقه إلى العالم ..ولكن عناية الله عزوجل هي التي اختارت رسالة

 الإسلام لتخرج العالم من الظلمات إلى النور ..وحادث الهجرة مليء

 بالعظات والعبر والدروس المستفادة من أهمها:

التخطيط للأمور المهمة والأخذ بالأسباب :

إن من صنع الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه وسلم أن أرسل إليه العون

 والمدد ليطمئنه أن عناية الله ترعاه ولن تتركه..       

   وإذا العناية لاحظتك عيونها    * *   نم فالمخاوف كلهن أمان . 

لذلك لم ييأس الرسول صلي الله عليه فبمجرد عودته من الطائف أخذ يخطط

 للهجرة بكل دقة واقتدار.وهذا جانب من جوانب العظمة في هجرته صلي

 الله عليه وسلم فما أظهره من دقة في التخطيط والتقدير السليم لكل

 الاحتمالات يفوق الوصف ..فلم يهاجر إلى المدينة عفوا أو ارتجالاً وكان

 بإمكانه أن يهاجر جهراً أمام أعين الناس ويقول :"إن الله حفظني

 وعصمني من الناس كما أخبره المولي عزوجل بهذه العصمة"يَا أَيُّهَا

 الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ

 يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"(المائدة/67).

اختيار المكان المناسب للدعوة من الأخذ بالأسباب

عباد الله: كانت الهجرة طبقاً لتخطيط محكم وتدبير ملهم لايشوبه خلل

 فكر الرسول صلي الله عليه وسلم في اختيار المكان المناسب والجو

 المناسب الذي تعيش فيه الدعوةوتنمو فاختار المدينة,كما أنه لم يخرج إلا

 بعد أن بايعه أهل يثرب بيعتين العقبة الأولي والثانية قائلاً لهم :"تعالوا

 بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا

 أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في

 معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به

 في الدنيا فهو له كفارة ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله

 إن شاء عاقبه وأن شاء عفاعنه"(السيوطي عن عبادة بن الصامت.(صحيح)

استعينوا علي قضاء حوائجكم بالسر والكتمان

عباد الله :" خطط الرسول صلي الله عليه للخروج من مكة  في سرية

 وكتمان حتى أنه لم يعلم أقرب الناس إلى قلبه صاحبه أبو بكر الصديق

 بموعد الهجرة إلا في اللحظات الأخيرة و كان أبوبكر يستأذنه عليه الصلاة

 و السلام في الهجرة فيثبطه ليكون معه من غير أن يصرح له بذلك 

كماقالت السيدة  عائشة رضي الله عنها : "استأذن أبو بكر في

 الخروج من مكة حين اشتد عليه الأذى فقال له رسول الله صلى الله عليه

 و سلم : أقم فقال : يا رسول الله ! أتطمع أن يؤذن لك ؟ فيقول : إني

 لأرجو ذلك فانتظره أبو بكر ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات

 يوم ظهراً فناداه فقال : أخرج من عندك فقال : يا رسول الله إنما هما

 ابنتاي قال : أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج ؟ فقال : يا رسول الله !

 الصحبة فقال : الصحبة قال : يا رسول الله ! عندي ناقتان قد أعددتهما

 للخروج فأعطى النبي صلى الله عليه و سلم إحداهما ـ وهي الجدعاء 

 فركبها فانطلقا حتى أتيا الغار و هو بثور فتواريا فيه "(عيون الأثر ج1ص296 ).

فأخذ صلى الله عليه وسلم بعوامل السِّرِّية، حتى أنه لما جاء ليخبر أبا بكر

 بأمر الهجرة جاءه في ساعة منكرة متنكراً بردائه فقال:"يا أبا بكر! أخرج

 من عندك. فقال: يا رسول الله! إنما هو ابنتاي" فأخبره رسول الله صلى

 الله عليه وسلم بأن الله قد أمره بأن يهاجر"

ترتيب الأدوار واختيار الشخصيات من الأخذبالأسباب

 عباد الله :" حرص الرسول صلي الله عليه وسلم علي انتقاء شخصيات

 عاقلة لتقوم بالمعاونة في شئون الهجرة، ويلاحظ أن هذه

 الشخصيات كلها تترابط برباط القرابة، أو برباط العمل الواحد، مما يجعل

 من هؤلاء الأفراد وحدة متعاونة على تحقيق الهدف الكبير. وضع كل فرد

 من أفراد هذه الأسرة في عمله المناسب، الذي يجيد القيام به على أحسن

 وجه؛ ليكون أقدر على أدائه والنهوض بتبعاته.

ففكرة نوم علي بن أبي طالب مكان الرسول، فكرة ناجحة، قد ضللت القوم

 وخدعتهم، وصرفتهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى خرج في

 جنح الليل تحرسه عناية الله وهم نائمون، ولقد ظلت أبصارهم معلقة بعد

 اليقظة بمضجع الرسول صلى الله عليه وسلم فما كانوا يشكون في أنه ما

 يزال نائمًا، مسجى في بردته في حين أن النائم هو علي بن أبي طالب 

 رضي الله عنه -. ونرى احتياجات الرحلة قد دبرت تدبيرا محكمًا:

فعلي- رضي الله عنه -: ينام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ليخدع

 القوم، ويُسلَّم الودائع، ويلحق بالرسول.

 وأسماء ذات النطاقين: حاملة التموين من مكة إلى الغار، وسط جنون

 المشركين بحثًا عن محمد صلى الله عليه وسلم ليقتلوه.

فما صنعته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما من إعداد الزاد لرسول الله

 صلى الله عليه وسلم وصاحبه. 

وَنَزَلَ النَّبِي صلي الله عليه وسلم  بَعْدَمَا كَانَتْ أَوَامِرُهُ وَأَوَامِرُ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لِأَسْمَاءَ بِأَنْ تَأْتِيَ بِالزَّادِ؛ لِأَنَّ عَيْنَ الْقَوْمِ رُبَّمَا لَمْ تَلْحَظْهَا، وَلِأَنَّ عَيْنَ الْقَوْمِ رُبَّمَا لَمْ تَذْهَبْ إِلَى أَنَّهَا فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ يُمْكِنُ أَنْ تَخْرُجَ بِزَادٍ وَمَاءٍ -وَهِيَ الْحَامِلُ فِي شُهُورِهَا الْأَخِيرَةِ- إِلَى مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وسلم ..

وعبد الله بن أبي بكررَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: صاحب المخابرات الصادق، وكاشف تحركات العدو.جَعَلَه النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم عَيْنًا عَلَيْهِمْ  فَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى هَذِهِ الْمُهِمَّةِ، فَيَأْتِي بِالْأَخْبَارِ ثُمَّ يَذْهَبُ بِلَيْلٍ إِلَى النبي  صلى الله عليه وسلم هُنَاكَ فِي الْغَارِ، فَيُخْبِرُ النبي  صلى الله عليه وسلم بِنَبَأِ الْقَوْمِ.

وَأَمَّا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ الراعي البسيط الذي قدم اللحم واللبن إلى صاحبي الغار، وبدد آثار

 أقدام المسيرة التاريخية  بأغنامه، كيلا يتفرسها القوم، فَيَأْتِي بِأَغْنَامٍ لَهُ، فَإِذَا مَا ذَهَبَ

 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَذَهَبَتْ أَسْمَاءُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- جَاءَ بِالْأَغْنَامِ وَرَاءَ آثَارِ الْأَقْدَامِ حَتَّى

 تُعَفِّيَ عَلَى آثَارِ الْأَقْدَامِ، فَكَذَلِكَ يَكُونُ الْعَمَلُ. 

واستأجر الرسول صلي الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط -رجلاً من بني الديل- رجل كان

 وقتهامشركاً ولكن استعان به من أجل نصرة الدين فإن الله ينصر الدين بفاسق "ويقول

 صلي الله عليه وسلم:"إنَّ اللهَ ليُؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرجلِ الفاجرِ"(البخاري).فاختاره هادياً لأنه

 كان خريتاً خبيراً بالصحراء؛ من أجل أن يدلهم على الطريق. 

فكان  نعم الدليل للهجرةالأمين علي الرسول  وصحبه،والخبيربطرق  الصحراءالبصيرببو

اطنها فهذا تدبير للأمور على نحو رائع دقيق، واحتياط للظروف بأسلوب حكيم، ووضع

 لكل شخص من أشخاص الهجرة في مكانه المناسب، وسد لجميع الثغرات، وتغطية بديعة

 لكل مطالب الرحلة، واقتصار على العدد اللازم من الأشخاص من غير زيادة ولا

 إسراف. 

عباد الله:" ومن الأخذ بالأسباب: اختيار الغار والطريق 

 دخولهما في غار ثور ومكثهما فيه أياماً ثلاثة إلى أن خف الطلب، وأيس

 القوم من اللحاق بهما، وعند ذلك خرجا. ما بالنا نحن مسلمون مؤمنون

 مصدقون برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإن أهل الكفر قد

 تحكموا في رقابنا، وأديلوا علينا، وطاروا فوق رءوسنا، لِمَ ونحن

 مسلمون وهم كفار؟! فنقول: لأننا لم نأخذ بأسباب القوة التي أمرنا أن

 نأخذ بها، وانتظرنا أن ينزل علينا نصر من السماء دون أن نعد العدة،

 ونأخذ الأهبة، ونعمل بأسباب القوة، ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه

 وسلم رغم أنه موعود من الله بأن يحفظه، وأن يكلؤه ويرعاه إلا أنه أخذ

 بالأسباب.

الْقَوْمُ يَتَوَقَّعُونَ أَنَّ النَّبِيَّ سَيَذْهَبُ إِلَى الشَّمَالِ يَعْنِي إِلَى يَثْرِبَ وَكَانَتْ تُسَمَّى كَذَلِكَ- إِلَى الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَلَكِنَّ خَالَفَ تَوَقُّعَاتِ الْقَوْمِ وَأَصْعَدَ بِهِمْ إِلَى الْجَنُوبِ  خَمْسَةَ أَمْيَالٍ هُنَاكَ فِي غَارِ ثَوْرٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ.

فأخذ رسول الله صلى الله عليه بالأسباب وخرج من غير الطريق

 الذي اعتاده الناس من أجل أن يلبس على القوم، ويعمي عليهم الآثار.

الْأَخْذُ بِالْأَسْبَابِ واختيار الزمن والوقت 

النبي صلي الله عليه وسلم  وَهُوَ يَأْخُذُ بِالْأَسْبَابِ جَمِيعًا مَعَ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ سَيَعْصِمُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ لَمْ يَكُنْ لِيُسْلِمَهُ، 

فلَمَّا أَرَادَ الْهِجْرَةَ خَرَجَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي وَقْتِ الْقَيْلُولَةِ،وقت شديد الحر الوقت

 الذي لا يخرج فيه أحد بل من عادته لم يكن يأتي فيه،وَمَا كَانَ يَذْهَبُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ قَطُّ، لماذا؟ 

حتى لا يراه أحد. فَيدَخَلَ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ يخَرَجَ مِنْ خَوْخَةٍ هُنَاكَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَوْ كَانَ هُنَاكَ رَقْبٌ وَلَوْ كَانَ هُنَاكَ اسْتِخْبَارَاتٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَرْقُبُ مُحَمَّدًا وَصَاحِبَهُ ؛ فَمَا كَانَتْ لِتَعْلَمَ أَنَّ النَّبِي صلي الله عليه وسلم  سَيَدْخُلُ مِنْ بَابِ أَبِي بَكْرٍ وَيَخْرُجُ مِنْ ظَهْرِ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ -مِنْ بَابٍ هُنَاكَ فِي ظَهْرِ الْبَيْتِ مِنْ خَوْخَةٍ هُنَاكَ-،وكان الخروج ليلًا ومن باب خلفي في بيت أبي بكر.  فَخَرَجَ مِنْهَا النَّبِي صلي الله عليه وسلم وعمل علي إخفاء شخصيته صلى الله عليه وسلم أثناء مجيئه للصديق، وجاء إلى بيت  الصديق  وخرج منه متلثمًا؛ لأن

 التلثم يقلل من إمكانية التعرف على معالم الوجه المتلثم. 

 و ظَلَّ النَّبِيُّ فِي الْغَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، لَمْ يَتَعَجَّلْ بِالْخُرُوجِ حَتَّى يَخِفَّ الطَّلَبُ، وَلَمْ يَخْرُجِ النَّبِي صلي الله عليه وسلم إلا بَعْدَ الثَّلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَلَمْ يُطِلْ فِي الْغَارِ الْمُكْثَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ لَوْ ظَلَّ لَكَانَ ذَلِكَ أَدْعَى إِلَى مَعْرِفَةِ مَا تَفْعَلُ أَسْمَاءُ وَمَا يَفْعَلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

عباد الله :"من تأمل حادثة الهجرة ورأى دقة التخطيط فيها، ودقة الأخذ

 بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها، ومن مقدماتها إلى ما جرى بعدها، يدرك

 أن التخطيط المسدد بالوحي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

 قائمًا، وأن التخطيط جزء من السنّة النبوية وهو جزء من التكليف الإلهي

 في كل ما طولب به المسلم، وأن الذين يميلون إلى العفوية بحجة أن

 التخطيط وإحكام الأمور ليسا من السنّة أمثال هؤلاء مخطئون ويجنون على

 أنفسهم وعلى المسلمين. 

فلولا فضل الله ثم وجود التنظيم الدقيق للهجرة وأن كل أمر من أمور

 الهجرة كان مدروسًا دراسة وافية مانجحت وماانتشر الإسلام فهي إرادة الله

عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد فياعباد الله 

لازلنا نواصل الحديث حول الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية 

الأخذ بالأسباب بجانب الدعاء والتضرع 

عباد الله:" إن اتخاذ الأسباب أمر ضروري وواجب،مع الدعاء والتضرع

 ولكن لا يعني ذلك دائمًا حصول النتيجة، ذلك لأن هذا أمر يتعلق بأمر الله،

 ومشيئته ومن هنا كان التوكل أمرًا ضروريًّا، وهو من باب استكمال اتخاذ

 الأسباب. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد كل الأسباب، واتخذ كل

 الوسائل ولكنه في الوقت نفسه مع الله، يدعوه ويستنصره أن يكلل سعيه

 بالنجاح، وهنا يستجاب الدعاء، وينصرف القوم بعد أن وقفوا على باب

 الغار، وتسيخ فرس سراقة في الأرض، ويكلل العمل بالنجاح 

عباد الله:" وكما أخذ الرسول بالأسباب وأعد لذلك عدته كذلك فعل أصحابه 

 ومعنا اليوم قصة في التوكل على الله والأخذ بالأسباب والاستغناء عن

 الناس:للصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حينما قدم

 المدينة مهاجرًا: وبعدما آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بينه وبين

 سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه.

فعرض عليه سعد: أن يعطيه نصف ماله، وكان من أكثر الأنصار مالًا.

وأن يطلق إحدى زوجتيه فيزوجها لعبد الرحمن.

فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق فدله.وما هي

 نتيجة هذا التوكل والاستغناء؟

نتيجته: لأنه استغنى وتوكل على الله واخذ بالأسباب أغناه الله وجعله من

 أكثر الصحابة مالًا وعده الرسول صلي الله عليه وسلم ضمن العشرة

 المبشرين بالجنة .:"ومن ‌يسْتِعففْ ‌يُعِفَّهُ ‌الله، ومن يَسْتَغْنِ يغْنِهِ اللهُ، ومن

 يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وما أعطى اللهُ أحدًا مِنْ عطاءٍ أوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ"(النسائي). 

اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا.اللَّهُمَّ أَخْرِجْنَا مِنْ ذُلِّ الْمَعْصِيَةِ إِلَى عِزِّ

 الطَّاعَةِ.

google-playkhamsatmostaqltradent