recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة فظللت أستغفرالله

 فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً

الحمد لله وكفي

وسلام على عباده الذين اصطفي

وبعد:

يقول الله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }

#عبادالله

إعلموا جيدا أن نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما كان يدعو ربه ويبتهل بقوله: "وقني شر نفسي".

ولقد حرص الإسلام بتعاليمه الراقية  ، وشرائعه السامية ، على تنظيم علاقة الناس بربهم ، حتى ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة ،

وفي الوقت ذاته شرع الاسلام  ما ينظم علاقة الناس بعضهم ببعض ؛ حتى تسود الألفة والمحبة في المجتمع المسلم ،

ولا يتحقق ذلك إلا إذا حرص كل فرد من أفراده على مصلحة غيره حرصه على مصلحته الشخصية ، وبذلك ينشأ المجتمع الإسلامي قويّ الروابط ، متين الأساس .

مصداقا لقوله  صلى الله عليه وسلم : (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) ،

وفي صحيح مسلم : ( يقول صلى الله عليه وسلم :

(فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ )

وجاء عن ابن عمر قال :

أهدي لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأس شاة في زمن فقر فقال إن أخي فلاناً وعياله هم أحوج إليه مني، ثم دفعه إلى الآخر فما زال الآخر يدفعه إلى الثاني والثالث والرابع حتى مر على سبعة أبيات وعاد إلى الأول، فنزل قول الله تعالى: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾.

#أيهاالاخوة

روى الخطيب البغدادي عن أبي بكر الحربي أنه قال: "سمعت السَّريَّ السَّقَطيَّ يقول:

حمدت الله مرة، فأنا أستغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة!

قيل: وكيف ذاك؟! قال: كان لي دكان وكان فيه متاع، فوقع الحريق في سوقنا، فقيل لي، فخرجت أتعرف خبر دكاني، فلقيت رجلًا فقال: أبشر فإن دكانك قد سلم، فقلت: الحمد لله، ثم إني فكرت فرأيتها خطيئة فمنذ ثلاثين سنة وأنا نادم على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيرًا مما للمسلمين"..

   وثمة لمحة من معنى كلامه،

فهذا الرجل عاب على نفسه أنانيته ومحبته لنفسه

وهذا يؤكد لنا أن المسلمين كالجسد الواحد فى حبهم الخير لبعضهم ، وحرصهم على ممتلكاتهم

فإذا كنت تحب لأخيك أن يفتقر وأن يمرض وأن يضرب وأن يسجن فهذا خلاف ما يجب عليك، وهذا بلا شك ضعف في إيمانك، وضعف في ولايتك لأخيك لأنك مأمور بخلاف ذلك،

ولهذا كان حال هذا الرجل الذى أصابه الغم من فرحه لنجاته وسقوط غيره حتى وإن أظهر الحمد رغم عدم منافاته ، لكنه رآها كالذنب فظل يستغفر منها زمنا وأياما

وخلاصة القول

فى صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ، حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ))،

و‏”‏الخير “‏‏ كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية..

 يسرك ما يسرهم ويسوءك ما يسوءهم وتعاملهم بما تحب أن يعاملوك به.

نعم

المحبة الحقيقية في حب الخير والسلامة لمن حولك،

فهل نطبق ذلك فيما بيننا ، أم أن كل واحد فينا يحفر تحت قدم أخيه بئراً....؟

هل واقعنا يشهد بتماسك واتحاد أم أن كل واحد فينا يتمنى من الشر لأخيه ما يخفيه...؟

   وثمة لمحة ثانية من معنى كلام سرى السقطى

هذا الرجل خاف على ممتلكات الناس العامة وأموالهم التى احترقت وهذا يُرشدنا أيضا إلى باب عظيم من أبواب أمة كالجسد الواحد ، ألا وهو المحافظة على المال العام الذي هو ملك لأمَّة بأسرها

قال - صلى الله عليه وسلم -:

"إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة"رواه البخاري

قال ابن حجر: "أي يَتَصرَّفون في مال المسلمين بالباطل، وهو أعمُّ من أنْ يكون بالقِسمة وبغيرها"فتح الباري شرْح صحيح البخاري

ويقول - عليه الصلاة والسلام -: "إن الدنيا خضرة حلوة؛ فمن أخذها بحقها بورك له فيها،ورُبَّ مُتخوِّضٍ في مال الله ومال رسوله ليس له إلا النار يوم القيامة"صححه الألباني في السلسلة الصحيحة

وقال - تعالى -: (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ)

كان معيقب رضي الله عنه خازن بيت المال في عهد عمر رضي الله عنه، وفي أحد الأيام و هو يكنس بيت المال وجد درهما، فأعطاه أحد أبناء عمر رضي الله عنه

يقول معيقب

ثم ذهبت إلى البيت، فهي لحظات فإذا برسول من عمر يطلبني،

فلما ذهبت بيته وجدت عمر والدرهم بيده،

فقال لي: ويحك يا معيقب، أوجدت عليَ في نفسك سببا؟!، مالي و مالك؟.

فقلت: و ما هو يا أمير المؤمنين؟

فقال: أردت أن تخاصمني أمة محمد صلى الله عليه و سلم في هذا الدرهم يوم القيامة؟.

فليسمع من ينصبون على الناس

فليسمع من يأكلون الميراث

فليسمع من يستحلون مال أفراد وجماعات وبنوك ودول...

 عجبت لهذا الرجل......

لما دخل " عروة بن محمد" اليمن بعد أن اختاره سليمان بن عبد الملك واليا على أهلها قال :

( يا أهل اليمن، هذه راحلتي بها سيفي ورمحى ومصحفي فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق )،

و مكث عروة واليا على اليمن 20 سنة، توالى فيها على الملك ثلاثة من أمراء بنى أمية؛ سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عبد الملك،

و عندما خرج عروة من اليمن لم يكن معه إلا سيفه و رمحه و مصحفه

نسألُ الله أن يُجَنِّبنا المكاسبَ المحرَّمة، وأنْ يَحفظَنا عن الحرام أيًّا كان، انه ولى ذلك والقادر عليه

أقول قولي هذا واستغفرُ الله لي ولكم

والتائب من الذنب كمن لا ذنب له..!

  الخطبة الثانية

  عن التفكك الأُسرى:

قال الله تعالى في عقد الزواج: " وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا"

ذات يوم قَالَ رجلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي مِئَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "طَلُقَتْ ثَلاَثاً، وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ اتَّخَذْتَ بِهَا آيَاتِ اللهِ هُزُوًا".

فانظر كيف عدُّوا من بالغ في فصل هذه العلاقة، معتديًا على حرمتها، غير مقدِّر لمكانتها؛ بأنه اتخذ آيات الله هزوًا.

يا رجال

كل حقٍّ يقابله واجب ، وكما نطلب ، يُطلب منا والحياة الزوجية بحاجة إلى التمرير والتطنيش وكثير من التغافل ، لأن صباح النساء ليس كمساءهم

وفي الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ
google-playkhamsatmostaqltradent