recent
أخبار عاجلة

نداء ورجاء لمن يهمه الأمر الشيخ عبدالناصربليح

 نداء ورجاء


لمن يهمه الأمر

تحية طيبة وبعد 
نرجوا من معاليكم إعادة النظر في موضوع خطبة الجمعة بجعله موضوع واحد
حيث أن موضوعات خطبة الجمعة في عهدكم جميلة وشيقة وهادفة ..
والحديث عن موضوع واحد فقط يكون أجمل وأفضل لأسباب كثيرة منها :"

أولاً:" وقت الخطبة خمسة عشر دقيقة وهو وقت مناسب جداًلجمهور المسجد والخطيب و
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد عنه :"لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات"(مسلم والنسائي وأبوداود).
وتوافق هذه الدقائق المعدودة الحكمة التي أطلقها المرحوم الدكتور/محمد علي محجوب وزير الأوقاف الأسيق والتي تقول:" دع الناس يخرجون من المسجد يقولون ليته اطال ولايقولون ليته سكت "
والخطيب البارع الذي يوصل المعلومة في وقت قصير وهذا إن دل فإنما يدل علي أنه يحترم نفسه ويحترم جمهوره ويقوم بتحضير خطبته جيداً لأنه من أسباب طول الخطبة عدم التحضير وعدم التركيز فتجده يسبح هنا وهناك كالغريق الذي لم يتعلم العوم ..

ثانياً :"موضوعات الخطبة شيقة جداً وهادفة جداً جداً وتحتاج لوقت مناسب فمثلاً خطبة الجمعة الماضية "أفلاشققت عن قلبه "موضوع في غاية الروعة وهو علاج لمرض العصر الظن السيء والشكوك والظنون ونظرية المؤامرة التي لوثت المجتمع وخربت البيوت..
وفي نفس الوقت "موضوع الرشوة" موضوع مهم جداً جداً فهو مرض العصرومفهوم الموظف الخاطيء أن الهدايا التي يحصل عليها ليست رشوة فاضطر الكثير من الخطباء لذكر حدث واحد أو حديثين عن الرشوة دون توضيح أو شرح .. وهذا الموضوع كان يحتاج تعريف الرشوة وخطر الرشوة علي الفرد والمجتمع وعواقب الرشوة الوخيمة ونماذج من المرتشين وماألوإليخ من مصير خلف القضبان وفي الأخرة عذاب شديد ..وهكذا
وموضوع خطبة الجمعة القادمة :" كن جميلاً لتر الوجود جميلاً" موضوع رائع يحتاج إلي توضيح وتفسير للجمال الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم كما أن ربنا جميل وكان نبينا جميلاً اتصف بكل مواصفات الجمال .. فمن اتصف بصفات الجمال شعر بوجوده في الحياة وعلم الحكمة التي من أجلها خلق ومن أجلها كرمه الله وهذا يحتاج إلي تفصيل ..

أما الخطبة الثانية عن موضوع الجيران وماأدراك من مشاكل الجيران والشكوي المرة من الجيران وتحتاج لتفصيل وكيف ورث جبريل الجار من جاره وحقوق الجيران والعقوبات التي تنتظر الجار المعتدي علي جاره وعلاج ذلك عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
ثالثاً :" هناك بعض الأئمة والخطباء خبرتهم لاتزال في طور التكوين ويحتاج لتريث وروية حتي يتأقلم مع فن الخطابة وتوصيل المعلومة للمستمع .. وبالتالي فالحديث عن موضوع واحد لايشتت أفكاره ويجعله أكثر تركيزاً في خطبته ..

وخطبة الجمعة في مكوناتها ومفرداتها يجب أن تراعي هذه الفروق، فما يصلح لرجال الصوفية المتبحرون في علومها ولغاتها ومفرداتها، أو ما يصلح للفقهاء والعلماء، لا يصلح للعامة من مزارعين أو عمال أو أنصاف متعلمين، لأن خطيب الجمعة يحمل رسالة ويهدف إلى أن تصل هذه الرسالة إلى كل المستمعين؛ لذلك عليه أن يراعي في خطابه إلى أي جمهور هو موجه، حتى ينتقي الكلمات والعبارات والطريقة المناسبة.

   

رابعاً :" جمهور المسجد ليس كله مثقف فهناك المثقف وهناك العامي وهناك مادون ذلك .. والخطاب المسجدي على أهميته يجب أن يفرق فيه الخطباء بين ثلاثة مستويات من الخطاب، وهذه المستويات الثلاث تندرج تحت خطاب العامة، وخطاب الخاصة ، وخطاب خاصة الخاصة، وما يصلح للمستوى الثالث لا يصلح للمستويين الأول والثاني، وما يصلح للثاني لا يصلح للأول، وما يصلح للأول يصلح للجميع.فلا يستطيع العامي أن يلم بموضوعين في خطبة واحدة ..وهذا عن خبرة نصف قرن في الخطابة ..  وخطبة الجمعة من الأهمية بمكان، بل ربما من أهم أدوات الاتصال بالجمهور، وكذلك الدروس الدينية اليومية أو الأسبوعية ، أو تلك التي تتم بين الصلوات، لأن علماء الاتصال قالوا إن أنجع وسيلة اتصال هي الاتصال الشخصي رغم هذا التطور الهائل في تكنولوجيا الإعلام والاتصال، لذلك يجب أن نراعي أن يكون المقال ( الخطاب) يتناسب مع المقام، والمسجد هو مقام العامة، ومقاله مقال العامة الذي يفهمه الإنسان العادي الذي لم يتلق الكثير من العلم ،ومناسبة المقال والمقام والحال والمأل أن يسيرعلي وتيرة واحدة حتي ينتهي من الخطبة 

خامساً:" الخطبة الثانية دائما نجعلها موجز لأهم نقاط الخطبة الأولي وقد جعلها الحنفية للدعاء فقط بينما نحن نأخذ برأي الجمهور ونجعلها لليسير والقليل من الموعظة الحسنة فندعمها بقصة قصيرة لترسخ في أذن المستمع ماسمعه في الخطبة الأولي وترتبط دائماً أحداث ومشاهد القصة بأحداث الخطبة الأولي ، وعامة الجمهور بحاجة إلى خطاب سهل في الفهم، والقصص القرأني والنبوي والمجتمعي يوصل المعلومة للجمهور  لأن هذا الجمهور لو لم يفهم الرسالة يكون المرسل فشل في تحقيق هدف التأثير، لذلك على الإخوة الخطباء أن يفرقوا في مقالهم بين المقامات المختلفة، فما يصلح لمقام لا يصلح لبقية المقامات، لأننا نريد أن تصل الرسالة إلى كل المستمعين..

هذا والأمر مفوض لله ثم لكم وكما ترونه صالح للإسلام والمسلمين فهو خير
   
أسأل الله أن يكتب لنا الخير في الأمور كلها ، ثم أسأله سبحانه أن يوفقكم في ما ترونه مناسبًا". تقبلوا خالص التقدير"
 
 والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل 

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent