recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ إعداد/ صلاح عبدالخالق

 كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا



"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
معنى الصبر الجميل.
من أنواع الصبر الجميل.
كيف أصل إلى الصبر الجميل ؟

الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا" (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ )
أولاً:معنى الصبر الجميل :
قال تعالى :فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)المعارج .
وقال تعالى :فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف
-قَوْلُهُ تَعَالَى: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى قِسْمَيْنِ مِنْهُ مَا قَدْ يَكُونُ جَمِيلًا وَمَا قَدْ يَكُونُ غَيْرَ جَمِيلٍ، فَالصَّبْرُ الْجَمِيلُ هُوَ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ مُنْزِلَ ذَلِكَ الْبَلَاءِ هُوَ اللَّه تَعَالَى، ثُمَّ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّه سُبْحَانَهُ مَالِكُ الْمُلْكِ وَلَا اعْتِرَاضَ عَلَى الْمَالِكِ فِي أَنْ يَتَصَرَّفَ فِي مِلْكِ نَفْسِهِ فَيَصِيرُ اسْتِغْرَاقُ قَلْبِهِ فِي هَذَا الْمَقَامِ مَانِعًا لَهُ مِنْ إِظْهَارِ الشِّكَايَةِ.وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ مُنْزِلَ هَذَا الْبَلَاءِ،حَكِيمٌ لَا يَجْهَلُ، وَعَالِمٌ لَا يَغْفُلُ، عَلِيمٌ لَا يَنْسَى رَحِيمٌ لَا يَطْغَى، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَكَانَ كُلُّ مَا صَدَرَ عَنْهُ حِكْمَةً وَصَوَابًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَسْكُتُ وَلَا يَعْتَرِضُ.(مفاتيح الغيب (18/431)
-الصَّبْرُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَنِ الْجَزَعِ وَالتَّسَخُّطِ. وَحَبْسُ اللِّسَانِ عَنِ الشَّكْوَى. وَحَبْسُ الْجَوَارِحِ عَنِ التَّشْوِيشِ.مدارج السالكين(2/155).
العنصر الثانى :من أنواع الصبر الجميل مثلاً :
أولا:الصبرُ الجميلُ على عقوق الأبناء:
-قال تعالى:وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)قَالُوا يَا أَبَانَاإِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف
-علم سيدنا يعقوب عليه السلام كذب أولاده عليه ومحاولة قتل يوسف عليه السلام وعقوقهم الواضح له فماذا فعل سيدنا يعقوب ﷺ فى هذه المحن العظيمة :
(1)فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ:أى أني أصبرعلى هذه المحنة صبرا جميلاسالما من السخط والتَّشكِّي إلى الخلق وأستعين الله على ذلك.تفسير السعدى (1/394).
(2) الشكوى إلى الله تعالى : قال تعالى : قال إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يوسف،أي قال لهم يعقوب: لستُ أشكو غميّ وحزني إليكم وإنما أشكوذلك إلى الله فهو الذي تنفع الشكوى إليه{وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} أي أعلم من رحمته وإحسانه ما لا تعلمون أنتم فأرجو أن يرحمني و يلطف بي ويأتيني بالفرج من حيث لا أحتسب. صفوة التفاسير (2/59).-{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}فإن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر،وإنما الذي ينافيه، الشكوى إلى المخلوقين.تفسير السعدى (407)
جزاء الصبر الجميل :قال تعالى :فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)
يوسف.اجتمع شمل الأسرة بعد هذه الصراعات وعاش الجميع فى أمن وأمان وسعادة .
ثانيا: الصبرالجميل عن المعاصى :من أمثلة الصبر عن المعاصى:
(1) صبر سيدنا يوسف ﷺ على كيد امرأة العزيز.
-قال تعالى :وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) يوسف
(2)الصبرعلى التهديد:قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ(32) يوسف.-شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ يَقُولُ: كَانَ صَبْرُ يُوسُفَ عَنْ مُطَاوَعَةِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ عَلَى شَأْنِهَا:أَكْمَلُ مِنْ صَبْرِهِ عَلَى إِلْقَاءِ إِخْوَتِهِ لَهُ فِي الْجُبِّ، وَبَيْعِهِ وَتَفْرِيقِهِمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فَإِنَّ هَذِهِ أُمُورٌ جَرَتْ عَلَيْهِ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ،لَا كَسْبَ لَهُ فِيهَا لَيْسَ لِلْعَبْدِ فِيهَا حِيلَةٌ غَيْرَ الصَّبْرِ، وَأَمَّاصَبْرُهُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ:فَصَبْرُ اخْتِيَارٍ وَرِضًا وَمُحَارَبَةٍ لِلنَّفْسِ.وَلَا سِيَّمَا مَعَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تَقْوَى مَعَهَا دَوَاعِي الْمُوَافَقَةِ فَإِنَّهُ كَانَ شَابًّا، وَدَاعِيَةُ الشَّبَابِ إِلَيْهَا قَوِيَّةٌ. وَعَزَبًا لَيْسَ لَهُ مَا يُعَوِّضُهُ وَيَرُدُّ شَهْوَتَهُ. وَغَرِيبًا، وَالْغَرِيبُ لَا يَسْتَحِي فِي بَلَدِ غُرْبَتِهِ مِمَّا يَسْتَحِي مِنْهُ مَنْ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَمَعَارِفِهِ وَأَهْلِهِ. وَمَمْلُوكًا، وَالْمَمْلُوكُ أَيْضًا لَيْسَ وَازِعُهُ كَوَازِعِ الْحُرِّ. وَالْمَرْأَةُ جَمِيلَةٌ، وَذَاتُ مَنْصِبٍ. وَهِيَ سَيِّدَتُهُ. وَقَدْ غَابَ الرَّقِيبُ.وَهِيَ الدَّاعِيَةُ لَهُ إِلَى نَفْسِهَا. وَالْحَرِيصَةُ عَلَى ذَلِكَ أَشَدَّ الْحِرْصِ، وَمَعَ ذَلِكَ تَوَعَّدَتْهُ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ بِالسِّجْنِ وَالصَّغَارِ. وَمَعَ هَذِهِ الدَّوَاعِي كُلِّهَا صَبَرَ اخْتِيَارًا، وَإِيثَارًا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ.(مدارج السالكين (2/156)
العلاج :الشكوى إلى الله تعالى:قال تعالى :قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ(33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) يوسف
الجزاء :الحفظ و النجاة والفوز:قال تعالى : قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَايُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) يوسف
ثالثا :الصبر الجميل على أذية الخلق باللسان:
- اُتهمت الصديقةبنت الصديق زَوْجِ النَّبِيِّﷺأم المؤمنين السيدة
عائشة بالزنافماذا فعلت؟.عَنْ عَائِشَةَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِﷺ فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ:وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ لِي مَا قِيلَ،وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي بِشَيْءٍ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ:«أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا،فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ،فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ» قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ،مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللهِ ﷺ ،فِيمَا قَالَ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فَقُلْتُ لِأُمِّي:أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ ،فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي نُفُوسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَإِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِي وَإِنِّي، وَاللهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف .قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، قَالَتْ: وَأَنَا، وَاللهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ، وَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُنْزَلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ، وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ:«أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ»فَقَالَتْ لِي أُمِّي:قُومِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ:وَاللهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ،وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللهَ،هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، قَالَتْ:فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ}مِنْكُمْ عَشْرَآيَاتٍ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ بَرَاءَتِي.رواه البخارى (4690)ومسلم (2770).
-أي لا يسعني في هذا الموقف إلاّالصبر والتسليم لأمرالله وانتظارالفرج والبراءة منه عز وجل، فهو الذي يُبرئني وحده دون غيره، وهو الذي يدافع عني دون سواه "منار القارى (4/41).
رابعا- الصبر الجميل على الأمراض:
(1)-قال تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّوَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)الأنبياء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ:ﷺ"إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيَّ اللهِ عليه السلام لَبِثَ بِهِ بَلاؤُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً،فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلَّارَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ. السلسلة الصحيحة (17)-يَذْكُرُتَعَالَى عَنْ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ،مَا كَانَ أَصَابَهُ مِنَ الْبَلَاءِ فِي مَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَسَدِهِ، قَدْ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَايَةً فِي الصَّبْرِ. وَبِهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ فِي ذَلِكَ.تفسير ابن كثير (5/215).بعدأن دعاأيوب ربه بهذه الثقة،وبهذاالأدب والإخلاص كانت الإجابة المتمثلة في قوله تعالى: فَاسْتَجَبْنا لَهُ أى دعاءه وتضرعه فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ أى: فأزلنا ما نزل به من بلاء في جسده، وجعلناه سليما معافى.التفسير الوسيط لطنطاوى (9/241)
(2)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضى الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَاْلَ اللّهُ تَعَالَى"إذَاابتَليتُ عَبِديَ المُؤمِنَ فَلَمْ يَشكِني إلى عُوَّادهِ،أطْلَقتُهُ مِنْ أَسَارِي،ثُم أَبْدَلتُهُ لَحْمَاً خَيراًمِنْ لَحْمِهِ وَدَمَاً خَيراً مِنْ دَمِهِ،ثّم يَستَأنِفُ العَمَلَ"صحيح الجامع (4301).
ابتليت)أي اختبرته وامتحنته(فلم يشكني)أي لم يخبربما عنده من الألم(إلى عواده)أي زواره في مرضه (أطلقته من إساري) أي من ذلك المرض (ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه) الذي أذهبه الألم (ودما خيرا من دمه) الذي أذهبه الألم (ثم يستأنف العمل) أي يكفر المرض عمله السيء ويخرج منه كيوم ولدته أمه،قال حكيم:لاتشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك نعم لا بأس بالإظهار إذا صحت النية كأن يصف ما به للطبيب أو لغيره ليعلمه الصبرأوليظهر بذلك عجزه وافتقاره إلى ربه ولكن يحسن ممن عرف منه القوة والصرامة. فيض القدير (4/494)
الحطبة الثانية :
خامسا :الصبر الجميل على موت الأحبة :قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌوَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)البقرة
-هذه مصائب خمس؛
والجملة هنامؤكدة بثلاثة لنبلونكم؛والفعل هنا مع مؤكدات:القسم،واللام والنون والتقدير:واللَّهِ لنبلونكم ؛والفعل هنامع نون التوكيد و«نبلو»بمعنى نختبر.تفسير القرآن للعثيمين (4/143).
-ولنختبرنكم بشيءٍ يسير من ألوان البلاء مثل الخوف والجوع، وذهاب بعض الأموال، وموت بعض الأحباب،وضياع بعض الزروع والثمار.صفوة التفاسير (1/94).هَذِهِ نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ عَلَى الْمُسْتَرْجِعِينَ الصابرين
(أ) صَلَاةُ اللَّهِ عَلَى عَبْدِهِ:عَفْوُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَتُهُ وَتَشْرِيفُهُ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَالثَّنَاءُ الْحَسَنُ.
(ب)بِالرَّحْمَةِ : كَشْفَ الْكُرْبَةِ وَقَضَاءَالْحَاجَةِ.
(ج)الِاهْتِدَاءَ:إِلَى تَسْهِيلِ الْمَصَائِبِ وتخفيف الحزن.تفسير القرطبى(1/177)
العنصر الثالث : كيف أصل إلى الصبر الجميل ؟
من ذلك مثلا:
(1)الدعاء:قال تعالى:رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) الأعراف {أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً} أصبب الصبر في قلوبنا صباً حتى تمتلئ فلم يبقى للخوف والجزع موضع.أيسرالتفاسير (1/129).
(2)التصبر:قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااصْبِرُواوَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(200)أل عمران.عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضى الله عنه:قال رَسُولَ اللَّهِ ﷺ،وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ،وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» رواه البخارى (1469) ومسلم (1053) "ومن يتصبّر"أي ومن يعود نفسه على الصبر مرة بعد أخرى

 
google-playkhamsatmostaqltradent