recent
أخبار عاجلة

مين هو الطماع؟ الشيخ عبدالناصربليح

 

مين هو الطماع؟


الطمع ممكن يتسلل لقلب أي حد في أي وقت، ولو ما خدناش بالنا، ممكن يسيطر علينا تمامًا. المشكلة إن الطماع دايمًا بيلاقي مبررات تخليه يحس إن اللي بيعمله عادي وما فيهوش أي مشكلة، لكن ساعات الأمور بتخرج عن السيطرة، ووقتها يتحول لإنسان مش بيفكر غير في امتلاك أكتر وأكتر، من غير ما يهتم بأي حد حواليه. ده بيخلي الناس تنفر منه وتبعد عنه، وفي النهاية بيعيش وحيد ومنعزل، وما بيحسش بالرضا أبدًا مهما امتلك.

إيه صفات الشخص الطماع؟

عنده توقعات مبالغ فيها من اللي حواليه

الطماع دايمًا متوقع إن الناس تقدم له مزايا وخدمات من غير سبب، وعنده إحساس إنه يستحق أكتر من غيره، وكأن الآخرين لازم يلبوا رغباته حتى لو ما كانش له حق فيها.

أناني وما بيهتمش بغيره

الشخص الطماع بيركز دايمًا على مصلحته الشخصية، ومش فارق معاه احتياجات أو مشاعر غيره، المهم عنده إنه يحقق رغباته بأي طريقة حتى لو على حساب الناس اللي حواليه.

بيتهرب من المسؤولية

المسؤولية بتحتاج تضحية أو مجهود، وده شيء الطماع مش عايزه، فدايمًا تلاقيه بيتهرب من أي موقف يتطلب منه إنه يشارك أو يدفع تمن حاجة، لأنه عايز كل شيء ببلاش ومن غير تعب.

عايز ياخد جزء من مكاسب غيره

الطماع دايمًا شايف إنه له حق في اللي عند غيره، ولو حد كسب حاجة أو حصل على أي مكسب، ممكن يطلب منه جزء كأنه شيء طبيعي، زي لما حد يربح فلوس مثلاً، فيقول له "هات لي حاجة كده على سبيل التحلية".

عنده غيرة وحسد شديد

الطماع مش بس عايز كل حاجة لنفسه، لكنه كمان بيغير ويحسد الناس اللي حواليه لو حققوا نجاح أو حصلوا على حاجة هو مش قادر يوصل لها، وده بيبان في تعاملاته مع الأصدقاء، الزملاء وحتى أفراد العيلة.

بيحب التكديس والاكتناز

حتى لو مش محتاج حاجة، تلاقي الطماع عايز ياخد أكتر وأكتر، ويجمع الحاجات من غير ما يستعملها، لأنه دايمًا عنده إحساس إنه لازم يكون عنده كل حاجة بزيادة.

دايمًا يتهم غيره بالبخل

علشان يخلي اللي قدامه يديله أكتر، الطماع ممكن يتهمه بالبخل، دي طريقته عشان يضغط على الناس ويحسسهم إنهم لازم يكونوا كرماء معاه ويدولوا اللي هو عايزه.

ما عندوش تعاطف

الطماع مش مهتم بمشاعرك، ولا بيحترم احتياجاتك، سواء كانت عاطفية أو مادية، المهم عنده إنه يحقق أطماعه، وما بيهتمش بقيم زي الحب، الصداقة، أو التعاون.



أنواع الطمع عند الأفراد

الطمع ممكن يتقسم لنوعين:

الطمع الإيجابي

وده طمع محمود ومحبوب، لأنه بيحفّز الإنسان على السعي وراء الأعمال الخيرية، وزيادة الحسنات، والاجتهاد في طاعة الله. ومن أفضل أشكال الطمع الإيجابي، الطمع في دخول الجنة وكسب رضا الله، لأن ده بيكون دافع للإنسان إنه يعمل الخير باستمرار.

الطمع السلبي

وده الطمع المذموم اللي بيذل الإنسان، ويخليه مستعد يتحمل المهانة أو يتخلى عن مبادئه مقابل مكاسب دنيوية زائلة. ده النوع اللي لازم أي شخص يتخلص منه، لأنه صفة غير محبوبة عند الله، وبتسبب فساد في العلاقات والمجتمع.

 

العواقب الناجمة عن الطمع

الطمع من أسوأ الصفات اللي ممكن يمتلكها الإنسان، لأنه بيسبب مشاكل كتير بتأثر على حياته وعلاقاته مع الناس، ومن أهم العواقب اللي بتيجي مع الطمع:

الإحساس المستمر بالنقص

الطماع دايمًا حاسس إنه أقل من غيره، حتى لو كان عنده كل حاجة، لأنه بيقارن نفسه باللي حواليه وعايز يمتلك أكتر طول الوقت.

انعدام البركة في الحياة

الطمع بيخلي الإنسان مش راضي أبدًا عن حاله، وده بيأثر على بركة الرزق والحياة، لأنه دايمًا ساخط ومش شاكر للنعم اللي عنده.

فقدان محبة الناس وتقديرهم

الناس بطبيعتهم بينفروا من الشخص الطماع، لأنه دايمًا بيدور على مصلحته ومش مهتم بغيره، فبالتالي بيخسر احترامهم وحبهم ليه.

نظرة الآخرين السلبية له

الطماع مش بس بيخسر حب الناس، لكنه كمان بيتشاف كشخص مستغل وأناني، والناس بتتعامل معاه بحذر واحتقار أحيانًا. 

فقدان الكرامة

ممكن الطماع يوصل لمرحلة يقبل فيها الإهانة أو الذل عشان يحقق مكاسبه، وده بيقلل من قيمته أمام نفسه وأمام الآخرين.

تقديم تنازلات كثيرة

عشان يحقق مكاسب مادية أو شخصية، الطماع ممكن يتنازل عن مبادئه وقيمه، وده بيأثر على صورته أمام الناس.

الإحساس الدائم بالفقر

مهما كان عنده فلوس أو ممتلكات، الطماع دايمًا حاسس إنه محتاج أكتر، وده بيخليه عايش في إحساس مستمر بالفقر والحرمان.

عدم التوكل على الله

الطماع بيعتمد على نفسه بس في جمع الفلوس أو تحقيق المكاسب، وده بيبعده عن التوكل على الله، فيعيش في قلق وتوتر دائم.

انعدام المحبة بينه وبين المجتمع

لأنه بيحب نفسه أكتر من اللازم ومش بيساعد غيره، الناس بتبعد عنه وما بيحصلش على الحب والدعم اللي أي شخص محتاجه في حياته.

عدم القدرة على السير في الطريق الصحيح

الطماع ممكن يسلك طرق غير سليمة عشان يوصل للي عايزه، وده ممكن يدمر مستقبله ويخليه يعيش حياة مليانة مشاكل.

الفشل في تحقيق النجاح الحقيقي

الطماع ممكن يحقق مكاسب مؤقتة، لكن في النهاية دايمًا بيخسر، سواء خسارة الناس اللي حواليه أو خسارة أخلاقه وقيمه.

فقدان احترام الذات

كل ما زاد طمع الشخص، كل ما فقد احترامه لنفسه، لأنه بيكون مستعد يعمل أي حاجة عشان يوصل للي عايزه، حتى لو كانت غير أخلاقية.

فقدان رضا الله في الدنيا والآخرة

الطمع من الصفات اللي ربنا مش بيحبها، والإنسان الطماع بيكون بعيد عن رضا الله، وده بيأثر على حياته في الدنيا والآخرة.

كيف أتعامل مع شخص طماع؟

التعامل مع الشخص الطماع ممكن يكون صعب ومُرهق، لكنه ضروري عشان تحافظ على راحتك النفسية وما تقعش ضحية استغلاله. إليك بعض الطرق الفعالة:

تجاهله وعدم مجاراته في أطماعه

الطماع مش هيكتفي أبدًا مهما قدمت له، فالأفضل إنك تتجاهله وما تحاول تسايره دايمًا في رغباته وطلباته، لأنه هيستغل ده لصالحه. اعمل اللي مقتنع بيه بس، من غير ما تحس بالذنب.

توقف عن تقديم الخدمات له

الطماع بيشوف الطيبة والكرم على إنها فرصة للاستغلال، مش صفات جيدة فيك. جرب توقف عن تقديم أي خدمات له، وهتشوف بنفسك إذا كانت علاقتكم قائمة على المصلحة بس ولا لأ.

ركّز على نفسك واحتياجاتك

لو الشخص الطماع جزء من حياتك وما تقدرش تنهي علاقتك بيه بسهولة (زي الزوج أو أحد أفراد العيلة)، حاول تدي نفسك الأولوية، وركز على احتياجاتك بدلاً من محاولة إرضائه.

اختبر رغبته في مساعدتك

الشخص الطماع دايمًا عايز ياخد، لكنه نادرًا ما يعطي. جرب تطلب منه مساعدة بسيطة، وشوف رد فعله، لو تهرّب أو انزعج، يبقى هو شخص استغلالي، وعليك وضع حدود صارمة معاه.

اجعله يتحمل المسؤولية

لو بتشتغل مع شخص طماع أو عندك مشروع مشترك معاه، خليه يتحمل جزء من المسؤوليات، مش بس يتمتع بالمكاسب. هتلاقيه غالبًا بيبعد لو حس إنه مش مستفيد بدون مقابل.

انهِ علاقتك به إذا لزم الأمر

لو الشخص الطماع مش حد مهم في حياتك، وما فيش أمل إنه يتغير، الأفضل إنك تبعد عنه تمامًا. قول له بصراحة إنك فاهم نواياه، ولو ما غيرش تصرفاته، اقطع علاقتك بيه بدون تردد، لأنه هيكون عبء نفسي وعاطفي عليك.

 أسئلة وإجابات عن العلاقة مع الشخص الطماع

متى يكون الإنسان طماعاً؟ يكون الإنسان طماعاً عندما يرغب دائماً بالحصول على أشياء إضافية بغض النظر عن حاجته لها، ويرغب بالحصول على كل شيء دون تعب أو جهد، وربما يتصف أيضاً بصفات مثل الغيرة والحسد.

ماذا يقال عن الطماع؟ الكثير من العبارات تصف الطمع والطماع، فيقال عنه أنه جشع ولا يشبع من شيء، وحسود، ولا يحب الخير لغير نفسه، وأناني، والكثير من الصفات السلبية الأخرى.

ما أضرار التعامل مع الشخص الطماع؟ التعامل مع الشخص الطماع يؤدي لشعور بعدم الراحة وعدم الأمان، وربما يعرض الشخص الذي يتعامل معه لخطر الاحتيال أو السرقة أو الحسد، فالطماع يريد إشباع رغباته وأطماعه على حساب أي شيء آخر.

كيف أنهي العلاقة مع شخص طماع؟ تتوقف طريقة انهاء العلاقة مع الشخص الطماع على طبيعة العلاقة التي تربطنا به، فإذا كان شخص مقرب يجب وضع حد لأطماعه ومحاولة مساعدته على تغير هذه الطبيعة السيئة، أما إذا ما لم يكن شخص ذو أهمية كبيرة، فيمكن مواجهته بشكل مباشر بسوء سلوكه وطباعه، والطلب منه انهاء العلاقة بشكل مباشر، وعدم فتح أي باب لإصلاح الأمر.


لكل شيء أصل وأصل الطمع هو التمني والطمع صفة يتصف بها كل الناس سواء ظهرت علاماته عليهم أم لا فهناك من يُخفي أطماعه ولا يتكلم بها والطمع نوعان منها نوع في المخلوق بخالقه كالطمع في رحمته وجنته ومغفرته ورزقه وهدايته له... الخ وهذا مطلوب وهو من مراتب الرجاء.

وأما النوع الثاني فهو طمع المخلوق بمخلوق آخر وهذا النوع بالذات على ثلاثة وجوه ومنها:

 

الوجه الأول: مسموح وهو أن يطمع في أمر شرعي كالزواج والعمل والسكن... الخ.

والوجه الثاني: ممنوع وهو أن يطمع في أمر شرعي لكن طمعه يكون ذلا وخضوعا وإهانة لمكانته بين الناس فيتكلم مع الناس بطرق التعبد وهذه لا تليق إلا عند دعاء الخالق سبحانه وتعالى وليس في دعاء المخلوق.

والوجه الثالث: وهو محرم أي الطمع الذي يأتي بالمحرمات كالزنا وأكل حقوق الناس وأخذ الرشوة أو إعطائها... الخ.

فهذه حقيقة الطمع لأن هناك فئة من الناس تعتقد أن الطمع كله مذموم والصواب هو أنه على قسمين مذموم وممدوح بين الجائز والمحرم كما فصلنا فيه سابقًا.

وهناك نوع من الطمع تتغير فيه النية والقصد حسب الظروف مثل الأطماع السياسية، فهناك من يبحث عن كيفية الوصول للسلطة لخدمة الناس فيتقدم هو للترشح على أمل تحقيق أهداف كان بالأمس يحلم بتجسيدها ميدانيًا، لكن بعد نجاحه واستلام منصبه ومع مرور الزمن قد تتغير الأطماع بين عشية وضحاها فتصبح أطماعه مادية لنفسه وعائلته ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : "لا تسأل الإمارة فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها... " رواه الشيخان.

وهناك نوع آخر من الأطماع ما قد يُفسد المحبة والإحترام بين الناس مثل من يطمع فيما يملكه الغير فيطلب من أموالهم أو أملاكهم... الخ وهذا أيضا على قسمين وهما:

قسم كطمع الإستدانة وهذا مسموح به بشرط دون ذل وخضوع للمعني ودون إلحاح على الطلب إن تم رفضه مسبقًا.

والقسم الثاني وهو طمع الأخذ دون رد وهذا قد يكون مذموما إذا وصل لدرجة أخذ الشيء دون رضا المعطي له وقد يعطيه بسبب كثرة الطلب وليس له رغبة في الإعطاء وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليست في وجهه مُزغة لحم" رواه الشيخان

وهذا الذي يُسمى *الطمع يفسد الطبع* أي يفسد طبيعة الإنسان فلا يستحي أو يخجل من نفسه بسبب أطماعه فمن الواجب هو الإستغناء عنه إذا وصل لهذه الحالة الغريبة فترك الطمع في المخلوقين فضيلة عند المسلم بل هي صيانة لكرامته وستر لمروءته ووقار لإسمه في الحياة وبعد الممات فلا يُذكر بعيب في ألسنة الغير من سوء طمعه بل إن الإستغناء عن الطمع هو نوع من الشموخ وقمة الشهامة ومن متممات للرجولة عند الرجال ومن متممات العفة عند النساء وقد نشدت له هذا البيتين

 

أتطمع في المخلوق          وهو قد  لا يُصْبِحُ

وتترك الخالق ربُ          الكون وفالقُ الصُبْحُ

وأما عن الطمع المسموح به بين الناس فيما بينهم في الدنيا فهذا الطمع يحتاج إلى الصبر قبل تحقيقه وأما بعد تحقيقه فهو يحتاج إلى الشكر فتشكر الله عز وجل أولًا على أن وفقك لنيله ووفق من ساعدك فيه ثم تشكر الذي كان لك عونًا في حاجتك لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" رواه أبو داود وغيره.


 

google-playkhamsatmostaqltradent