حرمة التعدى على الجار
مفهوم الجار وحدوده.
أنواع الجيران فى القرآن
الوصية بالجار.
من فضائل الإحسان إلى الجار
التحذير من أذى الجار.
من حقوق الجار
:الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: حرمة التعدى على الجار.
أولاً:مفهوم الجار وحدوده :
مفهوم الجار: (1)جار[مفرد]:ج جِيران وجِيرة:مَنْ يجاوركَ السَّكن "جارك القريب ولا أخوك البعيد- الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق [مثل].معجم اللغة العربية المعاصرة (1/419)
(2) مَعْنَى الْجِوَارِ: الْمُرَادُ بِالْجَارِ مَنْ تُجَاوِرُهُ وَيَتَرَاءَى وَجْهُكَ وَوَجْهُهُ فِي غُدُوِّكَ أَوْ رَوَاحِكَ إِلَى دَارِكَ، فَيَجِبُ أَنْ تُعَامِلَ مَنْ تَرَى وَتُعَاشِرَ بِالْحُسْنَى.(تفسير المنار (5/75)
(3)اسْمُ الْجَارِ يَشْمَلُ الْمُسْلِمَ وَالْكَافِرَ وَالْعَابِدَ وَالْفَاسِقَ وَالصَّدِيقَ وَالْعَدُوَّ وَالْغَرِيبَ وَالْبَلَدِيَّ وَالنَّافِعَ وَالضَّارَّ وَالْقَرِيبَ وَالْأَجْنَبِيَّ وَالْأَقْرَبَ دَارًا وَالْأَبْعَدَ وَلَهُ مَرَاتِبٌ بَعْضُهَا أَعْلَى مِنْ بَعْضٍ.(فتح البارى (10/441)
(4)مفهوم الجار يتسع ليشمل الجار فى المنزل والجارفى العمل والجار فى السفر والجارفى الحقل و...
حدود الجار :
(1)عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الْجَارِ فَقَالَ: أَرْبَعِينَ دَارًا أَمَامَهُ، وَأَرْبَعِينَ خَلْفَهُ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَسَارِهِ.(صحيح الأدب المفرد للبخارى (80)
(2)اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي حَدِّ الْجِيرَةِ، فَكَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَقُولُ: أَرْبَعُونَ دَارًا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَهُوَ جَارٌ. وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: مَنْ سَمِعَ إِقَامَةَ الصَّلَاةِ فَهُوَ جَارُ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ.وَقَالَتْ فِرْقَةٌ:مَنْ سَاكَنَ رَجُلًا فِي مَحَلَّةٍ أَوْمَدِينَةٍ فَهُوَ جَارٌ.قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:(لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ إِلَى قَوْلِهِ:(ثُمَّ لَا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا فَجَعَلَ تَعَالَى اجْتِمَاعَهُمْ فِي الْمَدِينَةِ جِوَارًا. وَالْجِيرَةُ مَرَاتِبُ بَعْضُهَا أَلْصَقُ مِنْ بَعْضٍ.(تفسير القرطبى (5/185).
ثانيا : أنواع الجيران فى القرآن :
-قال تعالى :وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)النساءالجيران فى القرآن ثلاثة وهم :
الجار الأول: قال تعالى :(الْجَارِ ذِي الْقُرْبَى) .الجار ذو القربى: هو الجار الذي قرب جواره. أو هو الذي له مع الجوار قرب واتصال بنسب أو دين، فإن له مع حق الجوار حق القرابة.(التفسير الوسيط لطنطاوى (3/147)
الجار الثانى :قال تعالى :(وَالْجَارِ الْجُنُبِ) وهو الجار الغير القريب، الذي لا يوجد بينك وبينه نسب ولا رحم ولا عصوبة، فالوصية فيه لكونه جاراً.
الجار الثالث:قال تعالى :(وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)المصاحبة هي المجاورة، كمصاحبة الإنسان للإنسان في الطريق أو في
دروس العلم أو في غير ذلك من أنواع المصاحبة على الخير.(شرح رياض الصالحين –حطيبة (13/3)
ثالثا:الوصية بالجار من أعلى المستويات:
-معنى وصَّى فلانًا بالشَّيء: أوصاه؛ أمره به وفرضه عليه، نصحه وأرشده " {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}0معجم اللغة العربية المعاصرة (2/2452)
(1)الوصية بالجار من خالق الأرض والسموات:-قال تعالى :وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) النساء.أَمَّا الْجَارُ فَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِحِفْظِهِ وَالْقِيَامِ بِحَقِّهِ وَالْوَصَاةِ بِرَعْيِ ذِمَّتِهِ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ. أَلَا تَرَاهُ سُبْحَانَهُ أَكَّدَ ذِكْرَهُ بَعْدَ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَعَلَى هَذَا فَالْوَصَاةُ بِالْجَارِ مَأْمُورٌ بِهَا مَنْدُوبٌ إِلَيْهَا مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا، وَهُوَ الصَّحِيحُ.(تفسير القرطبى (5/183)
(2) الوصية بالجار من سيد الأنبياء ﷺ :-عن أبى أُمَامَةَ قال:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، يَقُولُ: «أُوصِيكُمْ بِالْجَارِ» المعجم الكبير للطبرانى (7523)،صحيح الجامع (2548)
-(أوصيكم بالجار) أَي بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وكف أَنْوَاع الْأَذَى والضر عَنهُ وإكرامه بِكُل مُمكن لما لَهُ من الْحق الْمُؤَكّد.(التيسير بشرح الجامع الصغير (1/388)
(3)الوصية بالجار من جبريل عليه السلام أمين وحى السماء :عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ،حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»صحيح البخارى(6014)،صحيح مسلم (2624)
-هِيَ مُبَالَغَةٌ تُنْبِئُ عَنْ تَعْظِيمِ حَقِّ الْجَارِ وَأَنَّ إِضْرَارَهُ مِنَ الْكَبَائِرِ. الْحَدِيثَ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ بَالغ فِي تَأْكِيد حق الْجَار.(فتح البارى (10/442).
رابعاً: من فضائل الإحسان إلى الجار مثلاً:
(1)من أفضل الناس:عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ» سنن الترمذى (1944) ،صحيح الترغيب (2568). خَيْر [مفرد]:ج أخيار :اسم تفضيل من خارَ: أحسن وأفضل وأنفع "خير البرِّ عاجله.(معجم اللغة العربية المعاصرة (1/712)
(2) الحصول على محبة الملك عزوجل :عن أبى ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ،قَالَ:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ ثَلَاثَةً، وَيُبْغِضُ ثَلَاثَةً قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ،قَالَ:"رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُجَاهِدًا فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَهُ عِنْدَكُمْ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:{إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:4]،قُلْتُ:وَمَنْ؟ قَالَ:"رَجُلٌ لَهُ جَارُ سَوْءٍ يُؤْذِيهِ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللهُ، إِمَّا بِحَيَاةٍ وَإِمَّا بِمَوْتٍ "قُلْتُ: وَمَنْ؟قَالَ:"رَجُلٌ سَافَرَ مَعَ قَوْمٍ فَأَدْلَجُوا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الْكَرَى وَهُوَ النُّعَاسُ، فَضَرَبُوا رُءُوسَهُمْ، ثُمَّ قَامَ فَتَطَهَّرَ رَهْبَةً لِلَّهِ وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَهُ "شعب الإيمان (9102)،صحيح الترغيب (2569)
(3) الزيادة فى الرزق والبركة فى العمر:
-عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لَهَا: «اَنَّهُ مَنْ أَعُطِىَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْن الْخُلُقِ وَحُسْن الْجِوَارِ،يَعْمُرَان الدِّيَار وَيَزِيدانَ فِي الأَعْمَارِ»صحيح الجامع (3767).(ويزدن في الأعمار) كناية عن البركة في العمر بالتوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في آخرته.فيض القدير (4/195)
(4)دخول الجنة بحسن الخلق :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قال:قَالَ رَجُلٌ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا ،وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ،وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا،قَالَ:"هِيَ فِي الْجَنَّةِ "مسند أحمد (9675) ،صحيح الترغيب (2560)
خامساً:التحذير من أذى الجار مثلا ً:(1) ناقص الإيمان :عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ،وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ» صحيح البخارى (6016).
-فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَأْكِيدُ حَقِّ الْجَارِ لِقَسَمِهِ ﷺ عَلَى ذَلِكَ وَتَكْرِيرِهِ الْيَمِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَفِيهِ نَفْيُ الْإِيمَانِ عَمَّنْ يُؤْذِي جَارَهُ بِالْقَوْلِ أَوِ الْفِعْلِ وَمُرَادُهُ الْإِيمَانُ الْكَامِلُ وَلَا شَكَّ أَنَّ الْعَاصِي غَيْرُ كَامِلِ الْإِيمَانِ(فتح البارى (10/444)
(بوائقه) جمع بائقة وهي الظلم والشر والشئ المهلك.
(2) عقوبة أذى الجار مُضاعفة إلى عشرة أضعاف :عَنْ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِأَصْحَابِهِ:" مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا؟ " قَالُوا: حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِأَصْحَابِهِ:"لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ "،قَالَ: فَقَالَ:" مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ " قَالُوا: حَرَّمَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ، قَالَ: " لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ " مسند أحمد (23854) ، صحيح الجامع (5043) الحديث فيه تحذير عظيم من أذى الجار بكل طريق من فعل أو قول.(فيض القدير (5/258).
(3) خصيمك يوم القيامة :
-عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:" أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ " مسند أحمد (17372) ، صحيح الجامع (2563) .(أول خصمين يوم القيامة) أي يختصمان عند الله تعالى. (جاران) لم يحسن أحدهما جوار صاحبه ولم يف له بحقه.(التنوير شرح الجامع الصغير (4/328).
ومقصود الحديث الحث على كف الأذى عن الجار وإن جار وأنه تعالى يهتم بشأنه وينتقم للجار المظلوم من الظالم ويفصل القضاء بينهما وإلا فمن شعائر الإيمان الكف عن أذى الجيران وعدم منازعتهم.فيض القدير (3/84)
(4) محو الحسنات -
-عن أنس بن مالك قال:نزل بالنبي ﷺ أضياف من البحرين فدعا النبي بوضوئه، فتوضأ، فبادروا إلى وضوئه فشربوا ما أدركوه منه. وما انصب منه في الأرض فمسحوا به وجوههم ورءوسهم وصدورهم، فقال لهم النبي ﷺ ص ما دعاكم إلى ذلك؟ قالوا: حبا لك، لعل الله يحبنا يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ " إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله فحافظوا على ثلاث خصال: صدق الحديث،وأداء الأمانة، وحسن الجوار " فإن أذى الجار يمحو الحسنات كما تمحو الشمس الجليد ".السلسلة الصحيحة (2998)
رواه الخلعي في " الفوائد " (18 / 73 / 1)
وبالجملة، فالحديث عندي حسن على الأقل بمجموع هذه الطرق.
(5) لا يدخل الجنة مهما كان حجم أعماله الصالحة :
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» صحيح مسلم (46) صحيح البخارى (6016)
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قال :قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ،إِنَّ فُلَانَةَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " لَاخَيْرَ فِيهَا هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.شعب الإيمان (9098) السلسلة الصحيحة (190).
سادسا ً :من حقوق الجار :-
الْجِيرَانُ ثَلَاثَةٌ جَارٌ لَهُ حَقٌّ وَهُوَ الْمُشْرِكُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَجَارٌ لَهُ حَقَّانِ وَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الْإِسْلَامِ وَجَارٌ لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ مُسْلِمٌ لَهُ رَحِمٌ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَالْإِسْلَامِ وَالرَّحِمِ.فتح البارى (10/442).
من هذه الحقوق مثلا ً:(1) الحقوق السبعة :-
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:«حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ،وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ»صحيح مسلم (2162).الحق السابع :رد السلام. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ"حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلاَمِ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ " صحيح البخارى (1240) وصحيح مسلم (2162)
-وجملة حق الجار أن يبدأه بالسلام ولا يطيل معه الكلام وَلَا يُكْثَرَ عَنْ حَالِهِ السُّؤَالُ وَيَعُودَهُ فِي الْمَرَضِ وَيُعَزِّيَهُ فِي الْمُصِيبَةِ وَيَقُومَ مَعَهُ فِي الْعَزَاءِ وَيُهَنِّئَهُ فِي الْفَرَحِ وَيُظْهِرَ الشَّرِكَةَ فِي السرور معه ويصفح عن زلاته ولا يتطلع مِنَ السَّطْحِ إِلَى عَوْرَاتِهِ وَلَا يُضَايِقُهُ فِي وضع الجذع على جداره ولا في مصب الماء في ميزابه ولا في مطرح التراب في فنائه ولا يضيق طرقه إِلَى الدَّارِ وَلَا يُتْبِعُهُ النَّظَرَ فِيمَا يَحْمِلُهُ إِلَى دَارِهِ وَيَسْتُرُ مَا يَنْكَشِفُ لَهُ مِنْ عَوْرَاتِهِ وَيُنْعِشُهُ مِنْ صَرْعَتِهِ إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ وَلَا يَغْفُلُ عَنْ مُلَاحَظَةِ دَارِهِ عِنْدَ غَيْبَتِهِ وَلَا يَسْمَعُ عَلَيْهِ كَلَامًا وَيَغُضُّ بَصَرَهُ عَنْ حُرْمَتِهِ وَيَتَلَطَّفُ بولده فِي كَلِمَتِهِ وَيُرْشِدُهُ إِلَى مَا يَجْهَلُهُ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ.(إحياء علوم الدين (2/213)
(2) أكرم الجار :
-عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ»
صحيح مسلم (48) .حِفْظُ الْجَارِ مِنْ كَمَالِ الْإِيمَانِ. فتح البارى (10/442) من أمثلة الكرم :
-عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ» صحيح مسلم (2625) إكرامه بإسداء المعروف والخير إليه
(3) البعد عن أذى الجار :
فيجب على الجار أن لا يتعرض لجاره بأي شيء يسوؤه، فلا يتطاول عليه بيده ولا بلسانهِ، ولا يعيره بشيء أو ينتقص منه، ولا يضايقه في طريقه، أو يلقي النفايات عند بابه، أو يوقف سيارته موقفًا يتأذى منه، أو يزعجه بأبواق. ولا يضايقه في بناء ولا ممر، ولا يؤذيه بقذر أو وسخ يلقيه أمام منزله.
(4) احتمال أذى الجار :-
-اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ حَقُّ الْجِوَارِ كَفَّ الْأَذَى فقط بل احتمال الأذى فإن الجار أيضاً قد كف أذاه فليس في ذلك قضاء حق .
(5)يتفقد أحوال الجار:
-عن ابْنَ عَبَّاسٍ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:"لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ "شعب الإيمان (3117) ،صحيح الجامع (5382)(يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ) أَيْ: وَهُوَ عَالِمٌ بِحَالِ اضْطِرَارِهِ، وَقِلَّةِ اقْتِدَارِهِ، وَفِي ذِكْرِ الْجَنْبِ إِشْعَارٌ بِكَمَالِ غَفْلَتِهِ عَنْ تَعَهُّدِ جَارِهِ.مرقاةالمفاتيح(8/3126)
-بلغ ابن المقفع أَنَّ جَارًا لَهُ يَبِيعُ دَارَهُ فِي دَيْنٍ رَكِبَهُ وَكَانَ يَجْلِسُ فِي ظِلِّ دَارِهِ فَقَالَ مَا قُمْتُ إِذًا بِحُرْمَةِ ظِلِّ دَارِهِ إِنْ بَاعَهَا مُعْدَمًا فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَمَنَ الدَّارِ وَقَالَ لا تبعها. (إحياء علوم الدين (2/213)
(6)كما تحب لنفسك :
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " صحيح مسلم (45) - لا يؤمن: يعني لا يكون مؤمناً حقاً تام الإيمان إلا بهذا الشرط؛ أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير، وما يحب لنفسه، من ترك الشر، يعني ويكره لأخيه ما يكره لنفسه، هذا هو المؤمن حقاً، وإذا كان الإنسان يعامل إخوانه هذه المعاملة فإنه لا يمكن أن يغشهم أو يخونهم، أو يكذب عليهم، أو يعتدي عليهم، كما أنه لا يحب أن يُفعل به مثل ذلك.وهذا الحديث يدل على أن من كره لأخيه ما يحبه لنفسه أو أحب لأخيه ما يكره لنفسه فليس بمؤمن، يعني ليس بمؤمن كامل الإيمان.ويدل على أن ذلك من كبائر الذنوب إذا أحببت لأخيك ما تكره لنفسك، أو كرهت له ما تحب لنفسك. (شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (2/590)