العقولُ المحمديّةُ
فمن اى الأبوابِ ندخُلُ مع حضراتِكُم على هذا العنوان بدايةً لابُد ان نعلمَ معنى
"العقولُ المُحمدية " فهى التي تستنيرُ بنورِ الوحيِ، وتهتدي بهدي سيدِ المرسلين ﷺ.
أيّها الإخوةُ المؤمنونَ… إنَّ العَقلَ نِعمةٌ كُبرى، مَنَّ اللهُ بها على الإنسانِ، فجعلهُ بها مُميّزًا عن سائرِ المخلوقاتِ، ومفضّلًا على الكائناتِ. ولقد دعانا اللهُ إلى وحدانيتهِ بالعقل فعلينا ان نُشغلَ عقولنا فى ذلك ففى سورةِ النمل يقولُ " أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ،، أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ،، أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ،،
والحديثَ عن تشغيلِ العقلِ لا يقتصرِ على ما رأهُ حولنا من مظاهرٍ طبيعية او من نمازجِ فى هذا المُجتمعِ تدعوا لتشغيل العقلِ والإنتباه كما قال القائل ::
للهِ في الآفاقِ آياتٌ لعلَ أقلهَا هو ما إليهِ هداكا
أيّها الإخوةُ المؤمنونَ… إنَّ العَقلَ نِعمةٌ كُبرى، مَنَّ اللهُ بها على الإنسانِ، فجعلهُ بها مُميّزًا عن سائرِ المخلوقاتِ، ومفضّلًا على الكائناتِ. ولقد دعانا اللهُ إلى وحدانيتهِ بالعقل فعلينا ان نُشغلَ عقولنا فى ذلك ففى سورةِ النمل يقولُ " أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ،، أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ،، أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ،،
والحديثَ عن تشغيلِ العقلِ لا يقتصرِ على ما رأهُ حولنا من مظاهرٍ طبيعية او من نمازجِ فى هذا المُجتمعِ تدعوا لتشغيل العقلِ والإنتباه كما قال القائل ::
للهِ في الآفاقِ آياتٌ لعلَ أقلهَا هو ما إليهِ هداكا
ولعلَ ما في النفسِ من آياتهِ *** عجبٌ عُجابٌ لو ترى عيناكا
والكونُ مشحونٌ بأسرارٍ إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا
قُل للطبيبِ تخطفتهُ يدُ الردى *** ياشافيَ الأمراضِ من أرداكا؟
قُل للمريضِ نجاَ وعوفيَ بعد ما *** عجزت فنونُ الطبِ : من عافاكا؟
قُل للصحيحِ يموتُ لا من علةٍ *** من بالمنايا ياصحيحُ دهاكا؟
قُل للبصري وكان يحذرُ حُفرةً ***فهوى بها من الذي أهواكا؟
بل سائلِ الأعمىَ خطا بين الزَّحامِ *** بلا اصطدامٍ : من يقودُ خطاكا؟
قُل للجنينِ يعيشُ معزولاً بلا *** راعٍ ومرعى : من الذي يرعاكا؟ قُل للوليد بكى وأجهشَ بالبُكاءِ *** لدى الولادةِ : من الذي ابكاك؟ وإذا ترىَ الثُعبانَ ينفث سُمهَ *** فاسالهُ : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسألهُ كيف تعيشُ ياثُعبانُ أو *** تحيا وهذا السمُ يملأ فاكا؟ \
وأسأل بطونَ النحلِ كيف تقاطرت ***شهداً وقُل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائلِ اللبنَ المُصفى كان بين *** دمٍ وفرثٍ مالذي صفاكا؟
وإذا رأيتَ النخلَ مشقوقَ النوىَ *** فاسألهُ : من يانخلُ شقَ نواكا؟
إذا فإن تشغيل العقلِ لا يقتصرُ على هذه المظاهر التى نراها في الكونِ ،،
إذا فإن تشغيل العقلِ لا يقتصرُ على هذه المظاهر التى نراها في الكونِ ،،
وإن كان الإسلامُ دعانا للنظرِ إليها فالرسولُ صلى اللهُ عليه وسلم قال : ( أوصاني الله بتسع أوصيكم بها: أوصاني ::
١- بالإخلاص في السر و العلانية ،
٢- والعدل في الرضا و الغضب ،
٣- و القصد في الفقر والغنى ،
٤- وأن أعطي من حرمني ،
٥- و أعفو عمن ظلمني ،
٦- وان اصل من قطعني ،
٧- وأن يكون نطقي ذكرا ،
٨- وصمتي فكرا ،
٩- ونظري عبرا ،
١- بالإخلاص في السر و العلانية ،
٢- والعدل في الرضا و الغضب ،
٣- و القصد في الفقر والغنى ،
٤- وأن أعطي من حرمني ،
٥- و أعفو عمن ظلمني ،
٦- وان اصل من قطعني ،
٧- وأن يكون نطقي ذكرا ،
٨- وصمتي فكرا ،
٩- ونظري عبرا ،
والشاهدُ فى هذه الوصايا هى الأخيرة الا وهى
وان يكونَ نظرى عبرى يعنى انظرُ لِما اراهُ حولى من اياتٍ وأأُخذُ منها العبرةَ والعظة ،،
وقال عليُ ابنُ ابي طالب كرم الله وجهه: "إذا تمَ العقلُ نقُصَ الكلام"، وقال: "بكثرةِ الصمتِ تكونُ الهيبة إذا فإن العقل لايتمُ إلا نقُص الكلام
و قال صلى الله عليه وسلم من قبل :"من كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخر فليقُل خيراً أو ليصمُت" .
والقُرآن نفسُهُ يدعوا لتشغيل العقلِ فيقولُ تعالى (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ))
ولذلك إلتقى عالمٌ من علماءِ الهند المُسلمين بأحدِ رجال البحارةِ الإنجليز ودار الحديثُ بينهما عن الإسلام فقال البحارُ الإنجليزىُ للعالم المسلم هل ركبَ نبيكُم مُحمدٌ البحرَ فقال العالمُ المُسلم لا والله ما ركبَ نبيُنا البحرَ طول حياتهِ فقال لهُ البحارُ الإنجليزىُ إذاً من الذي علمهُ علومَ البحار قال لهُ واين علومُ البحار ؟
قال لهُ البحارُ الإنجليزىُ لقد قرأت آية في كتابكُم
لا يعلمُها إلا من غاصَ على علمِ البحارِ غوصاً قال لهُ أىُ ايةٍ تلك هى قولُهُ (( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ))
فقال العالمُ المُسلم لا والله ما ركبَ نبيُنا البحرَ طول حياته قال لهُ البحارُ الإنجليزىُ (( إذا فإن الذي علمهُ علومَ البحار هو الله وأنا اشهد أن لا اله الا الله وأن مُحمداً رسولُ الله
وهكذا العلمُ يُنيرُ العقلُ ويُنيرُ الدُنيا كُلها و يدعوهُ إلى إلإيمان ايضاً
ولقد حرم اللهُ تعالى الخمر لأنها تُغيبُ العقل
فلقد قال رسولُ اللهُ صلى اللهُ عليه وسلم
(( : "لعن اللهُ الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومُبتاعها ، وعاصرها ، ومُعتصرها ، وحاملها ، والمحمولةَ إليه ، وآكل ثمنها." ))
وهذا الحديث صححهُ الألباني
وليسَ للإنسانِ ان يتفلسف والفلسفةُ هى سجلُ الأخطاء البشرية ويقولُ :: المُخدراتُ ليست خمراً
او ان عالمَ الإدمان هو بعيدٌ كُلَ البُعدِ.
عن عالم الخمور فهذا فلسفةٌ لا أصلَ لها
فمن قال هذا فقد اثبتَ انهُ (( جاهلٌ جهولٌ مجهالٌ جِهل )) (( بغلٌ بغولٌ مِبغالٌ بغْل )) (( جحشٌ جحوشٌ مِجحاشٌ جحِش )) فمن الخطاءِ ان يقولَ الإنسانُ مالا يعلم ،، وان يُعلم قبل ان يعلم ،، وإذا آثِمَ لا يندم ،،
لأننا لو اخذنا بالقياسِ نطرحُ هذا السؤال اولاً :: مالحكمةُ من تحريمِ الله للخمر ؟
والجوابُ على هذا السؤالِ :: لأنها تُغيبُ العقل ،، وهكذا تفعلُ المُخدراتُ فى الإنسان تُغيبُ عقلهُ تماماً ،، وعالمُ الإدمان اشدُ حُرمة وخطراً وخطورةً من عالمِ الخمور
ويكفيك ان تعلم ان شاربَ الخمرِ ملعون ،، وبائعها وساقيها ، ومُبتعاها ، وعاصرها كُلُ هؤلاء من الملعونين (( واللعنةُ هى الطردُ من رحمةِ الله ))
واعودُ مرةً أُخرى إلى العقلِ وخاصةً العقول المحمدية
ولا تسأل ساعةَ زواجك وأنت تُريدُ أن تختار زوجةً لاتسأل عن جمالِ المرأةِ فقط بل إسأل أولاً عن عقلِها ودينِها
ولذلك لِما أرادَ الأمامُ احمدُ إبنُ حنبل ان يتزوج ارسل خالتهُ لتخطُبَ لهُ إحدى البناتِ من البيوتِ الصالحة ،،
فذهبت الخالةُ الى أحدَ البيوت الصالحه
وعادت الى الإمام........
وقالت لهُ يا أحمدُ لقد أخترتُ لك فتاةً شقراء خضراء العينين ولكن لها أختا أكبرُ منها
الاختُ الكُبرى سمراء ذاتُ عينٍ واحده
والصُغرى شقراء سليمةُ العينين
فأيهُما تختارُ أنت يا أحمدُ
ثُم قالت الخالةُ لهُ لقد أخترتُ لك الصُغرى الشقراء خضراء العينين فأيتهما تختار
أنتَ يا أحمد
فسألها الإمامُ أحمدُ هذا السؤال ؟
وقال لها اىُ الفتاتين أكملُ عقلاً وديناً ؟؟
فقالت لهُ أما من هذه الناحية فالكُبرى السمراء ذاتُ العينِ الواحدة
قال لها الإمامُ لقد أخترتُها على بركةِ اللهِ ورسولهِ
فعاتبهُ أحدُ اخوانهِ وقال لهُ
يا إمامُ أتختارُ السمراءَ ذاتَ العينِ الواحده
وتتركُ الشقراءَ الجميله
فقال لهُم الإمامُ :: ان حقيقةَ المرأةِ موجودةٌ
فى كُلِ امرأه
ام العقل فقد لايوجدُ فى كُلِ إمرأه
ولذلك قال القائلُ ::
لا تَحسَــبَنَّ العِلمَ يَنفَـعُ وَحـدَهُ :::
ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ ::::
فـــَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً :::
فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأرزاقِ
ومعنى حقيقةُ المرأةٍ موجودةٌ فى كُلِ إمرأة يعنى البضعُ واحد ،، والمكانُ واحد ،، والفرجُ واحد ،،
أما العقلُ هو الذى يختلف لأنهُ ليسَ فى كُلِ إمرأة ،،
(( فاللهُم عقل نسائنا يارب العالمين ))
فلقد قيل لحكيمٍ من الحُكماء ايُ الأشياءِ خيرٌ للمرء..يعنى اىُ الأشياء خيرٌ للإنسان
فماذا قال الحكيمُ لسائلهِ ؟ :: إسمع :::
قال عقلًٌ يعيشٌ بهِ
قيل فإن لم يكُن
قال فإخوةٌ يسترونَ عليه
قيل فإن لم يكُن
قال فمالٌ يتحببُ بهِ إلى الناس
قيل فإن لم يكُن
قال فأدبٌ يتحلىَ بهِ
قيل فإن لم يكُن
قال فصمتٌ يسلمُ بهِ
قيل فإن لم يكُن
قال فموتُهُ أولىَ ليستريحَ منهُ البلادُ والعبادُ
لكنهُ ذكرَ العقلَ اولاً لأنهُ مناطُ التكليف
وبعد ان تكلمنا عن العقلِ وتشغيلِهِ ،، وتمامهِ ،، وتدبُرهِ ،، اقولُ بعد ذلك بأن العقولَ المُحمدية هى التي تستنيرُ بنورِ الوحيِ، وتهتدي بهدي سيدِ المرسلين
ﷺ. واسمحوا لى ان أقُصَ عليكُم هذه القصةَ التى
لا يُصيبُنى المللُ من ابداً ذكرِها
واسمحوا لى ان استعمل بعضَ الألفاظِ العاميةَ
التى جاءت فى هذه القصة كما قيلت لىَ بالضبط ،،
والقصةُ هى ::
جاءه إلىَ رجُلٌ ذاتَ يومٍ ومعهُ زوجتُهُ
واخذَ يشكوا لىَ من زوجتهِ ،،
وقال لىَ يافضيلة الشيخ زوجتى أمامك هذه انصحها بالله عليك لأنها تُريدُ مِنى ان اقطعَ اخويا ولا اذهبُِ إليه ،،
فقُلتُ لها إتقى الله تعالى ياأُختاه واُحذارُكِ من ان تكونى سبباً فى قطيعةِ الأرحام لأن الله تعالى قال (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ))
فقالت والله يافضيلة الشيخ لو علمتَ ماذا فعلَ اخوهُ معهُ لرخصتَ لهُ القطيعة وقُلتَ لهُ لا تذهب إليه مرةً أُخرى وقاطعهُ فاسئلوه بالله عليك ماذا فعل اخوك معك فسألتوهُ ماذا فعل اخوك معك ؟
فقال لى أكلَ ميراثى ياعم الشيخ وما اعطانى شيئاً ،،
فقُلتُ لهُ أكلَ ميراثكَ كُلَهُ فقال لى ايوه ياعم الشيخ بس ده اخويا ياعم الشيخ اخويا بقولك اخويا لا استطيعُ ان أُقاطعهُ ابداً
اُصارحكُم القول أنا قد تضائلتُ امام هذا الرجُل وامَ كلامهِ هذا ،، يعنى حسيت نفسى صُغير اقوى امام هذا الرجُل يعنى إستصغرتُ نفسى ،.
لأنهُ كان بينى وبين اخى الأكبر فى فترةٍ من الفترات بعضُ الخلافات وكان فى النفسِ منهُ شيئ ،.
ولكنهُ ما أكلَ ميراثِى كما حدثَ لهذا الرجُل ،،
ومع ذلك كان فى النفس منهُ شيئ ،،
فتضائلتُ امام هذا الرجُل يعنى إستصغرتُ نفسى امامهُ
وزادنى دهشةً وذهولاً لما سألنى وقالَ لىَ ::
وهل يجوزُ لها ياعم الشيخ ان تمنعَ بناتى عن زيارةِ عمهِم ؟
وكانت خلفتُهُ كُلِهُِا بنات ورُبما كان هذا ، هو الذى جعل اخاهُ يستخفُ به إلى هذا الحد ،، جهلٌ مُركب وتخلُف ،،
هل يجوزُ لزوجتى ياعم الشيخ ان تمنعَ بناتى عن الذهاب إلى عمهِم يعنى عن زيارةِ عمهِم ؟
قُلتُ لها إتقى الله تعالى ولا تمنعىِ بناتكِ من الذهابِ إلى عمهِم
فقالت لىَ يافضيلة الشيخ والله لو علمتَ ماذا فعلَ اخوهُ معهُ ومع بناتهِ فى الأسبوعِ الماضى لقُلتَ لىَ
لا تسمحى لبناتكِ بالذهابِ إلى عمهِم مرةً أُخرى
ثُم قالت لىَ بالله عليك اسألهُ ماذا فعل اخوك معك ومع بناتِك فى الأسبوعِ الماضى فسألتُهُ وقُلتُ لهُ ::
ماذا فعلَ اخوك معك ومع بناتِك فى الأسبوعِ الماضى ؟
قالى ياعم الشيخ كُنتُ عِندهُ فى بيتهِ فى مركز ببا
انا وبناتى فطردني منهُ وطردَ بناتى معى بل رمانى بِحذائهِ والقىَ حذاءهُ علىَ وقال لىَ لا أُريدُ ان اراك مرةً أُخرى لا أنتَ
ولا بناتك ،،
قُلتُ لهُ اصنعَ معك هكذا طردك وطردّ بناتك ورماك بالحذاء قال لى ايوه ياعم الشيخ بس ده اخويا فاهم يعنى اه اخويا ، اخويا ياعم الشيخ ،،
أُصارحكُم القول إستصغرتُ نفسى مرةً أُخرى وأُخرى ،، وقُلتُ فى نفسى اخويا مافعل بىَ هكذا ومع ذلك كان فى النفسِ منهُ شيئ ،، وقُلتُ فى نفسى والله هذا الرجُلُ افضلُ منى بكثير ،، واصارحكُم القول من وقتِها ازلتُ الخلافاتِ التى كانت بينى وبين اخى وكان هذا الرجُلُ سبباً فى هذا ،،
ثُم قُلتُ لزوجتهِ التى كانت معهُ بالله عليكِ أُتركِ زوجكِ يفعلُ ما يشاءُ فوالله زوجُكِ هذا مدرسةٌ يجبُ على الجميعِ ان يتعلموا من هذه المدرسة وانا والله قد تعلمتُ من مدرسةِ زوجِك ،،
وسُبحان الله تمرُ الأيامُ وأرى هذا الرجُلَ الذى اخذتُ منهُ دروساً فى حياتى أراهُ فى إحدى المُستشفيات فناديتُ عليه وقُلتُ خيراً ياأُستاذ احمد ، كان إسمُهُ احمد وقُلتُ خيراً ياأُستاذ احمد لماذا أنت هُنا ؟
فقال لى اخويا ياعم الشيخ أُصيبَ بِجلطةٍ وانا الأن اقومُ على خدمتهِ هُنا فى المُستشفى وهو الأن فى حُجرةِ العنايةِ المُركزة بالله عليك إدعيلوا ياعم الشيخ إنهُ يتألمُ كثيراً ،،
سُبحان الله ما كان منى إلا أننى بكيتُ لما رأيتُهُ
من هذا الرجُل
مرةً أكلَ ميراثهُ كُلَهُ وقال لى اخويا ياعم الشيخ▪️
ومرةً طردَهُ من بيتهِ وطردَ بناتهُ ايضاً معه ومع ذلك قال
اخويا ياعم الشيخ ماهذا ،،
ولم يقُل لى انظُر إلى عاقبةِ الظُلمِ وماذا فعل اللهُ بهِ لأنهُ ظلمنى وشمتَ فيه لا والله
بل قال بالله عليك إدعيلوا ياعم الشيخ إنهُ يتألمُ كثيراً ،، هذه هى العقولُ النيرة هذه هى العقولُ المُحمدية فهذا الرجُلُ ماتعلم العلمَ الشرعى الأزهرى ،، إنما تعلم العلمَ الربانى المُحمدى وهذه تعاليمُ مُحمد ،،
إسمعوا هذا الكلامَ إخوتاه وعووه جيداً ولا تسمحوا لنسائِكُم ان يُفرقوا بينكُم وبين ارحامِكُم وإخوانِكُم واخواتِكُم ،، هذه هى العقولُ المُحمدية التى اضاءها اللهُ بنورِ الإيمانِ ، ونور الإتباعِ ، ونورِ الهُدى والرشاد ،،
وبعد كُلِ هذا نرى بأن للعقلْ اهميةٌ عُظمة
لا تُساويها مكانة وبالرغم من ذلك فإن هُناك حدودٌ للعقلِ ليسَ لهُ ان يتعداها أو أن يتخطاها بمعنى ليس لهُ ان يتجولَ فى ذاتِ الخالق مثلاً ولذلك قيل ::
أنتَ لا تَعرِفُ إيَّاكَ ولاَ
تَدري مَن أنتَ وَلاَ كَيفَ الوُصُولُ
لاَ وَلاَ تَدري صِفَات رُكِّبَت
فِيكَ حَارَت فِي خَفَايَاها العُقُولُ
أَنتَ أكل الخُبزِ لاَ تَعرِفهُ
كَيفَ يَجري مِنكَ أم كَيفَ تَبُول
أين مِنك الرُّوحُ في جَوهَرِهَا
هَل تَرَاهَا فَتَرَى كَيفَ تجولُ
أينَ مِنكَ العَقلُ والفَهمُ إذَا
غَلَبَ النَّومُ فَقُل لي يَا جَهُولُ
فَإذَا كانَت طَوَايَاكَ الَّتي
بَينَ جَنبَيكَ كَذَا فِيهَا ضَلُولُ
كَيفَ تَدري مَن عَلَى العَرشِ استوى
لاَ تَقُل كَيفَ استَوَى كَيفَ النُّزُولُ
فَهُوَ لاَ أَينَ وَلاَ كَيفَ لَهُ
وَهُوَ في كُلِّ النَّوَاحي لاَ يَزُولُ
جَلَّ ذَاتاً وَصِفَاتٍ وَسَمَا
وَتَعَالَى رَبّنَا عَمَّا تَقُولُ
وان يكونَ نظرى عبرى يعنى انظرُ لِما اراهُ حولى من اياتٍ وأأُخذُ منها العبرةَ والعظة ،،
وقال عليُ ابنُ ابي طالب كرم الله وجهه: "إذا تمَ العقلُ نقُصَ الكلام"، وقال: "بكثرةِ الصمتِ تكونُ الهيبة إذا فإن العقل لايتمُ إلا نقُص الكلام
و قال صلى الله عليه وسلم من قبل :"من كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخر فليقُل خيراً أو ليصمُت" .
والقُرآن نفسُهُ يدعوا لتشغيل العقلِ فيقولُ تعالى (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ))
ولذلك إلتقى عالمٌ من علماءِ الهند المُسلمين بأحدِ رجال البحارةِ الإنجليز ودار الحديثُ بينهما عن الإسلام فقال البحارُ الإنجليزىُ للعالم المسلم هل ركبَ نبيكُم مُحمدٌ البحرَ فقال العالمُ المُسلم لا والله ما ركبَ نبيُنا البحرَ طول حياتهِ فقال لهُ البحارُ الإنجليزىُ إذاً من الذي علمهُ علومَ البحار قال لهُ واين علومُ البحار ؟
قال لهُ البحارُ الإنجليزىُ لقد قرأت آية في كتابكُم
لا يعلمُها إلا من غاصَ على علمِ البحارِ غوصاً قال لهُ أىُ ايةٍ تلك هى قولُهُ (( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ))
فقال العالمُ المُسلم لا والله ما ركبَ نبيُنا البحرَ طول حياته قال لهُ البحارُ الإنجليزىُ (( إذا فإن الذي علمهُ علومَ البحار هو الله وأنا اشهد أن لا اله الا الله وأن مُحمداً رسولُ الله
وهكذا العلمُ يُنيرُ العقلُ ويُنيرُ الدُنيا كُلها و يدعوهُ إلى إلإيمان ايضاً
ولقد حرم اللهُ تعالى الخمر لأنها تُغيبُ العقل
فلقد قال رسولُ اللهُ صلى اللهُ عليه وسلم
(( : "لعن اللهُ الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومُبتاعها ، وعاصرها ، ومُعتصرها ، وحاملها ، والمحمولةَ إليه ، وآكل ثمنها." ))
وهذا الحديث صححهُ الألباني
وليسَ للإنسانِ ان يتفلسف والفلسفةُ هى سجلُ الأخطاء البشرية ويقولُ :: المُخدراتُ ليست خمراً
او ان عالمَ الإدمان هو بعيدٌ كُلَ البُعدِ.
عن عالم الخمور فهذا فلسفةٌ لا أصلَ لها
فمن قال هذا فقد اثبتَ انهُ (( جاهلٌ جهولٌ مجهالٌ جِهل )) (( بغلٌ بغولٌ مِبغالٌ بغْل )) (( جحشٌ جحوشٌ مِجحاشٌ جحِش )) فمن الخطاءِ ان يقولَ الإنسانُ مالا يعلم ،، وان يُعلم قبل ان يعلم ،، وإذا آثِمَ لا يندم ،،
لأننا لو اخذنا بالقياسِ نطرحُ هذا السؤال اولاً :: مالحكمةُ من تحريمِ الله للخمر ؟
والجوابُ على هذا السؤالِ :: لأنها تُغيبُ العقل ،، وهكذا تفعلُ المُخدراتُ فى الإنسان تُغيبُ عقلهُ تماماً ،، وعالمُ الإدمان اشدُ حُرمة وخطراً وخطورةً من عالمِ الخمور
ويكفيك ان تعلم ان شاربَ الخمرِ ملعون ،، وبائعها وساقيها ، ومُبتعاها ، وعاصرها كُلُ هؤلاء من الملعونين (( واللعنةُ هى الطردُ من رحمةِ الله ))
واعودُ مرةً أُخرى إلى العقلِ وخاصةً العقول المحمدية
ولا تسأل ساعةَ زواجك وأنت تُريدُ أن تختار زوجةً لاتسأل عن جمالِ المرأةِ فقط بل إسأل أولاً عن عقلِها ودينِها
ولذلك لِما أرادَ الأمامُ احمدُ إبنُ حنبل ان يتزوج ارسل خالتهُ لتخطُبَ لهُ إحدى البناتِ من البيوتِ الصالحة ،،
فذهبت الخالةُ الى أحدَ البيوت الصالحه
وعادت الى الإمام........
وقالت لهُ يا أحمدُ لقد أخترتُ لك فتاةً شقراء خضراء العينين ولكن لها أختا أكبرُ منها
الاختُ الكُبرى سمراء ذاتُ عينٍ واحده
والصُغرى شقراء سليمةُ العينين
فأيهُما تختارُ أنت يا أحمدُ
ثُم قالت الخالةُ لهُ لقد أخترتُ لك الصُغرى الشقراء خضراء العينين فأيتهما تختار
أنتَ يا أحمد
فسألها الإمامُ أحمدُ هذا السؤال ؟
وقال لها اىُ الفتاتين أكملُ عقلاً وديناً ؟؟
فقالت لهُ أما من هذه الناحية فالكُبرى السمراء ذاتُ العينِ الواحدة
قال لها الإمامُ لقد أخترتُها على بركةِ اللهِ ورسولهِ
فعاتبهُ أحدُ اخوانهِ وقال لهُ
يا إمامُ أتختارُ السمراءَ ذاتَ العينِ الواحده
وتتركُ الشقراءَ الجميله
فقال لهُم الإمامُ :: ان حقيقةَ المرأةِ موجودةٌ
فى كُلِ امرأه
ام العقل فقد لايوجدُ فى كُلِ إمرأه
ولذلك قال القائلُ ::
لا تَحسَــبَنَّ العِلمَ يَنفَـعُ وَحـدَهُ :::
ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ ::::
فـــَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً :::
فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأرزاقِ
ومعنى حقيقةُ المرأةٍ موجودةٌ فى كُلِ إمرأة يعنى البضعُ واحد ،، والمكانُ واحد ،، والفرجُ واحد ،،
أما العقلُ هو الذى يختلف لأنهُ ليسَ فى كُلِ إمرأة ،،
(( فاللهُم عقل نسائنا يارب العالمين ))
فلقد قيل لحكيمٍ من الحُكماء ايُ الأشياءِ خيرٌ للمرء..يعنى اىُ الأشياء خيرٌ للإنسان
فماذا قال الحكيمُ لسائلهِ ؟ :: إسمع :::
قال عقلًٌ يعيشٌ بهِ
قيل فإن لم يكُن
قال فإخوةٌ يسترونَ عليه
قيل فإن لم يكُن
قال فمالٌ يتحببُ بهِ إلى الناس
قيل فإن لم يكُن
قال فأدبٌ يتحلىَ بهِ
قيل فإن لم يكُن
قال فصمتٌ يسلمُ بهِ
قيل فإن لم يكُن
قال فموتُهُ أولىَ ليستريحَ منهُ البلادُ والعبادُ
لكنهُ ذكرَ العقلَ اولاً لأنهُ مناطُ التكليف
وبعد ان تكلمنا عن العقلِ وتشغيلِهِ ،، وتمامهِ ،، وتدبُرهِ ،، اقولُ بعد ذلك بأن العقولَ المُحمدية هى التي تستنيرُ بنورِ الوحيِ، وتهتدي بهدي سيدِ المرسلين
ﷺ. واسمحوا لى ان أقُصَ عليكُم هذه القصةَ التى
لا يُصيبُنى المللُ من ابداً ذكرِها
واسمحوا لى ان استعمل بعضَ الألفاظِ العاميةَ
التى جاءت فى هذه القصة كما قيلت لىَ بالضبط ،،
والقصةُ هى ::
جاءه إلىَ رجُلٌ ذاتَ يومٍ ومعهُ زوجتُهُ
واخذَ يشكوا لىَ من زوجتهِ ،،
وقال لىَ يافضيلة الشيخ زوجتى أمامك هذه انصحها بالله عليك لأنها تُريدُ مِنى ان اقطعَ اخويا ولا اذهبُِ إليه ،،
فقُلتُ لها إتقى الله تعالى ياأُختاه واُحذارُكِ من ان تكونى سبباً فى قطيعةِ الأرحام لأن الله تعالى قال (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ))
فقالت والله يافضيلة الشيخ لو علمتَ ماذا فعلَ اخوهُ معهُ لرخصتَ لهُ القطيعة وقُلتَ لهُ لا تذهب إليه مرةً أُخرى وقاطعهُ فاسئلوه بالله عليك ماذا فعل اخوك معك فسألتوهُ ماذا فعل اخوك معك ؟
فقال لى أكلَ ميراثى ياعم الشيخ وما اعطانى شيئاً ،،
فقُلتُ لهُ أكلَ ميراثكَ كُلَهُ فقال لى ايوه ياعم الشيخ بس ده اخويا ياعم الشيخ اخويا بقولك اخويا لا استطيعُ ان أُقاطعهُ ابداً
اُصارحكُم القول أنا قد تضائلتُ امام هذا الرجُل وامَ كلامهِ هذا ،، يعنى حسيت نفسى صُغير اقوى امام هذا الرجُل يعنى إستصغرتُ نفسى ،.
لأنهُ كان بينى وبين اخى الأكبر فى فترةٍ من الفترات بعضُ الخلافات وكان فى النفسِ منهُ شيئ ،.
ولكنهُ ما أكلَ ميراثِى كما حدثَ لهذا الرجُل ،،
ومع ذلك كان فى النفس منهُ شيئ ،،
فتضائلتُ امام هذا الرجُل يعنى إستصغرتُ نفسى امامهُ
وزادنى دهشةً وذهولاً لما سألنى وقالَ لىَ ::
وهل يجوزُ لها ياعم الشيخ ان تمنعَ بناتى عن زيارةِ عمهِم ؟
وكانت خلفتُهُ كُلِهُِا بنات ورُبما كان هذا ، هو الذى جعل اخاهُ يستخفُ به إلى هذا الحد ،، جهلٌ مُركب وتخلُف ،،
هل يجوزُ لزوجتى ياعم الشيخ ان تمنعَ بناتى عن الذهاب إلى عمهِم يعنى عن زيارةِ عمهِم ؟
قُلتُ لها إتقى الله تعالى ولا تمنعىِ بناتكِ من الذهابِ إلى عمهِم
فقالت لىَ يافضيلة الشيخ والله لو علمتَ ماذا فعلَ اخوهُ معهُ ومع بناتهِ فى الأسبوعِ الماضى لقُلتَ لىَ
لا تسمحى لبناتكِ بالذهابِ إلى عمهِم مرةً أُخرى
ثُم قالت لىَ بالله عليك اسألهُ ماذا فعل اخوك معك ومع بناتِك فى الأسبوعِ الماضى فسألتُهُ وقُلتُ لهُ ::
ماذا فعلَ اخوك معك ومع بناتِك فى الأسبوعِ الماضى ؟
قالى ياعم الشيخ كُنتُ عِندهُ فى بيتهِ فى مركز ببا
انا وبناتى فطردني منهُ وطردَ بناتى معى بل رمانى بِحذائهِ والقىَ حذاءهُ علىَ وقال لىَ لا أُريدُ ان اراك مرةً أُخرى لا أنتَ
ولا بناتك ،،
قُلتُ لهُ اصنعَ معك هكذا طردك وطردّ بناتك ورماك بالحذاء قال لى ايوه ياعم الشيخ بس ده اخويا فاهم يعنى اه اخويا ، اخويا ياعم الشيخ ،،
أُصارحكُم القول إستصغرتُ نفسى مرةً أُخرى وأُخرى ،، وقُلتُ فى نفسى اخويا مافعل بىَ هكذا ومع ذلك كان فى النفسِ منهُ شيئ ،، وقُلتُ فى نفسى والله هذا الرجُلُ افضلُ منى بكثير ،، واصارحكُم القول من وقتِها ازلتُ الخلافاتِ التى كانت بينى وبين اخى وكان هذا الرجُلُ سبباً فى هذا ،،
ثُم قُلتُ لزوجتهِ التى كانت معهُ بالله عليكِ أُتركِ زوجكِ يفعلُ ما يشاءُ فوالله زوجُكِ هذا مدرسةٌ يجبُ على الجميعِ ان يتعلموا من هذه المدرسة وانا والله قد تعلمتُ من مدرسةِ زوجِك ،،
وسُبحان الله تمرُ الأيامُ وأرى هذا الرجُلَ الذى اخذتُ منهُ دروساً فى حياتى أراهُ فى إحدى المُستشفيات فناديتُ عليه وقُلتُ خيراً ياأُستاذ احمد ، كان إسمُهُ احمد وقُلتُ خيراً ياأُستاذ احمد لماذا أنت هُنا ؟
فقال لى اخويا ياعم الشيخ أُصيبَ بِجلطةٍ وانا الأن اقومُ على خدمتهِ هُنا فى المُستشفى وهو الأن فى حُجرةِ العنايةِ المُركزة بالله عليك إدعيلوا ياعم الشيخ إنهُ يتألمُ كثيراً ،،
سُبحان الله ما كان منى إلا أننى بكيتُ لما رأيتُهُ
من هذا الرجُل
مرةً أكلَ ميراثهُ كُلَهُ وقال لى اخويا ياعم الشيخ▪️
ومرةً طردَهُ من بيتهِ وطردَ بناتهُ ايضاً معه ومع ذلك قال
اخويا ياعم الشيخ ماهذا ،،
ولم يقُل لى انظُر إلى عاقبةِ الظُلمِ وماذا فعل اللهُ بهِ لأنهُ ظلمنى وشمتَ فيه لا والله
بل قال بالله عليك إدعيلوا ياعم الشيخ إنهُ يتألمُ كثيراً ،، هذه هى العقولُ النيرة هذه هى العقولُ المُحمدية فهذا الرجُلُ ماتعلم العلمَ الشرعى الأزهرى ،، إنما تعلم العلمَ الربانى المُحمدى وهذه تعاليمُ مُحمد ،،
إسمعوا هذا الكلامَ إخوتاه وعووه جيداً ولا تسمحوا لنسائِكُم ان يُفرقوا بينكُم وبين ارحامِكُم وإخوانِكُم واخواتِكُم ،، هذه هى العقولُ المُحمدية التى اضاءها اللهُ بنورِ الإيمانِ ، ونور الإتباعِ ، ونورِ الهُدى والرشاد ،،
وبعد كُلِ هذا نرى بأن للعقلْ اهميةٌ عُظمة
لا تُساويها مكانة وبالرغم من ذلك فإن هُناك حدودٌ للعقلِ ليسَ لهُ ان يتعداها أو أن يتخطاها بمعنى ليس لهُ ان يتجولَ فى ذاتِ الخالق مثلاً ولذلك قيل ::
أنتَ لا تَعرِفُ إيَّاكَ ولاَ
تَدري مَن أنتَ وَلاَ كَيفَ الوُصُولُ
لاَ وَلاَ تَدري صِفَات رُكِّبَت
فِيكَ حَارَت فِي خَفَايَاها العُقُولُ
أَنتَ أكل الخُبزِ لاَ تَعرِفهُ
كَيفَ يَجري مِنكَ أم كَيفَ تَبُول
أين مِنك الرُّوحُ في جَوهَرِهَا
هَل تَرَاهَا فَتَرَى كَيفَ تجولُ
أينَ مِنكَ العَقلُ والفَهمُ إذَا
غَلَبَ النَّومُ فَقُل لي يَا جَهُولُ
فَإذَا كانَت طَوَايَاكَ الَّتي
بَينَ جَنبَيكَ كَذَا فِيهَا ضَلُولُ
كَيفَ تَدري مَن عَلَى العَرشِ استوى
لاَ تَقُل كَيفَ استَوَى كَيفَ النُّزُولُ
فَهُوَ لاَ أَينَ وَلاَ كَيفَ لَهُ
وَهُوَ في كُلِّ النَّوَاحي لاَ يَزُولُ
جَلَّ ذَاتاً وَصِفَاتٍ وَسَمَا
وَتَعَالَى رَبّنَا عَمَّا تَقُولُ