recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة مصر لا تعرف الهزيمة أبداً

مِصْرٌ لَا تَعَرُّفُ الْهَزِيمَةِ أَبَدًا



الحمدُ للهِ ، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا رسول الله،

أَمَّا بَعْدُ :

يَقُولُ اللَّهُ ﷻ :

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"(الأحزاب/).

 عبادالله:

اعلموا جيدا أن حماية الأوطان والدفاع عنها ليست خيارًا يُترك للإنسان ...، بل تكليفًا إلهيًّا لا يسقط مهما تغيرت الظروف والأحداث.ومن ضيَّع وطنه ضيَّع مستقبله وأضاع تاريخه،ومن الأحداث التاريخية التي سُجِلت في صفحات التاريخ ، وينحنى لها جبين الزمن احتراما ..تلكم الصفحة التى ضربت أروع الأمثلة فى استرداد شرف الأمم وشرف الدفاع عن الأرض والوطن...

إنها صفحة السادس من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين...

نعم

هذه الصفحة المضيئة أكدت على أنه

اذا كان الدفاع عن الوطن واجبا فطريا على كل إنسان، فهو على كل مسلم واجب من الواجبات الشرعية، والدفاع عن مصر خصوصًا من أوجب الواجبات ..

لماذا........؟

لأنها درة الإسلام، وبلد الأزهر، وبلد العلماء والفقهاء والشعراء ،

لأنها رأس الحضارة، وغوث البلاد، وميزان الشرق الأوسط، وأم الدنيا، ومنها ينبثق كل خير إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها

 ايهاالاخوة:

من المواقف المشرفة التى ارتبطت بهذه الصفحة التاريخية ما سأنقله لكم الآن... 

في حرب أكتوبر 1973، لم تكن مصر وحدها

معظم الدول العربية ساندت، ووقفت بشرف

لكن صوتًا واحدًا دوّى في العالم كله

صوت الملك فيصل بن عبد العزيز، حين قالها صريحة:

"لا نفط للعالم… ومصر تحارب"

"حرب مصر هي حرب الأمة كلها"

لم يخشَ أحدًا، لم يساوم، لم يتردد

قال عبارته التي دخلت التاريخ: "نحن كنا ولا نزال بدو، وكنا نعيش في الخيام وغذاؤنا التمر والماء فقط، ونحن مستعدون للعودة إلى ما كنا عليه.فلئن نخسر المال ولا نخسر الشرف"

أما أنتم الغربيون؛ فهل تستطيعون أن تعيشوا بدون النفط؟!"

ثم أغلق صمامات النفط، وقال:

"والله، لا قطرة نفط لهم… وإخواننا المصريون في الحرب"

لم يكن مجرد تهديد

بل نفذ وعده، واشتعلت أزمة الطاقة في العالم

المصانع توقفت، الطرق أظلمت، والأسواق انهارت

فجاءه وزير خارجية أمريكا بنفسه، يطلب منه السماح بتصدير النفط

لكن فيصل نظر إليه بثبات وقال:

"أخواننا يُقتلون… وأنتم تريدون نفطًا؟

لا والله لا نفط حتي تنتهي الحرب "

وعندما قطع الملك فيصل مد البترول عن الغرب في حرب أكتوبر، وقال قولته الشهيرة : " عشنا ، وعاش اجدادنا، على التمر واللبن ، وسنعود لهما " .

زاره يوما وزير الخارجية الأمريكي وقتها هنري كسينجر ، في محاولة لإثنائه عن قراره ،

ويقول كيسينجر في مذكراته ، إنه عندما التقى الملك فيصل في جدّه ، سنة 1973م ،

رآه متجهماً ، فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة ، فقال : ” إن طائرتي تقف

هامدة في المطار ، بسبب نفاذ الوقود ، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها ، وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة ؟

يقول كيسنجر : لم يبتسم الملك ، بل رفع رأسه نحوي ، وقال :

( وأنا رجل طاعن في السن ، وامنيتي أن اصلي ركعتين في المسجد

الاقصى قبل أن أموت ، فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية ؟ )

#وهنا أقول

ماذا لو اتحد العرب ...؟

أعداؤنا يدركون تماما أن الغضب العربي ما دام محصورا في البيانات، مهما بلغت حدته، فهو غضب يمكن احتواؤه وتجاوزه، بل والبناء عليه لابتلاع مساحات جديدة من الأرض والسيادة والقرار.

 وثمة موقف آخر

فضيلة العالم الجليل الشيخ عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر

خلال فترة الاستعداد للحرب، استيقظ الشيخ عبد الحليم محمود ذات يوم من النوم مستبشرًا بعدما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، يصطحبه معه ومعه علماء المسلمين وضباط وجنود القوات المسلحة وعبر بهم قناة السويس.

وعقب استيقاظ الشيخ عبد الحليم محمود من نومه ذهب على الفور إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأخبره بما رآه في المنام؛ ليستبشر الرئيس السادات خيرًا باقتراب النصر والعبور.

 وثمة موقف ثالث

وهى إقناع الجانب الإسرائيلى بعدم الحرب

فكانت خطة التمويه والخداع من السادات  فقبل اندلاع حرب أكتوبر أُعلن عن تسيير رحلات عمرة وتقدم الضباط والعساكر وذهبوا للسفر، وكذلك سرحت مصر 20 ألف عسكري، وكان هذا تمويه حيث أدخل بدلًا منهم دون علم العدو.

 وكذلك جُهّز لزيارة وزير دفاع رومانيا إلى مصر في 5 أكتوبر من أجل إكمال المناورة على إسرائيل، وطبقنا المفاجأة بالهجوم في وقت غير متوقع وسلاح غير متوقع في مكان غير متوقع، وهذا ما حقق النصر لمصر.

 وثمة موقف رابع

السادات في خطابه بالكنيست:

أرضنا لا تقبل المساومة وليست عُرضة للجدل.. إن التراب الوطني والقومي يعتبر لدينا في منزلة الوادي المقدس طُوى الذي كلَّم فيه الله موسى عليه السلام.. ولا يملك أي منّا ولا يقبل أن يتنازل عن شبر واحد منه أو أن يقبل مبدأ الجدل والمساومة عليه

ذكاء ووطنية وإدارة

 أيهاالإخوة:

مصر لا تعرف الهزيمة أبدا، ولا تستسلم لها،

وكم من حروب خاضها الجيش المصرى وعاد منها منتصرا

هزمنا الصليبيين فى حطين

هزمنا المغول والتتار فى عين جالوت

وختمناها بهزيمة بنى صهيون فى حرب 73

وبعون الله كم تم القضاء على هؤلاء سيتم القضاء على غيرهم

فالعطاء لا يزال مستمرًا، والدفاع عن الوطن ما زال باقيًا،

فالتاريخ بيثبت أن مصر بشعبها وجيشها مُسالمين لا تعتدي علي أحد ..

وعلي الجميع أن يخشي جيش عقيدته النصر أو الشهادة

حمي الله مصر وجيشها وشعبها من كل مكروه وسوء

 وختاما نقول

إن الجندية في الإسلام ليست مجرد مهنة، بل هي شرف عظيم ومنزلة رفيعة،

فالجندي الذي يحمل السلاح ويسهر على حماية حدود الوطن، هو مرابط في سبيل الله، وله من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله.

فجنودنا هم فخر أمتنا، وعنوان صمودنا، فلنصطف خلفهم، ولنربِّ أجيالنا على أن يكونوا نموذجاً حياً للاقتداء بهم، والسير على منوالهم في مسيرة العطاء والبذل.

 وأخيرا نؤكد

كل مواطن جندي في موقعه

كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن مهما اختلف دينه أو فكره أو لونه، يجب أن ينظر في أثر عمله ومدى نفعه للوطن،

فالجندي يستعد بالعُدَّة والعَتاد للدفاع عن الوطن حتى يكون صادقًا في وطنيته،

والصانع يجب عليه أن يجيد صنعته ويُـحكمها حتى يكون نافعًا لوطنه،

والطالب يذاكر دروسه ويهتم بتعليمه حتى يكون صادقًا في محبته لوطنه،

والموظف يمتنع عن أكل الرشا وعن تعطيل مصالح الناس حتى يكون صادقًا في محبته لوطنه، وهكذا في كل عمل يعمله الإنسان، يجب أن يكون مصدرَ قوة وإعزاز للوطن من خلال عمله، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}

ولفظ "القوة"

جاء نكرة، بغير ألف ولام ليفيد العموم فيشمل: القوة العسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والأخلاقية ... إلخ.

 فالعالِم يحمي وطنه بنشر الوعي والمعرفة التي تحصِّن المجتمع من الجهل والتطرف، ويُسهم في بناء جيل واعٍ مثقف قادر على الدفاع عن دينه ووطنه فكريًّا وعمليًّا.

والتاجر الأمين يحمي وطنه بأن يحافظ على الأمانة والصدق في التعامل، ويُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل للشباب، ويشارك في المبادرات المجتمعية والخيرية التي تخدم الوطن.

والفلاح يحمي الأمن الغذائي للوطن، وهو خط الدفاع الأول ضد الجوع، ويحافظ على الأرض، ويسهم في استدامة الموارد الطبيعية، ويمثل روح الصبر والانتماء للأرض، وهي من ركائز الوطنية.

والعامل يبني الوطن بيده، سواء في المصانع أو الورش أو مواقع البناء، ويسهم في الإنتاج والتنمية، ويظهر صورة المواطن المجتهد، ويحافظ على النظام والانضباط، مما يعزز قوة المجتمع وتماسكه.

وكل الشعب يجب عليه أن يحترم القانون ويشارك في حماية الممتلكات العامة، ويربي أبناءه على حب الوطن والغيرة على كرامته، ويسهم في نشر القيم الإيجابية، والتصدي للشائعات والمخاطر الفكرية.

فحماية الوطن هي مسئولية كل مواطن في موقعه، فالوطن يُبنى بالعلم، ويُحمى بالأخلاق، ويزدهر بالعمل والإنتاج، ويُصان بالوعي والثقافة.

إن شرف الجندية لا يقتصر على حمل السلاح والقتال، بل يشمل كل عمل يهدف إلى حماية الوطن ورفعته.

فالطبيب الذي يعالج المرضى، والمهندس الذي يبني العمران، والمعلم الذي يربي الأجيال،

كل هؤلاء يساهمون في بناء الوطن وحمايته،

وكل منهم له نصيب من شرف الجندية إذا كانت نيته خالصة لله تعالى، ويهدف من عمله إلى خدمة وطنه وأمته.

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم .

والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .........!

الخطبة الثانية:

قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}

وعن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: «بئسَ مطيَّةُ الرَّجلِ زعموا».

الكلمة قد تصنع وعيًا وقد تُحبط مؤامرة، وأن الخطبة قد تكون أحيانًا أقوى من الرصاص لأنها تعالج العقول والقلوب و تحصّن الناس ضد الشائعات وتغرس فيهم حب التضحية والفداء.

فعلينا أن نغرس في نفوس أبنائنا حب الوطن والانتماء إليه، والحفاظ عليه من شائعات المغرضين، وأن نربيهم على قيم التضحية والفداء، وأن نذكرهم دائمًا بأن هذا الوطن أمانة في أعناقهم، وأن عليهم أن يحافظوا عليه ويدافعوا عنه بكل ما أوتوا من قوة.

فلنتعاون جميعًا، حكامًا ومحكومين، رجالًا ونساءً، شبابًا وشيوخًا، في بناء وطننا وحمايته، ولنكن يدًا واحدة في وجه كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره، ولنتذكر دائمًا أن الله تعالى ناصر من ينصره، وأن النصر قادم لا محالة ما دمنا متمسكين بديننا، ومدافعين عن أوطاننا.

مع الدعاء
google-playkhamsatmostaqltradent