الثِّقَةُ بالله أَزَكَّى
أَمَلٌ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ أَوَفَّى عَمَلَ.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد خلق الله الخلق جميعا لغاية واحدة؛ لعبادته وحده لا شريك له:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"(الذاريات/56) ،
وقد بين لهم -سبحانه وتعالى- كيفية العبادة، ووضَّح لهم صفتها، وفصَّل لهم أنواعها، فثمة عبادات ظاهرة "بالجوارح"؛ كالصلاة والصيام، وما إلى ذلك،
وعبادات باطنة "قلبية" كالخوف منه، والتوكل عليه، والرضا به، وما أشبه ذلك، ومن هذه العبادات القلبية التي تعبد الله بها عباده: الثقة به، وصدق الاعتماد عليه، وحسن التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه..
الثقة بالله أزكى أمل والتوكل عليه أوفى عمل.
عبد الله:" ثق بالله ولا تثق بغيره فعلى قدر الثقة في الخالق ستجد
مساعدة وثقة كل الخلائق. فعلي مدي عقدين من الزمان يدور
الحديث حول مياه النيل وسد النهضة الذي تحول بقدرة قادر إلي
سد الكبوة والحسرة والندامة علي رؤؤسهم فها نحن نري غرق
أثيوبيا والسودان اللذان تأمرا علي شعب مصر ليمنعوا عنه
المياه فيموت عطشاً
ولكن الثقة في وعد الله ونصر الله كانت هي الفيصل وهي الحقيقة
التي لا تغيب ..
فالثقة بالله درس لو استوعبه الجميع نجحوا كلهم في اختبارات
الحياة بمعدل امتياز.
ثق بالله فهو المعطي المانع وارضى بقضاء الله إنك لله راجع.
الثقة بالله هي أن تفقد أغلى ما تملك وتبتسم وتقول قدر الله وما شاء فعل.
الثقة بالله درس لو استوعبه الجميع نجحوا كلهم في اختبارات الحياة بمعدل امتياز.
الثقة المطلقة بالله هي وقود التفاؤل بالحياة.
ثق بالله في جميع أمورك ويكرمك سيستجيب لأنه الله.
الثقة بالله هي الثقة الحقيقية التي لا تخذل أبدا.
الثقة بالله تصنع المستحيل فهي لا تدخل بالقوانين التي رسمناها للحياة.
الثقة بالله.. أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً..
فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة.. لنعيد بها توازن الحياة المنهار..
ولكن ما هي الثقة بالله؟
الثقة بالله.. صفة الأنبياء تجدها في إبراهيم عندما أُلقي في النار..
فقال بعزة الواثق بالله: حسبنا الله ونعم الوكيل.. فجاء الأمر الإلهي: يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم. " فكفاه الله شر ما أرادوا به من كيد، وحفظه من أن تصيبه النار بسوء، قال تعالى:"قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ"(الأنبياء/69).
الثقة بالله.. تجدها في هاجر عندما ولى زوجها وقد تركها في واد غير ذي زرع.. صحراء قاحلة وشمس ملتهبة ووحشة.. قائلة: يا إبراهيم لمن تتركنا.. قالتها فقط لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها.. فلما علمت أنه أمر إلهي قالت بعزة الواثق بالله.. إذا لا يضيعنا فجر لها ماء زمزم وخلد سعيها.. ولو أنها جزعت وهرعت لما تنعمنا اليوم ببركة ماء زمزم.
الثقة بالله.. تجدها في أولئك القوم الذين قيل لهم.. إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم.. ولكن ثقتهم بالله أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم.. فقالوا بعزة الواثق بالله: حسبنا الله ونعم الوكيل.. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.
الثقة بالله.. تجدها في ذلك المحزون الذي هام على وجهه.. من يا ترى يقضي دينه أو يحمل عنه شيئاً من عبئه.. إنه الله فانطرح بين يديه.. وبكى يتوسل إليه.. اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ. فكان أن فتحت له أبواب السماء فقضى دينه وأصلح أمره.
الثقة بالله.. تجدها في ذلك الذي مشى شامخاً معتزاً بدينه.. هامته في السماء.. بين قوم طأطأوا رؤوسهم يخشون كلام الناس.
الثقة بالله.. نعيم بالحياة.. طمأنينة بالنفس.. قرة العين.. أنشودة السعداء. فيا أمة الله.. أين الثقة بالله. وقال ربكم.أدعوني أستجب لكم.. فهل هناك أصدق من الله.. ومن أوفى بعهده من الله. اللهم ثبت محبتك في قلوبنا.. وقوها ووفقنا لشكرك وذكرك.. وارزقنا التأهب والاستعداد للقائك.. واجعل ختام صحائفنا كلمة التوحيد.. أشهد أن لا اله الا الله.. واشهد أن محمد رسول الله. كلام عن الثقة
ولما فر نبينا -عليه الصلاة والسلام-
من الكفار فدخل الغار؛ فحفظ الله نبيه من كيد الكفار، وحرسه بعينه التي لا تنام؛
فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن أبا بكر الصديق حدثه، قال: نظرتُ إلى أقدام
المشركين على رءوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه
أبصرنا تحت قدميه، فقال:"يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما"(البخاري ومسلم)..
إنها ثقة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-
العظيمة بالله، ولذلك خاف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على أن يصاب النبي -صلى
الله عليه وسلم- بأذى؛ فرد عليه بلسان الواثق بوعد الله: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ
اللّهَ مَعَنَا"التوبة*40)]، وفعلا كان الله مع نبيه -عليه الصلاة والسلام- فحفظه
وأيده ونصره، وجعل العاقبة له ولأتباعه من المؤمنين والمؤمنات.
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في
النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:"إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ"(اآل عمران/173-البخاري ) .
ففي هذه الأوقات العصيبة والحرجة كانا حبيبا الرحمن إبراهيم ومحمد -عليهما السلام- في ثقة عظيمة بالله.
كن واثقا بأن الله ناصر دينه، وعباده المؤمنين؛ فقد وعد بذلك، فقال:"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"(غافر/51)،
وقال:"وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ"(الصافات/171-172)، فإذا كنت مؤمنا بالله، واثقا بوعده؛ فلا تهن ولا تحزن، قال تعالى:"وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"(آل عمران /139) ، قال الألوسي -رحمه الله- :"فلا تهنوا ولا تحزنوا -أيها المؤمنون- فإن الإيمان يوجب قوة القلب، ومزيد الثقة بالله - تعالى -، وعدم المبالاة بأعدائه"(محاسن التأويل(2/416) .
والثقة أيضا صفة من صفات الأولياء الصادقين؛ قال يحيى بن معاذ: \"ثلاث خصال من صفة الأولياء: الثقة بالله في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء\"[شعب الإيمان(2/354) للبيهقي].
والثقة بالله تجعل العبد راضيا بالله، قال حاتم الأصم: "من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلب في رضا الله: أولها الثقة بالله، ثم التوكل، ثم الإخلاص، ثم المعرفة، والأشياء كلها تتم بالمعرفة\" وتجعله يائسا مما في أيدي الناس؛ قيل لأبي حازم: \"يا أبا حازم ما مالك؟ قال: \"ثقتي بالله تعالى، وإياسي مما في أيدي الناس"(حلية الأولياء).
ومن وثق بالله نجاه من كل كرب أهمه؛ قال أبو العالية: "إن الله -تعالى- قضى على نفسه أن من آمن به هداه، وتصديق ذلك في كتاب الله:"وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ"(التغابن/11) ، ومن توكل عليه كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله:"وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"(الطلاق/3) ،
ومن أقرضه جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله:"مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً"(البقرة(245) ،
ومن استجار من عذابه أجاره، وتصديق ذلك في كتاب الله:"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا"(آل عمران(103) ، والاعتصام الثقة بالله،
ومن دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"(البقرة/186) ، فكون واثقا بالله، متوكلا عليه، معتصما به.
بل من تحلى بهذه الصفة فقد فاز بالجنة؛
قال شقيق البلخي -رحمه الله-: "من عمل بثلاث خصال أعطاه الله الجنة: أولها:
معرفة الله -عز وجل- بقلبه ولسانه وسمعه وجميع جوارحه، والثاني: أن يكون بما في يد
الله أوثق مما في يديه، والثالث: يرضى بما قسم الله له، وهو مستيقن أن الله تعالى
مطلع عليه, ولا يحرك شيئا من جوارحه إلا بإقامة الحجة عند الله، فذلك حق المعرفة".
ثم بين الثقة بالله وشرحها وفسرها، فقال:"وتفسير الثقة بالله أن لا تسعى في طمع، ولا تتكلم في طمع، ولا ترجو دون الله سواه، ولا تخاف دون الله سواه، ولا تخشى من شيء سواه، ولا يحرك من جوارحه شيئا دون الله، يعني في طاعته واجتناب معصيته "(حلية الأولياء ) .
كن واثقا بأن الله سيحفظك ويرعاك ما دمت حافظا لحدوده؛ ممتثلا لأوامره، مجتنبا لنواهيه؛ فهاهو عليه الصلاة والسلام يوصي ابن عباس-رضي الله عنهما- بوصية عامة له وللأمة جميعا، فيقول له::"احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجدها تجاهك"( الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح).
وفي أوائل سورة المؤمنين يعدد سبحانه صفات أهل الفلاح من المؤمنين فيقول:"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ"(المؤمنون/5-6) ، وبين أن تعدى ما أحل الله فهو معتد، فقال:"فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ"(المؤمنون/7) .
وإذا كان العبد موقنا بأن الله رازقه،
وبذل الأسباب الجالبة لذلك؛ رزقه الله، وأعطاه طلبه؛ جاء في الحديث عن عمر -رضي
الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لو أنكم توكلتم على
الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا"(ابن ماجه ) .
وفي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله"( ابن حبان في صحيحه صحيح الترغيب). وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"لو فر أحدكم من رزقه أدركه كما يدركه الموت"( الطبراني في الأوسط ) والصغير بإسناد حسن، صحيح الترغيب والترهيب ).
فإذا وثق العبد بالله، وأيقن أنه رازقه وكافيه زهد في هذه الدنيا، وعاش فيها راضيا مطمئنا، قيل لحاتم الأصم:"على ما بنيت أمرك هذا من التوكل؟ قال: على أربع خلال: "علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فلست اهتم له، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني بعين الله في كل حال، فأنا مستحيي منه"(شعب الإيمان ).
كن وثقا بثواب الله، وأنه تبارك وتعالى سيثيبك ثوابا جزيلا على أعمالك الصالحة؛ التي فعلتها ابتغاء وجه الله، مقتفياً فيها لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"خرج ثلاثة نفر يمشون فأصابهم المطر، فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صخرة، قال فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه، فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي به أبوي فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان، قال فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون-أي ترتفع أصواتهم وتختلط- عند رجلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء، قال ففرج عنهم وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء، فقالت: لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار، فسعيت فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركتها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة، قال ففرج عنهم الثلثين، وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته وأبى ذاك أن يأخذ فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرا وراعيها ثم جاء، فقال يا عبد الله أعطني حقي فقلت انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي؟ قال: فقلت ما أستهزئ بك ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فكشف عنهم"(البخاري ومسلم )
ففي هذه القصة العظيمة يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه هؤلاء الثلاثة فعلوا هذه الأعمال الجليلة ابتغاء وجه الله، وتوسلوا إلى الله بها؛ ففرج الله عنهم، وكشف عنهم محنتهم.
بل من كرمه وفضله سيثيبك على نيتك الصادقة الحسنة؛ قال تعالى:"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"(التوبة120) ، وفي الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة، فقال:"إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم" قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟! قال:"وهم بالمدينة حبسهم العذر"(البخاري ومسلم)
فأي عمل صالح تنوي
فعله بنية صادقة، ثم يمنعك عن فعله عذر؛ يكتب الله لك أجر ذلك كاملا؛ فعن ابن عباس
-رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربه -عز وجل- قال:
(قال إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها
الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى
سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة
كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة"(البخاري).
وإذا اعتاد العبد على فعل طاعة ما ثم منعه
عن فعلها عذر من مرض أو سفر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما؛ فعن أبي موسى -رضي
الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إذا مرض العبد أو سافر كتب
له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا"(البخاري).