حكم من أكل الميراث في الدنيا والآخرة
فلا يجوز حرمان أحد الورثة مما فرضه الله له، لما أخرجه البيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَطَعَ مِيرَاثا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ"(البيهقي).
وفي رواية عن أنس بلفظ: من فرَّ من ميراث وارثه قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة".(ابن ماجه).
وفي سنن الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله سبعين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ ."(قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه أبو داود والبيهقي). .
فالواجب علي من وجد أحداً يأكل الميراث أن ينصحه ويذكره بالله ويخوفه من عاقبة فعله ذلك، كما قال تعالى: "فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ"(البقرة: 182).
وليذكره بأن التركات مما تولى الله سبحانه وتعالى قسمته ولم يكلها إلى نبي مرسل ولا ملك مقرب وختمها بقوله: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ"(النساء: 13-14),
من يقطع ميراث وارث، سواءً بالحرمان المتعمد أو بمنع وصوله إليه، يعتبر ظالمًا ومخالفًا لشرع الله، ويُخشى عليه من عقاب الله يوم القيامة لِما فيه من تعدٍّ على حقوق الورثة وحدود الله، كما قد يُعاقب في الدنيا بالحبس والغرامة في حال عدم تسليم نصيبه الشرعي.
ومنع الورثة من حقهم: يعتبر حرمان الوارث من نصيبه الشرعي من كبائر
الذنوب في الإسلام، لأن الله سبحانه وتعالى هو من فرض قسمة الميراث وحدد حصص كل
وارث.
أكل الميراث سبب من أسباب الفقر في الدنيا
وهذا الميراث الذي اقتطعه الظالم من حق غيره فسوف يعود عليه بالفقر والوبال والخراب فما نزل بلاء إلا بذنب ومارفع إلا بتوبة ..
العقوبة الدنيوية والأخروية:
عقوبة أكل الميراث في الإسلام تشمل
الحرمان من الجنة مؤقتًا، وطرد من رحمة الله، والإفلاس يوم القيامة بسبب ضياع
الحسنات في القصاص للآخرين، وفضيحة على رؤوس الخلائق، بالإضافة إلى العقوبات
الدنيوية مثل عدم البركة في الرزق والتدهور المادي، وقد تصل إلى المساءلة القانونية
في بعض الدول لتصل إلى الحبس والغرامة.
العقوبات الدنيوية:
عدم البركة: يُحرم آكل الميراث من
البركة في رزقه وصحته وأولاده، وينعكس ذلك سلباً على حالته المادية.
المسؤولية القانونية: في بعض القوانين، قد يتعرض آكل الميراث أو المماطل في تسليم الحقوق لعقوبة الحبس وغرامة مالية. فهو جريمة يعاقب عليها القانون، ويتم حبس الممتنع أو تغريمه غرامة مالية وتتكرر العقوبة في حالة عدم تسليم الميراث .
التفكك الأسري: يساهم ظلم الميراث في
تدمير العلاقات الأسرية.
العقوبات الأخروية:
الحرمان من الجنة: يُعد أكل الميراث من
الكبائر، ويُحرم فاعله من رائحة الجنة، ودخول النار مؤقتاً حتى يقتص له من ذنوبه.
الطرد من رحمة الله: يُحرم من يقطع
رحمه ويظلمها من رحمة الله عز وجل.
الإفلاس يوم القيامة: يأتي آكل الميراث
يوم القيامة مفلساً وقد تستهلك حسناته في قصاص الآخرين الذين ظلمهم، فيُطرح في
النار بسبب ما عليه من ذنوب.
الفضيحة يوم القيامة: يفضح الله تعالى آكل الميراث على رؤوس الخلائق يوم القيامة كنوع من العذاب.
وجوب قسمة الميراث:
حق لكل وارث: يجب على كل ممتنع عن توزيع التركة أن يوصل الحقوق
لأصحابها، ويحذر من مماطلة أو تلاعب لحقوق الورثة، خاصة لمن هم في حاجة وضيق.