مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب
ولم يجعل له عوجاً، بالعدلِ قائماً وللإيمانِ ناصراً وداعماً، وللكفر محارباً
وداحراً، فيه خبرُ الأولين ونبأُ الآخرين وحكمةُ النبيين وهدايات المرسلين، فالحمد
لمن أكرمنا به وجعلنا من حملته والمنضوين تحت لوائه، حمداً يليق بجلال الله تعالى
في كل وقتٍ وحين.
وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا
شريك له الملك الحق المبين، أنزل الكتاب العظيم هدايةً للمتقين وزاداً للمؤمنين، ﴿
لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [يس: 70].
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدٌ رسول
الله، قد أيده الله تعالى بكتابه الكريم وجعله مهيمناً على سائر الكتب، وأتى فيه
بما يدهش الألباب ويثير العجب، فبلَّغَهُ للخلق ونشر به العدلَ والسَّلامَ
وأَعْلامَ الوئام بين الأنام.
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فحديثنا اليوم عن كتاب الله الحكيم
القرآن العظيم، كلام الله القديم وهو الكتاب المكنون القرآن الكريم هو النور
المبين وتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب محمد سيد المرسلين بلسان
عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف
وكلمات
انه منبع الهداية ومعلم النور الذي به
حياة القلوب ، وسكينة النفوس ، ورشد العقول ، واستقامة الجوارح ، وطيب الحياة
الدنيا ، ونجاة الحياة الآخرة لاشك إنه (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ
وَكِتَابٌ مُبِينٌ) (15) المائدة
أولاً : مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
لِتَشْقَى
يقول الله تعالى: {طه (1) مَا
أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى
(3) طه
}
نطوف حول هذه الآية طواف نسيم الفجر
لننهل من كلام ربنا وهو يخاطب الحبيب والخطاب للنبي خطاب لأمته لانه كبير هذه
الأمة فخاطبه بقوله طه أي طَأِ الأرضَ روي عن عبد الله بن عباس، في قوله: {طه}،
قال: يا محمد أو يا رجل أو يا إنسان
لما فسرت (طَهْ) يعني: طَأِ الأرضَ،
{مَآ أنزَلْنا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقى} عن علي بن أبي طالب -من طريق محمد بن
الحنفية- قال: لَمّا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {يا أيها المزمل قم الليل
إلا قليلا} [المزمل: 1 - 2]؛ قام الليلَ كُلَّه حتى تَوَرَّمَتْ قدماه، فجعل يرفع
رِجلًا ويَضَع رِجلًا، فهبط عليه جبريلُ، فقال: {طه} يعني: طَأِ الأرضَ بقدميك، يا
محمد، {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}. وأنزل: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}
[المزمل: 20]
أو أن طه نداء للحبيب محمد صلى الله
عليه وسلم يا محمد أو يارجل أو يا إنسان لأنه لما أنزل الله القرآن على رسوله صلى
الله عليه وسلم قام به هو وأصحابه، فقال المشركون من قريش: ما أنزل هذا القرآن على
محمد إلا ليشقى، فأنزل الله هذه الايات
قال مقاتل بن سليمان: وذلك أنّ أبا
جهل، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث، والمُطْعِم بن عَدِيٍّ؛ قالوا للنبيِّ
صلى الله عليه وسلم: إنّك لَتَشْقى حين تركتَ دينَ آبائك، فائْتِنا ببراءةٍ أنّه
ليس مع إلهك إله. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «بل بُعِثْتُ رحمةً
للعالمين». قالوا: بل أنت شَقِيٌّ. فأنزل الله عز وجل في قولهم للنبي صلى الله
عليه وسلم: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} [تفسير مقاتل بن سليمان]
فليس الأمر كما زعمه المبطلون؛ بل من
آتاه الله العلم فقد أراد به خيرًا كثيرًا، كما ثبت في الصحيحين عن مُعَاوِيَةَ
بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ،
وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ، وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ
الْأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ: حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ
اللَّهِ) إنه القرآن، ربيع المؤمنين، وحداء القانتين، ما طابت الحياة إلا معه، ولا
نجاة إلا بالاستمساك به
وقال قتادة: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ
الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)} لا والله ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمة ونورًا ودليلًا
إلى الجنة {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)} إن الله أنزل كتابه وبعث رسوله
رحمة رحم بها عباده ليتذكر ذاكر، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذكر أنزل
الله فيه حلاله وحرامه
وما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو
القاسم الطبراني في ذلك عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل لِلْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
إِذَا قَعَدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ لِقَضَاءِ عِبَادِهِ: إِنِّي لَمْ أَجْعَلْ
عِلْمِي، وحُكْمِي فِيكُمْ، إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْفِرَ لَكُمْ، عَلَى
مَا كَانَ فِيكُمْ، وَلَا أُبَالِي " إسناده جيد
وهذا ابن الخطاب رضي الله عنه كان في
الجاهلية خصمًا عنيدًا، وعدوًّا للإسلام لدودًا حتى قيل: لو سلم حمار الخطاب لما
أسلم عمر، فما الذي غيَّره؟ ومن الذي حوله من النقيض إلى النقيض؟
إنه القرآن الذي سمع منه عمرُ قولَ
الحق: ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً
لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴾
[طه: 1 - 4]، فاندهش عمر لهذه القوارع والتنزيه والتعظيم، فتأثَّر عمر ورقَّ
قلبُه، ولان صَدْرُه حتى عُرِف تأثير القرآن في وجهه، ثم أعلن بعدها إسلامه.
تعريف الشقاء:
جاء التعبير في القرآن عن السعادة بنفي
الشقاء، والضلال، وبذكر مقابلها، وهو الضنك، قال - تعالى-: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ
هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 124]، فالشقاء الذي هو ضد السعادة مقرون بالإعراض
عن ذكر الله، وإتباع هدى الله هو سبيل البعد عن الشقاء، وتحقيق السعادة.
والشقاء في اللغة هو العُسر والتعب،
وهو الشدة والمحنة، وهو الضلال، يأتي الشقاء في اللغة للعسر والتعب، ويأتي للشدة
والمحنة، ويأتي للضلال، فمن ضل الطريق فقد شقي، والله تعالى يقول في كتابه في سورة
هود ( يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ
وَسَعِيدٌ(105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ
وَشَهِيقٌ (106( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا
مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا
الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) هود
يوم القيامة، يكون الشقاء والسعادة بعد
العرض على الله، ﴿فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي
النَّارِ﴾ ثم قال: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ﴾ فتقسيم القرآن
للشقاء والسعادة منطلق مما يكون في الجنة أو في النار، بعد الموت وليس قبل الموت.
ولو طالعنا القرآن الكريم لوجدنا أنه
لا يجتمع الشقاء مع ستة أمور:
الأمر الأول: بر الوالدين عموماً،
والأم خصوصاً:
الآيات الكريمة التي تحدثت عن الشقاء،
والتي لا يجتمع فيها الشقاء مع هذه الأمور؛ أول أمر هو بر الوالدين، أو بر الأم
على وجه التحديد، وبر الوالدين على وجه العموم طبعاً، قال تعالى على لسان عيسى
عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي
جَبَّارًا شَقِيًّا (32) مريم
قال بعض السلف: لا تجد أحداً عاقاً
لوالديه إلا وجدته جباراً شقياً، العقوق شقاء، البر سعادة، فلا يجتمع البر مع
الشقاء فربنا جل جلاله جعل هذه الرحمة في قلوب الوالدين، فلما الإنسان يعكس هذه
الرحمة أو يتجاوب مع هذه الرحمة بالبر تكون السعادة.
الرحمة منهما والبر منك، لذلك لا تجد
في القرآن أمراً واضحاً، أو كثرة أوامر أن يعطف الآباء على الأبناء؛ لأن هذه فطرة
أُودعت بهم، ولا ينصرف عنها إلا منزوع الفطرة، مريض، شقي
الأمر الثاني: لا يجتمع الشقاء مع
الدعاء:
ثم لا يجتمع الشقاء مع الدعاء، قال
تعالى على لسان زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: قَالَ رَبِّ إِنِّي
وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ
رَبِّ شَقِيًّا (4) مريم
شقيا أي خائباً، لا يخيب إنسان مع
الدعاء، لا يشقى إنسان مع الدعاء، لماذا؟ لأنك ضعيف، ولأنني ضعيف، والضعيف يحتاج
إلى قوي يتصل به، والله تعالى فتح لنا باب الدعاء، فقالوا: إذا أردت أن يكلمك الله
فاقرأ القرآن، تفتح القرآن يكلمك الله: "يا أيها الناس"، "يا أيها
الذين آمنوا" وإذا أردت أن تكلم الله فادعه
قد يكون الإنسان عاصياً لله ببعض
المعاصي والصغائر من غير حقوق العباد، ويدعو الله فتتأخر الإجابة، فيظن أنه لم
يُجب إلى دعائه، والحقيقة أن الله تعالى يجيبه لكن كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هُريرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم: "ما من رَجُلٍ يَدْعُو بِدُعاءٍ إلَّا استُجِيبَ لهُ،
فإمَّا أن يُعَجَّلَ في الدُّنْيا، وإمَّا أن يُدَّخَرَ لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن
يُكَفَّرَ عَنهُ من ذُنُوبهِ بقَدرِ مَا دَعَا، ما لم يَدْعُ بإثمٍ، أو قَطيعةِ
رَحِمٍ، أو يَسْتعجِلْ". قالوا: يَا رَسولَ اللهِ، وَكَيفَ يَسْتعجِلُ؟ قال:
"يَقولُ: دَعوْتُ ربَّي فَما اسْتجابَ لي" (صحيح الترمذي)
ولأن الدعاء يرفع الله به البلاء روي
الترمذي عن سَلْمانَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَرُدُّ
القَضاءَ إلّا الدُّعاءُ، وَلا يَزِيدُ في العُمْرِ إلّا الْبِرُّ" وقد قيل
للنبي صلى الله عليه وسلم: "أَيَرُدُّ الدعاءُ من قَدَرِ الله شيئًا؟ قال:
الدعاءُ من القَدَرِ". سراج المريدين فى سبيل الدين (أبو بكر ابن العربي)
المعنى: أن الله إذا أراد بعَبْدٍ
خَيْرًا يَسَّرَهُ للدُّعاء، فدَفَعَ عنه به البلاءَ، وكان ذلك من جُمْلَةِ
القَدَرِ والقضاء.
بل انه العبادة روي الإمام أحمد في
مسنده عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ ". ثُمَّ قَرَأَ:
{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِي} [غافر: 60]
الأمر الثالث: القرآن الكريم:
وأما الآية الثالثة أو الشيء الثالث
الذي لا يجتمع معه الشقاء فهو القرآن الكريم، فالذي يقرأ القرآن، يتلوه، يتدبره،
يعمل به لا يشقى به، قال تعالى: طه(1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
لِتَشْقَىٰ (2) طه
فالسعادة في القرآن والشقاء في البعد
عن المنهج.
هذا الكتاب العزيز الكريم يأتي يوم
القيامة شفيعًا لأصحابه، قال صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوا القُرآنَ،
فإنَّه يأتي شافِعًا لأصحابِه، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البَقَرةَ، وآلَ
عِمرانَ؛ فإنَّهما يأتيانِ يَومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامَتانِ أو غَيايَتانِ أو
فِرقانِ من طَيرٍ صَوافَّ تُحاجَّانِ عن صاحِبِهما، اقْرَؤُوا البَقَرةَ؛ فإنَّ
أخذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسرَةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلَةُ"؛ رواه مسلم.
القرآن رحمة لمن سمع وانصت
فإذا سمعت القرآن فأنت مُعَرَّض لرحمة
الله تبارك وتعالى فأعظم الكلام وأكرمه هو كلام رب العالمين، كلامه بالقرآن
الكريم، والعبد يتعبد الله تعالى بقراءته أو سماعه أو النظر إليه.
يقول ربنا جل وعلا {وَإِذَا قُرِئَ
الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204].
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى أَنَّ الْقُرْآنَ بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ،
أَمَرَ تَعَالَى بِالْإِنْصَاتِ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ إِعْظَامًا لَهُ
وَاحْتِرَامًا، لَا كَمَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ الْمُشْرِكُونَ فِي قَوْلِهِمْ: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا
الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ] } [فُصِّلَتْ:26]
قَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالة، عَنِ
الْحَسَنِ: إِذَا جَلَسْتَ إِلَى الْقُرْآنِ، فَأَنْصِتْ لَهُ.
روي الامام احمد عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ لَهُ
نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ
ذكر ابن كثير في تاريخه: أن أَبا جَهْلٍ
وَأَبا سُفْيَانَ وَالْأَخْنَس خرجوا ليلةً خلسةً لِيَسْمَعُوا مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم القرآنَ وَهُوَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ، فَأَخَذَ كُلُّ
رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسًا لِيَسْتَمِعَ مِنْهُ، وَكُلٌّ لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِ
صَاحِبِهِ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ للقرآن، وقد أخذت بألبابهم فصاحة القول
وبلاغته ومعانيه العظام، التي ما عرفوها في شعر العرب، حَتَّى إِذَا أَصْبَحُوا
وَطَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا، فَجَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ، فرأى بعضهم بعضًا،
فَتَلَاوَمُوا، وَقَالَوا لِبَعْضٍ: لَا تَعُودُوا، فَلَوْ رَآكُمْ بَعْضُ
سُفَهَائِكُمْ لَأَوْقَعْتُمْ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا، حَتَّى
إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ فَعَلُوا مِثْلَ ذَلكَ، ثُمَّ
انْصَرَفُوا، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ فَعَلُوا مِثلَ ذَلكَ،
فَلما جَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ، فَقَالُوا: لَا نَبْرَحُ حَتَّى نَتَعَاهَدَ أَلَّا
نَعُودَ فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا.
عباد الله؛ "خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ
مُهَاجِرًا قِبَلَ الحَبَشَةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الغِمَادِ لَقِيَهُ
ابْنُ الدَّغِنَةِ، وَهُوَ سَيِّدُ القَارَةِ، فردَّه، وقال له: َأَنَا لَكَ
جَارٌ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلادِكَ، فَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ،
فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَطَافَ فِي أَشْرَافِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ
لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلا يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ
رَجُلًا يُكْسِبُ المَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ، وَيَقْرِي
الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ
ابْنِ الدَّغِنَةِ، وَآمَنُوا أَبَا بَكْرٍ، وَقَالُوا لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ
أَبَا بَكْرٍ، فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ وَلْيَقْرَأْ مَا
شَاءَ، وَلا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ، وَلا يَسْتَعْلِنْ بِهِ، فَإِنَّا قَدْ خَشِينَا
أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا، قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لِأَبِي
بَكْرٍ، فَطَفِقَ أَبُو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلا يَسْتَعْلِنُ
بِالصَّلاةِ، وَلا القِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ،
فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ،
وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ المُشْرِكِينَ
وَأَبْنَاؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ
رَجُلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، فَأَفْزَعَ
ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ"؛ (رواه البخاري).
إنه القرآن خافَه الكُفَّار فعنه
صدُّوا، وفي حربهم إيَّاه شدُّوا، وقد فرشوا بساط العداء له ومَدُّوا، وما لسماع
الناس عنه فحسب ردُّوا، بل دعوا للغو فيه وجهدوا، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ
تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 26]، ولكن أنَّى لكفٍّ أن تحجب ضوء الشمس؟! فرغم حربهم
الإعلامية وتشديداتهم الداخلية المحذرة من سماع القرآن لقاطني مكة ووافديها إلا
أنهم لم يفلحوا مع كل الناس، فالطفيل بن عمرو الدوسي حينما قدم مكة وعرفت قريش
مكانته حذَّرته تحذيرًا شديدًا من سماع رسول الله، حتى بلغ به الأمر إلى أن حشا
القطن في أذنيه؛ لكي لا يسمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولكن رحمة الله بالهداية
متى ما أُريد لها النفاذ إلى القلوب فلن يمنعها شيء، قال الطفيل: فأبى الله إلا أن
يسمعني بعض قوله، فسمعت كلامًا حسنًا، فقلت في نفسي: واثكل أمي! والله إني لرجل
لبيب شاعر ما يخفى عليَّ الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما
يقول، فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته... فعرض عليَّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا عليَّ القرآن، فلا والله ما سمعت قولًا قطُّ
أحسن منه، ولا أمرًا أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق.
ويقدم جبير بن مطعم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم في فداء الأسرى بعد بَدْر، فإذا برسول الله يقرأ سورة الطور
يُرتِّلها، وما عرفت الدنيا أجمل ترتيلًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ
الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ *
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾ [الطور: 35 -
37]، قَالَ جبير بن المطعم: "كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ"؛ رواه
البخاري، قال ابن كثير: فكان هذا سبب هدايته؛ إذ أسلم فيما بعد.
وهذه شهادة الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَةِ
لما جَاءَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فرجع
إلى قومه يعلنها صريحة: وَاللَّهِ، إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلَاوَةً،
وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلَاهُ، مُغْدِقٌ
أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى، وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا
تَحْتَهُ؛ صحَّحَه الحاكم ووافقه الذهبي.
أيها المسلمون؛ ولم يكن تأثير وهداية
هذا القرآن خاصًّا بالعرب وحدهم، بل لقد امتدَّ هذا الأثر إلى العَجَم الذين قد لا
يفهمونه، فإنَّ النَّجَاشِيَّ الحبشي الأَعجَمِيَّ الذي لا يَنطِقُ العَربيةَ
لَمَّا سَمِعَ القرآنَ بَكَى وأَبكَى؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ
إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ
الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾
[المائدة: 83]، فقد نزلت هذه الآية في النجاشي.
والقُرآنُ لَم يَكُنْ لِيؤثِّرَ أو
لِيَخْضَعَ لِعظَمَتِهِ الإِنسُ فحَسبُ، بلْ هَؤلاءِ الجِنُّ سَمِعُوه فاهْتَدَوا
وأَسلَمُوا وأَذْعَنُوا، ورَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، فقَالُوا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا
قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ
بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2]، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله
عليه وسلم ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ﴾
[الجن: 1].
وإن المُتتبِّع لطرق تأثير القرآن
الكريم ووسائله المُوصِّلة إلى الاهتداء به يجدها متعددة؛ لأن الناس مختلفون في
وسائل تأثرهم، فلا تدخل الهداية بالقرآن إلى قلوبهم من سبيل واحدة؛ بل من سُبُل مختلفة،
وكما اهتدى به السابقون فلا يزال يهتدي به اللاحقون، فهذا عصرنا عصر العلم
والتقدُّم التقني والعلمي المتنوِّع يكشف للعالم أن القرآن ما زال تأثيرُه باقيًا؛
بل يزداد يومًا بعد يوم، ويدل على ذلك مواكب العلماء والعباقرة والباحثين وعامة
الناس الذين يقبلون على الإسلام مهتدين، منبهرين بهذا الكتاب المعجز الذي اشتمل
على ألوان متعددة من أساليب الهداية والتأثير في الخلق على اختلاف لغاتهم
وتخصُّصاتهم
الأمر الرابع: اتباع الهدى:
وأما الرابعة فهي اتباع الهدى، فلا
يجتمع الشقاء مع اتباع الهدى: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ
هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (سورة طه)123
أي لا يضل في الدنيا والضلال شقاء ولا
يشقى في الآخرة
روي الطبراني في الكبير عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اتَّبَعَ كِتَابَ
اللهِ هَدَاهُ اللهُ مِنَ الضَّلَالَةِ، وَوَقَاهُ سُوءَ الْحِسَابِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ يَقُولُ: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا
يَضِلُّ، وَلَا يَشْقَى} [طه: 123]
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-
قال: أجار اللهُ تابعَ القرآن مِن أن يضلَّ في الدنيا، أو يشقى في الآخرة. ثم قرأ:
{فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}. قال: لا يضِلُّ في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
(10/ 254)
قال مقاتل بن سليمان: {فإما} يعني: فإن
{يأتينكم} يعني: ذرية آدم {مني هدى} يعني: رسلًا معهم كتب فيها البيان؛ {فمن اتبع
هداي} يعني: رسلي وكتابي {فلا يضل} في الدنيا، {ولا يشقى} في الآخرة. (ز)
{ومن أعرض عن ذكري}، يعني: عن إيمان
بالقرآن روي ابن حبان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: {فإن
له معيشة ضنكا}، قال: «عذاب القبر»
الأمر الخامس: خشية الله تعالى:
قال تعالى: سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ
(10) وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (11) ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ(12)
(سورة الأعلى)
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في
قوله: {سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشى ويَتَجَنَّبُها الأَشْقى}، قال: واللهِ، ما خشي
اللهَ عبدٌ قطّ إلا ذَكَّره، ولا يتنكّب عبدٌ هذا الذِّكْر زُهدًا فيه وبُغضًا
لأهله إلا شَقيٌّ بَيِّنُ الشقاء
فالأشقى هنا الأشدّ شقاءً أو الشقيّ، ﴿سَيَذَّكَّرُ
مَن يَخۡشَىٰ * وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى﴾ فمع الخشية ليس هناك شقاء، الذي يخاف
الله تعالى لا يشقى، على فكرة أي خوف فيه شقاء إلا الخوف من الله ففيه سعادة، يعني
إذا إنسان جالس في بيته وخائف من إنسان عليه مطالبة، وممكن تقضى بأي لحظة هذا
شقاء، لكن إذا كان خائف من الله في جوف الليل ويصلي له ركعتين فهذا سعادة، فكل
الدموع التي تُذرف خوفاً من الناس شقاء، إلا الدموع التي تُذرَف خوفاً من الله فهي
علوّ ورفعة عند الله عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام كَذَلِكَ ": {إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ
بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَشْيَةً ". ابن أبي شيبة
روي ابو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
رَفَعَهُ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ عز
وجل حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلَا يَجْتَمِعَ دُخَانُ جَهَنَّمَ
وَغُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ فِي مَنْخِرَيْ عَبْدٍ أَوْ قَدَمِ مُسْلِمٍ».
فالخوف من الله سعادة، والخوف من الناس
شقاء.
الأمر السادس: تقوى الله تعالى:
وأما السادسة والأخيرة والتي لا يجتمع
شقاء معها فهي تقوى الله تعالى، قال تعالى:
فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارٗا تَلَظَّىٰ (14)
لَا يَصۡلَىٰهَآ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى (15) ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (16)
وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى (17)(سورة الليل)
الأتقى هنا في بعض أسباب النزول مما
صحّ أنه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الأتقى، لكن طبعاً العبرة بعموم
اللفظ، لا لخصوص السبب، فكل إنسان هو تقي فهو في مأمن من الشقاء، وكل بعيد عن
التقوى فهو شقي، فإما تقي أو شقي، وإن الله تعالى يحب العبد التقي الغني الخفيّ
الحفيّ.
سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ
الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ .» (صحيح مسلم)
وأخرج الطبراني في "الكبير"
(7730) من طريق لقمان بن عامر، عن أبي أمامة موقوفاً قال: لا يبقى أحد من هذه
الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله كشراد البعير السوء على أهله، فمن لم
يصدقني فإن الله عز وجل يقول: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الأَشْقَى. الَّذِي كَذَّبَ
وَتَوَلَّى} كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه.
هذا وصلوا وسلموا تسليما كثيرا على
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين