recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة لاحزن يبقىٰ و القرآن يُتلىٰ "ما أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى "لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

  لاحزن يَبْقَى ٰ وَ الْقُرْآنُ يُتْلَى ٰ

                                           

وإن شئت فـ اقرأ  

 طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى  

عبدالناصربليح


ما المقصود بالشقاء في الآية الكريمة "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"؟

 من معاني قوله تعالي:"مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"

لماذا قاريء القرآن لايحزن ولايشقي؟

 كيف يكون القرآن راحة لا شقاء؟ 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد

فيقول الله تعالي :" طه مَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"

عباد الله:" سيكون حديثنا اليوم في اللطائف القرآنية   لاحزن يَبْقَى ٰ وَ الْقُرْآنُ يُتْلَى ٰ وإن شئت فـ اقرأ  طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى   

وفي البداية أسأل: ما المقصود بالشقاء في الآية الكريمة "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"؟

ولمعرفة المقصود من ذلك لا بد من معرفة مقابل (الشقاء) في القرآن الكريم وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 

أما في القرآن الكريم فقد وردت مشتقات الكلمة بالتقابل مع ضدها مرتين، وهي قوله تعالى في سورة هود:"يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌإِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ  فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ   خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ   وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ  "(هود: 105-108).

وأما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وردت الكلمة أيضاً في مقابل السعادة، ومن ذلك الحديث الذي أخرجه الشيخان في خلق الإنسان، وفيه: "إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا ، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك ، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك ، ثم يُرسلُ اللهُ تعالى إليه الملكَ فينفخُ فيه الروحَ، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ : رزقُه و أجلُه و عملُه و شقيٌّ أم سعيدٌ "(البخاري ومسلم). 

فالشقاء في مقابل السعادة، والشقي في مقابل السعيد.

وإذا أردنا أن نعرف معنى (الشقاء) ينبغي أن نحدد معنى "السعادة". ولقد بحثت في مدلول كلمة السعادة،  فالسعادة   تقوم على اطمئنان الداخل، 

فالسعادة أمران: اطمئنان الداخل وتنظيم الظاهر. فقوله تعالى:"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" أي: ما أنزلنا عليك القرآن ليكون داخلك مضطرباً به وغير مستقر ولا مطمئن. 

  إذن السعادة هي اطمئنان الداخل، والشقاء اضطراب الداخل، وهذا يذكرني بقول من قال:

ولست أرى السعادة جمع مال                    ولكن التقي هو السعيد

فإن لم يكن داخلك مطمئناً فلست سعيداً، وإن كانت الدنيا كلها بين يديك، لأن السعادة في الداخل.

ولكن: كيف تأتي السعادة إلى الداخل ؟... 

بالإيمان !

فداخلك محتاج إلى ما يناسبه ليكون مطمئناً، والإيمان هو الذي يناسب الداخل:"يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"(الحجرات:17)،

"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"(الرعد: 28).

فعّل الإيمان بالله تسعد، ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك يوم وقف ودعا فقال: "إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، لكن عافيتك هي أوسع لي".

كما تعلمت منه تلك الأنصارية التي أخبرت عمن قتل من أهلها وبنيها وهي تسأل: ما فُعل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فلما رأت النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالماً قالت له: لا أبالي إذا سلمت بمن هلك"

 اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، لكن عافيتك هي أوسع لنا، الحمد لله رب العالمين

 من معاني قوله تعالي:"مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"

وقد احتملت هذه الآية تفسيرات عديدة من قبل المفسرين  فمنها:"

ما أنزلنا عليك -أيها الرسول- القرآن؛ لتشقى بما لا طاقة لك به من العمل.

ما أنزلنا عليك - أيها الرسول - القرآن ليكون سببًا في إرهاق نفسك أسفًا على إعراض قومك عن الإيمان بك

 ما أنزلنا عليك القرآن  يا محمد"لتشقى" لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصلاة الليل أي خفف عن نفسك.

"مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى "- أي: ليس المقصود بالوحي، وإنزال القرآن عليك، وشرع الشريعة، لتشقى بذلك، ويكون في الشريعة تكليف يشق على المكلفين، وتعجز عنه قوى العاملين.

وإنما الوحي والقرآن والشرع، شرعه الرحيم الرحمن، وجعله موصلا للسعادة والفلاح والفوز، وسهله غاية التسهيل، ويسر كل طرقه وأبوابه، وجعله غذاء للقلوب والأرواح، وراحة للأبدان، فتلقته الفطر السليمة والعقول المستقيمة بالقبول والإذعان، لعلمها بما احتوى عليه من الخير في الدنيا والآخرة .

ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى.أى: ما أنزلنا عليك القرآن- أيها الرسول الكريم- لكي تتعب وتجهد نفسك هما وغما بسبب إعراض المشركين عن دعوتك، كما قال-تبارك وتعالى-: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.

وإنما أنزلناه إليك لتسعد بنزوله، ولتبلغ آياته، ثم بعد ذلك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فأنت عليك البلاغ ونحن علينا الحساب.

  ما أنزلنا عليك القرآن لكي تهلك نفسك بالعبادة، وتذيقها ألوان المشقة والتعب، فإن الله-تبارك وتعالى- يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، وما جعل عليكم في الدين من حرج.

  ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "وقيل: لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك ، فنزلت "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"أي لتتعنى وتتعب ، وأصل الشقاء في اللغة العناء .  وروي أن أبا جهل لعنه الله تعالى والنضر بن الحارث قالا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إنك شقي ؛ لأنك تركت دين آبائك فأريد رد ذلك بأن دين الإسلام وهذا القرآن هو السلم إلى نيل كل فوز ، والسبب في درك كل سعادة وما فيه الكفرة هو الشقاوة بعينها ، وعلى الأقوال المتقدمة أنه - عليه الصلاة والسلام - صلى بالليل حتى تورمت قدماه ، فقال له جبريل : أبق على نفسك فإن لها عليك حقا ؛ أي ما أنزلنا عليك القرآن لتنهك نفسك في العبادة ، وتذيقها المشقة الفادحة وما بعثت إلا بالحنيفية السمحة .

فليس الأمر كما زعمه المبطلون ، بل من آتاه الله العلم فقد أراد به خيرا كثيرا ، كما ثبت في الصحيحين ، عن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " .

وما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في ذلك حيث قال :

عن ثعلبة بن الحكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده : إني لم أجعل علمي وحكمتي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ، ولا أبالي " .إسناده جيد وثعلبة بن الحكم هذا هو الليثي ذكره أبو عمر في استيعابه ، وقال : نزل البصرة ، ثم تحول إلى الكوفة ، وروى عنه سماك بن حرب .

لماذا قاريء القرآن لايحزن ولايشقي؟

 لاحزن يَبْقَى ٰ وَ الْقُرْآنُ يُتْلَى ٰ وإن شئت فـ اقرأ  طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى   

  عباد الله :"ختم الله تعالى الرد على من زعم أن القرآن سبب في الشقاء أن الأمر ليس كذلك، بل القرآن مصدر للسعادة، فقال:" تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى "(طه: 4)؛ أي: نزل هذا القرآن تنزيلًا ممن خلق الأرض التي تعيشون عليها، وممن خلق السموات العلى.

 إنه يهدي للتي هي أقوم في ضبط التوازن بين ظاهر الإنسان وباطنه ، وبين مشاعره وسلوكه ، وبين عقيدته وعمله .. القرآن كتاب هداية وإرشاد وبشارة..

وهذه القاعدة جاءت ضمن آية كريمة في سورة الإسراء، والتي يقول الله فيها: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"(الإسراء: 9-10).

أيها الإخوة:  هذه الآية اشتملت على جميع ما في القرآن..لأن جميع ما فيه هدى يهدينا إلى خيري الدنيا والآخرة، وأول ذلك وأهمه التوحيد، فالقرآن كله من أوله إلى آخره دعوة لتوحيد الله في ربوبيته وإلوهيته وأسمائه وصفاته:" قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ".(الأنبياء/108).

والتي تجعل المؤمن يزداد يقيناً بعظمة هذا القرآن، وأنه الكتاب الوحيد الذي يصلح لكل زمان ومكان، إنها القاعدة التي دل عليها قوله تعالى: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"(الإسراء: ).

ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة، فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء، ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة  والاستهتار، ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال

 ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض : أفراداً وأزواجاً ، وحكومات وشعوباً ، ودولاً وأجناساً ، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى؛ ولا تميل مع المودة والشنآن؛ ولا تصرفها المصالح والأغراض .. فيشمل الهدى أقواما وأجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان ; ويشمل ما يهديهم إليه كل منهج وكل طريق , وكل خير يهتدي إليه البشر في كل زمان ومكان .

 ويهدي للتي هي أقوم في تبني الديانات السماوية جميعها والربط بينها كلها ، وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها، فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام ووئام

  ومن هدي القرآن للتي هي أقوم الدعوة للالتزام بما شرعه الله عز وجل والتحذير من الهوى مقتدين في ذلك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه.

 يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور , بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض , والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة .

ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة , فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء . ولا تسهل وتترخص حتى تشبع في النفس الرخاوة والاستهتار . ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال .

فهذه هي قاعدة القرآن في العمل والجزاء . فعلى الإيمان والعمل الصالح يقيم بناءه . فلا إيمان بلا عمل , ولا عمل بلا إيمان . الأول مبتور لم يبلغ تمامه , والثاني مقطوع لا ركيزة له . وبهما معا تسير الحياة على التي هي أقوم . . وبهما معا تتحقق الهداية بهذا القرآن .

فأما الذين لا يهتدون بهدي القرآن , فهم متروكون لهوى الإنسان . الإنسان العجول الجاهل بما ينفعه وما يضره , المندفع الذي لا يضبط انفعالاته ولو كان من ورائها الشر له..

الخطبة الثانية 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياعباد الله 

الموقنون بهذا الكتاب العظيم: لاحزن يَبْقَى ٰ وَ الْقُرْآنُ يُتْلَى ٰ وإن شئت فـ اقرأ  طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى  

فهذا كتاب ربنا، يخبرنا فيه أنه يهدي للتي هي أقوم، فأين الباحثون عن هداياته؟ وأين الواردون حياضه؟ وأين الناهلون من معينه؟ وأين المهتدون بتوجيهاته.

 ولكن، كيف يكون القرآن راحة لا شقاء؟ 

لننظر إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآنكان صلى الله عليه وسلم يجد في القرآن راحته القصوى ففي أصعب أوقاته، كان يلوذ بالقرآن، ويأمر بلالاً فيقول: "أرحنا بالصلاة يا بلال". والصلاة هي موطن القرآن. كان قيام الليل بالقرآن هو سلواه وأنسه، حتى تورمت قدماه من طول القيام، فإذا قيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً". فانظروا، هو شقاء في ظاهره للعبادة، لكنه في حقيقته راحة للقلب وسعادة للنفس وشكر لله تعالى.

وقصة نزول الآية تؤكد هذا المعنى، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل ويطيل القيام حتى تتشقق قدماه، وينزل القرآن عليه وهو واقف على أطراف أصابعه متعباً، فأنزل الله تعالى:"طه   مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} تيسيراً عليه ورفقاً به.

أيها المؤمنون: لقد فهم الصحابة الكرام هذه الرسالة، فلم يجعلوا القرآن مصدر شقاء، بل مصدر سعادة ورفعة.

ها هو عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: "لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا". انظروا إلى حبه للقرآن، إنه يشبع روحه لا أن يشقى به.

وها هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم". المأدبة هي وليمة يدعى إليها الناس للبركة والفرح، فكيف تكون المأدبة شقاء؟! ،

 القرآن أعظم التجارات مع الملك سبحانه :

-قال تعالى : إِنَّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِما رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) فاطر

القرآن شفاء أمراض القلوب :

-قال تعالى :وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) الاسراء(أ) في القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة. فهو يصل القلب بالله، فيسكن ويطمئن ويستشعر الحماية والأمن ويرضى فيستروح الرضى من الله والرضى عن الحياة ،وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزغات الشيطان.

أهل القرآن هم أهل الله وخاصته :-

-عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»سنن ابن ماجه (215) صحيح الجامع (2165)-أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته) يعني: أولياؤه وأحبابه الذين يتلون القرآن ويعملون به، ويمتثلون أوامره وينتهون عن زواجره. شرح سنن ابن ماجه (14/7) 

 القرآن طرد الشياطين من المكان وتحضر الملائكة :-

-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» مسلم (780)

القرآن شفاء لما في الصدور ورحمة للمؤمنين.

عباد الله:"  :” القرآن : هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته .وهذا التعريف للقرآن جامع مانع .  فقولنا ” كلام الله ” : خرج به : كلام البشر وغيرهم .وقولنا ” المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم “: خرج به : الذي أنزل على غيره كالإنجيل والتوراة والزبور . وقولنا ” المتعبد بتلاوته “: خرج به الأحاديث القدسية .

وهو نور ويقين ، وهو الحبل المتين ، وهو منهج الصالحين ، فيه أخبار الأولين من الأنبياء والصالحين وكيف أن من عصى أمرهم ذاق بأس الله وكان من الأذلين، وفيه آيات تحكي معجزات الله وقدرته في هذا الكون المتين ، وفيه بيان لأصل هذا الآدمي الذي كان من ماء مهين ، وفيه أحكام العقيدة التي يجب أن ينطوي عليها كل قلب مستكين ، وفيه أحكام الشريعة التي تبين المباح من الحرام وتبين الباطل من الحق المبين ، وفيه بيان المعاد ومصير الآدمي إما إلى نار يخزى فيها فيكون من الصاغرين،وإما إلى جنة ذات جنات وعيون وزروع ومقام أمين . وفيه شفاء للصدور ، وفيه للأعمى تبصرة ونور ، قال الله تعالى :” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا “( الإسراء / 82).

وقال الله تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ "( يونس/57).

  القرآن يرفع به أقواماً ويضع به آخرين :

عن عمر بن الخطاب أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال:”إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين” (مسلم

 الْقُرْآنُ رَحْمَةً وَسَعَادَةً

أيُّها الأحبَّةُ في اللهِ… لقد كان رسولُ الله ﷺ يُجهدُ نفسَه في العبادةِ، يقومُ الليلَ طويلًا، ويُكثِرُ من التلاوةِ والقيامِ حتَّى شقَّ ذلك عليه، فرحِمَه ربُّه ونزلَ قولُه: ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾.

وقال الرازيُّ في تفسيره: «”قَالَ مُقَاتِلٌ إِنَّ أَبَا جَهْلٍ وَالْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةٍ وَمُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ وَالنَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّه ﷺ: إِنَّكَ لَتَشْقَى حَيْثُ تَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ فَقَالَ ﷺ: «بَلْ بُعِثْتُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» قَالُوا: بَلْ أَنْتَ تَشْقَى فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى/ هَذِهِ الْآيَةَ، – إلي أن قال-  وَهَذَا الْقُرْآنُ هُوَ السَّبَبُ فِي إِدْرَاكِ كُلِّ سَعَادَةٍ… وَثَانِيهَا: .. مَا أَنْزَلْنَاهُ لِتُهْلِكَ نَفْسَكَ بِالْعِبَادَةِ وَتُذِيقَهَا الْمَشَقَّةَ الْعَظِيمَةَ وَمَا بُعِثْتَ إِلَّا بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ» (التفسير الكبير، ج22، ص 7).

فتأمَّلوا يا عبادَ اللهِ القرآنُ رحمةٌ للعالَمين، سعادةٌ في الدنيا قبلَ الآخرةِ، طمأنينةٌ في القلوبِ، وراحةٌ في الأرواحِ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96]. أي سيجعلُ لهم محبَّةً في قلوبِ عبادهِ، ورضًا وسكينةً في حياتهم.

وقد قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: “مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُهُ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الْفِقْهِ نَمَا قَدْرُهُ، وَمَنْ كَتَبَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي اللُّغَةِ رَقَّ طَبْعُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي الْحِسَابِ جَزُلَ رَأْيُهُ، وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ” (صفة الصفوة لابن الجوزي ح1، ص436 – سير أعلام النبلاء ج 10، ص18 – جامع بيان العلم ج1، ص 511). فانظروا كيف ربطَ الإمامُ بين شرفِ القرآنِ ورفعةِ الإنسانِ.

إنَّ القرآنَ الكريمَ ليس كتابَ تشريعٍ وهدايةٍ فحسب، بل هو قبل ذلك وبعده كتابُ رحمةٍ للعالمين، امتلأت آياتُه إشراقًا بالرحمة، وغمرت تعاليمُه القلوبَ بالطمأنينة والسكينة. فقد قال اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.

وجعل سبحانه هذا الكتاب المبين مصدرًا للرحمة والفرح والهداية، فقال عز شأنه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ}. فهو كتابُ حكمةٍ ورحمة، ينيرُ دربَ المحسنين، كما قال تعالى: {تِلْكَ آياتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ}.

وبيَّن جلّ وعلا أن هذا القرآنَ تنزيلٌ مفصَّلٌ بالعلمِ والإحكام، لا يخرج عن دائرةِ الرحمة والهداية، فقال سبحانه: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

ولذلك تكررت مادةُ الرحمةِ في القرآنِ الكريمِ أكثرَ من مائتَي مرة، دلالةً على أن هذا الكتابَ العظيمَ أُنزِل ليكونَ رحمةً للعقولِ والقلوب، رحمةً للأفرادِ والجماعات، رحمةً تُنقذُ الإنسانَ من ظلماتِ الجهلِ والضلالِ إلى نورِ الإيمانِ والهدى.

رحمةٌ تُرافقُ المؤمنَ في عبادتِه، فيحيا متوازنًا بين الطاعةِ والجسدِ، بين الروحِ والجسدِ.

أيها الإخوةُ كم من قلبٍ أظلَمَهُ الغفلةُ، فأضاءَهُ القرآنُ! وكم من نفسٍ أرهقَها الهمُّ، فأراحَها القرآنُ! وكم من إنسانٍ حائرٍ ضائعٍ، فهَداهُ القرآنُ!

إذا القرآنُ في الأرواحِ يُتلى 

                          تهاوَتْ كلُّ أحزانٍ ثقيلَهْ

وجاءَ القلبُ مُبتسمًا رضًى 

                      ونالَ النُّورَ في دُنيا جَميلَهْ

  قراءةالقرآن من أسباب محبَّةالله

  قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه:" من كان يُحبُّ أن يعلم أنَّه يُحبُّ الله عز وجل، فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحبَّ القرآن، فهو يُحبُّ الله تعالى؛ فإنَّما القرآن كلام الله، فمن أحبَّ القرآن، فهو يُحبُّ الله عز وجل ".( السُّنَّة لعبد الله بن أحمد (

 وقال الحافظ  ابنرجب رحمه الله:" من أعظم ما يُحصّل به محبّة الله تعالى من النّوافل: تلاوة القّرآن، وخصوصًا مع التدبّر ".( جامع العلوم و الحكم )

" فكون الإنسان يُحبّ تلاوة القرآن، ويأنس بذلك، ويُسَرُّ بذلك، ويجتهد في ذلك؛ هذا من أسباب محبَّة الله له ".

فالقرآنُ روحُ القلوبِ كما أنَّ الروحَ حياةُ الأجسادِ، وبهِ تحيا القلوبُ وتزكو النفوسُ وتستنيرُ العقولُ

 من الذين لا يحزنون هم المؤمنون الصادقون الذين يتبعون هدى الله، ويعملون الصالحات، ويخافون الله حق الخوف، ويؤمنون بيوم القيامة. وتشمل هذه الصفات: اتباع هداية الله، والإيمان به وباليوم الآخر والعمل الصالح، وإسلام الوجه لله مع الإحسان، والإنفاق في سبيل الله دون منٍّ أو أذى، والاستقامة، والتقوى، والجهاد في سبيل الله، والشهادة في سبيل الله.

صفاتهم حسب سياق القرآن الكريم

من اتبع هداي: الذين يتبعون هدى الله في حياتهم.

من آمن وعمل صالحاً: أولئك الذين يجمعون بين الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.

من أسلم وجهه لله وهو محسن: الذين يخلصون لله عز وجل في عبادتهم ويقومون بالأعمال الحسنة.

المنفقون في سبيل الله: الذين ينفقون أموالهم في طاعة الله ولا يتبعون إنفاقهم بالمنّ والأذى.

المستقيمون: الذين يقولون "ربنا الله" ثم يثبتون على هذا القول.

الشهداء: الأحياء عند الله الذين يُرزقون ويُفرحون بما آتاهم الله.

الذين آمنوا وكانوا يتقون: الذين يجمعون بين الإيمان والتقوى

من هم ال 11 الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟

1- ﴿فمن اتبع هُداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

2- ﴿من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

3- ﴿من أسلم وجهه لله وهو مُحسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

4- ﴿الذين يُنفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يُتبعون ما أنفقوا مَنًّا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

5- ﴿الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سِراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

6- ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾.

7- ﴿ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ۝ فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾.

8- ﴿فمن آمن وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

9- ﴿فمن اتقى وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

10- ﴿ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون﴾.

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent