إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين
ونقول لهؤلاء إذا كنتم لا تعرفون قدره
ومقامه وتتجنون عليه فتلك مصيبة وإذا كنتم تعلمون وتعرفون وأعتقد أنكم تعرفونه
كماتعرفون أبناءكم ولكنكم تكتمون الحق والحق أبلج
كما أشار القرآن الكريم :" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ
وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ"(البقرة/146).
ونقول :" لقد كرم الله عزوجل نبيه الخاتم صلي الله عليه
وسلم أن كفاه المستهزئين والمتربصين به وعصمه من الناس لأنه بلغ الدعوة الصحيحة عن
الله عزوجل:"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ
صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".(فصلت/33). فقد أمره الله قائلاً : اصدع بما تؤمر ولا
تخف غير الله فإن الله كافيك من أذاك كما كفاك المستهزئين وكانوا خمسة من رؤساء
أهل مكة وهم:" الوليد بن المغيرة وهو رأسهم ,والعاص بن وائل, والأسود بن
المطلب بن أسد أبو زمعة, والأسود بن عبد يغوث ,والحارث بن الطلاطلة .أهلكهم الله
جميعاً قيل يوم بدر في يوم واحد لاستهزائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وسبب
هلاكهم فيما ذكر ابن إسحاق : أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم
يطوفون بالبيت فقام وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر به الأسود بن المطلب
فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي ووجعت عينه فجعل يضرب برأسه الجدار ومر به الأسود
بن عبد يغوث فأشار إلى بطنه فاستسقى بطنه فمات منه ..ومر به الوليد بن المغيرة
فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله وكان أصابه قبل ذلك بسنين وهو يجر سبله وذلك أنه
مر برجل من خزاعة يريش نبلاً له فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش في رجله ذلك الخدش
وليس بشيء فانتقض به فقتله ومر به العاص بن وائل فأشار إلى أخمص رجله فخرج على
حمار به يريد الطائف فربض به على شبرقة فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته ومر به
الحارث بن الطلاطلة فأشار إلى رأسه فامتخط قيحا فقتل..(تفسير القرطبي ج10ص58).
وتلك سنة الله في كونه وتلك عاقبة الظلمة المستهزئين بالدعاة أن
ينتقم الله عزوجل منهم علي مر العصور والأزمان..
فهكذا فُعل بقوم نوح"َوقَوْمَ
نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ
عَذَابًا أَلِيمًا".(الفرقان/37).
وبالنمرود عندما أذي نبي الله إبراهيم
وقال :" أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ"(البقرة258).."فَبُهِتَ الَّذِي
كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"(البقرة/258).
وفُعل بقوم لوط عندما قلبوا سنن الله
الكونية وأرادوا المثلية ورضوا بالدنية وأعرضوا عن أوامر الله
عزوجل:"فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا
سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ".(الحجر/74,73)...
وفُعل بثمود قوم صالح عندما عقروا
الناقة وخالفوا أوامر الله :"فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا
بِالطَّاغِيَةِ".(الحاقة/5).
.
وفُعل بعاد قوم هود
عندما:"كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ"(الشعراء/123).وخالفوا أوامر
الله عزوجل:"وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى
الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ
".(الحاقة8,7,6)..
وفُعل بأصحاب الأيكة "قوم
شعيب" عندما كذبوه .."وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ
كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيد"ِ.(ق/14)..وهكذا فعل بقوم
تبع.."أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ".(الدخان/37).
فليحذر كل طاغية معاند لشرع الله أن يعرض عن الدعوة أو يحارب الدعاة المخلصين ..والخطباء العاملين.. حتي لا يصيبه ما أصاب هؤلاء فقد جاء علي لسان خطيب الأنبياء"شعيب عليه السلام محذراً قومه من الشقاق ومن العداوة والبغضاء:"وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ "(هود/89).
حكم من سبه :
فالقسم الأول وهو سب المسلم للنبي، صلى الله عليه وسلم، فقد اتفق جمهور الفقهاء على أن الساب يكفر بذلك، وعقوبته القتل؛ لكن حكى القاضي أبو يعلى الحنبلي (458 للهجرة) عن بعض الفقهاء أن الساب يتم التمييز فيه بين المستحل للسب وغير المستحل (ربما سب غضبا)، فإن كان مستحلا كفر، وإن لم يكن مستحلا فَسَق فقط، كما أن بعض الفقهاء
الثاني :"فإن سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر قبيح يخرج صاحبه عن الملة الإسلامية، وإذا لم يتب من سب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يقتل لردته، لكنه إذا تاب إلى الله تعالى توبة خالصة فإن الله يتوب عليه، فالتوبة تمحو المعاصي كلها حتى الشرك بالله ، لكن ذهب جماعات من أهل العلم إلى أنه يجب عليه القتل حداً بعد التوبة
الثالث :"ذهب بعض أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجب
قتله إن كان مسلماً عاقلاً بالغاً عالماً بالحكم وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم ..
ماذا على أهل الذمة أن يتركوه؟
كما ذكر أهل العلم أن من الأشياء التي
يجب على أهل الذمة تركها تجاه المسلمين هي :
1- الإعانة على قتال المسلمين
2- . - قتل المسلم أو المسلمة .
3- قطع الطريق عليهم .
4- إيواء جاسوس لعدوهم . -
5- أن يعين على المسلمين عدوهم أو ينقل
أخبارهم له
.
6- أن يزني بمسلمة
7- أن يفتن مسلما عن دينه
8- ذكر الله أو كتابه أو رسوله بما لا
ينبغي
.
9- فإن أتوا واحدة منها نقضوا الأمان سواء
كان مشروطا في العهد أو لم يكن، قال الله تعالى " وإن نكثوا أيمانهم من بعد
عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " .
وتفيد الآية الكريمة أن الطعن في الدين
وإفراده بالذكر من أقوى الأسباب الموجبة للقتال ، وهذه هي سنة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فإنه كان يهدر دماء من آذى الله ورسوله وطعن في الدين .
والذمي إذا سب الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم أو عاب الإسلام علانية فقد نكث يمينه وطعن في ديننا ، ولا خلاف بين
المسلمين أنه يعاقب على ذلك ويؤدب عليه .
وقد سماهم القرآن " أئمة الكفر
" لطعنهم في الدين ، فإمام الكفر هو الداعي إليه المتبع فيه ، فهذا كعب بن
الأشرف قال عنه رسول الله " من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
" فقام محمد بن مسلمة فقال أنا يا رسول الله فذهب وقتله .
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا
قَالَ قُلْ فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ
قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ
أَسْتَسْلِفُكَ قَالَ وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ قَالَ إِنَّا قَدْ
اتَّبَعْنَاهُ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ
يَصِيرُ شَأْنُهُ وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ
(صحيح البخاري (12/ 429)
ولا يخفى علينا الدرس من بيعة العقبة الثانية ، وهو البيعة على مناصرة الرسول والدفاع عنه وعن دينه دفاع الرجل عن نفسه وماله وولده وداره .
جزاء من سبه وأذاه
كما انتقم الله عزوجل من كل من أذوه
وتطاولوا عليه بالسب أو الشتم كأبي جهل الذي قتل في غزوة بدر وغيره..
فعن عبد الله بن مسعود قال بينما رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل أيكم
يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه
بين كتفيه وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا فضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من
الضحك فانطلق منطلق إلى فاطمة فأقبلت تسعى وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا
حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة
قال اللهم عليك بقريش ثلاثا وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا اللهم عليك
بعمرو بن هشام وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط
وعمارة بن الوليد . قال عبد الله فو الله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى
القليب قليب بدر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتبع أصحاب القليب لعنة .(
متفق عليه
).
وهذا عمه أبولهب العم الشقيق الوحيد
دون سائر أعمامه وكان من أشد الناس عليه عمه أبو لهب واسمه عبد العزى بن عبد
المطلب وامرأته أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان.. فيقول القرطبي في
تفسيرقوله تعالى"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ"في الصحيحين
وغيرهما - واللفظ لـ"مسلم"- عن ابن عباس قال :" لما نزلت"وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"(الشعراء/214). ورهطك منهم المخلصين خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف : يا صباحاه ! فقالو : من هذا الذي
يهتف ؟ قالو : محمد فاجتمعو ا اليه فقال : "يابني فلان يا بني فلان يا بني فلان
يا بني مناف يا بني عبد المطلب ! " فاجتمعوا إليه فقال : ( أرأيتكم لو أخبرتكم أن
خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذبا قال ( فإني
نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب : تبا لك ! أما جمعتنا إلا لهذا ! ثم قام
فنزلت هذه السورة"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ"(المسد)...فلما
سمعت امرأته ما نزل في زوجها وفيها من القرآن أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر رضي الله عنه وفي يدها فهر من حجارة
فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ترى إلا أبا
بكر فقالت : يا أبا بكر إن صاحبك قد بلغني أنه يهجوني والله لو وجدته لضربت بهذا
الفهر فاه والله إني لشاعرة
:
( مذمماً عصينا ... وأمره أبينا... ودينه
قلينا
)
ثم انصرفت فقال أبو بكر : يا رسول الله
أما تراها رأتك ؟ قال : ( ما رأتني لقد أخذ الله بصرها عني ) وكانت قريش إنما تسمي
رسول الله صلى الله عليه وسلم مذمماً يسبونه وكان يقول:"إلا تعجبون لما صرف
الله عني من أذى قريش يسبون ويهجون مذمماً وأنا محمد ".(مسلم). )..(تفسير
القرطبي ج20 ص216).
وهكذا انتقم الله عزوجل ممن استهزأ
بنبيه محمداً صلي الله عليه وسلم حيث حكم
عليه بأنه في الدرك الأسفل من النار وامرأته وأنزل الله فيه سورة في كتابه تتلى
على المنابر وتقرأ في المواعظ والخطب تتضمن أنه"سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ
لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ"(المسد : 3 و4).
حفظه من أبي جهل
عن ابن عباس " كان يصلي عند
المقام ، فمر به أبو جهل بن هشام ، فقال : يا محمد ألم أنهك عن هذا ؟ ! و توعده ،
فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتهره ، فقال : يا محمد بأي شيء تهددني
؟ ! أما والله إني لأكثر هذا الوادي ناديا ، فأنزل الله ( فليدع ناديه . سندع
الزبانية ) . قال ابن عباس : لو دعا ناديه أخذته زبانية العذاب من ساعته " .(
الترمذي وصححه الألباني).
وعن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل
يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم . فقال : واللات والعزى لئن رأيته يفعل
ذلك لأطأن على رقبته فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي - زعم ليطأ على
رقبته - فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه فقيل له مالك ؟ فقال :
إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً " . رواه مسلم
قتله في بدر :
وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم بدر : " من ينظر لنا ما صنع أبو جهل ؟ " فانطلق ابن مسعود
فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد قال : فأخذ بلحيته فقال : أنت أبو جهل فقال :
وهل فوق رجل قتلتموه . وفي رواية : قال : فلو غير أكار قتلني ( متفق عليه).
انتقام الله من مشركي قريش:
عن عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد
شيء مما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عُقْبة بن أبي مُعَيط، فأخذ بمَنْكب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولَوَى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقًا شديدا، فأقبل أبو
بكر، رضي الله عنه، فأخذ بمنكبة ودَفَع
عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: "أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ
رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ " .وفي
رواية أخري فجاءت فاطمة فأخذت تشتمهم فلما رفع رسول الله صلي الله عليه وسلم من
السجود رفع صوته ودعي عليهم :"اللهم عليك بقريش فلما سمعوا صوته كفوا عن
الضحك وخافوا دعوته ثم قال اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن
ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط ..يقول الراوي وذكر السابع
ولم أحفظه فو الذي بعث محمد اً بالحق رسولاً لقد رأبت الذين سمي صرعي يوم بدر ثم
سحبوا إلي القليب "قليب بدر"(فقه السيرة بطرق كثيرة).
لحديث ابن عباس : " أن أعمى كانت
له أم ولد تشثم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا
تنزجر قال : فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ
المغول ( سيف قصير ) فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت
ما هناك بالدم فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال :
أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام فقام الأعمى يتخطى رقاب الناس وهو
يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أنا
صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان
مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول
فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا
اشهدوا أن دمها هدر " . أ خرجه أبو داود ( 4361 ) والنسائي ( 2 / 171 ) .
وإسناده صحيح على شرط مسلم
.
روي " أنه قيل لابن عمر أن راهباً
يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لو سمعته لقتلته إنا لم نعط الأمان على
هذا .
وعن على رضي الله عنه : " أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها " . أخرجه أبو داود ( 4362 ) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
مصرع أبو لهب :
عن ابن عباس قال : لما نزلت ( وأنذر
عشيرتك الأقربين
)
صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا
فجعل ينادي : " يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا فقال :
" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟
" قالوا : نعم ما جربنا عليك إلا صدقا . قال : " فإني نذير لكم بين يدي
عذاب شديد " . فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت : (
تبت يدا أبي لهب وتب ) (متفق عليه) . وفي رواية نادى : " يا بني عبد مناف
إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله فخشي أن يسبقوه فجعل يهتف
يا صباحاه
"
نهايته:
وقد انتقم الله منه شر انتقام فقد رماه
الله بالعدسة وهو مرض معدي يشبه الطاعون حتي أن أولاده تركوه بعد موته ثلاثاً فما
دفناه حتي أنتن خوفاً من هذا الطاعون حتي قال لهم رجل من قريش ويحكم ألا تستحيان
إن أباكم أنتن في بيته ؟فقالا إنا نخشي عدوة هذه القرحة فقال انطلقا أنا أعينكما
عليه فوالله ماغسلوه إلا قذفا بالماء عليه وما دنو منه ثم احتملوه إلي أعلي مكان
ثم رموا عليه بالحجارة
.
زوجة أبو لهب :"أم جميل أخت أبي سفيان ":
أُمّ جَمِيلٍ وَرَدّ اللّهِ كَيْدَهَا
عَنْ الرّسُولِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَذُكِرَ لِي : أَنّ أُمّ جَمِيلٍ : حَمّالَةَ الْحَطَبِ حِينَ سَمِعَتْ ما نَزَلَ فِيهَا ، وَفِي زَوْجِهَا مِنْ الْقُرْآنِ أَتَتْ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ فَلَمّا وَقَفَتْ عَلَيْهِمَا أَخَذَ اللّهُ بِبَصَرِهَا عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَلَا تَرَى إلّا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَتْ يَا أَبَا بَكْرٍ : أَيْنَ صَاحِبُك ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنّهُ يَهْجُونِي ، وَاَللّهِ لَوْ وَجَدْته لَضَرَبْتُ بِهَذَا الْفِهْرِ فَاهُ أَمَا وَاَللّهِ إنّي لَشَاعِرَةٌ ثُمّ قَالَتْ مُذَمّمًا عَصَيْنَا ... وَأَمْرَهُ أَبَيْنَا وَدِينَهُ قَلَيْنَا ثُمّ انْصَرَفَتْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللّهِ أَمَا تَرَاهَا رَأَتْك ؟ فَقَالَ مَا رَأَتْنِي ، لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ بِبَصَرِهَا عَنّي . قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قَوْلُهَا " وَدِينَهُ قَلَيْنَا " عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَتْ قُرَيْشٌ إنّمَا تُسَمّي رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مُذَمّمًا ، ثُمّ يَسُبّونَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُول : أَلَا تَعْجَبُونَ لِمَا يَصْرِفُ اللّهُ عَنّي مِنْ أَذَى قُرَيْشٍ ، يَسُبّونَ وَيَهْجُونَ مُذَمّمًا ، وَأَنَا مُحَمّدٌ"(السيرة النبوية لابن هشام ).
انتقام الأرض لأفضل الخلق صلي الله
عليه وسلم
:
في البداية والنهاية لابن كثير
(6/ 190)
قال الإمام أحمد: حدثني هشام، ثنا
سليمان - يعني ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كان منا رجل من بني
النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق
هاربا حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه وقالوا: هذا كان يكتب لمحمد، وأعجبوا به،
فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على
وجهها، ثم عادوا فحفروا له وواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا.
ورواه مسلم عن محمد بن راضي عن أبي
النضر هاشم بن القاسم به.
طريق أخرى عن أنس قال الإمام أحمد:
حدثنا يزيد بن هرون، ثنا حميد عن أنس: أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم
وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران عز فينا -
يعني عظم - فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملي عليه: غفورا رحيما، فيكتب:
عليما حكيما، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كذا وكذا فيقول: اكتب كيف
شئت، ويملي عليه: عليما حكيما، فيكتب: سميعا بصيرا، فيقول: اكتب كيف شئت، قال
فارتد ذلك الرجل عن الإسلام فلحق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم بمحمد، وإني كنت لا
أكتب إلا ما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض لا
تقبله، قال أنس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجده
منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل: قالوا: قد دفناه مرارا
فلم تقبله الأرض (أخرجه الإمام أحمد في
مسنده 3 / 120 – 121 ) وهذا على شرط
الشيخين ولم يخرجوه.
طريق أخرى عن أنس وقال البخاري: ثنا أبو معمر، ثنا عبد الرزاق، ثنا عبد العزيز، عن أنس بن مالك قال: كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا، وكان يقول: لا يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه - لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه -، فحفروا له فأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبحوا وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.
وعَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ قَالَ :"كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ
الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ قَالَ
فَرَفَعُوهُ قَالُوا هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ
فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ
فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا
لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ
عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ
عَلَى وَجْهِهَا فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا"( صحيح مسلم (13/ 363).
و عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ:"كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ
عِمْرَانَ فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَعَادَ نَصْرَانِيًّا فَكَانَ يَقُولُ مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ
لَهُ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ
فَقَالُوا هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا
عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ
لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ فَقَالُوا هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا
عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ فَحَفَرُوا لَهُ
وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الْأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ
الْأَرْضُ فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ"( صحيح
البخاري (11/ 449(.
قال ابنُ تيميةَ في " الصارمِ المسلولِ " ( ص 233 ) معلقاً على القصةِ : " فهذا الملعونُ الذي افترى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له ؛ قصمهُ اللهُ وفضحهُ بأن أخرجهُ من القبرِ بعد أن دُفن مراراً ، وهذا أمرٌ خارجٌ عن العادةِ ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لما قالهُ ، وأنه كان كاذباً ، إذ كان عامةُ الموتى لا يصيبهم مثل هذا ، وأن هذا الجُرمَ أعظمُ من مجرد الارتداد ، إذ كان عامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا ، وأن اللهَ منتقمٌ لرسولهِ صلى اللهُ عليه وسلم ممن طعن عليه وسبهُ ، ومظهرٌ لدينه ، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن للناسِ أن يقيموا عليه الحد " .ا.هـ.
الكلاب تثأر لرسول الله صلي الله عليه
وسلم
:
كلب ينتصر لرسول الله صلي الله عليه
وسلم
:
كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل
المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم الطاغية هلاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته
الصليبية ظفر خاتون، وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير
عقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله
عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ هذا الصليبي الحاقد في سب النبي صلى
الله عليه وسلم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، فخلصوه منه بعد
جهد ..فقال بعض الحاضرين هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام ..
فقال الصليبي :كلا بل هذا الكلب عزيز
النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه, ثم عاد لسب النبي مرة ثانية وأقذع في
السب ,عندها قطع الكلب رباطه ووثب علي عنق الصليبي وقلع زوره فمات الصليبي من فوره
..فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول ".( ابن حجر العسقلاني في كتاب
الدرر الكامنة)..
:"إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "(المجادلة/5،6).
وقال تعالي:"إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ . كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"(المجادلة/20، 21).
و عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ فَقَالَ كُلْ بِيَمِينِكَ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ لَا اسْتَطَعْتَ مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ قَالَ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ "(مسلم).
قصة عجيبة :
يروي الشيخ أحمد شاكر قصة عجيبة عن
والده الإمام العلم محمد شاكر والذي كان يعمل وكيلاً للأزهر قال : إن والدي ذات
يوم كفر أحد علماء مصر وكان يخطب ويمدح أحد أمراء مصر عندما كرم طه حسين فقال :لقد
جاءه الأعمى فما عبث بوجهه وما تولي " وهو يريد بذلك التعريف برسول الله صلي
الله عليه وسلم حيث أن القرآن قال :"عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى "(عبس/1-2).
فبعد الخطبة وقف الشيخ /محمد شاكر أمام
الناس وقال لهم إن صلاتكم باطلة وأمرهم أن يعيدوا صلاة الجمعة لأن الخطيب كفر بهذه
الكلمة التي تعتبر شتماً لرسول الله صلي الله عليه وسلم عن طريق التعريض لا
التصريح ولكن الله لم يدع هذا المجرم الذي سب رسول الله صلي الله عليه وسلم عن
طريق التعريض لا التصريح فيقول الشيخ والله لقد رأيته ذليلاً علي باب مسجد من
مساجد القاهرة يجمع نعال المصلين فقد أهانه الله بعد أن كان عزيزاً.
خاتمة:
بعد هذا العرض الموجز عن تكريم الله
لنبيه صلي الله عليه وسلم ونصرته له والانتقام ممن سبه كما رأينا .. ينبغي أن قول
ماذا يجب علينا نحن المسلمين تجاه نصرة رسولنا صلي الله عليه وسلم وقد عاتبنا الله عز وجل في شخص الصحابة رضوان الله عليهم
الذين تقاعسوا عن الخروج إلي غزوة تبوك وتعللوا تارة بالحر الشديد وتارة يقولون
مالنا ورمال الروم وهم القوة التي لا تقهر ..ولكن الله عز وجل رد عليهم أبلغ رد
بقوله :" إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ
لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ
كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ "(التوبة/ 40).
ونحن إذا تقاعسنا عن نصرته فقد نصره
الله عز وجل نصراً مؤزراً ونصره بواحد وهو أبو بكر الصديق عبر عنه بقوله :"
ثَانِيَ اثْنَيْنِ" فقد نصره واعلي شأنه وذكره في العالمين ..
ونحن لو أردنا نصرته فلا يكون بالشجب
أو القتل أو مهاجمة السفارات وقذفها بالحجارة .. وإنما هناك أمور كثيرة وهي أن
نتمسك بسنته ونهتدي بهديه صلي الله عليه وسلم ونتأسي به ونقتدي بأفعاله
:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " [الأحزاب: 21]
وأن نشكر الله ونحمده علي أن اختار لنا
الإسلام ديناً ومحمداً نبياً ورسولاً ..
وإلي لقاء آخر مع الجزء الثاني من كتاب
:"القول الصريح للرد علي الفيلم القبيح " بعنوان :" نبؤات المبشرين
بخاتم النبيين
"
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .