
الرفــق ثمرة حُسن الخلق
قال الله تعالي" فَبِمَا رَحۡمَة مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ ".
حزين من يفقد الرفق ** فباب الصعاب
ثقيل
سعيد من حاله سهل ** كماء السيل فى
الحميل
عبادالله:
إعلموا جيدًا أن الرفق هو السهولة
واليسر التى تجذب المحبة فى القلوب بين الناس ، وتجذب الرحمة من الله للخلق...
وفى الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ
يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ)
وفي الحديث: (( ما خُيِّرَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين أمرَيْن إلا اختار أيسرَهُما ما لم يكن إثماً، فإن كان
إثماً كان أبعدَ الناس منه ))
فتأمل
أيها المتسلط على خلق الله ماذا لو كنت
فى هذا الموقف..؟
عن أبي هريرة قال : أتي النبي - صلى
الله عليه وسلم - بسكران ، فأمر بضربه ، فمنا من يضربه بيده ، ومنا من يضربه بنعله
، ومنا من يضربه بثوبه ، فلما انصرف قال رجل : ماله أخزاه الله !
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
:" لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ولكن قولوا اللهم اغفر له " "
وفى لفظ : فقال رجل من القوم : اللهم
العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ! فقال - صلى الله عليه وسلم - :" لا تلعنوه ،
فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله " .
فرق كبير بين من أدخلوا الناس فى دين
الله أفواجا
وبين من يخرجون الناس من دين الله
أفواجا
فالرفق يُزَيِّن الأمور ويُجمِّلها،
ويُتمِّم الأشياء التي يدخل فيها، والعنف على النقيض من ذلك، فهو يشين الأمور
ويعيبها، وبه تقبح الأشياء وتفسد
قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ
الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ
إِلاَّ شَانَهُ)
تأمل
فلسفة التعامل بذكاء ورفق مع من يضمر
لك السوء
دخل بعض اليهود ذات يوم على النبي ﷺ
فقالوا: السام عليك يا محمد، يعني: كأنهم يقولون: السلام، وهم يقولون: السام،
يعني: الموت. فقالت عائشة رضي الله عنها: عليكم السام واللعنة، وفي اللفظ الآخر:
عليكم السام، ولعنكم الله، وغضب عليكم. قال النبي ﷺ: مهلًا يا عائشة! إن الله يحب
الرفق في الأمر كله، إن الله يبغض الفحش والتفحش، عليك بالرفق فإنه لا يكون في شيء
إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، قالت: يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال:
ألم تسمعي ما قلت لهم؟ فإنه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا. هكذا يقول ﷺ لما
قالوا: السام عليكم. قال: وعليكم.
فإذا كانوا أرادوا الموت فهو على
الجميع، الموت لا بد منه، وإن كانوا أرادوا شيئًا آخر، قال: وعليكم، يستجاب لنا
ولا يستجاب لهم، قال: يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا؛ لأنهم ظالمون، فهم
يهود، فقالوا: السام عليك يا محمد. فغضبت عائشة رضي الله عنها عند ذلك، فقالت ما
قالت، فأنكر عليها وأمرها بالرفق.
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن
النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
( من أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من
الخير، ومن حرم حظه من الرفق، فقد حرم حظه من الخير )
تأمل
أيها القاسى فى الخصومة فلا لرأى تنكسر
ولا لغير تقدِّر
بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام
جالسا بيت أصحابه ، إذ برجل من أحبار اليهود يسمى زيد بن سعنة ـ وهو من علماء
اليهود ـ دخل على الرسول عليه الصلاة والسلام ، واخترق صفوف أصحابه حتى أتى النبي
عليه الصلاة والسلام ، وجذبه من مجامع ثوبه ، وشده شدا عنيفا.
وقال له بغلظة : أوفِ ما عليك من الدين
يا محمد ، إنكم يا بني هاشم قوم مطل ـ أي: تماطلون في أداء الديون ـ .
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام قد
استدان من هذا اليهودي بعض الدراهم ، ولكن لم يحن
موعد أداء الدين بعد ، فقام عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ، وهز سيفه ، وقال: ائذن لي بضرب عنقه يا رسول الله ، فقال
الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (مره بحسن الطلب ، ومرني
بحسن الأداء)
حدثنى بالله عن خصومتك
هل آن الآوان لإدخال الرفق فيها حتى
تنتهى أم ما زالت القسوة والغلظة تسيطر...؟
تأمل
أيها الراعى فى رعيته
رفقا بالقوارير
مش أي قارورة , قواريرك انت بس
(زوجتك امك اختك عمتك خالتك بنتك)
ملكش دعوة بقوارير الناس
(يعني لما تلاقي قارورة زعلانة أومطلقة
أو أرملة أو محبطة
متقعدش بقي تكتب اشعار ونكت وتبقي مصلح
قوارير...)
تأمل
أيها القاسى على نفسك بترك الصلاة
في أحد دروس الشيخ محمد الغزالي سأله
شاب عن حكم تارك الصلاة؟ وعلى ما يبدو أن الشاب كان يتوقع ويريد فتوى بتكفير تارك
الصلاة، ومن حكمة الشيخ الغزالي ووعيه بدوافع الشاب للسؤال رد عليه بالقول: «حكمه
أن تأخذه معك إلى المسجد».
نعم هو رفق فى الفتوى لكن انت يا تارك
الصلاة بحاجة الى الرفق بنفسك وإلا
مسألة خلودك فى جهنم ستكون مسألة وقت ....
ارفق بنفسك يا من اختفى حذاؤه من
المسجد ، فغيرك اختفى حذاؤه عن المسجد..
ارفق بنفسك ولا تقحمها فيما لا يعنيها
حتى لا تجد نفسك مفلسا من الحسنات..
ارفق بنفسك وعامل الناس بما تحب ان
يعاملوك به وإلا انفض الناس عنك...
ارفق بنفسك فلست محور الكون انت
#لـــــــــــــــــــكــــــــــــــن
احذروا من رفق فى غير موضعه فانه يورث
الذل والمهانة وعواقب أخرى
فلا رفق فى تربية الأولاد وتسامح مع
أخطائهم
لا رفق مع عدو معتدى بحجة تفاوض وتسامح
لا رفق مع منكر يستشرى فى المجتمع
لا رفق مع مجرم أو بلطجى يرهب الناس
والمجتمع
نعم
ديننا دين السماحة والرفق ..لكن عن قوة
دين العفو لكن عن مقدرة
دين السهولة لكن مع وضع الحدود
فليس اليسر والسهولة والسماحة على
إطلاقها ، وإنما لكل شىء حد
وبين سماحة الأمس وقسوة اليوم فوارق
كأبراج السماء
فليس معنى يسرية الدين وسماحته التفلّت
من واجباته وارتكاب محرماته. وإنما معنى ذلك الانتقال بالعبد من العبادة الشاقة
إلى العبادة السهلة.
كالانتقال بالمسافر من الصلاة التامة
إلى الصلاة المقصورة،
والانتقال به من الصيام في أيام السفر
على صيام في أيام أخر.
والانتقال به من الطهارة بالماء إلى
الطهارة بالتراب.
وهكذا إسقاط الواجب عمّن عجز عنه مع
نية فعله إذا قدر عليه.
لا أن يترك الواجب رغبة عنه وكراهية
له، فمن ترك الواجب لعجزه عنه مع عزمه على فعله إذا استطاع، كتب له من الأجر مثل
أجر من فعله،
#تأمل
يا كل مسئول ولَاه الله أمر الناس
انتبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم
كما رواه مسلم : اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من
أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به.
♦وأخيراً
وصيتنا لكل من سلك طريق المغالاة
والتطرف في التشدد:
ضع بين عينيك دائمًا قول نبيك المصطفى
صلى الله عليه وسلم:
إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا
ولكن بعثني معلِّما ميسراً .. أخرجه مسلم
والمعنت والمتعنت: المتشدد على نفسه
والناس والذي يلزم
نفسه وإياهم ما يصعب ويشق مما يفقد لذة
العبادة والْأنس بها وحلاوة الدين والعمل
أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيمَ
لي ولكم.
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.........!
======================
🔻 الخطبة الثانية 🔻
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث
العظيم الذى اخرجه البخارى عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
إن الدين يسرٌ ولن يشاد الدين أحدٌ إلا
غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة
انها السماحة والرفق وعدم الغلو
خلق من الأخلاق الرفيعة وسمة أساسية في
الشريعة الإسلامية
محرك القلوب إلى محبة شرع علام الغيوب
الوصفة الربانية التي من خلالها يكسب
المسلم المحبة والألفة
عظمة الشريعة والتشريع الإسلامي
إنها الصفة التي متى وجدت في مجتمع فلن
تراه إلا متماسكاً متحاباً
إنها الصفة التي تجعل الأعداء إلى
أصدقاء وتدخل الكفار دين النبي المختار
إنها الصفة التي متى نزعت من أمة أصبحت
غابة يأكل فيها القوي الضعيف
لكن للأسف....
ما ذنب هذا الدين وما ذنب أتباعه من
المسلمين إذا وجد فى البشر من يعشقون سياسة إطفاء المصابيح.؟