recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة مثل المؤمن مثل النخلة إعداد /صلاح عبدالخالق


مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ

حديث" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ"وبعض فوائده.    

 من صفات المؤمن.

  لماذا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ ؟

تحميل الخطبة pdf

الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ  

أولاً :حديث« مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ»وبعض فوائده:

«عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ: «أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ، مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ» فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَذْكُرُونَ شَجَرًا مِنْ شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَأُلْقِيَ فِي نَفْسِي أَوْ رُوعِيَ، أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا، فَإِذَا أَسْنَانُ الْقَوْمِ، فَأَهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَتُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ النَّخْلَةُ»«صحيح مسلم» (٢٨١١)، سنن الترمذى (2867)

في هَذَا الْحَدِيثِ فَوَائِدُ مِنْهَا :اسْتِحْبَابُ إِلْقَاءِ الْعَالِمِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيَخْتَبِرَ أَفْهَامَهُمْ وَيُرَغِّبَهُمْ فِي الْفِكْرِ وَالِاعْتِنَاءِ وَفِيهِ ضَرْبُ الْأَمْثَالِ وَالْأَشْبَاهِ وَفِيهِ تَوْقِيرُ الْكِبَارِ كَمَا فَعَلَ بن عُمَرَ لَكِنْ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ الْكِبَارُ الْمَسْأَلَةَ فَيَنْبَغِي لِلصَّغِيرِ الَّذِي يَعْرِفُهَا أَنْ يَقُولَهَا وَفِيهِ سُرُورُ الْإِنْسَانِ بِنَجَابَةِ وَلَدِهِ وَحُسْنِ فَهْمِهِ وَقَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَ هِيَ النَّخْلَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو لِابْنِهِ وَيَعْلَمُ حُسْنَ فَهْمِهِ وَنَجَابَتِهِ وَفِيهِ فَضْلُ النَّخْلِ »«شرح النووي على مسلم» (١٧/ 154)

ثانياً : من صفات المؤمن منها مثلاً :

 (1)قال تعالى :إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) الأنفال .{هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} لأنهم جمعوا بين الإسلام والإيمان، بين الأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة، بين العلم والعمل، بين أداء حقوق الله وحقوق عباده.تفسير السعدى (صـ315)

(2)عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ«سَلُونِي»، فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَجَلَسَ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ،فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاالْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «لَا تُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا،وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ» صحيح مسلم (10)

-قال تعالى :قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (14)الحجرات.

=وَقَدِ اسْتُفِيدَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: أَنَّ الْإِيمَانَ أَخَصُّ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ سَأَلَ عَنِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ عَنِ الْإِيمَانِ، ثُمَّ عَنِ الْإِحْسَانِ، فَتَرَقَّى مِنَ الْأَعَمِّ إِلَى الْأَخَصِّ، ثُمَّ لِلْأَخَصِّ مِنْهُ.(تفسير ابن كثير (7/389)

=كل مُؤمن صادق هو مُسلم بالضرورة (لأن الإيمان يشمل الإسلام).قد يكون الإنسان مُسلمًا في الظاهر (ينطق بالشهادتين ويؤدي بعض الأعمال) لكنه ليس مُؤمنًا كاملًا إذا لم يستقر الإيمان في قلبه.

ثالثاً : لماذا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ ؟

 الجواب للأسباب الآتية مثلاً :

(1)كثرة الخيرات في كل الأوقات  :

طِيبُ ثمرتها – النخلة - وحلاوتُها وعمومُ المنفعة بها، كذلك المؤمنُ طيِّبُ الكلام طيِّبُ العمل، فيه المنفعةُ لنفسه ولغيره.»«مفتاح دار السعادة لابن القيم » (٢/ 655)

-قال تعالى :أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)إبراهيم .

(أ)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً} شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} وَهُوَ الْمُؤْمِنُ، {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ، {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} يَقُولُ: يُرْفَعُ بِهَا عَمَلُ الْمُؤْمِنِ إِلَى السَّمَاءِ.وَهَكَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَير، وعِكْرِمة وَقَتَادَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ ذَلِكَ عِبَارَةٌ عَنِ الْمُؤْمِنِ، وَقَوْلِهِ الطَّيِّبِ، وَعَمَلِهِ الصَّالِحِ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالشَّجَرَةِ مِنَ النَّخْلِ، لَا يَزَالُ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ فِي كُلِّ حِينٍ وَوَقْتٍ، وَصَبَاحٍ وَمَسَاءٍ.(تفسير ابن كثير (4/491)

(ب){تُؤْتِي أُكُلَهَا} أي: ثمرتها {كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} فكذلك شجرة الإيمان، أصلها ثابت في قلب المؤمن، علما واعتقادا.وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية، والآداب الحسنة في السماء دائما يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره.(تفسير السعدى (ًت 425)

«عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ المُسْلِمِ، ‌تُؤْتِي ‌أُكُلَهَا ‌كُلَّ ‌حِينٍ ‌بِإِذْنِ ‌رَبِّهَا، ‌وَلَا ‌تَحُتُّ ‌وَرَقَهَا فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ»«صحيح البخاري»(٦١٤٤)

(2) النفع العام :

«عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ، مَا ‌أَخَذْتَ ‌مِنْهَا ‌مِنْ ‌شَيْءٍ ‌نَفَعَكَ»«المعجم الكبير للطبراني» (١٣٥١٤) وصحيح الجامع (٥٨٤٨)-

قَالَ الْعُلَمَاءُ وَشَبَّهَ النَّخْلَةَ بِالْمُسْلِمِ فِي كَثْرَةِ خَيْرِهَا وَدَوَامِ ظِلِّهَا وَطِيبِ ثَمَرِهَا وَوُجُودِهِ عَلَى الدَّوَامِ فَإِنَّهُ مِنْ حِينِ يَطْلُعُ ثَمَرُهَا لايزال يُؤْكَلُ مِنْهُ حَتَّى يَيْبَسَ وَبَعْدَ أَنْ يَيْبَسَ يُتَّخَذُ مِنْهُ مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْ خَشَبِهَا وَوَرَقِهَا وَأَغْصَانِهَا فَيُسْتَعْمَلُ جُذُوعًا وَحَطَبًا وَعِصِيًّا وَمَخَاصِرَ وَحُصْرًا وَحِبَالًا وَأَوَانِيَ وَغَيْرَ ذَلِكَ ثُمَّ آخِرُ شَيْءٍ مِنْهَا نَوَاهَا وَيُنْتَفَعُ بِهِ عَلَفًا لِلْإِبِلِ ثُمَّ جَمَالُ نَبَاتِهَا وَحُسْنُ هَيْئَةِ ثَمَرِهَا فَهِي مَنَافِعُ كُلُّهَا وَخَيْرٌ وَجَمَالٌ كَمَا أَنَّ الْمُؤْمِنَ خَيْرٌ كُلُّهُ مِنْ كَثْرَةِ طَاعَاتِهِ وَمَكَارِمِ أَخْلَاقِهِ وَيُوَاظِبُ عَلَى صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَقِرَاءَتِهِ وَذِكْرِهِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَسَائِرِ الطَّاعَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ »«شرح النووي على مسلم» (١٧/ 154)

-النخلة يُنتفع بجميع أجزائها (الثمر، الجذع، السعف، الليف)، وكذلك المؤمن نافع للناس بعلمه، وخلقه، ودعوته.

-عنْ عبدِ الله بنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ , وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ وأحَبُّ الأعْمَالِ إِلَى الله عَزَّ وجَلَّ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ على مُسْلِمٍ أوْ تَكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً أوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعاً ولأَنْ أمْشِيَ مَعَ أخِي المُسْلِمِ فِي حاجَةٍ أحَبُّ إلي من أن أعتكف فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْراً ومَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ الله عَوْرَتَهُ ومَنْ كَظَمَ غَيْظاً ولوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أمْضاهُ مَلأ الله قَلْبَهُ رِضًى يَوْمَ القيامة ومن مشى مَعَ أخِيهِ المُسْلِمِ فِي حاجَتِهِ حَتَّى يُثْبِتَها لهُ أثْبَتَ الله تَعَالَى قَدَمَهُ يَوْمَ تَزِلُّ الأقْدَامُ. المعجم الصغير للطبرانى (861)، السلسلة الصحيحة (906)

فَوَقَعَ التَّشْبِيهُ بَيْنَهُمَا مِنْ جِهَةِ أَنَّ أَصْلَ دِينِ الْمُسْلِمِ ثَابِتٌ وَأَنَّ مَا ‌يَصْدُرُ ‌عَنْهُ ‌مِنَ ‌الْعُلُومِ ‌وَالْخَيْرِ ‌قُوتٌ ‌لِلْأَرْوَاحِ مُسْتَطَابٌ وَأَنَّهُ لَا يَزَالُ مَسْتُورًا بِدِينِهِ وَأَنَّهُ يُنْتَفَعُ بِكُلِّ مَا يَصْدُرُ عَنْهُ حَيًّا وَمَيِّتًا»«فتح الباري لابن حجر» (١/ 147)

(3) قوة التحمل والصبر الشديد  :-

-أنَّ النَّخلةَ أصبرُ الشجر على الرياح والجَهْد، وغيرُها من الدَّوْح العِظام تمُيلها الرِّيحُ تارة، وتَقْلَعُها تارة، وتَقْصِفُ أفنانَها، ولا صبرَ لكثيرٍ منها على العطش كصبر النَّخلة ؛ فكذلك المؤمنُ صبورٌ على البلاء لا تُزَعْزِعُه الرياح».«مفتاح دار السعادة لابن القيم » (٢/ 660).

-عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»صحيح مسلم (2999)

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «‌مَثَلُ ‌الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلَاءُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزِ، لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ»«صحيح مسلم» «(٢٨٠٩) -«قَالَ الْعُلَمَاءُ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ ‌الْمُؤْمِنَ ‌كَثِيرُ ‌الْآلَامِ ‌فِي ‌بَدَنِهِ ‌أَوْ ‌أَهْلِهِ ‌أَوْ ‌مَالِهِ وَذَلِكَ مُكَفِّرٌ لِسَيِّئَاتِهِ وَرَافِعٌ لِدَرَجَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَقَلِيلُهَا وَإِنْ وَقَعَ بِهِ شَيْءٌ لَمْ يُكَفِّرْ شَيْئًا مِنْ سَيِّئَاتِهِ بَلْ يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كاملة» «شرح النووي على مسلم» (١٧/ 153).

-عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى، حَتَّى تَهِيجَ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا، لَا يُفِيئُهَا شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً».صحيح البخارى (٥٦٤٣) ،«صحيح مسلم»(٢٨١٠)

«التشبيه: أن المؤمن إذا جاءه أمر الله انطاع له، فإن كان خيرًا فرح به وشكر، أو مكروهًا صبر ورجى فيه الأجر، فإذا اندفع عنه اعتدل شاكرًا. »«منحة الباري بشرح صحيح البخاري» (٨/ 676)

(4) طول العمر وزيادة الخير :

« انها كلما اطال عمرها ازْدَادَ خَيرهَا وجاد ثَمَرهَا وَكَذَلِكَ الْمُؤمن إِذا طَال عمره ازْدَادَ خَيره وَحسن عمله»«مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة» (١/ 232)

«عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ "، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَسَاءَ عَمَلُهُ "«مسند أحمد» (٢٠٥٠٠) و صحيح الجامع (٣٢٩٧). -«أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟) : أَيْ: أَفْضَلُ حَالًا وَأَطْيَبُ مَآلًا (فَقَالَ: طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمْرُهُ ‌وَحَسُنَ ‌عَمَلُهُ) : فُعْلَى مَنِ الطِّيبِ، وَالْمُرَادُ بِهَا الثَّنَاءُ عَلَيْهِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِطِيبِ حَالِهِ فِي الدَّارَيْنِ».«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (٤/ 1552)

الخطبة الثانية

(5) القلب الطيب ما أحلاه  :

« إن قَلبهَا –النخلة - من اطيب الْقُلُوب واحلاه وَهَذَا امْر خصت بِهِ دون سَائِر الشّجر وَكَذَلِكَ قلب الْمُؤمن من اطيب الْقُلُوب ».«مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة» (١/ 232)

"صاحب القلب الطيب والابتسامة" هو تعبير يُستخدم لوصف شخص يتميز بطيبة قلبه وصفاء نيته، ويظهر ذلك من خلال ابتسامته الدائمة والمشرقة. هذا الشخص يتميز بالعديد من الصفات الحميدة، مثل التسامح، والتعامل بلطف مع الآخرين، وعدم الحقد أو الضغينة. قال تعالى :وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)الحجر.

-والنزع: القلع يقال: نزع فلان هذا الشيء من مكانه إذا قلعه منه، والغل: الحقد والضغينة، أو من الغلل وهو الماء المتخلل بين الأشجار. ويقال: غلّ صدر فلان يغل غلا إذا كان ذا غش، أو ضغن، أو حقد.التفسير الوسيط لطنطاوى (8/49)

«عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،قَالَ:قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ»،قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ».«سنن ابن ماجه» (٤٢١٦) وصحيح الترغيب (٢٨٨٩).

(6) السهولة والقرب :

 «سهولةُ تناول –النخلة - ثمرتها وتيسيره؛ أمَّا قصيرُها فلا يُحْوِجُ المتناوِلَ أن يَرقاها، وأمَّا باسِقُها فصعودُه سهلٌ بالنسبة إلى صعود الشَّجر الطِّوال وغيرها، فتراها كأنها قد هُيِّئت منها المراقي والدَّرَجُ إلى أعلاها؛ وكذلك المؤمنُ خيرُه سهلٌ قريبٌ لمن رام تناوله لا بالعَسِر  ولا باللئيم.»)«مفتاح دار السعادة لابن القيم » (٢/ 656)

«عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ، عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ»».«سنن الترمذي » (٢٤٨٨) ،صحيح الجامع (٣١٣٥)هَيِّنٍ ‌لَيِّنٍ) تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ سَهْلٍ طَلْقٍ حَلِيمٍ لَيِّنِ الْجَانِبِ،«(قَرِيبٌ) أَيْ: مِنَ النَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِمْ فِي مَحَافِلِ الطَّاعَةِ وَمُلَاطَفَتِهِمْ قَدْرَ الطَّاعَةِ (سَهْلٌ) أَيْ: فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، أَوْ مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَمْحُ الْقَضَاءِ سَمْحُ الِاقْتِضَاءِ سَمْحُ الْبَيْعِ سَمْحُ الشِّرَاءِ »

«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (٨/ 3179)

-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: " ‌الْمُؤْمِنُ ‌غِرٌّ ‌كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ خبّ  لئيم".صحيح الأدب المفرد (٤١٨) ، صَحِيح الْجَامِع( ٦٦٥٣).« المؤمن فيه نور الإيمان، ولكنه لا يضيع وقته ويفتش وراء كل حاجة من أجل أن يحصل عليها، فهو سليم الصدر، ويتعامل مع الناس بمنطلق حسن النية وحسن الظن.» «تفسير أحمد حطيبة» (١٣٥/ 13
google-playkhamsatmostaqltradent