كيف نأحذ جنتنا من النار؟
بالباقيات الصالحات ونحوها
يقول صلي الله عليه وسلم :"خذوا جُنَّتَكم قالوا يا رسولَ اللَّهِ مِن عدُوٍّ حضرَ ؟ قالَ لا ولَكن خُذوا جُنَّتَكم منَ النَّارِ وقولوا سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكبرُ فإنَّهنَ يأتينَ يومَ القيامةِ مقدَّماتٌ ومؤخَّراتٍ ومنجياتٌ وَهنَّ الباقياتُ الصَّالحاتُ"(النسائي والطبراني).
وفي رواية أخري
:" خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النارِ ؛ قولوا : سبحانَ اللهِ ، و الحمدُ للهِ ، ولَا إلهَ إلَّا اللهِ ، واللهُ أكبرُ ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ"(النسائي والطبراني و قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " .
ذِكْرُ اللهِ تَعالى مِن أفْضَلِ الأعْمالِ وأيْسَرِها، التي تُنَجِّي صاحِبَها من النارِ، وتَبْقى له ذُخْرًا وأَجْرًا يومَ القيامَةِ.
جاء في
الأحاديث الصحيحة قريب من هذا، يقول النبي ﷺ: من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان
الله وبحمده مئة مرةٍ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر التسبيح والتهليل
والتحميد والتكبير من أسباب حط الخطايا.
وقال عليه
الصلاة والسلام: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا
الله، والله أكبر.
قال عليه
الصلاة والسلام: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فينبغي لكل
مؤمنٍ ومؤمنةٍ الإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقول: لا حول ولا قوة
إلا بالله ففي ذلك خير عظيم، وهو من أسباب تكفير الخطايا وحط السيئات ومضاعفة
الحسنات. وقد قال عليه الصلاة والسلام: من سبّح الله دبر كل صلاة مكتوبة ثلاثًا
وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون،
وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على
كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، فهذا فضل عظيم.
فيستحب لكل
مؤمنٍ ومؤمنةٍ بعد كل فريضة من الصلوات الخمس بعد السلام والذكر المتقدم أن يقول:
(سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة) ثم يختم تمام المائة
بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيءٍ
قدير)؛ للحديث السابق؛ ولأحاديث أخرى صحت عن النبي ﷺ في ذلك، وإن قال: سبحان الله،
والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمسًا وعشرين مرةً بعد كل صلاة في بعض
الأحيان كفى ذلك؛ لأن كلًا منهما سنة إذا أتى بهذا أو بهذا فكله طيب.
وينبغي أن يعلم أن تكفير السيئات بهذه الأذكار وغيرها مشروط باجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الذنوب؛ لقول الله : إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31]
وقوله سبحانه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:135-136] وقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .