
من هو الهلفوت وماالفرق بينه وبين الرويبضة؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
فمن هو الهلفوت وماالفرق بينه وبين الرويبضة؟
انظر معنى هَلْفُوت :"
مشتقات و تحليل الْهَلْفُوت هلوفة الهِلَّوْفُ :الكَذُوبُ هلوفة : كذاب. (المعجم: الرائد).
الْهَلْفُوت : كلمة أصلها الاسم
(هَلْفُوت) في صورة مفرد وجذرها () وجذعها (هلفوت) وتحليلها (ال + هلفوت)
وقال الشاعر ابن المعتز :"
و يا حاسداً يكوي التهلفُ قلبهُ ،
إذا ما رآهُ عادياً وسطَ عسكرِ
وقالوا هي كلمة تنتمى إلى اللغة المصرية القديمة، وهي من مقطعين (هال) ومعناها (عبد) و(فوت) ومعناها (يركع) أى أنها تعنى:"عبد يركع"، وتطلق على الشخص التافه عديم الشخصية مسلوب الإرادة.
هل الهلفوت هو الرويبضة؟
وفي الحقيقة أن الهلفوت هو الشخص عديم القيمة أي لاقيمة له ولالكلامه فهوينطبق عليه لفظ الرويبيضة وهو التافه لأن الرويبضة كلمة تصف "الرجل التافه الذي يتكلم في أمر العامة"، وهو مصطلح ورد في الحديث النبوي الشريف. يعني ذلك أن الرويبضة هو الشخص الحقير الذي لا علم له ولا خبرة، ولكنه يتصدر للحديث في الأمور الهامة التي تخص المجتمع.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال في حديث صحيح مروي عن أبي هريرة: “سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ.قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ"(ابن ماجه وأحمد).
يصف الرسول ﷺ الزمن الذي يصول فيه الرويبضة بالسنوات الخدّاعات ، ذلك لأن الأمور تسير خلاف القاعدة ، فالصادق يُكذَب والكاذب يُصدَّق ، والأمين يُخَون والخائن يُؤتًمن ، والصالح يُكمَّم والتافِهُ الرويبضة
ويُعرف الرويبضة بأنه الإنسان العاجز الذي رَبَض عن معالي الأُمور، أي قعد عن طلبها، وهي تصغيرٌ لكلمة رابضة؛ كما جاء في تعريفه في بعض الأحاديث أنّه الرجل التافه الذي يتكلّم في الأمور العامة، وقيل: هو الرجل الذي لا يُنظرُ إليه، ولا قيمة له، ويتكلّم في ما شاء من أمور العامة، ويرفع من يشاء من الناس، ويحطّ من يشاء منهم، ويحوّل الرأي العام بما يتناسب مع جهله وهواه.
ومما ورد في صفات الرويبضة: الفسق؛ ومع ذلك يتكلّم في أمر الجماعة والعامة مع عدم قُدرته على ذلك، أتفه وأصغر الناس وأخسّهم، ضعف في العلم والقدْر والعقل، السُّعادة بالمناصب المال وكثرة الكلام، والتوسّع فيه من غير احتياطٍ أو احتراز، حتى إن النبيّ عليه الصلاةُ والسلام قال: “وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ”.
الدُّنيا دارُ ابتِلاءاتٍ ومِحَنٍ،
والحَصيفُ مَن تَحرَّز لنَفسِه ولدِينِه؛ حتَّى لا يقَعَ في الفِتَنِ، ولِيَنجُوَ
مِنها، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سُبلَ النَّجاةِ مِن هذه
الفتنِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُريرةَ
رَضِي اللهُ عَنه: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "سَيأتِي على
النَّاسِ سَنواتٌ خَدَّاعاتٌ"؛ لِما سيَظهَرُ بها مِن قلْبٍ وتزييفٍ
للحقائقِ، حتَّى فيما يَجِبُ على الإنسانِ ألَّا ينخَدِعَ فيه، "يُصدَّقُ
فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويُؤتمَنُ فيها الخائنُ، ويُخوَّنُ فيها
الأمينُ"، وهذا مِن تَبدُّلِ الأحوالِ وانقِلابِها ومِن خِداعِ الدُّنيا؛ حيث
يَنتشِرُ الكذِبُ والخيانةُ ويُعتبَرانِ هما الحقيقةَ، ويَنحصِرُ الصِّدقُ
والأمانةُ فيُعتبَرانِ ترَفًا، أو يُكذَّبُ مَن قال الصِّدقَ ويُخوَّنُ مَن أدَّى
الأمانةَ؛ لأنَّهما أصبَحا نَشازًا في جسَدٍ مَريضٍ، لا يَستطيبُ الطَّيِّبَ، بل
يَقبَلُ الخبيثَ ويَستسيغُه. ويَدخُلُ في تَضْييعِ الأمانةِ: ما كان في مَعناها
ممَّا لا يَجري على طَريقِ الحقِّ؛ كاتِّخاذِ الجُهَّالِ عُلماءَ عِندَ غِيابِ
أهلِ العِلمِ الحقِّ، واتِّخاذِ وُلاةِ الجَوْرِ، وحُكَّامِ الجَورِ عندَ غلَبةِ
الباطلِ وأهلِه.
ثُمَّ قال النبيُّ صلَّى الله عليه
وسلَّم: "ويَنطِقُ فيها الرُّويبِضةُ، قيل: وما الرُّويبضةُ؟ قال: الرَّجلُ
التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ"، والرَّجلُ التَّافهُ هو: الرَّذيلُ
والحَقيرُ، والرُّويبضةُ تَصْغِيرُ رابِضةٍ، وهُو العاجِزُ الَّذي ربَضَ عَن
مَعالي الأُمورِ، وقعَد عَن طلَبِها.
وفي الحديثِ: علَمٌ مِن أعلامِ النُّبوَّةِ؛ لأنَّه عليه السَّلامُ ذكَر فَسادَ أديانِ النَّاسِ، وتَغيُّرَ أماناتِهم، وقد ظهَر كثيرٌ مِن ذلك.
وقد ألأف مستشرق يدعي "ألان دونو" كتابا في هذا الحديث "
هذا حديث صادر عن نبي أمي منذ خمسة عشر قرنا (15) لم يدخل لا مدرسة ولم يلتحق بجامعة، وبعد كل هذه السنين يصدر “آلان دونو” جامعي – (مواليد 26 سبتمبر 1970) – وهو دكتور في الفلسفة من جامعة باريس وأستاذ محاضر في علم الاجتماع بجامعة “كيبك”، التابعة لقسم العلوم السياسية، كتابه “نظام التفاهة” –
وفي الحقيقة ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في سطرين حاول الكاتب شرحه في 366 صفحة (بمعدل 8400 سطر تقريبا)؛ فأنت تقلب صفحات كتاب “نظام التفاهة” وكأنك تقرأ “حديث الرويبضة” بتفصيل؛
ومما جاء فيه أنه قال :"
حيث يتمثل “نظام التفاهة” في أن الأمور السائدةالأن أدّت إلى ظهورالتافهين على مواقع أساسية من الخريطة الاجتماعية.والتواصل الإجتماعي يكفي أن تنظر حولك، لترى هؤلاء وقد اخترقوا السياسة والإعلام والتعليم والفن… وهو واقع يصفه بتسيّد شريحة كاملة من التافهين والجاهلين وذوي البساطة الفكرية.
والتافه هو الفاشل أي ذلك الذي لا يلمع في أي مجال.. بعبارة شائعة اليوم، هو ذلك الذي هو بلا موهبة وبلا مهارات ويريد أن يلفت إليه الأنظار بالكذب والمداهنة..
لهذا فلا تستغرب وأنت تفتح حاسوبك فيغمرك “تسونامي” من المحللين والمفكرين والخبراء والذين يكتبون بلي وعي ولاحنكة وغيرهم من الرويبضاء التافهين، مصداقا لقول الشاعر:
خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها
وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ
وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ
وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ
وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْفَعلى عَظيمِ الخلقِ محمد صلِّ محبةً
يكفيكَ أنـّكَ واحـدٌ مـن أُمَّتِه ﷺ
صل عليك الله يا علم الهدي