هل كان العرب في الجاهلية يعرفون التكفين والغسل؟

نعم، كان العرب في الجاهلية يعرفون التكفين، وإن كان بدرجات متفاوتة وبطرق مختلفة عن طريقة التكفين في الإسلام. فقد كانوا يلفون الميت بقطعة قماش، وغالبًا ما تكون من الكتان أو الصوف، ويوضع في قبر. وهذا دليل على احترامهم للموتى.
الاختلاف عن التكفين الإسلامي:
كان التكفين في الجاهلية يفتقر إلى
التنظيم والترتيب الذي يراعيه التكفين في الإسلام، حيث يلتزم المسلمون بعدد معين
من الأثواب وبتغسيل الميت وتطييبه ولفه بطريقة معينة.
أسباب التكفين:
كان الهدف من التكفين في الجاهلية هو
ستر الميت وحمايته من الظروف المحيطة به.
أهمية التكفين:
يعتبر التكفين من العادات المتوارثة
عند العرب، وقد تطور مع مرور الوقت والتحولات الدينية والاجتماعية.
نعم، كان العرب في الجاهلية يعرفون التكفين والغسل، وإن كان ذلك يختلف في التفاصيل عن الأحكام الشرعية الإسلامية. كانوا يغسلون الميت، ويدفنونه، ويكفنونه بقطعة من القماش، لكن دون التقيد بالتفاصيل التي جاء بها الإسلام.
وكان العرب يغتسلون قبل الزواج، وعند الاحتلام، وفي حالات أخرى معينة، كما كانوا يغتسلون من الجنابة، وهذا يدل على معرفتهم بأهمية النظافة والطهارة.
الدفن:
كان الدفن هو الطريقة المعتادة لإنهاء حياة الميت، وذلك منذ قابلي وهابيل فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ"(المائدة/31).
وكانوا يوارون الميت في القبر، وهذا يدل على تقديرهم لحرمة الميت
وضرورة حفظه من السباع والهوام.
قال السدي بإسناده المتقدم إلى الصحابة : لما مات الغلام تركه بالعراء ، ولا يعلم كيف يدفن ، فبعث الله غرابين أخوين ، فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ، فحفر له ثم حثى عليه .
الاختلاف عن الإسلام
على الرغم من وجود هذه الممارسات، إلا
أنها كانت تفتقر إلى التفاصيل والأحكام التي جاء بها الإسلام، مثل كيفية الغسل
بالتحديد، ونوعية الكفن، وطريقة الصلاة على الميت.
بشكل عام، يمكن القول أن العرب في
الجاهلية كانوا يعرفون أصول التعامل مع الميت، لكن الإسلام أضاف تفصيلاً وأحكاماً
لهذه الممارسات، مما جعلها أكثر دقة وشمولية.
وفي العصر الجاهلي، كان التكفين والغسل
والدفن يختلف بين قبيلة وأخرى، حيث لم يكن هناك نظام موحد، وكانت بعض القبائل تترك
الموتى دون دفن أو غسل. بعد الإسلام، جاءت تعاليم لتنظيم هذه الأمور، وأصبحت غسل
الميت وتكفينه ودفنه من فروض الكفاية.
الكافر لا يغسل: ولا يجب على المسلم أن يغسل الكافر، وجوزه بعضهم.
وعند المالكية والحنابلة: أنه ليس للمسلم أن يغسل قريبه الكافر ولا يكفنه، ولا يدفنه، إلا أن يخاف عليه الضياع فيجب عليه أن يواريه، لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي، أن عليا رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عمك الشيخ الضال قد مات.
قال: " اذهب فوار أباك، ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني ".
قال: فذهبت، فواريته، وجئته، فأمرني
فاغتسلت فدعا لي.