recent
أخبار عاجلة

كراهية تمني الموت

كَرَاهِيَّةُ تَمَّنِي الْمَوْتِ


 يتمني الموت ويقول أتمني أن أموت

يتمني الموت لضر أصابه 

تمني الموت علامة من علامات الساعة

 من يحب لقاء الله يحب الله لقاءه 


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد 

هناك من يقول أنه يريد الموت ويتمني الموت وقد يدعو علي نفسه بالموت فماحكم ذلك في الشرع الحنيف؟                                                                            

وفي الحقيقة أن تمني الموت والدعاء علي نفسه بالموت علي  أربعة أمور               


 الأمر الأول:" هناك من يتمني الموت ويقول أتمني أن أقبض أو

 تخرج روحي النهارده قبل بكره؟

وهذا لا يجوز للمسلم أن يتمنى الموت ، فقد نهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن تمنِّي الموتِ؛ لأنَّ الإنسانَ الذي يَتمنَّى الموت إمَّا أنْ يكون إمَّا أنْ يكونَ طائعًا؛ أوعاصيًا ومُسيئًا،   

فإنْ كان طائعًا فلعلَّ طُولَ حياتِه يكونُ سَببًا في زِيادةِ إحسانِه، فيَزدادَ أجرُه، وتَرتفِعَ مَنزلتُه يومَ القيامةِ.

 وإنْ كان مُسيئًا فلعلَّ طُولَ حياتِه يُعطيهِ الفُرصةَ أنْ يَسْتَعْتِبَ، أي: يَطلُبَ رِضا اللهِ بالتَّوبةِ وردِّ المظالم وتَدارُكِ الفائتِ،  

وفي هذا نهي صريح من رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يقول:" لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ"(البخاري).

وفي بعضِ الرِّواياتِ عند مسلمٍ أنَّ الإنسانَ يدعو فيقولُ:"واجعَلِ الحياةَ زيادةً لي في كُلِّ خيرٍ، واجعَلِ الموتَ راحةً لي من كُلِّ شَرٍّ"؛ 

وذلك لأنَّه إذا مات الإنسانُ انقطع أمَلُه وعَمَلُه، وزيادةُ العُمُرِ لا تزيدُ المؤمِنَ إلَّا خيرًا، فنهى عن تمنِّي الموتِ؛ لأنَّه في معنى التبَرُّمِ عن قضاءِ اللهِ في أمرٍ مَنفَعَتُه عائدةٌ على العبدِ في آخِرَتِه.

  الأمر الثاني :" يتمني الموت لضر أصابه 

أو وقع في مصيبة ربما يمتحنه الله أو بذنب قد اقترفه .. فإن كان لا محالة فاعلاً فلا بأس من أن يقول اللهم: أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، (وخيرُ الناس من طال عمره وحسن عمله)، ولعل الإنسان يعيش فيفعل خيراً أو يتوب وينيب إلى الله.

وفي هذا يقول صلي الله عليه وسلم :" لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ مِن ضُرٍّ أصابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي"(البخاري و مسلم باختلاف يسير).

المؤمِنُ يُسَلِّمُ أمْرَه لقضاءِ اللهِ ويرضى به، فإذا رَضِيَ تمامَ الرِّضا فله الأجرُ والثَّوابُ، أمَّا الغافِلُ الذي يَسخَطُ على القضاءِ، فلا قُوَّةَ له تمنعُ قَضاءَ اللهِ وقَدَرَه، ومع ذلك فإنَّه يعاقَبُ على سَخَطِه هذا؛ ولذلك نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ عن أنْ يَتمنَّى أحدٌ الموتَ نَتيجةَ إصابتِه بضَررٍ دُنيويٍّ؛ فإنْ كان لا بُدَّ فاعلًا، أي: فإنْ ضاقتْ به الأحوالُ واشتدَّتِ النَّوائبُ حتَّى اضطرَّتْه أنْ يَتمنَّى شَيئًا تَنفيسًا عن نفْسِه وابتغاءً لفَرَجِ الله، «فلْيَقُلِ: اللَّهمَّ أَحْيِني ما كانتِ الحياةُ خَيرًا لي»، أي: ارزُقني الحياةَ إذا كان في سابقِ عِلمِك أنَّ الحياةَ تكونُ زِيادةً لي في الخيرِ؛ مِن التَّزوُّدِ مِن الأعمالِ الصَّالحةِ، والبرِّ، ونحوِ ذلك، «وتَوَفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خيرًا لي»، أي: أمِتْني إذا كُنتَ تَعلَمُ أنَّ الوفاةَ فيها خَيرٌ لي، وهذا نوعُ تفويضٍ وتسليمٍ للقضاءِ، فيَترُكُ الاختيارَ للهِ سُبحانه وتعالَى، وفي بعضِ الرِّواياتِ عند مسلمٍ: «واجعَلِ الحياةَ زيادةً لي في كُلِّ خيرٍ، واجعَلِ الموتَ راحةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ»؛ وذلك لأنَّه إذا مات الإنسانُ انقطع أَمَلُه وعَمَلُه، وزيادةُ العُمُرِ لا تزيدُ المؤمِنَ إلا خيرًا، فنهى عن تمنِّي الموتِ؛ لأنَّه في معنى التبَرُّمِ عن قضاءِ اللهِ في أمرٍ مَنفَعتُه عائدةٌ على العبدِ في آخِرتِه.

وفي الحَديثِ: أنَّه يُستحَبُّ للعَبدِ المؤمِنِ إذا اشتدَّت عليه الكُروبُ أن يصبرَ، ويلجَأَ إلى اللهِ بالتضَرُّعِ والدُّعاءِ.


 الأمر الثالث :" سيكون تمني الموت علامة من علامات الساعة الصغري

فلا تقوم الساعة حتى يقول الحي للميت: ليتني مكانك"  

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه"( متفق عليه)..

قوله - صلى الله عليه وسلم -:"ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ"؛ ﺃﻱ: ﻛﻨﺖ ميتًا. وهو من علامات الساعة الصغرى. معناه أن الناس في آخر الزمان سيتمنون الموت لكثرة الفتن والمحن والمصائب التي ستقع بهم، حتى أنهم سيتمنون لو كانوا أمواتًا بدلاً من أن يعيشوا في تلك الظروف..

الأمر الرابع :" من يحب لقاء الله عند الموت                                                  

فهناك من يحب لقاء الله حقاً ويشتاق له لما فعله من عمل صالح فيبشر برضوان الله عزوجل عن عبادة بن الصامت  رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ. قالَتْ عائِشَةُ أوْ بَعْضُ أزْواجِهِ: إنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قالَ: ليسَ ذاكِ، ولَكِنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ برِضْوانِ اللَّهِ وكَرامَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ فأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ، وأَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وإنَّ الكافِرَ إذا حُضِرَ بُشِّرَ بعَذابِ اللَّهِ وعُقُوبَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أكْرَهَ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ، وكَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ"( البخاري ومسلم ).

لا شكَّ أنَّ الدُّنيا دارُ فَناءٍ، وأنَّ الآخرةَ هي دارُ البقاءِ، وأنَّنا في الدُّنيا كعابرِ سَبيلٍ.

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَنْ أحَبَّ لِقاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقاءَه؛ لِما يترتَّبُ على هذا اللِّقاءِ وتلك المحبَّةِ مِن الجزاءِ بالنَّعيمِ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقاءَه؛ لِما يترتَّبُ على هذا اللِّقاءِ وتلك الكراهيةِ مِنَ الجَزاءِ بالعَذابِ والعِقابِ، ومَحبَّةُ اللِّقاءِ هي إيثارُ العبْدِ الآخرةَ على الدُّنيا، وعَدمُ حُبِّ طُولِ القيامِ في الدُّنيا، والاستعدادُ لِلارتحالِ عنها، والمرادُ بِاللِّقاءِ: المصيرُ إلى الدَّارِ الآخرةِ وطلَبُ ما عندَ اللهِ وليْس الغرضُ به الموتَ، وقدِ استَشْكَلَتْ أُمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِي اللهُ عنها قَولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ أحبَّ لقاءَ اللهِ»؛ لأنَّ الموتَ لا يُحِبُّه أحدٌ بِطبيعةِ خِلقةِ النَّاسِ وما جُبِلوا عليه، فبيَّن لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المقصودَ ليسَ ذلك، بَلِ المقصودُ أنَّ المُؤمِنَ إذا جاءَه الموتُ فإنَّه يرَى البُشرى مِنَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى لِمَا يَنتظِرُه عنده مِن حُسنِ الجزاءِ، فلا يكونُ شَيءٌ أحبَّ إليه مِن ذلك، فأحَبَّ لِقاءَ اللهِ وأحبَّ اللهُ لقاءَه، وأمَّا الكافرُ فإنَّه إذا جاءَه الموتُ يَرى ما وَعَدَه ربُّه مِنَ العذابِ والنَّكالِ حقًّا أمامَ عينَيْه، فلا يكونُ شَيءٌ أكرَهَ إليه مِن ذلك، فكرِهَ لقاءَ اللهِ، وكرهَ اللهُ لِقاءَه.

وفي الحَديثِ: أنَّ المجازاةَ مِن جِنسِ العملِ؛ فإنَّه قابَلَ المحبَّةَ بِالمحبَّةِ، والكراهةَ بِالكراهةِ.

وفيه: الترغيبُ فيما عند اللهِ عزَّ وجَلَّ في الآخِرةِ.

وفيه: إثباتُ صِفةِ الحُبِّ والكُرهِ للهِ عزَّ وجَلَّ على ما يَليقُ به سُبحانَه.


ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ: تغبُّط ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻮﻑ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ عامًّا ﻓﻲ ﺣﻖ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﺎﺹ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻟﺄﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻭ ﺩﻧﻴﺎﻩ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻳﻨﻪ، ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ: ((ﻟﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﻴﺘﻤﺮﻍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ, ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﺎ ﺍﻟﺒﻠﺎﺀ

الخلاصة :" 

وفي جميع الأمور والأحوال ينبغي علي المسلم أن يدعولنفسه بطول العمر والبقاء كي يحصل الكثير من الحسنات  يقول صلي الله عليه وسلم :"خيرُكُم مَن طالَ عُمرُهُ ، وحسُنَ عملُهُ"(صحيح).

عن أبي بكرة :"أنَّ رجلًا قالَ : يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ خيرٌ ؟ قالَ : مَن طالَ عمرُهُ ، وحَسنَ عملُهُ ، قالَ : فأيُّ النَّاسِ شرٌّ ؟ قالَ : مَن طالَ عمرُهُ وساءَ عملُهُ"(صحيح الترمذي).

حُسنُ العملِ مع طولِ العمرِ مِن الأمورِ الَّتي يُغْبَطُ عليها صاحِبُها، بعَكسِ سُوءِ العمَلِ مع طُولِ العمرِ؛ فهي ممَّا يُستَعاذُ منه.

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو بَكْرةَ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ رجُلًا قال: "يا رسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ خيرٌ؟"، أي: مَن أفضَلُ النَّاسِ حالًا، فدلَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على صِفاتِ مَن هو خيرُ النَّاسِ وأَماراتِه، فقال: "مَن طال عُمرُه، وحَسُنَ عملُه"، أي: أفضلُ النَّاسِ مَن طالَ عُمرُه؛ فهو يَستَفيدُ بطُولِ عُمرِه في الزِّيادةِ مِن حَسَناتِه، وبحُسنِ العَملِ مِن الطَّاعاتِ واتِّباعِ أوامرِ اللهِ ورسولِه، وهذا يدُلُّ على سَعادةِ الدَّارَين والفوزِ بالحُسنَيَين.

ثمَّ سألَه السَّائلُ عن نَقيضِ الأوَّلِ، قال: "فأيُّ النَّاسِ شرٌّ؟"، فدَلَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على صِفاتِ مَن هو شرُّ النَّاسِ وأَماراتِه، فقال: "مَن طال عُمرُه وساء عَملُه"، أي: أسوَأُ النَّاسِ مَن طالَ عُمرُه، وعَمِل الأعمالَ السَّيِّئةَ مِن المعاصي؛ لأنَّه يَخسَرُ ويُغبَنُ مِن زيادةِ عُمرِه، بعكسِ الأوَّلِ، فكلَّما زاد عُمرُه زادَتْ سيِّئاتُه بِسُوءِ عمَلِه، وهذا يدُلُّ على التَّعاسةِ في الدَّارَين.

ولَمَّا كان سُؤالُ السَّائلِ عمَّا هو غَيبٌ لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ تعالى، عدَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن تَحديدِ شخصٍ بعَينِه، وأجاب بأماراتٍ تدُلُّ على المسؤولِ عنه؛ فمَن وُجِدَت فيه هذه الصِّفاتُ لقي الجزاءَ المناسِبِ.

وقدْ ذكَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في أحاديثَ كثيرةٍ خيرَ النَّاسِ وشرَّ النَّاسِ ممَّن يتَّصِفون بصِفاتٍ أخرى، وكذلك ذَكَر خيرَ الأعمالِ وشَرَّها، ولكنَّه في كلِّ حَديثٍ يُجيبُ بما يُراعي به حالَ السَّائلِ، أو بما يُعْلِمُ به أمَّتَه مِن أحوالٍ مُتعدِّدةٍ يُمكِنُ أنْ يوصَفَ فيها المرءُ بالخيرِ فيَزيدَ فيها، أو يوصَفَ فيها بالشَّرِّ فيَحْذَرَ منها.

وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّزوُّدِ مِن الطَّاعاتِ كلَّما زاد العُمرُ.

وفيه: أنَّ الزِّيادةَ في عُمرِ المُحسِنِ علامةُ خيرٍ، والزِّيادةَ في عُمرِ المسيءِ علامةُ شرٍّ.

google-playkhamsatmostaqltradent