recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة قيمة الوقت في الإسلام لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 قيمة الوقت في الإسلام 


 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن للوقت أهمية عظيمة في الإسلام ومكانة خاصة في حياة المسلم، فالوقت هو الحياة، وتضييعه في ما لا يعود على المسلم بمنفعة دينية أو دنيوية خسارة للحياة، ولهذا نبه الله عز وجل في القرآن الكريم على أهمية الوقت، فأقسم سبحانه وتعالى بأجزاء الوقت في محكم كتابه في غير ما آية، فأقسم بالليل والنهار والفجر والعصر، وذلك تنبيها على أهميته.

كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم على أهميته فقال:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ"(البخاري).

 وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه."( البخاري).

 

ويعرف احترام الشخص لوقته من خلال معاشرته ومخالطته والنظر في كيفية قضائه لأوقاته واستغلالها وحرصه على عدم إضاعتها وتجنبه لمجالس اللغو والغفلة، وتنظيم أوقاته بين العبادة وأداء حقوق الآخرين والسعي لطلب الرزق وطلب العلم وحضور مجالس العلماء وعدم الإكثار من النوم، إلى غير ذلك من السلوكيات والأخلاق.

يعتبر الوقت أثمن نعمة منحها الله للإنسان، والإسلام يؤكد على ضرورة استغلاله في الطاعات والأعمال المفيدة التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع، ويعتبر تضييع الوقت تفريطًا في نعمة عظيمة يجب تجنبها بكل الوسائل.

الوقت له قيمة عظيمة في الإسلام، فهو الحياة وعمر الإنسان، وتضييعه في غير طاعة الله خسارة عظيمة. الإسلام يحث على اغتنام الوقت واستثماره في العبادات والأعمال الصالحة التي تقرب العبد من ربه. الوقت هو رأس مال المسلم الحقيقي، وهو فرصة للتزود بالخيرات والأعمال الصالحة التي تنفعه في الدنيا والآخرة.

أهمية الوقت في حياة المسلم:

الوقت هو الحياة:

فالإنسان يعيش في هذه الدنيا لفترة محدودة، والوقت هو عمره الذي يقضيه فيها.

الوقت محل العبادات:

الكثير من العبادات مرتبطة بأوقات معينة، مثل الصلاة والزكاة والصيام.

الوقت فرصة للأعمال الصالحة:

المسلم مطالب باستغلال وقته في فعل الخيرات وعبادة الله.

الوقت يمر بسرعة:

الوقت يمر سريعًا، وما مضى منه لا يعود، لذلك يجب على المسلم استغلال كل لحظة فيه.

الوقت دليل على قدرة الله:

الله أقسم بالوقت وأجزائه كالليل والنهار والفجر والعصر، مما يدل على أهميته وعظمته.

الوقت فرصة للتوبة والاستغفار:

المسلم يجب أن يستغل وقته في التوبة من الذنوب والاستغفار من المعاصي.

الوقت فرصة لطلب العلم:

المسلم مأمور بطلب العلم النافع في كل وقت وحين.

الوقت فرصة للدعوة إلى الله:

المسلم مطالب بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الوقت فرصة لصلة الرحم:

المسلم مطالب بصلة رحمه وزيارة أهله وأقاربه.

أمثلة على استغلال الوقت في حياة المسلم:

المحافظة على الصلوات في أوقاتها:

المسلم مطالب بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها.

قراءة القرآن الكريم:

قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته من أفضل العبادات التي يستغل بها المسلم وقته.

ذكر الله تعالى:

المسلم مطالب بذكر الله تعالى في كل وقت وحين.

طلب العلم الشرعي:

المسلم مطالب بطلب العلم الشرعي النافع في كل وقت وحين.

الاجتهاد في العمل:

المسلم مطالب بالاجتهاد في عمله وإتقانه.

صلة الرحم:

المسلم مطالب بصلة رحمه وزيارة أهله وأقاربه.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

المسلم مطالب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

في الختام، الوقت نعمة عظيمة من الله تعالى، والمسلم مطالب بحسن استغلاله في طاعة الله تعالى والفوز بالآخرة

أخي المسلم:

إنَّ للوقت أهمية عظيمة، فالمسلم إذا أدرك قيمة وقته وأهميته، كان أكثر حرصًا على حفظه واغتنامه فيما يُقَرِّبه مِن ربِّه - سبحانه وتعالى - والاستفادة من وقته استفادة تعودُ عليه بالنفع، فيُسَارِع إلى استغلال الفراغ قبلَ الشغل، والصحَّة قبل السقم؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلم - قال:"نِعْمَتانِ مغبونٌ فيهمَا كثيرٌ منَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ"(البخاري)..

 

ثم إنَّ المسلم سوف يُسأل عن الوقت أمام الله - سبحانه وتعالى - يوم القيامة؛ فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره: فيمَ أفناه؟ وعن شبابه: فيم أبلاه؟ وعن مالِه: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعَنْ عِلْمِه: ماذا عمل فيه؟"( التِّرمذي).

فالسَّاعات أغْلَى من أن تُنفَق في أحاديثَ فارغة، أو مجالس غيبة، لا يتحرى فيها المسلمُ الصِّدق، ولا يأمر فيها بالمعروف، وكما قيل: الأيَّامُ ثلاثةٌ: الأمسُ قد مضى بما فيه، وغدًا لَعَلكَ تُدركه، وإنَّما هو يومكَ هذا، فاجتهد فيه.

قال يحيى بن معاذ: " إضاعةُ الوقت أشدُّ منَ الموت؛ لأنَّ إضاعةَ الوقت انقطاعٌ عن الحقّ، والموتُ انقطاعٌ عن الخلق".

وانظر معي - أخي المسلم - إلى هذه النَّصيحة الغالية من رجل عرف قيمة الوقت، وأدرك أهميته؛ فقد سَأل الفُضيل بن عِياض - رحمه الله - رجلاً، فقال له: كم عمرك؟ فقال الرجل: ستُّون سنة، فقال الفضيل: فأنت منذُ ستين سنة تسير إلى ربكَ، تُوشك أن تصل، فقال الرجل: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، فقال الفضيل: مَن عرف أنَّهُ عبد لله، وأنَّه راجعٌ إليه، فليعلم أنهُ موقوفٌ ومسؤولٌ، فليعدَّ للسؤالِ جوابًا، فقال الرجلُ: ما الحيلةُ؟ فقال الفضيل: يسيرة، تُحسنُ في ما بقيَ، يُغفر لك ما مضى، فإنَّكَ إن أسأتَ فيما بقيَ، أُخذتَ بما مضى وما بقي.

يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: "رأيتُ عموم الخلائق يدفعونَ الزمانَ دفعًا عجيبًا، إن طالَ الليلُ، فبحديثٍ لا ينفع، أو بقراءةِ كتابٍ فيهِ غزاة وسمر، وإن طالَ النَّهارُ فبالنوم، وهم أطرافُ النَّهارِ على دجلة أو في الأسواق... إلى أن قال: فاللهَ الله في مواسمِ العمر، والبدارَ البدار قبلَ الفوات، واستشهدوا العلم، واستدلوا الحكمة، ونافسُوا الزمان، وناقِشُوا النفوس، فكأن قد حَدَا الحادي فلم يُفهم صوتهُ من وقع الندم". اهـ، فهذا ابن الجوزي يَتَكَلَّم عن زمانه، فماذا نقول عن هذا الزمان؟!

 

وانظر إلى هذه المواقف التي تبين لنا مدى حرص سلفنا الصالح عن الوقت، فإن معرفة أحوالهم وقراءة سيرهم أكبر عون للمسلم على حُسن استغلال وقته، فهم خير مَن أدرك قيمة الوقت وأهمية العمر، وهم أروع الأمثلة في اغتنام دقائق العمر، واستغلال أنفاسه في طاعة الله.

 

- قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غرَبَت فيه شمسُهُ، نقص فيه أجلي، ولم يزدَدْ فيه عملي".

 

- وقال حمَّادُ بن سلمة: " ما جِئنا إلى سليمان التَّيْمِي في ساعةٍ يُطاعُ اللهُ فيها إلاَّ وجدناهُ مُطيعًا، إنْ كان في ساعةِ صلاةٍ وجدناهُ مُصلّيًا، وإن لم تكنْ ساعة صلاةٍ وجدناهُ إمَّا متوضِّأً أو عائدًا مريضًا، أو مشيِّعًا لجنازة، أو قاعدًا في المسجد"، قال: فكُنَّا نرى أنَّهُ لا يُحسنُ أن يعصي الله - عزَّ وجل.

 

- يقول الوزير الصالح يحيى بن زهير:

وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ        وَأَرَاهُ  أَسْهَلَ  مَا  عَلَيْكَ  يَضِيعُ

 

فالحرصَ الحرصَ على الوقت، والبدارَ البدارَ كما جاء في الأخبار، واستغلَّ وقت الشباب في الأعمال النافعة قبل المشيب، فتقول ليت الشباب يعود، فيكون حالك كحال القائل:

بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ بِدَمْعِ عَيْنِي        فَلَمْ  يُفِدِ  البُكَاءُ  وَلاَ   النَّحِيبُ

أَلا  لَيْتَ  الشَّبَابَ   يَعُودُ   يَوْمًا        فَأُخْبِرَهُ   بِمَا    فَعَلَ    المَشِيبُ

واللهُ أعلم بالصّواب، وصلى الله وسلم على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أهتم الإسلام بالوقت وقد أقسم الله به في آيات كثيرة فقال الله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ), وقال تعالى ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ), كما قال الله تعالى ( والفجر وليال عشر ) وغيرها من الآيات التي تبين أهمية الوقت وضرورة اغتنامه في طاعة الله, وهناك أحاديث كثيرة توضح ذلك: فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟ ", وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ", وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل "

 

فالآيات والأحاديث تشير إلى أهمية الوقت في حياة المسلم لذلك فلابد من الحفاظ عليه وعدم تضيعه في أعمال قد تجلبي علينا الشر وتبعدنا عن طريق الخير, فالوقت يمضي ولا يعود مرة أخرى.

 الوقت وأهميته في حياة المسلم

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فإنَّ الوقت هو عُمر الإنسان، ورأس مالِه في هذه الحياة؛ ذلك أنَّ كلَّ يوم يمضي على الإنسان يأخذ من عُمره ويُقَرِّبه إلى أَجَلِه، فكان حري بالعاقل أن يستغلَّ ويمضي هذا الوقت الذي مَنَحَهُ الله إياه فيما يرضي ربه، وأن يحقِّق لنفسِه السعادة في الدُّنيا والآخرة.

يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "يا ابن آدم، إنَّما أنت أيَّام، كلَّما ذهب يومٌ ذهب بعضُك"، والناظر في حال كثير منَّا اليوم، وكيف يقضون أوقاتهم؛ من تضييع وإهدار للوقت - يعلم أنهم محرومون من نعمة استغلال العمر، واغتنام الوقت؛ ولذا نراهم ينفقون أوقاتهم، ويهدرون أعمارهم فيما لا يعود عليهم بالنفع .

والعجيب في ذلك فَرَحُ الكثير منهم بمرور هذه الأيام والسنين، وقد علموا أنها تقربهم إلى آجالهم، وتبعدهم عن دنياهم!

إِنَّا   لَنَفْرَحُ   بِالأَيَّامِ    نَقْطَعُهَا        وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى جُزْءٌ مِنَ العُمُرِ

ولقد طبق مفهوم أهمية الوقت في صدر الإسلام, ومن ذلك:

 

1- ذكر الطبراني في الجامع الكبير: فعن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي: ما يمنعك أن تغرس أرضك ؟ فقال له أبي: أنا شيخ كبير أموت غدا فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسنها, فقال عمارة: فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي "

 

2- قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم: - عن نعيم بن حماد قال: قيل لابن مبارك: إلى متى تتطلب العلم ؟ قال: حتى الممات إن شاء الله "

3 – قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة "

4- روي أن أبا الدرداء رضي الله عنه, وقف ذات يوم أمام الكعبة ثم قال لأصحابه " أليس إذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد ؟ قالوا: نعم, قال: فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون !

فقالوا : دلنا على زاده ؟

فقال: ( حجوا حجة لعظائم الأمور, وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور, وصوموا يوما شديدا حره لطول يوم نشوره ).

5- يقول عبد الرحمن ابن الأمام أبي حاتم الرازي " ربما كان يأكل وأقرأ عليه ويمشي وأقرأ عليه ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه " فكانت ثمرة هذا المجهود وهذا الحرص على استغلال الوقت كتاب الجرح والتعديل في تسعة مجلدات وكتاب التفسير في مجلدات عدة وكتاب السند في ألف جزء.

 

وتدبر أخي المسلم معي ما قاله هذا الحكيم " من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه, أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم أقتبسه فقد عق يومه وظلم نفيه "

 

لذلك علينا أن نستغل ألأوقات وأن نجعل حياتنا كلها لله فلا نضيع من أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع الانقضاء فهو يمر مر السحاب وفي ذلك قيل:

 

 مرت سنيـن بالوصـال وبإلهنـا *** فكأنها من قصرها أيـام

ثم انثنـــت أيـام هجـــر بعـدها *** فكأنها من طولها أعوام

ثم أنقضت تلك السنون وأهلها *** فكـأنها وكأنـهم أحـــلام

 

فلتحسن أخي المسلم استغلال وقتك فيما يعود عليك وعل أمتك بالنفع في الدنيا ولآخرة فما أحوج الأمة إلى رجال ونساء يعرفون قيمة الوقت ويطبقون ذلك في الحياة
google-playkhamsatmostaqltradent