recent
أخبار عاجلة

ماهي الذنوب التي لا يغفرها الله في يوم عرفة ؟

 

ماهي الذنوب التي لا يغفرها الله في يوم عرفة؟

الصلة بين صيام عرفة وغفران الذنوب

هل صيام عرفة أو صيام عاشوراء يكفر الكبائر؟

ذنوب لا يغفرها الله في يوم عرفة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

الصلة بين صيام عرفة وغفران الذنوب

صيام يوم عرفة هو عمل صالح يستلزم أجرًا عظيمًا، وهو من أسباب غفران الذنوب.

  والكبائر والذنوب والسيئات ويتجاوز عنا جميعاً برحمته وعفوه ولكن الذنوب التي تتعلق بحقوق العباد لا يغفرها الله سبحانه وتعالي ..

 فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة في حديث طويل وفيه أن النبي صلى الله عليه

 وسلم قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي

بعده، وصيام عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"(مسلم).

قال النووي عند شرحه لهذا الحديث: معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، وسبق بيان مثل هذا في تكفير الخطايا بالوضوء، وذكرنا هناك أنه إن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجات. انتهى.

يُغفر الله في يوم عرفة الذنوب الصغائر، وبعض العلماء يرجون تخفيف من الكبائر، أو رفع الدرجات. ويُكفر صيام يوم عرفة ذنوب السنة الماضية والسنة القادمة.

الذنوب الصغائر:

هي الذنوب التي لا تترتب عليها عقوبة مباشرة في الدنيا، مثل   .النظر إلى الحرام، اللمسة، الكلام السيء، والغيبة.قال تعالي:"الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ"(النجم/32).

التخفيف من الكبائر:

إذا لم تكن الذنوب التي يغفرها الله في يوم عرفة صغائر، فيمكن أن يكون هناك تخفيف في عقوبة الكبائر.

رفع الدرجات:

إذا لم يكن هناك تخفيف في الكبائر، فربما يكون هناك رفع للدرجات في الآخرة.

هل صيام يوم عرفة يكفر الكبائر؟.

يوم عرفة ليس كفارة لجميع الذنوب:

هناك بعض الذنوب التي لا تُغفر إلا بالتوبة والندم، مثل حقوق العباد.

حقوق العباد:

الذنوب التي تتعلق بحقوق العباد، مثل الغيبة والنميمة والسرقة، لا تغفر إلا بالتوبة والرجوع عن هذه الذنوب، والاعتذار لمن ظلمتهم.

ذنوب لا يغفرها الله في يوم عرفة

والذنوب التي لا يغفرها الله ثلاثة، لأن بعضها متعلق بحقوق العباد، أولًا: الشرك: قال

سبحانه وتعالى: «إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء"(النساء:48)، 

وقال سبحانه وتعالى: "إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ

ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ"(المائدة:72)، 

وقال صلّى الله عليه وسلّم:"من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به

 شيئًا دخل النّار"(مسلم).،  

وقال القرطبي رحمه الله:"إنّ من مات على الشّرك لا يدخل الجنّة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النّار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم آماد»، وقد نقل كلّ من ابن حزم، والقرطبي، والنّووي الإجماع على أنّ المشرك يخلد في النّار.

ثانيًا: حقوق النّاس ومظالمهم: فقد روى البخاري في الرقاق،عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:"مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ"(البخاري).

 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا

الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي

 يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ

دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ

يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"(مسلم)،

 وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وحقّ غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها، وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذّنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول، فإنّه يضمن التبعات، ويبدّل السّيئات حسنات".

 حقوق العباد لا تُغفر إلا بحالتين لا ثالث لهما :

 إما بالأداء ، أو المسامحة .

يعني سأقول لكم كلمة إحفظوها جيداً :

إياك أن تتوهم للحظة، أنك إذا إستغفرت الله، وتبت إليه، وندمت على ما فات، وتصدقت، أو حتى حججت بيت الله الحرام ، وأنت مغتصب بيتاً لإنسان ، أو مغتصب شركة من شريكك ، أو مغتصب إرثاً من إخوتك ، أو مغتصب مالاً لأيتام ، أو مغتصب حقاً لإنسان ، وتعتقد أن كل ذنوبك ستُمحى وتعود كيوم ولدتك أمك !

أبداً ..مستحيل وألف ألف مستحيل  ( هذا يتناقض مع عدل الله )

الله يغفر لك الذنوب التي بينك وبينه فقط ..

أما الذنوب التي بينك وبين العباد من حقوق مادية ومظالم فلا تُغفر أبداً إلا في حالتين :

إما بالأداء أو المسامحة ) .

يعني إما أن تؤدي ما عليك للناس من حقوق وترد المظالم لأصحابها، أو يسامحوك بحقهم .

لأن حقوق العباد مبنية على المشاححة، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة.

وقال صلى الله عليه وسلم :" الدواوين ثلاثة…" وذكر منها صلى الله عليه وسلم

 "وديوان لا يتركه الله" وبينه صلى الله عليه وسلم بقوله: وهو ظلم العباد بعضهم

 بعضاً" (الحاكم وقال صحيح الإسناد).

ثالثًا القتل: وذلك لأنّ القتل حقّ يتعلق به ثلاثة حقوق، وهي: حقّ الله سبحانه وتعالى، وحقّ الولي والوارث، وحقّ المقتول، فأمّا حقّ الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة، وأمّا الوارث فإنّه مخيّر بين ثلاثة أشياء: إمّا القصاص، وإمّا العفو إلى غير عوض، وإمّا العفو إلى مال، وبالتالي يبقى حقّ المقتول، فعن جندب رضي الله عنه قال: حدّثني فلان أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها »، رواه النسائي في تحريم الدم، قال ابن القيم رحمه الله: « فالصّواب والله أعلم أن يقال: إذا تاب القاتل من حقّ الله، وسلم نفسه طوعًا إلى الوارث، ليستوفي منه حقّ موروثه: سقط عنه الحقّان، وبقي حقّ الموروث لا يضيّعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول، لأنّ مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتّوبة النّصوح تهدم ما قبلها، فيعوض هذا عن مظلمته، ولا يعاقب هذا لكمال توبته".

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent