recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة إذا أردتْ السلامة َمن غيرِك فاطلبْها في سلامةِ غيرِك منك لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

  إذا أردتْ السلامة َمن غيرِك فاطلبْها في سلامةِ غيرِك منك



سليم الصدر من الأحقاد يسلم من الأخرين

إذا أراد العبد السلامة لنفسه أولا فلايشغل نفسه بالناس

 إذا أراد العبد السلامة لنفسه أولاً فليترك أَذَى الأخرين


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وأشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا وَحَبِيبَنَا وَمُصْطَفَانَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا وَرَسُولًا اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وبعد

فيقول الله تعالي:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"(ال عِمْرَانَ:103).

عباد الله:" مَوْضُوعٍ حديثنا اليوم :" إذا أردت السلام من غيرك فاطلبها فى سلامة غيرك منك"

سليم الصدر من الأحقاد يسلم من الأخرين

عباد الله:" سلامة الصدر مِنْ الشِّرْكِ وَالْغِلُّ وَالْحِقْدُ وَالْحَسَدُ وَغَيْرِهَا مِنْ الْافَاتِ وَالشُّبُهَات وَالشَّهَوَات الْمُهْلِكَة.يجنب المرء الكثير من المتاعب والمشاكل والصعوبات فعن عبدالله بن مسعود قال :"خرجَ عليْنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال: ألا لا يبلغَنَّ أحدٌ مِنكم عن أحدٍ من أصحابي شيئًا؛ فإنِّي أحبُّ أن أخرجَ إليهم وأنا سليمُ الصدرِ. قال: فأتاهُ مالٌ فقسمَهُ، فسمعْتُ رجلانِ يقولانِ: إن هذه لقِسمةٌ لا يريدُ اللهَ بها ولا الدارَ الآخرةَ! ففهِمْتُ قولَهما ثم أتيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقلت: يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ قلْتَ: لا يُبلغُني أحدٌ عن أحدٍ من أصحابي شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرجَ إليهم وأنا سليمُ الصدرِ، وإنِّي سمعْتُ فلانًا وفلانًا يقولانِ كذا وكذا، قال : فاحمرَّ وجهُهُ وقال: دعْنا مِنكَ، فقد أُوذيَ موسى –عليْهِ السلامُ– بأكثرَ من هذا فصبرَ"(أبو داود والترمذي واللفظ له، وأحمد).

ثُمَّ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ"(الْبُخَارِىّ).

يَا صَاحِبَ الْقَلْبِ السَّلِيمِ أَنْتَ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ الْمُخْتَارَةَ

فَقَدْ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ النَّاسِ، فَقَالَ: “كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ”. قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ؛ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: “الْتَقَى النَّقِيُّ الَّذِي لَا إثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَد”.

سَلَامَةُ الصَّدْرِ طَرِيقٌ إلَى الْجَنَّة:

فَأَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ: “…لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ..” [الْبُخَارِىّ].

وَقِصَّة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَطَّلِعُ عَلَيْكُمْ الْانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ” مَعْرُوفَة فَقَدْ عَاشِرَة عَبْدِ اللَّهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَلَمْ يَجِدْهُ كَثِير التَّطَوُّعِ بِالصَّلَاةِ أَوْ الصِّيَامِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ: “مَا هُوَ إلَّا مَا رَأَيْت غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إيَّاه”.

فَأَعْلَنَهُا ابْنُ عَمْرٍو صَرِيحَة مُدَوَّيه :هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ

فَهَلَّا سَلِمَتْ صُدُورَنَا لِلْمُسْلِمِين وَصَفْت؟

يَفُوز صَاحِبَ الصَّدْرِ السَّلِيمُ بِكُلِّ الْفَضَائِلِ الَّتِي سَبَقَ الْحَدِيث عَنْهَا وَالنَّتِيجَة الْمُبَاشَرَة هِي:  رَاحَة الْبَال وَالْبُعْدِ عَنْ الْهُمُومِ وَالغُمُوم.

إذا أراد العبد السلامة لنفسه أولا فلايشغل نفسه بالناس

 عباد الله :" 

وإذا أراد العبد السلامة لنفسه أولا فليترك الناس في حالهم

قال تعالي:"وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"(الفرقان/63).

"وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ } أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف، { قَالُوا سَلَامًا } أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله. وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال

  عن النعمان بن مقرن المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وسب رجل رجلا عنده ، قال : فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما   إن ملكا بينكما يذب عنك ، كلما شتمك هذا قال له : بل أنت وأنت أحق به . وإذا قال له : عليك السلام ، قال : لا بل عليك ، وأنت أحق به . " (أحمدإسناده حسن ). .

وقال الحسن البصري : ( قالوا [ سلاما ) ، قال : حلماء لا يجهلون ] ، وإن جهل عليهم حلموا . يصاحبون عباد الله نهارهم بما تسمعون ، ثم ذكر أن ليلهم خير ليل

فِي حَدِيثِ عَظِيمٌ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ , بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَلَّمًا مِنْ مَعَالِمِ النَّجَاة , وَإِمَارَة مِنْ أَمَارَاتِ حَسَنَ الْإِسْلَامِ , لِيَزِن الْعَبْدُ بِهَا نَفْسَهُ , وَيَعْرِفُ مَدَى قُرْبَةٌ أَوْ بَعْدَهُ عَنْ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ , وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيه ).

فَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ جَمَعَ مَعَان عَظِيمَةً لَا غِنَى لِلْمُسْلِمِ عَنْ فَهْمِهَا وَامْتِثَالِهَا ، وَهُوَ أَصْلٌ عَظِيمٌ مِنْ أُصُولِ الْأَدَبِ , وَلِذَا عَدَّهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ثُلُثُ الْإِسْلَامِ أَوْ رُبْعِهِ , وَذَكَرَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ الْوَرَعُ كُلُّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ , فَهُوَ يَضَع لِلْعَبْد قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ فِيمَا يَأْتِي وَمَا يَدَعُ ، وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى الرُّكْنِ الْأَوَّلِ فِي تَزْكِيَةِ النَّفْسِ وَتَرْبِيَتِهَا ، وَهُوَ جَانِبُ التَّخْلِيَة بِتَرْكِ مَا لَا يَعْنِي ، الَّذِي يَلْزَمُ مِنْهُ الرُّكْنُ الثَّانِي وَهُوَ التَّحْلِيَة بِالْإِنْشَغَال بِمَا يَعْنِي .

وَمِنْ الْأُمُورِ الَّتِي يَشْمَلُهَا التَّرْكِ فِي الْحَدِيثِ : تَرْكُ فُضُولِ الْكَلَامِ ، وَلَغْوِ الْحَدِيثِ ؛ لِأَنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِجَارِحَة خَطِيرَة ، إلَّا وَهِيَ جَارِحَةَ اللِّسَانِ ، يَشْهَدُ لِمَا قُلْنَاهُ مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى لِهَذَا الْحَدِيثِ : ( أَنَّ مَنْ حَسُنَ إسْلَامُ المَرْءِ قِلَّةَ الْكَلَامِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ "( أَحْمَدُ) .

وَقَدْ امْتَدَحَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ :"وَاَلَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ "(الْمُؤْمِنُون : 3 ) ، 

المؤمن بشره فى وجهه وحزنه فى قلبه مكتوم السر، كثير البر صحيح ‌الأمانة، مأمون الخيانة خيره بادر وشره نـــــــــــادر يرجى خيره ويؤمن شره " ألا أنبئكم بشراركم ؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله . قال : " إن شراركم الذي ينزل وحده ، ويجلد عبده ، ويمنع رفده ، أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ " قالوا : بلى . قال : الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغفرون ذنبا " . قال : ( أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره "

  

عدلت شهادة الزور الإشراك بالله ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ) وكان متكئا فجلس ، فقال : - ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور " . فما زال يكررها ، حتى قلنا : ليته سكت .

يَا غَافِلًا عَنْ نَفْسِهِ     ..      أخَذَتْكَ ألْسِنَةُ الوَرَى

السَّهْلُ أهْوَنُ مَسْلَكًا ..      فَدَعِ الطَّرِيْقَ الأوْعَرَا

وَاعْلَمْ بِأنَّكَ مَا تَقُلْ    ..    فِي النَّاسِ قَالُوا أكْثَرَا

فَاحْفَظْ ‌لِسَانَكَ تَسْتَرِحْ .. فلقد كَفَى ما قَدْ جَرَى

واجتنب الظن السئ بهم ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين )  سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - خرج في سواد الليل فرآه طلحة ، فذهب عمر فدخل بيتا ثم دخل آخر ، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت ، فإذا بعجوز عمياء مقعدة ، فقال لها : ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ قالت : إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا

يأتيني بما يصلحني ، ويخرج عني الأذى ، فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع   !             حليـــــــــــــــــــة الأولياء

فمن يبــــــــــــارى أبا حفص وسيرته .. أمن يحاول للفاروق تشبيها

وترك مالايعنيه لأن الله هداه إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ  {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ  وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} لم يأمرنا الله بالكلام الطيب فحسب بل  أمرنا باحسنه {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ  أَحْسَنُ}

       ان البر شئ هين ..وجه طليق وكلام لين ( ابن عمر)

        من لانت كلمته وجبت محبته  (على )

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " "إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه : " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا ، فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي الحي ، ولا يبلغ الميت "

وقيل للربيع بن خثيم  ما نراك تغتاب أحداً؟ فقال: لست عن حالي راضياً ‌حتى ‌أتفرغ ‌لذم ‌الناس

"طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس"

‌لِنَفْسِي ‌أَبْكِي ‌لَسْتُ ‌أَبْكِي ‌لِغَيْرِهَا … لِنَفْسِي فِي نَفْسِي عَنِ النَّاسِ شَاغِلُ "

مرّ المسيح بن مريم عليه السلام في الحواريّين بجيفة كلب، فقال بعضهم: ما أشدّ نتن ريحه! قال: فهلّا قلت: ما أشدّ ‌بياض ‌أسنانه ينهاهم عن الغيبة ( الحيوان )

احترم  خصوصيَّات الناس فلم يتجسس عليهم ( ولاتجسسوا )  (إنك إذا اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ الناسِ أَفْسَدْتَهُمْ ) احترام خصوصيَّات الناس واجب دينى

       ((  ومن لم يحترم خصوصيَّات الناس هتك الله  ستـــــــــــــره ))

 (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ))

صعد رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المنبر فنادَى بصوتٍ رفيعٍ فقال يا معشرَ من أسلمَ بلسانهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبهِ ، لا تُؤذُوا المسلمينَ ولا تُعيّروهُم ولا تَتّبعوا عوراتهِم ، فإنه من يتبِعْ عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَهُ ، ومن يتبعِ اللهُ عورتهُ يفضحْه ولو في جوفِ رحلهِ

لا تَلْتَمِسْ مِنْ مَسَاوِي النَّاسِ مَا سَتَرُوا … فَيَهْتِكَ الله سِتْراً مِنْ مَسَاوِيكَا

وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا فِيهِمْ إِذَا ذُكِرُوا …             وَلا تَعِبْ أَحَداً عَيْباً بِمَا فِيكَا

قالوا قديما من تدخل فيما لا يعنيه سمع مالا يرضيه

لا تنطقن بما كرهت فربما ..  نطق اللسان بحادث فيكون

 وروي أنه صلى الله عليه وسلم سأل أبا بكر رضي الله عنه عن قبر مر به ، وهو يريد الطائف ، فقال هذا قبر رجل كان عاتيا على الله ورسوله ، وهو سعيد بن العاص فغضب ابنه عمرو بن سعيد وقال : يا رسول الله ، هذا قبر رجل كان أطعم للطعام ، وأضرب للسهام من أبي قحافة فقال أبو بكر : يكلمني هذا يا رسول الله بمثل هذا الكلام ؟ فقال صلى الله عليه وسلم اكفف عن أبي بكر . فانصرف ثم أقبل على أبي بكر فقال : يا أبا بكر إذا ذكرتم الكفار فعمموا فإنكم إذا خصصتم غضب الأبناء للآباء ، فكف الناس عن ذلك

 محمد بشر وليس كالـــــــبشر بل ..  هو ياقوتة والناس كالحــــجر

 محمد سيِّد الكونين والثقلين والفريقين .. من عرب ومن عجم

أيها المكرمون أحباب الجناب المصطفوى الأكرم صلى الله عليه وسلم

النجاة فى الدنيا والفوز فى الآخـــــــــــــــــــــرة  بكف الأذى عن الناس وعن طرقاتهم قال رسول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مرَّ رجلٌ بغصن شجرةٍ على ظهر طريقٍ، فقال: والله لأُنَحِّيَنَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِلَ الجنَّة


إذا أراد العبد السلامة لنفسه أولاً فليترك أَذَى الأخرين

عباد الله:" قَدْ بَنَى الْإِسْلَام أَسَّسَه فِي تَنْظِيمِ الْعَلَاقَةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ بَيْنَ أَبْنَاءِ الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ عَلَى قَوَاعِدِ مِثْلِيّ وَرَكَايز فَضْلِى، وَجَعَلَ مِنْ أَهَمِّ هَذِهِ الْأُسُسِ وَالرَّكَائِز رِبَاط الأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:"إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ"(الْحُجُرَات: 10)، وَنَحْوُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ…”(مُسْلِمٌ). وَجَعَلَ مِنْ عَلَامَاتِ كَمَالِ الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفْسِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا يُؤْمَنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”.(الْبُخَارِيُّ).

هَذِهِ الرَّابِطَةِ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا الْحِرْصُ عَلَى تَقْدِيمِ النَّفْعِ لِلْمُسْلِمِينَ وَمَنْعِ كُلُّ إشْكَالٍ أَذِيَّتِهِمْ؛ لِهَذَا جَاءَتِ النُّصُوصُ الْكَثِيرَةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُؤَكِّدُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى، وَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ النُّصُوصِ الْوَعِيدِ وَالزَّجْرِ الشَّدِيدِ لِمَنْ تَعَمَّدَ أَذِيَّة الْمُسْلِم بِأَيِّ نَوْعٍ أَوْ شَكْلٍ مِنَ إشْكَال الْأَذِيَّة الْقَوْلِيَّةِ أَوْ الْفِعْلِيَّةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنـات بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدْ احْتَمَلُوا بُهْتـأَنَا وَإِثْمًا مُبِينًا} (الْأَحْزَابِ: 58). قَالَ الشَّيْخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهَا: (وَإِنْ كَانَتْ أَذِيَّة الْمُؤْمِنِين عَظِيمَة، وَإِثْمُهَا عَظِيمًا، وَلِهَذَا قَالَ فِيهَا: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } أَيْ: بِغَيْرِ جِنَايَةٍ مِنْهُمْ مُوجِبَة لِلْأَذَى { فَقَدْ احْتَمَلُوا } عَلَى ظُهُورِهِمْ { بُهْتَانًا } حَيْث اذَوهُمْ بِغَيْرِ سَبَبٍ { وَإِثْمًا مُبِينًا } حَيْث تَعَدَّوْا عَلَيْهِمْ، وَانْتَهَكُوا حُرْمَة أَمَرَ اللَّهُ بِاحْتِرَامِهَا.

وَلِهَذَا كَانَ سَبَّ احَادِ الْمُؤْمِنِينَ، مُوجِبًا لِلتَّعْزِيرِ، بِحَسَب حَالَتِه وَعُلُوُّ مَرْتَبَتِهِ، فَتَعْزِير مَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ أَبْلَغ، وَتَعْزِيرُ مَنْ سَبَّ الْعُلَمَاءُ، وَأَهْلُ الدَّيْنِ، أَعْظَمُ مِنْ غَيْرِهِمْ).ا.ةـ.

وَيَقُول الْفُضَيْلِ رَحِمَهُ اللَّهُ: “لَا يَحِلُّ لَك أَنْ تُؤْذِيَ كَلْبًا أَوْ خَنّـزِيرًا بِغَيْرِ حَقٍّ، فَكَيْفَ بِمَنْ هُوَ أَكْرَمُ مَخْلُوق؟!”، وَقَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ: “إيَّاكُمْ وَأَذَى الْمُؤْمِنُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَحُوطُه وَيَغْضَب لَهُ”.

وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: “تَضَمَّنَتْ النُّصُوصِ أَنْ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ إيصَال الْأَذَى إلَيْهِ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ مِنْ قَوْلِ أَوْ فِعْلٍ بِغَيْرِ حَقٌّ”.

وَقَدْ نَهَى اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ عَنْ أَذِيَّةِ الْمُسْلِمِ وَلَوْ كَانَ مُحْتَاجًا وَلَوْ كُنَّا نَتَصَدَّق عَلَيْه وَنُعْطِيه، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يَتَّبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفَ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمَنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ…}(الْبَقَرَة:262-264).

وَلِأَنَّ أَذِيَّة الْمُؤْمِنِين سَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ سُخْطِ اللَّهِ تَعَالَى وَغَضَبِهِ، فَقَدْ صَعِدَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: “يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفِضْ الْأَيْمَانِ إلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مِنْ تَتَبُّعِ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ”. (التِّرْمِذِيّ). وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إلَى الْبَيْتِ أَوْ إلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: مَا أَعْظَمَك وَأَعْظَمَ حُرْمَتَك، وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْك. 

وَنَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْذَرُ مِنْ الْأَذَى فِي صُوَرٍ كَثِيرَةٍ، حَتَّى فِي أُمُورِ قَدْ يَسْتَهِينَ بِهَا النَّاسُ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ”، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ فِي مَجَالِسِنَا، نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ: “إذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ”، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: “غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ”.(مُسْلِم).

وَلَقَدْ بَلَغَتْ عِنَايَة الشَّرِيعَة الرَّبَّانِيَّةِ فِي مَنْعِ أَذَى الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ الْإِضْرَارِ بِهِمْ وَلَوْ كَانَ الْقَصْدُ حَسَنًا وَالْهَدَف نَبِيلًا، جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَهُ: “اجْلِسْ فَقَدْ اذَيْت”(أَبُودَاوُد).

وَفِي جَانِبِ اخَرَ يُرَاعَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشَاعِر لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَقُولُ: “لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ ، فَإِنْ ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُؤْمِن وَاَللَّه يَكْرَهُ أَذَى الْمُؤْمِنِ”.

وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ فَكَيْفَ بِالْأَذَى الْمَقْصُود وَالْأَذِيَّة الْمُتَعَمِّدَة لِأَجْل الْأَغْرَاض الشَّخْصِيَّة وَالْمَنَافِع الدُّنْيَوِيَّة؟!.

وَإِذَا كَانَ الْأَذَى بِغَيْرِ حَقٍّ مُحْرِمًا فِي شَرِيعَتِنَا، فَإِنَّ جَرَم الْأَذَى يَزْدَاد اثِمًا حِينَمَا يَتَّجِهُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ الْجِيرَانِ، أَوْ يَتَوَجَّه لِأَحَدٍ مِنْ الصَّالِحِينَ، وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مِنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ”(الْبُخَارِىّ)، وَيَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: “لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ”(مُسْلِم)، وَالْبَوَائِق هِي الشُّرُور.

دَفْعُ الْأَذَى عَنْ الْمُسْلِمِينَ طَاعَة وَقُرْبَة:

إنْ دَفَعَ الْأَذَى عَنْ الْمُسْلَمِ أَمْرٌ مَحْمُودٌ وَفِعْل مَرْغُوب عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “عُرِضَتْ عَلَى أَعْمَالِ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنْ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ”(مُسْلِمٌ)، وَعِنْدَ مُسْلِمٍ أَيْضًا فِي بَابِ فَضْلِ إِزَالَةِ الأَذَى عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ، لأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ، فَأدْخُلِ الْجَنَّةَ”(مُسْلِم).

وَقَدْ عَدَّهَا الشَّرْع صَدَقَةً مِنْ الصَّدَقَاتِ، كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “كُلُّ سُلَامَى مِنْ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلَ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيُحْمَلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ”(الْبُخَارِيُّ).

وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَعْلَمُونَ هَذِهِ الْأَدِلَّةِ وَيَعْمَلُون بِمُقْتَضَاهَا وَيُوصُون بِهَا، هَذَا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ:”النَّاسُ رَجُلَانِ: مُؤْمِن فَلَا تُؤْذِه، وَجَاهِل فَلَا تَجَاهُلِه”.

وَيَقُول يَحْيَ بْنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ: ” لِيَكُنْ حَظُّ الْمُؤْمِنِ مِنْك ثَلَاثَةَ: إنْ لَمْ تَنْفَعْهُ فَلَا تَضُرُّهُ، وَإِنْ لَمْ تُفَرِّحُه فَلَا تَغُمَّهُ، وَإِنْ لَمْ تَمْدَحْهُ فَلَا تَذُمَّه”.

سلم  المؤمن من ايذاء الناس له وأمن شـــــــــــــــــرهم

لأنه  أحسن اليهم ولم يُؤْذِهم بقول أوبفعل المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"   ( واللهِ لا يؤمنُ ، والله لا يؤمنُ ، والله لا يؤمنُ قيل : من يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُه ؟ قال : شرُّه ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه

 يا لسان ، قل خيرا تغنم ، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم .ابن مسعود

 إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ ..       لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ ..كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره, وإن لم تفرحه فلا تغمه, وإن لم تمدحه فلا تذمه (يحيى بن معاذ)

 أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ .. فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ

وإنْ أساءَ مُسيءٌ فلْيَكنْ لكَ في ..             عُروضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وغُفرانُ

.. قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ.

الْأَذِيَّة ظُلِمَ:

أَنْ إيقَاع الْأَذَى بِالْمُسْلِمِين نَوْعٌ مِنْ الظُّلْمِ، وَالظُّلْمُ كُلُّه حَرَام.

وَلِيَتَذَكَّر مَنْ أَوْقَعَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ظُلْمًا إنْ مَعَهُمْ سِلَاحًا بِتَأْرا، قَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ”(مُسْلِم). فَيَا مَنْ تَجَرَّأْت عَلَى أَذِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ حَقٍّ تُبْ وَأَقْلَع، كَفَّ عَنْ أَذِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَك وَبَيْنَهُمْ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟”، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مِنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: “إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مِنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَقِيَام وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا أَوْ ضَرْبٍ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ أَخْذُ مَنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ فَطُرِحَ فِي النَّارِ”(مُسْلِم).

احْذَرُوا مِنْ أَذِيَّةِ إخْوَانِكُمْ بِأَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَذَى أَوْ صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ الْإِضْرَار، فَذَلِكُمْ وُقُوعَ فِي شَرِّ عَظِيم، فَرَسٍوَلَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَنْ اذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ”.، وَلَمَّا قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ تُصَلِّي اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: “لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ فِي النَّارِ”.

وَإِنْ مِنْ الْأَذَى التَّدَخُّل وَالْفُضُول فِي خُصُوصِيَّاتِ النَّاس وَالِانْشِغَال بِأَحْوَال الْاخَرِين وَتَصَرُّفَاتِهِمْ مَعَ أَنَّ هَذَا سُلُوكٌ حَارَبَه الْإِسْلَام وَنَهَى عَنْهُ الْقُرْانُ وَالنَّبِيّ وَجَعَل لِلْخُصُوصِيَّة احْتِرَام وَقَدْسيه يَجِبُ أَنْ يَسْلُكَهَا كُلّ مُسْلِم

عباد الله :" ومِنْ طَبِيعَةِ النَّاسِ أَنَّهُمْ يَتَأَذَّوْنَ مِمَّنْ يَتَدَخَّلُ وَيُشَارِكُهُمْ شُؤُونَهُمُ الْخَاصَّةَ، وَيَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ تَعَدِّيًا عَلَى خُصُوصِيَّاتِهِمْ؛ لِذَا كَانَ مِنَ الْحَسَنَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ الْبَاقِيَاتِ: “تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ”. رواه مسلم.وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:(( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ))ومن صفات المؤمنين كما قال الله جل وعلا)قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)[المؤمنون: 1-3 )

 نعم يا عِبَادَ اللَّهِ: فكَمْ جَلَبَ الِاشْتِغَالُ بمَا لَا يَعْنِي مِنْ مَصَائِبَ! وكم تسببَ في وقوعِ المشاكلِ والمَتَاعِبِ! وَكَمْ عَادَ عَلَى صَاحِبِهِ بالنَقْصِ والمعايبِ، وَمَا فَتَحَ الإنسانُ عَلَى نفسه أَبْوَابًا للإثمِ, وَمَا ظَلَمَ الْعَبْدُ نَفْسَهُ، بِمِثْلِ اشْتِغَالِهِ بِمَا لَا يَعْنِيهِ، وتَدخُلِه فيما لا يخصهُ.. فكم من خُصُوصِيَّاتٌ أُشِيعَتْ، وَكم من صُدُورٌ أُوغِرَتْ، وَكم من ضَغَائِنُ حَلَّتْ، وَأُسَرٌ تَمَزَّقَتْ ثُمَّ تَفَرَّقَتْ، بسبب الِاشْتِغَالِ بمَا لَا يَعْنِي..الْمُتَدَخِّلُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ تَوْفِيقًا، وَمِنْ أَضْعَفِ الْعِبَادِ مُحَاسَبَةً لِنَّفْسِه، مهمومٌ مغمومٌ، يُلَاحَقُ الْخُصُوصِيَّاتِ، وَيَتبعُ الْأَخْبَارِ، ويَحْرِصُ عَلَى مَعْرِفَةِ تفاصيل حياةِ الآخرين، وَالْبَحْثِ فِي أَدَقِّ شؤنهِم.. وفي المثل المشهور: ” مَنْ راقبَ الناسَ ماتَ همَّاً “..

فلا تكنْ فضوليًا تحبُ خصوصياتِ الناسِ ولا تحبُ أن يعرفَ الناسُخصوصياتِك ،فالفُضولُ داءٌ عُضالٌ. الفضولُ جلوسٌ على قارعةِ الإفلاسِ. ومراقبةٌ لتحرُّكاتِ الناسِ.. عافانا الله وإياكمُ منْ الوسواس..

أيها المُنْشَغِلُ بِمراكِبِ الناس هيئ مَركَبَك. أيها المُراقِبُ لتحركات الناس راقب نفسك. أيها القادِحُ في نجاحاتِ الناسِ ابْكِ فَشَلَكيا هذا : أمامَك يومٌ مَجموعٌ له الناسُ. فمالَك وَلِلناس. اذكُرْ قبرَك وحشرَك ونَشرَك… بدلَ أنْ تنظرَ لأخيكَ متطلعاً انظرْ ما قدَّمتَ لغدك.. (“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ..) ، فلنْ تَنفعَكَ الأسرارُ والأخبارُ يوم تُبلى السَّرائرُ. أنتَ المغبونُ حينما تركتَ الفَضَل وارتديْتَ الفُضول. وانشغلتَ بأخيك أينَ يذهبُ ومِنْ أين يأتي وماذا يقول..فمن حُسن اسلامُ المرءِ عدمُ تتبعِ العثراتِ والعوراتِ.. وترك الإلحاحِ بالسؤالِ.. متى ذهبَ فلانٌ؟ ومِنْ أينَ جاءَ علانٌ؟ بِكمِ اشترى ومِنْ أينَ ومتى؟ وكيفَ حصل ذلك؟، من أين لك هذا… وغيرها من أسئلةِ الفضولِ والتطفلِ التي لا طائلَ منْ ورائِها سوى حرقِ الأوقات وفتح أبواب الشر، وجرُّ المرءِ للخوض فيما لا يُحسنه ولا يُتقنه ولا يعلمه، مما هو ليسَ داخلاً في تخصُّصهِ ولا مسؤوليته.. والاستغراق في الحوادث وتفاصيلِ المستجِدات.. بينما لو صَرفَ هذه الأوقاتِ والجهودِ في أمورٍ أخرى لكان خيراً له عشراتِ ومئاتِ المراتِ..كلُّ هذا من إهدارِ الزمانِ، وضياعِ الوقتِ ومِنْ القيلِ والقالِ الذِي لَيس مِن ورائِه مصلحةٌ ولا منه منفعةٌ

والاشتغالُ بما لا يعني، يبغضه اللهُ، ففي الصحيح من حديث المغيرةِ بن شعبةَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ

  :إِنَّ مِنَ الْأَمْرَاضِ الَّتِي تُفْسِدُ عَلَى الْعَبْدِ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ.. وَتَجْعَلُهُ فِي الْآخِرَةِ خَاسِرًا مَغْبُونًا، هُوَ أَنْ يَتَتَبَّعَ زَلَّاتِ الْآخَرِينَ، وَيَرَى عُيُوبَهُمْ وَيَنْسَى عُيُوبَ نَفْسِهِ…فمِنْ الناس اليوم مَنْ لَيْسَ لَهُ هُمٌّ إِلَّا تَتَبُّعُ عَوْرَاتِ الْآخَرِينَ؛ فَمَرَّةً يَشْمَتُ بِأَحْوَالِهِمْ وَأَشْكَالِهِمْ، وَمَرَّةً بِأَنْسَابِهِمْ وَأَحْسَابِهِمْ والإِنسانُ غيرَ السَّوِىِّ هو الذي يشتغل بعيوبِ الناسِ عن عيبهِ، ويتتبعُ عوراتِ الناسِ، ويظنُ أنَّهُ الكاملَ وأنَّ الناسَ ناقصون.لذَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَنْهَى أَصْحَابَهُ عَنْ تَتَبُّعِ عَوْرَاتِ الْآخَرِينَ؛فَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبَعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ».وللهِ درُّ الشافعيُّ رحمه الله

إذا شئتَ أن تحيا سليمًا من الأذى وحظُّك مَوفورٌ وعِرضُك صَيِّنُ

لِسَانُكَ لَا تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ *** فَكُلُّكَ عَوْرَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسُنُ

وَعَيْنُكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَايِبًا *** فَصُنْهَا وَقُلْ: يَا عَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْيُنُ

فالمسلمُ الحقُّ هو الذي يسلمُ الناسُ مِن أذَى لسانِهِ ويدِهِ، فلا يصدرُ منهُ إلَّا كلُّ خيرٍ ونفعٍ للناسِ، قال نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم :(المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ ويده).

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم ….

الخطبةُ الثانيةُ

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد

فمواقعُ التواصلِ الاجتماعي عباد الله  سلاحُ ذو حدين إما أن ينفعكَ في دينكَ ودنياكَ، إن أحسنتَ استثمَارهُ واستخدامَهُ واتقيتَ اللهَ فيهِ وجعلتَهُ نُصبَ عينيكَ، وراقبتَه في كلِ حرفٍ أو نظرةٍ أو تغريدةٍ أو مشاركةٍ، بخلافه سيكون وبالٌ عليكَ وستندمُ على كل لحظةٍ قضيتَها فيه يومَ الحسرِةوالندامةِ.

بل إن وسائلَ التواصلِ في هذا الزمانِ في الغالبِ أصبحتْ مَعاوِلَ هَدْمٍ للقيم والأخلاقِ، وأصبح التافهون والفاسقون قدواتٍ، كما قيل: نحن نشغلُ أوقاتَنا بمتابعةِ فراغ الآخرينَ وتفاهتِهم.فهذا منذرُ شرٍ على المجتمعِ كله

 فعن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ .قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ"(صحيح ابن ماجه).

وليعلم هؤلاءأن الله مطلع علي الجميع قال تعالي:" إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "(النساء: 1)، ويقول:" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى"(العلق: 14).

وهو القائل:" وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ "(الحديد: 4).

 وهوالقائل:" إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى "(طه: 46).

لذا يجبُ أن نُربّيَّ أنفسنَا وأولادَنَاعلى مراقبةِ اللهِ جلّ وعلا في جميعِ تصرفاتِ حياتِنا وأنّ اللهَ مطلعٌ علينا ويرانا، قال اللهُ تعالى عن لقمانَ الذي أرشدَ ولدَهُ إلى هذه المراقبةِ:"يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ"(لقمان: 16). 

وقُلْ لهُ يا ولدِي

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومُا فــلا 

                   تقلْ خلوتُ ولكن قلْ علىّ رقيبُ

ولا تحسبنَّ اللهَ يغفلُ ســـاعةً 

                             ولا أنّ ما يخفَى عليـــه يغيبُ

وإِذا خَلَوتَ بِرِيبَةٍ في ظُلمَةٍ 

                            والنَفسُ داعيَةٌ إلى الطُغيانِ

فاِستَحيِ مِن نَظَرِ الإِلَهِ وقل لها

                                   إنَّ الَّذي خَلَقَ الظَلامَ يَرانِي

يا أصحابَ الجوَّالاتِ وياأصحابَ الصفحاتِ الوهميةِ على مواقعِ التواصلِ اعلموا يقينًا:قول الله جل وعلا :"وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ  كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ"(الانفطار:9-11).

اعلموا يقينًا: قولَ القائلِ

ومَا مِنْ كاتبٍ إلا سيفْنِى     

                      ويبْقَي الدهرُ ما كتبت يداهُ

 فلا تكتبْ بكفكِ غيرَشئٍ 

                 يسرُكَ في القيامةِ أن تَرَاهُ

عباد الله :" ونحن في أمس الحاجة  في استثمارِ مواقعِ التواصلِ بأحسنِ الأوجهِ وأنفعِها والحذرمن مغرياتِها، فإما تكونُ نعمةً تحصدُ ثمَارَها في جناتِ النعيمِ، أو تصبحَ نقمةً تَجنِي ويلَاتِها في أسفلِ سافلين - 

إما تكون صفحتك شاهدة لك في قبرك ويوم لقاء ربك وإما  شاهدة عليك وضدك:" كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا  وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا"(مريم/79- 80).         

فنور صفحتك ياأخي بنور القرأن وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم ألا تعلم أنه من كتب صلي الله عليه وسلم في ورقة أو كتاب أوصفحة فيس بوك أوتويتر أو واتس اب أوغيره لاتزال الملائكة تصلي عليه مادامت هذه الصفحة والصلاة مكتوبة إلي يوم القيامة ..

google-playkhamsatmostaqltradent