recent
أخبار عاجلة

ماذا نفعل إذا هاجت الريح ؟ اعداد :صلاح عبد الخالق

  

ماذا نفعل إذا هاجت الريح ؟

 اعداد :صلاح عبد الخالق             

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المصطفى  وبعد ...

حذرت الأرصاد الجوية من هبوب رياح شديد ة محملة بالأتربة وهى ظواهر طبيعية تحدث بإذن الله تعالى وقد علمنا النبى المختار صلى الله عليه وسلم آداب وأدعية وأذكار تقال فى مثل هذه الحالات حتى تعود علينا بالنفع والأجور الكثيرة .

أولاً : الريح و الرياح في القرآن الكريم :-

(1) جاءت كلمة الريح فى القرآن الكريم فى عشرين آية معظما عذاب وعقاب وخراب فمثلا:

قوله تعالى  :رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) الأحقاف

الرياح أية من آيات الله تعالى :- قال تعالى:-وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) البقرة

(2) جاءت كامة الرياح فى القرآن الكريم فى عشر آيات كلها رحمة وعطايا وخيرات فمثلا :

قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ (46) الروم

- عن ابن عباس رضي الله عنهما  قال: ما هبَّت الريح إلّا جثا رسول الله  صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال "اللَّهُمَّ اجْعَلْها رَحْمَةٌ وَلا تَجْعَلْها عَذَابًااللَّهُمَّ اجْعَلْها رِياحًا، وَلا تَجْعَلْها رِيحًا"(صحيح، أخرجه الإِمام الشافعي في "الأم": 1/ 253).

ثانياً : فزع النبى صلى الله عليه وسلم من الريح :-

(1) عن عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي»، وَيَقُولُ، إِذَا رَأَى الْمَطَرَ: «رَحْمَةٌ» صحيح مسلم (899)

(2) كان أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»   صحيح البخارى(1034)

- معنى الحديث: يقول أنس رضي الله عنه:  كانت   الريح الشديدة إذا هبت عُرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم  أي: أصابه فزع شديدٌ وظهرت آثار الخوف والقلق على وجهه الشريف، خشية أن تكون تلك الريح إعصاراً مدمِّراً، أو عقوبة سماوية، كتلك التي وقعت لقوم هود، فكانت عليهم عاصفة شديدة، قلعت أشجارهم وهدّمت ديارهم، كما قال تعالى في وصف ما أحدثته فيهم من كوارث (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) حتى أنها كانت ترفع المرأة بين السماء والأرض كأنها جرادة، وكانت ترميهم بالحجارة فتدق أعناقهم، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يخشى أن تُصاب أُمَّتَهَ بما أُصيب به أولئك. و يُستفاد من الحديث: أنه يُستحب استشعار الخوف عند هبوب الرياح والعواصف الشديدة، وذلك من الفطنة، لأنّ الريح كثيراً ما تكون دماراً وتخريباً وعذاباً، كما تدل عليه الحوادث المتكررة على مر العصور والأزمان.    منار القارى (2/290)

 ثالثاً : ماذا نفعل إذا هاجت الريح ؟       

(1) لاتسب وتشتم  الر يح :-

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا» صحيح سنن ابن ماجه (3727).سنن أبى داود (5088)

(أ) قال الشافعي رحمه الله: لا ينبغي لأحدٍ أن يسبَّ الرياحَ، فإنها خلقٌ لله تعالى مطيع، وجندٌ من أجناده، يجعلُها رحمةً ونقمةً إذا شاء. الأذكار للنووى(1/180)

 (ب) لا تشتموها-الريح - ولا تلعنوها للحوق ضرر فيها فإنها خلق من خلق الله مقهور مدبر، وإنما تهب بمشيئة الله وقدرته، فلا يجوز سبها فيرجع السب إلى من خلقها وسخرها. - النهي عن سب الريح لكونها إنما تُهب عن إيجاد الله لها وأمره إياها، فلا تأثير لها إلا بأمر الله، فمسبتها مسبة لله تعالى واعتراض عليه، وهو قدح في التوحيد.     حاشية كتاب التوحيد (1/356)

(ج) قَوْلُهُ: (فَإِنَّهَا مِنْ رُوحِ اللَّهِ) قِيلَ:الرُّوحُ النَّفْسُ وَالْفَرَجُ وَالرَّحْمَةُ فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ الرِّيحُ مِنْ رَحْمَتِهِ مَعَ أَنَّهَا  تَجِيءُ بِالْعَذَابِ. قُلْتُ: إِذَا كَانَ عَذَابًا لِلظَّلَمَةِ فَيَكُونُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، وَأَيْضًا الرُّوحُ بِمَعْنَى الرَّائِحِ أَيِ الْجَائِي مِنْ حَضْرَةِ اللَّهِ بِأَمْرِهِ تَارَةً لِلْكَرَامَةِ وَأُخْرَى لِلْعَذَابِ فَلَا يَعِيبُ فَإِنَّهُ تَأْدِيبٌ وَالتَّأْدِيبُ حَسَنٌ.حاشية السندى (2/404)

 (2) اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء :-

- عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»    صحيح مسلم (899)

- أرشدهم صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى خالقها وآمرها الذي أزمة الأمور كلها بيده،ومصدرهاعن قضائه أن يسألوه خيرها وخير ما فيها، والاستعاذة به من شرها وشر ما فيها، فما استجلبت نعمه بمثل طاعته وشكره، ولا استدفعت نقمه بمثل الالتجاء إليه والتعوذ به والاضطرار إليه ودعائه.- شرع الله لعباده أن يسألوه ما ينفعهم، ويستعيذوا به من شر ما يضرهم، ففيه عبودية الله وحده، والطاعة له، والإيمان به، واستدفاع الشرور به، والتعرض لفضله ونعمته، وهذه حال أهل التوحيد.         حاشية كتاب التوحيد (1/356)

google-playkhamsatmostaqltradent