دعاء النبي عند رؤية العواصف والرياح
لماذا نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن سب الريح؟
ولماذا نقول اللهم اجعلها رياحاً ولاتجعلها ريحاً؟
كلمات مستجابة كان يرددها النبي لحفظ النفس ودفع البلاء
دعاء الرياح والعواصف، حيث أوصانا الرسول محمد ﷺ بالرجوع إلى الله في أوقات الشدة، ومن أهم تلك الأوقات العواصف والرياح، فهي من جند الله، لا يعلم سرها إلا هو.
ونستعرض خلال السطور التالية، دعاء الرياح والعواصف كما ورد عن النبي، بالإضافة إلى بعض الأدعية المستحبة وقت هبوب الرياح والعواصف، والتي جاءت على النحو التالي:
كان رسول الله ﷺ إذا عصفت الريح يقول:"اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ"(مسلم).
ونهي عن سب الريح
عن أُبَي بن كعب أن رسول الله ﷺ قال: لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به"(الترمذي).
فإذا رأى منها ما يكره لشدتها يقول: اللهم إني أسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به "
هكذا جاء في الصحيحين عن عائشة أن النبي ﷺ، أرشد بهذا أمر أن يقال : اللهم إني أسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به،
وجاء في المعنى أيضا الدعاء:"اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا، واجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا "
هذا هو المشروع للمؤمن عند هبوب الريح وشدتها، يسأل الله خيرها ويعوذ بالله من شرها، ويسأله أن يجعلها رياحاً ولا يجعلها ريحاً لأن الله أرسل الريح المغرضة قوم هود، لما عصوا رسولهم أنزل الله عليهم العذاب وذلك بأن أرسل عليهم ريحًا شديدة البرودة عصفت بهم سبع ليال وثمان أيام، فأهلكهم الله ولم يبقى عدا مساكنهم وبناياتهم، وهود والذين آمنوا معه..
أما الرياح فجعلها الله مبشرات :"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ "(الروم:46).
وقد تكون رحمة لقوم، وقد تكون عذابا لآخرين كما جرى لعاد، فالمؤمن يسأل الله خيرها الذي دبرها وأرسلها، يسأله من خيرها، ويستعيذ بالله من شرها، هذا هو الواجب عند هذا الأمر، وهذا هو من كمال التوحيد ومن مقتضى الإيمان أن يمتثل أمر النبي ﷺ في ذلك، وألا يسب الريح، كما لا يسب غير ذلك من المخلوقات التي لم يشرع الله سبها
فقد صرح القرآن الكريم أن أيام العذاب التي أهلك الله فيها قوم عاد كانت ثمانية أيام ، وذلك
في قوله عز وجل :" وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ . سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ "(الحاقة/6-7).
وجاء في القرآن الكريم ذكر مجرد لهذه الأيام بصيغة الجمع ، من غير النص على العدد ، وذلك في قوله تعالى :"فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ . فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ"( فصلت/15-16 ).
فقوله :" أيام نحسات" لا ينافي بوجه من الوجوه تحديدها بعدد ؛ لأن كلمة ( أيام ) جمع ، والجمع يصدق على الثمانية المصرح بها في آية أخرى .
وأما قوله تعالى :"كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ . إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ"(القمر/18-19).
فيوم النحس هو اليوم الذي بدأ فيه العذاب ، وكان مقدمة لثمانية أيام مهلكة لقوم عتوا في الأرض واستكبروا وقالوا من أشد منا قوة ، ولذلك لم يقل الله عز وجل "في يوم نحس واحد "وإنما قال :" فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ" ليؤكد استمرار النحس والهلاك إلى ثمانية أيام يهلك فيها هؤلاء المستكبرون الظالمون .
يقول ابن كثير رحمه الله :
" قوله :"فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ "أي : متتابعات ."سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا"(الحاقة/7)، كقوله :" فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ"( القمر/19)،
أي : ابتُدِئوا بهذا العذاب في يوم نحس عليهم ، واستمر بهم هذا النحس سبع ليال وثمانية أيام حتى أبادهم عن آخرهم ، واتصل بهم خزي الدنيا بعذاب الآخرة " انتهى.
(تفسير القرآن العظيم " (7/169) .
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :" أريد بـ ( يَوْمِ نَحْسٍ ) أول أيام الريح التي أرسلت على عاد " انتهى.(التحرير والتنوير " (27/185) . وينظر : " مفاتيح الغيب " (29/41) .
أدعية مستجابة عند رؤية العواصف والرياح
اللهم إني أستغفرك من الذنوب التي تجلب النقم، فارفع عنا ما نجد وما نحاذر.
اللهم احفظنا بحفظك ولا تسلط علينا
جنود عذابك وارزقنا خير ما أرسلت به.
اللهم إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل
أن ترزقنا خير هذه الريح وتعصمنا من شرها.
اللهم لطفك، اللهم اجعلها رياحًا
خيرًا، اللهم لا تجعلها عذابًا، يا الله سلم، يا الله احفظنا، ربي اجعلها بركة،
اللهم اجعلها سقيا رحمة، اللهم احمِ أولادنا، اللهم اجعلها بردًا وسلامًا، اللهم
لا تؤاخذنا بذنوبنا.
اللهم إن الريح من أمرِك، فاجعلها رحمة، اللهم اغفر لنا، اللهم اجعلها بركة للمزارع، اللهم ارزقنا الغيث، اللهم اجعلها بردًا، اللهم سلم من كل شر، اللهم أنزل علينا الطمأنينة، اللهم لا تهلكنا، ربي كن معنا.
اللهم سُقيا لا عذاب، اللهم نَجِّنا،
يا من قلت "ادعوني أستجب لكم"، نحن في كرب ففرّج عنا، لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إنك عفو كريم، اللهم تقبل دعاءنا، ربي نجنا من
الريح العقيم، يا مجيب الدعاء، اللهم طمئن قلوبنا
- اللَّهمَّ إني أستودعك ذريتي وأهلي يا
من لا تضيع عنده الودائع، فاحفظهم وعافهم من كلِّ آفةٍ وعاهةٍ، ومن سوء الأسقام
والأمراض، ومن شرِّ طوارق الليل والنهار، ومن شر عين كلِّ حاسدٍ وغلِّ كلِّ حاقدٍ،
ومن أصدقاء السوء.
-اللَّهمَّ يا ربي وربِّ كلِّ شيء
ومليكه، إني أدعوك باسمك الواحد الأحد الفرد الصمد، وأدعوك باسمك الأعظم الذي إذا
دعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، أن تمنَّ عليَّ بصلاح أحوال أهلي وذريتي.