recent
أخبار عاجلة

العقل والعلم رفيقان مستنيران

العقل والعلم رفيقان مستنيران 

العلم في القرأن الكريم 
العقل في القرأن الكريم 
العلم في السنة النبوية المطهرة 
العقل في السنة النبوية المطهرة
 أهمية العقل والعلم في الإسلام عظيمة 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أمابعد  

فيقول الله تعالي :" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"(المجادلة/11)

عباد الله :"المولي عزوجل أمر بتحصيل العلم والازدياد منه، وفضَّل الله به بعض الناس على بعض، ورفع مقامهم لديه، فقال تعالى في محكم التنزيل: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"،

 وقال تعالى:"وقل ربِّ زدني علماً"، فلم يأمر نبيه صلي الله عليه وسلم بالزيادة في أي شيء أو الطمع في شيء سوي العلم :" وقل رب زدني علما"ً

وأقسم سبحانه وتعالي بوسائل وأدوات العلم :" ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ "(القلم/1).

وقال تعالى في موقع آخرليبين لنا أننا مهما ازددنا من العلم فنحن بجوار علم الله لم نحصل شيء:" وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"(الإسراء:85).

وكماقال الإمام  الشافعي:"كلما ازددتُ علما ازددتُ علماً بجهلي". 

ومع ذلك كانت أول كلمة في القرأن تنزل علي قلب رسوله هي كلمة اقرأ:"قال تعالى :" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ   الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"( العلق: 1- 5).

العقل في القرأن الكريم 

إنّ الناظر في آيات القرآن العظيم، يجدُ أنّه اشتمل على عشرات الآيات التي تدعو إلى التعقّل، والتدبّر، والنظر، والتفكر، وما في معانيها

لقد حثّ القرآنُ الإنسانَ على إعمال عقله، ودعاه إلى نبذ الجمود والتقليد، وبيّن أنّ من يغفل نعمة العقل فلا يستخدمها، فإنه ينزل إلى مرتبة دون مرتبة الحيوان، قال تعالى: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) الأنفال / 22.

وقال في آية أخرى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف / 179.

وأكد على أنّ تعطيل العقل مفضٍ بصاحبه إلى النار، قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) الملك / 10.

ومن الآيات القرآنيّة التي تحدّثت عن العقل:

  قوله تعالى:"إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون"(الزخرف/3). 

وقوله:"صمّ بكم عمي فهم لا يعقلون"(البقرة/171).

 وقوله:"وسخّر لكم الليل والنّهار والشمس والقمر والنّجوم مسخّرات بأمره إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون"(النحل/12).

 وقوله: "يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه"(البقرة/75).

 وقوله:"وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"(العنكبوت/43).

 والعقل في الآيات السابقة جاء بمعنى: العلم، والمعرفة،  والفهم.

وقوله تعالى:"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"( البقرة/44).

 وقوله:"وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"(الملك/10).

 وقوله:"أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"(الأنبياء/67) .

 ومعنى العقل في هذه الآيات: التمييز بين الخير والشرّ، وإمساك النفس عن الشرّ وسائر المهالك

العلم في السنة النبوية المطهرة

عباد الله وحث الرسول صلي الله عليه وسلم علي طلب العلم 

وهناك العديد من الأحاديث التي تتحدث عن فضل العلم، منها ما يأتي

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"طلَبُ العِلمِ فَريضةٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ"(السيوطي والطبراني).

عن عبد الله بن عباس -ضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"مَن يُرِدِ اللهُ بِه خَيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينِ"(البخاري ومسلم).

عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "فضلُ العالمِ علَى العابدِ كفضلي علَى أدناكُم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ اللَّهَ وملائكتَهُ وأهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها، وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ علَى مُعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ"(لترمذي).

عن سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"فضلُ العلْمِ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ فضلِ العبادَةِ، وخيرُ دينِكُمُ الورَعُ"(حسن). 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:"ألَا إنَّ الدُّنيا مَلعونَةٌ مَلعونٌ ما فيها إلَّا ذِكْرَ اللهِ، وما والاه، وعالِمًا أو مُتعَلِّمًا"(صحيح الجامع).

حديث عن الرحلة في طلب العلم حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على طلب العلم، فقال:"من سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنَّةِ"(أبوداود وأحمد).

 وهذا الحديث يبيّن أنّ من يخطو طريق العلم ويسلكه فإنّ الله -تعالى- ييسّر له طريقه لدخول الجنة. 

 فمن يطلب العلم ويسعى إليه سواءً كان ذلك بترحاله وانتقاله من بلدٍ لآخر من أجل طلب العلم أو طلبه العلم عن طريق المدارس والجامعات وحِلَق العلم والدروس، له مكانة عظيمة عند الله -عزّ وجل-، قال الله -تعالى-:"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ"

 فالعلماء لهم مكانة خاصة عند الله -تعالى- وشرف عظيم لا يناله سواهم.

وقد عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ينفِر لطلب العلم كالمجاهد الذي ينفِرُ إلى الجهاد، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-:"مَن جاءَ مسجدي هذا لم يأتِهِ إلَّا بخيرٍ يَتعلَّمُهُ أو يُعلِّمُهُ، فهو بمنزِلَةِ المجاهِدِ في سَبيلِ اللهِ"(ابن ماجه وأحمد).

حديث فضل طلب العلم بعد الموت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له"(مسلم).

ويبيّن هذا الحديث فضل العلم وما يعود به على صاحبه بعد موته؛ فإنّ العلم النّافع الذي يتركه فينتفع به الناس بعد موته، لا ينقطع أجره، بل يبقى مستمِراً إلى يوم القيامة.

 ومثال ذلك: ما يتركه العلماء من كتب ومؤلّفات، وما وصل إلينا من أحاديث نقلها صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهؤلاء ممن لم ينقطع عملهم، فما زالوا يجنون ثمار ما تركوه من علم أجوراً عظيمة وحسناتٍ تُسجّل في صحائفهم.

وعن أبي بكرة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ، ولا تكن الخامسة فتهلك " - قال عطاء : قال لي مسعر : زدتنا خامسة لم تكن عندنا - [ قال ] : " والخامسة أن تبغض العلم وأهله " (الطبراني في الثلاثة والبزار ، ورجاله موثقون).

و عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه كان يَقولُ: اغْدُ عالِمًا، أو مُتعلِّمًا، ولا تَغْدُ إمَّعةً فيما بيْنَ ذلك"(الدارمي).

العقل في السنة النبوية المطهرة

وردت كلمة العقل في السنة عشراتِ المرات، وقد حاولت تتبُّع ما ورد في كتب السنة عن طريق الحاسوب، لكلمة (عقل) فقط دون اشتقاقها، فوجدت العشرات، وأنا هنا أذكر بعضًا منها:

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أضحى أو فطرٍ إلى المصلى، فمرَّ على النساء، فقال:"يا معشر النساء، تصدَّقْنَ، فإني أُرِيتُكنَّ أكثر أهل النار"، فقُلْن: وبم يا رسول الله؟ قال:"تُكثِرْنَ اللعن وتَكفُرْن العَشِيرَ، ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهبَ للبِّ الرجل الحازم من إحداكُنَّ"، قلن: وما نُقصان دينِنا وعقلِنا يا رسول الله؟ قال:"أليس شهادةُ المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟"، قلن: بلى، قال:"فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تُصلِّ ولم تَصُمْ؟"، قلن: بلى، قال:"فذلك من نقصان دينها"(البخاري).

وعن حذيفة بن اليمان، قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، وفيه: “....حتى يقال للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله، وما في قلبه حبّة من خردل من إيمان.."(ابن ماجه).

عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لا عقلَ كالتدبير، ولا ورع كالكفِّ، ولا حَسَب كحُسن الخُلق"(البيهقي).

 وكان ابن عباس - رضي الله عنهما  يقول:" إنما عقَل من أمرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخرَه"(أحمد). 

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :"الدنيا دار مَن لا دار له، ومال مَن لا مال له، ولها يجمَعُ مَن لا عقل له"(أحمد).

العقل والعلم رفيقان مستنيران 

عباد الله :" بدون أدنى شك أن للعلم أهمية كبيرة لدى العقلاء من الناس. قال تعالي :" وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"(العنكبوت/43).

أي : وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون منه .

 يقول  عمرو بن العاص ، رضي الله عنه ، قال : عقلت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألف مثل "(أحمد).وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص - رضي الله عنه - حيث يقول الله تعالى :"وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون" .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن سنان ، عن عمرو بن مرة قال : ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني ، لأني سمعت الله تعالى يقول :"وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ".

فبالعقل والعلم يستنير الإنسان ويبدع  ووصفُ العَالِم ينطبق على كل شخص يملك العلم، سواء كان ذلك الشخص مسلماً أو غير مسلم، فقيراً أم غنياً، صالحاً أو غير ذلك. تزداد أهمية العَالِم بقدر العلم الذي يحمله، فكلما كانت حاجة الناس الى ذلك العَالِم شديدة، كان اهتمامهم به أكبر. وبالتأكيد فإن العُلوم التي تخدم البشرية وتسهم في تقدمها ورقيها لها أولوية كبيرة لدى الناس. ولا شك أن العقل وسيلة بين الحق والباطل وله القدرة على التمييز بين ما هو صواب وخطأ أو ما هو عكس ذلك على اعتبار أن العقل يزود الإنسان بالأسباب والأدوات التي تؤدي الي إدراك الأمور والقضايا وتميزها وتحليلها واختيار الأصوب والأصلح. كما أن نعمة العقل من بين النعم التي أنعم الله عز وجل بها على الإنسان وبها ميَّزه عن سائر الكائنات الأخرى، وهناك العديد من الآيات الكريمات التي تتحدث عن العقل، 

ومنها قوله تعالى :"إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب"،

 وذكر المفسرون أن أولي الألباب في هذه الآية الكريمة هم أصحاب العقول.

 ومن هنا فلا يمكن الفصل بين العلم والعقل، إذ إن تمام العلم لا يكون إلا بتمام العقل، وهناك جدل كبير بين الناس فمنهم من يرى أفضلية العلم، ومنهم من يرى أن العقل في المقام الأول وآخرون قالوا كيف نتصور العقل والجهل. وحول هذا الجدال، أجرى أحد الأدباء مناظرة لطيفة بين العلم والعقل وصاغها في أبيات شعرية يتحدث فيها كل منهما عن شرفه وعلو مكانته وقدره، يقول الأديب الذي أجرى المناظرة: -

عِلم العليم وعقل العاقل اختلفا

                      من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا

فالعلم قال: أنا أحرزت غايته

                          والعقل قال: أنا الرحمن بي عرفا

فأفصح العلم إفصاحاً وقال له

                                     بأيِّنا الله في قرآنه اتصفا؟

فبان للعقل أن العلم سيده

                                فقبَّل العقل رأس العلم وانصرفا

المناظرة انتهت الى أن العلم مقدم على العقل، والعقل من دون علم يفقد الكثير من ملكاته وإمكاناته التي حباها الله تعالى له. وهناك من يرى أن تكامل الاثنين معاً، له أهمية كبيرة بالنسبة للإنسان والحياة بشكل عام.

قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمُ

                        على الهُدى لمن استهدَى أدلَّاءُ

ووزن كل امرئ ما كان يحسنه

                           والجاهلون لأهل العلمِ أعداءُ.

الخطبة الثانية

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

فياعباد الله :" إن أهمية العقل والعلم في الإسلام عظيمة 

فالإسلام برمَّته مبني على العقل، فلا وجود للإسلام في قلب المرء دون إعماله لعقله. 

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والصوم والزكاة والحج والعمرة " . حتى ذكر سهام الخير كلها : " وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله "(المعجم الأوسط للطبراني المعجم الصغير للطبراني.مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد

)

 وفي رواية أخري عن ابن عمر قال : قال رسول الله : " إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والصوم والزكاة والحج والعمرة " حتى ذكر سهام الخير ) أي : أبوابه وأنواعه ( كلها ) أي : جميعها ( وما يجزى ) : بصيغة المجهول أي ما يثاب ( يوم القيامة إلا بقدر عقله ) أي : بمقدار استعماله في هذه العبادات ، ويحتمل أن يكون المراد بالعقل هنا المستفاد بالعقل ، فيفيد أن زيادة المثوبات والدرجات في العبادات باختلاف مراتب علوم أصحابها وعقول أربابها . 

قال الطيبي : إشارة إلى أن العقل المسموع لا ينفع كل النفع إلا بالعقل المطبوع ، لأنه هو المميز الذي يضع كل شيء في موضعه وبه تتفاوت صلاة عن صلاة وصدقة عن صدقة وصوم عن صوم ، لأنه ربما يركع ركعة في مقام تفضل ألف ركعة في غيره ، وكذلك الصدقة وغير ذلك من أعمال البر ، وربما يعمل ويظن به خيرا فيرجع عليه وبالا . قلت : لا خفاء أن العقل المطبوع ليس له التمييز في الأمر المشروع ، ولهذا لا يعتبر التحسين والتقبيح العقليان ، فالمدار هنا على العقل المسموع ، لكن بمساعدة العقل المطبوع بأن يصلي على ما ينبغي من المعلوم في الشريعة ، وفي مقام يليق به من المسموع في الطريقة ، وكذا سائر العبادات والله أعلم بالنيات ، فمدار كمال الصلاة مثلا بعد مراعاة الشروط والأركان وواجباتها وسننها وآدابها المسموعة المعروفة على حضور القلب مع الله ، وقطع النظر عما سواه ،

 فقد روى أحمد وأبو داود وابن حبان عن عمار بن ياسر مرفوعا : " إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها " .

google-playkhamsatmostaqltradent