recent
أخبار عاجلة

الخطبة الجمعة القادمة الأرض المباركة سيناء أرض الخير والنماء إعداد / صلاح عبدالخالق26شوال 1446هـ ،25 أبريل 2025م

                          الأرض المباركة (سيناء أرض الخير والنماء)

إعداد / صلاح عبدالخالق


أولاً :سيناء أرض مصرية أصيلة

ثانياً : سيناء أرض الأنبياء والرسل عليهم السلام :

ثالثاً :حديث القرآن الكريم عن سيناء

رابعاً : من بركات سيناء.كما حكى القرآن الكريم

خامساً :سيناء أرض الخيرات والبركات العظيمة.

الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان:"الأرض المباركة (سيناء أرض الخير والنماء)

أولاً :سيناء أرض مصرية أصيلة :

(1)شبه جزيرة سيناء أو سيناء تُلقّب بأرض الفيروز، هي شبه جزيرة صحراوية مثلثة الشكل تقع غرب آسيا، في الجزء الشمال الشرقي من جمهورية مصر العربية، وهي الجزء الوحيد من مصر الذي يتبع قارة آسيا جغرافيًّا، تبلغ مساحتها حوالي 60088 كيلومتر مربع،تمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجماليّة، يحدها شمالًا البحر الأبيض المتوسط وغربًا خليج السويس وقناة السويس،وشرقًا فلسطين التاريخية (وخليج العقبة،وجنوبًا البحر الأحمر،وهي تُعتبر حلقة الوصل بين قارتيّ أفريقيا وآسيا، يبلغ عدد سكان شبه جزيرة سيناء ما يقارب مليون وأربعمائة ألف نسمة حسب إحصائيات عام. 2013.(الموسوعة الحرة ويكيبيديا)

(2)سَيْناء/ سِيناء [مفرد]: سِينا، سينين؛ شبه جزيرة في مصر مثلَّثة الشكل تربط إفريقيا بآسيا، وهي غنيّة بالمعادن والبترول، ذات أهميَّة تاريخيّة وسياسيّة ودينيّة «معجم اللغة العربية المعاصرة» (٢/ 1151).

ثانياً : سيناء أرض الأنبياء والرسل عليهم السلام :

من الأنبياء والرسل الذين زاروا مصر ومروا على سيناء وعاشوا فيها مثلاً:

(1)اجتاز أرض سيناء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام عام 1890ق.م وتزوج هاجر المصرية.

(2)كما اجتازها سيدنا يوسف عليه السلام " عام 1780ق.م الذى التقطه بعض السيارة وباعوه إلى عزيز مصر كما مر بها أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام وأولاده الأسباط عند قدومهم للحياة فى مصر عام 1706ق.م.

(3)وسيدنا أيوب عليه السلام "هايوب" عام 1300ق.م

(4)سيدنا شعيب عليه السلام الذى عاش بين أرض مدين وأرض سيناء عام 1250 ق.م

(5)كما عاش على أرضها سيدنا موسى عليه السلام الذى ناجى المولى عز وجل من فوق جبل الطور وعلى أرضها الطاهرة تلقى الرسالة ونزلت آيات الله لليهود عام 1218ق.م وخرج بالتوراة من مصر وأخوه هارون كما تقابل مع الخضر فى جنوب سيناء عند مجمع البحرين وفى سيناء عاش النبى داوود عام 1005ق.م وحمل أناشيده وقام اليهود بترتيلها فى صلواتهم وأطلقوا عليها مزامير داود والنبى صالح الذى عاش بين سيناء ومدين.

(6)ومن أرض سيناء : دخلت السيدة مريم ومعها السيد المسيح عليهما السلام الطفل ، عام 2م إلى الأرض الآمنة أرض الإله وخرج السيد المسيح عيسى عليه السلام من مصر بعد قضائه سبعة عشر عاماً فى أحضان العقيدة حاملاً رسالة الإنجيل ينشرها لا فى أرض فلسطين وحدها التى كان يحكمها الرومان عبدة الأوثان بل لينشرها فى عالم الغرب بأكمله الذى كان يحكمه الرومان ويسيطرون على مقدراته فى مدى صحة هذه علميا وتاريخيا ودينيا نظر معتبر سيناء فى العصر.

ثالثاً :حديث القرآن الكريم عن سيناء :

-حظيت سيناء فى القرآن الكريم باحتفاء خاص، فهى معبر أنبياء الله عز وجل ابراهيم واسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى ولهذا السبب حظيت بهذا التكريم فى القرآن الكريم ، فى كثير من الأيات اكثر بقاع الارض كما أن مصر ذكرت فى القرآن الكريم فى ثمانيه و عشرين موضعا خمسة مواضع صريحة و منها ما جاء بشكل غير مباشر وأكثرها ماورد فيها اسم سيناء :

(1) قال تعالى : وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة

(2) قال تعالى : وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) البقرة

(3) قال تعالى : وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154)النساء

(4) قال تعالى : وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)مريم

(5) قال تعالى : يَابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)طه

(6) قال تعالى : فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) القصص.

(7) قال تعالى : وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) القصص.

(8 قال تعالى : وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)الطور

(9)قال تعالى : -قال تعالى :وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) المؤمنون

(10) قال تعالى :وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) التين .

رابعاً : من بركات سيناء العظيمة كما حكى القرآن :

قال تعالى :فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) والبقعة: اسم للقطعة من الأرض التي تكون غير هيئة القطعة المجاورة لها وجمعها بقع- بضم الباء وفتح القاف- وبقاع.ووصفت بالبركة: لما وقع فيها من التكليم والرسالة لموسى، وإظهار المعجزات والآيات على يديه. (التفسير الوسيط لطنطاوى (10/403(

من هذه البركات لسيناء على سبيل المثال :

(1)ظهور الله عز وجل للجبل على الوجه اللائق به سبحانه فى سيناء :

قال تعالى :وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143(الأعراف . حكى القرآن ما كان من موسى عند ما وصل إلى طور سيناء لمناجاة ربه فقال: وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ أى: وحين حضر موسى لموقتنا الذي وقتناه له وحددناه، وكلمه ربه، أى: خاطيه من غير واسطة ملك قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ أى: قال موسى حين كلمه ربه وسمع منه: رب أرنى ذاتك الجليلة. والمراد مكنى من رؤيتك. أو تجل لي أنظر إليك وأراك. أى: ذاتك أو نفسك ولم يصرح به لأنه معلوم، وزيادة في التأدب مع الخالق- عز وجل-

فماذا قال الله- تعالى- حين قال موسى ذلك، فكان الجواب قالَ لَنْ تَرانِي أى: لن تطيق رؤيتي، وأنت في هذه النشأة وعلى الحالة التي أنت عليها في هذه الدنيا فنفى الرؤية منصب على الحالة الدنيوية، أما في الآخرة فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن المؤمنين يرون ربهم في روضات الجنات.

ثم قال- تعالى- وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي أى: لن تطيق رؤيتي يا موسى وأنت في هذه الحياة الدنيا، ولكن انظر إلى الجبل الذي هو أقوى منك، فإن استقر مكانه أى ثبت مكانه حين أتجلى له ولم يتفتت من هذا التجلي، فسوف تراني أى تثبت لرؤيتى إذا تجليت لك وإلا فلا طاقة لك برؤيتى.وفي هذا الاستدراك وَلكِنِ انْظُرْ ... إلخ، تسلية لموسى- عليه السلام- وتلطف معه في الخطاب، وتكريم له، وتعظيم لأمر الرؤية، وأنه لا يقوى عليها إلا من قواه الله بمعونته.

ثم بين- سبحانه- ما حدث للجبل عند التجلي فقال: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا أى: فحين ظهر نوره- سبحانه- للجبل على الوجه اللائق بجلاله جَعَلَهُ دَكًّا أى مدقوقا مفتتا، فنبه- سبحانه- بذلك على أن الجبل مع شدته وصلابته مادام لم يستقر عند هذا التجلي، فالآدمى مع ضعف بنيته أولى بأن لا يستقر. والداك والدق بمعنى، وهو تفتيت الشيء وسحقه وفعله من باب رد.

وقوله وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً أى: سقط من هول ما رأى من النور الذي حصل به التجلي مغشيا عليه، كمن أخذته الصاعقة. وقوله: فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أى: فلما أفاق موسى من غشيته، وعاد إلى حالته الأولى التي كان عليها قبل أن يخر مغشيا عليه، قال تعظيما لأمر الله سُبْحانَكَ أى تنزيها لك من مشابهة خلقك في شيء تُبْتُ إِلَيْكَ من الإقدام على السؤال بغير إذن وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ بعظمتك وجلالك أو أنا أول المؤمنين بأنه لا يراك أحد.(التفسير الوسيط لطنطاوى (5/371(

(2)القسم بطور سيناء :قال تعالى : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) التين

-هَذِهِ مَحَالٌّ ثَلَاثَةٌ، بَعَثَ اللَّهُ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا نَبِيًّا مُرْسَلًا مِنْ أُولِي الْعَزْمِ أَصْحَابِ الشَّرَائِعِ الْكِبَارِ، فَالْأَوَّلُ: مَحَلَّةُ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَهِيَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ فِيهَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ. وَالثَّانِي: طُورُ سِينِينَ، وَهُوَ طُورُ سَيْنَاءَ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ. وَالثَّالِثُ: مَكَّةُ، وَهُوَ الْبَلَدُ الْأَمِينُ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا، وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ فِيهِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم.تفسير ابن كثير (8/434)

-وَطُورِ سِينِينَ هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى اسمه الطور، ومعنى سينين: الْمُبَارَكُ الْحَسَنُ بِلُغَةِ الْحَبَشَةِ، قَالَهُ قَتَادَةُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْمُبَارَكُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ. وَإِنَّمَا أَقْسَمَ بِهَذَا الْجَبَلِ لِأَنَّهُ بِالشَّامِ، وَهِيَ الْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ كَمَا فِي قَوْلِهِ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ وَأَعْظَمُ بَرَكَةٍ حَلَّتْ بِهِ وَوَقَعَتْ عَلَيْهِ تَكْلِيمُ اللَّهِ لِمُوسَى عَلَيْهِ.(فتح القدير للشوكانى (5/567)

(3)سيناء المنبت الأصلى للشجرة المباركة :

قال تعالى :وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) المؤمنون

-خصت شجرة الزيتون بالذكر: لأنها من أكثر الأشجار فائدة بزيتها وطعامها وخشبها، ومن أقل الأشجار تكلفة لزارعها.وخص طور سيناء بإنباتها فيه، مع أنها تنبت منه ومن غيره، لأنها أكثر ما تكون انتشارا في تلك الأماكن، أو لأن منبتها الأصلى كان في هذا المكان، ثم انتقلت منه إلى غيره من الأماكن.وقوله: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ بيان لمنافع هذه الشجرة على سبيل المدح، والتعليل لإفرادها بالذكر. والدهن: عصارة كل شيء ذي دسم. والمراد به هنا: زيت الزيتون. أى: أن من فوائد هذه الشجرة المباركة أنها يتخذ منها الزيت الذي ينتفع به، والإدام الذي يحلو معه أكل الخبز والطعام.(التفسير الوسيط لطنطاوى (10/21)

-عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ»سنن الترمذى (1851) السلسلة الصحيحة (379).

خامساً :سيناء أرض الخيرت والبركات العظيمة :

-يقول عنها المؤرخ جمال حمدان في كتابه سيناء بين الجغرافيا والسياسة، قد يتوهم البعض أن سيناء صندوق من الرمال ولكن في الحقيقة هي صندوق من الذهب من يتحكم فيها.. سيتحكم في الشرق الأوسط كله..

فما سر ذلك التاريخ وتلك الأهمية الخاصة لسيناء؟

-أدركت مصر منذ أقدم العصور الأهمية السياسية والأمنية والاقتصادية للدولة المصرية

وأن سيناء ليست أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، ولكنها مدخل قارة بأكملها.. وأدركت سريعا حقائق الاستراتيجية المصرية الصحيحة والتي كان أولها أن سيناء خط الدفاع الأخير عن مصر والوادي وإن اللي يسيطر عليهم يهدد مصر بشكل مباشر فأقامت الحصون والقلاع والأبراج الدفاعية ودار حولها معظم تاريخ مصر العسكري..

-يقول المؤرخ الكبير جمال حمدان في كتاب شخصية مصر إن وزن أي إقليم يعتمد على عاملين معا:

أولا: أهمية موقعه الجغرافي

ثانيا: ما يحتويه من موارد وامكانيات أو أهميته الاقتصادية

لو تحدثنا عن أهمية الموقع الجغرافي لسيناء، لو نظرنا إلى الخريطة سنجد مثلث سيناء عقدة تلحم أفريقيا بأسيا ما يجعل لها أهمية خاصة في خريطة التوازنات الدولية والإقليمية منذ فجر التاريخ فمثلاً:

(1)عبقرية ذلك الموقع الذي يقع في قلب العالم وعلى ناصية العالم القديم بين أسيا وأفريقيا وأوروبا جعل منها مركزا لكل هذه الأحداث الكبرى ومن يملكها فقد تحكم في المنطقة بأكملها..

(2)أما جانب الموارد والأهمية الاقتصادية، منذ القدم وسيناء منجم مصر من الذهب والمعادن النفيسة، وهي حتى الآن المورد الرئيسي للبترول في مصر (ثلث إنتاج مصر) خاصة ساحل خليج السويس، وتحتوى على أكبر مخزون في العالم لعدد كبير من المعادن، فهي تحتوي على النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم والكثير من الخامات التي تستخدم في الصناعات مثل الجبس والفحم الحجري والطفلة الكربونية

(3)كما تشتهر بوجود اجود أنواع الفيروز في العالم الذي اكتشفه المصريون القدماء على ارضها واستخدموه في تزيين المعابد والتماثيل.

(4)كما تحتوي على أنواع كثيرة من النباتات النادرة التي تستخدم في العلاجات والأدوية

(5)إمكانيات سيناء الاقتصادية لا تتوقف على ثرواتها التعدينية بل أيضا بها إمكانيات ترشحها لتكون من أكبر فبلات السياح في العالم بأنواعهم، فالحديث عن السياحة الشاطئية فتحتوي سيناء على 700 كيلو متر شواطئ من أجمل شواطئ العالم والتي تتميز بطقس معتدل ومحميات طبيعية لا مثيل لها في العالم بها العديد من الأسماك والحيوانات والنباتات

(6)نضيف على كل هذا وجود أهم ممر مائي في العالم في سيناء قناة السويس والتي يعبر منها ثلث تجارة العالم سنويا ويجعلها أكبر ميناء مفتوح في العالم كل تلك الجوانب المتعدد في سيناء، يجعل منها إقليم فريد بل دولة متوسطة بإمكانيات جبارة

-مساحة سيناء حوالي 60 ألف كيلو متر مربع. تقترب من مساحة دولة مثل الأردن وهى 89 ألف كيلومتر مربع. وهي تسعة أضعاف مساحة سنغافورة 721 كيلو مترا مربعا. ونحو 6 أضعاف مساحة هونج كونج. وتقارب مساحة كوريا الجنوبية 100 ألف كيلو متر مربع والتي تعد خامس أكبر اقتصاد في العالم.

كل تلك الإمكانيات كما يرى العالم الكبير جمال حمدان تجعل منها واحدة من أكبر المناطق المرشحة لتكون من أكبر الاقتصاديات في العالم

قطب ابوالنجاه

ماشاء الله عرض

google-playkhamsatmostaqltradent