recent
أخبار عاجلة

تجديد الخطاب الديني من ذا الذي يتألي علي الله ؟



 تجديد الخطاب الديني 

من ذا الذي يتألي علي الله ؟

خطيب الجمعة يحكم علي مشجعي الكورةبالنار

الخطيب الذي يقول في خطبة الجمعة إن مشجعي الأهلي والزمالك هيدخلوا النار والناس طلعه تكرر كلامك وانك قولت ان المشجع اللي يموت ليس شهيد هيدخل النار؟

ونقول لك ياشيخ اتق الله يجعل لك مخرجا

  الجمعة ليست مهرجانا للخطابة وإبراز القدرة على البيان والفصاحة ، بل كلمات قليلة تشتمل على التذكرة ، والعظة ، والتبصرة بالواقع ، وترقيق القلوب وزيادة الإيمان . 

هل انت الذي بيدك مفاتيح الجنة والنار؟

أم انت عينت من قبل الله الرحمن  لتدخل هذا وتخرج هذا؟

ماذا تركت للعامة الذين يرمون غيرهم بالكفر ويوصمونهم بالفسق والفجور؟

يا واعظ الناس قد أصبحت متهما ...إذ عبت منهـــم أمورا أنت تأتيها

كملبس الثوب من عري وعورته... للناس باديـــــة ما إن يواريــــــها

وأعظم الذنب بعد الشرك نعمله   ...  في كل نفس عماها عن مساويها

عرفانها بعيوب الناس تبصرها   ... منهم ولا تبصر العيب الذي فيـها

أخي الخطيب :إن من يقوم بعمل يهدف من ورائه إلى أن يصل إلى شيء ما.. فاجعل لك هدفاً عالياً في خطبتك فأنت تهدف في صعودك المنبر في السنة اثنين وخمسون مرة تقريباً في العام  إلى أن تصحح مفاهيم الناس وبخاصة حول معتقداتهم وترشدهم إلى المعتقد الصحيح . وأنت تهدف في صعودك المنبر إلى أن تقرب الناس من ربهم وأن تحبب الدين وأحكامه إليهم ، فعليك بما يقوي فيهم الإيمان ويزرع فيهم الخير والنفع والرحمة والشفقة ، وأنت تهدف إلى تصحيح أوضاع اجتماعية تعارف عليها الناس وقد يكون الصواب في غيرها فاجتهد في توجيه الناس إلى الصواب ، وحذار من السخرية والاستفزاز والإعجاب وسرعة الوصول إلى النتائج .

إنك تهدف إلى إصلاح المجتمع ولن يتأتى هذا العلاج بخطبة أو خطبتين فوطن نفسك على الرفق وحب الخير للناس ونصحهم وتوجيههم في كل قول تقوله .

لماذا يارجل تتألي على الله؟

اوما قرأت أو سمعت هذا الحديث عن حبيبك رسول الله؟

حيث يقول جندب بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ، أوْ كما قالَ." (مسلم).

ياأخي

نَهى الإسلامُ وحذَّر مِن احتقارِ النَّاسِ وتَنقيصِهم، أو تَقنيطِهم مِن رَحمةِ اللهِ وغُفرانِه، أو التَّرفُّعِ عليهم بالأعمالِ الصَّالحةِ؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى بيَدِه مَقاليدُ الأمورِ، والقلوبُ بيْن يَدَيه يُقلِّبُها كيْف يَشاءُ، ويَحكُمُ في خَلقِه بما شاءَ.

وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ رَجلًا مِن بَني إسرائيلَ -كما في رِوايةِ أبي داودَ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه- قال: "واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لِفلانٍ" مِن النَّاسِ، فعيَّنَه بشَخصِه، وقالَ ذلك بسَببِ كَثرةِ ذُنوبِه أو أنَّها مِن الكبائرِ، أو تَعظيمًا لنَفْسِه لمَّا رَأى نفْسَه على الطَّاعةِ وغيْرَه على المعصيةِ، وظاهرُ قَسمِه أنَّه قَطَع بأنَّ اللهَ تعالَى لا يَغفِرُ لذلكَ الرَّجلِ، وكأنَّه حَكَم على اللهِ تعالَى، وحَجَر عليه، وهذه نَتيجةُ الجهلِ بالأحكامِ الإلهيَّةِ، والإدلالِ على اللهِ تعالَى بما اعتَقَد أنَّ له عندَه مِن الكرامةِ، والحظِّ، والمكانةِ، أو اعتقادِه في المُذنِبِ أنَّ مِثلَه لا يُغفَرُ له ذَنْبُه، أو أنَّ مِثلَ هذا الذَّنْبِ لا يُغفَرُ لمِثلِه.

فَقال ربُّ العزَّةِ مُعقِّبًا على قَولِ هذا الرَّجلِ:"مَن ذا الَّذي يَتأَلَّى عَليَّ؟!" أي: يَتحَكَّمُ عليَّ ويَحلِفُ باسمِي أنَّي لَا أَغفِرُ لفُلانٍ؟! وهذا الاستفهامُ يُرادُ به الإنكارُ والوعيدُ وبَيانٌ لعَظيمِ وقُدرتِه ورَحمتِه بالعِبادِ؛ فهو أعلَمُ بهم، وهو وحْدَه القادرُ عليهم، ولذلك قال تعالَى:"فإِنِّي قدْ غَفرتُ لفُلانٍ" المحلوفِ عليه بأنَّ اللهَ لا يَغفِرُ له،"وأَحبَطْتُ عَملَك"أيُّها الحالِفُ، فأَذهبتُه سُدًى وأَبطلْتُه، فحَصَل بذلك أنْ أوبَقَتْ هذه الكلمةُ دُنياهُ وآخِرتَه؛ وذلكَ لأنَّه قالَ ما قالَ إِعجابًا بعَملِه، وإِعجابًا بنَفسِه، واستِكبارًا عَلى عِبادِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

وقولُه:"أوْ كما قالَ" هو شكٌّ مِن الرَّاوي، وتَنبيهٌ على النَّقلِ بالمعنى؛ لئلَّا يُتوهَّمَ نقْلُ اللَّفظِ أيضًا. قِيل: ويَنْبغي للرَّاوي وقارئِ الحديثِ إذا اشتَبَه عليه لَفظةٌ، فقَرَأها على الشَّكِّ أنْ يقولَ بعْدَه: "أوْ كما قالَ"، ومِثلُه الَّذي يَرْوي الحديثَ بالمعْنى.

وقدْ جاء في حَديثِ أبي داودَ مَزيدُ تَفصيلٍ وبَيانٌ للقصَّةِ، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "كان رجُلانِ في بَني إسرائيلَ مُتواخِيَين، فكان أحدُهما يُذنِبُ، والآخَرُ مُجتهِدٌ في العبادةِ، فكان المجتهِدُ لا يَزالُ يَرى الآخَرَ على الذَّنْبِ، فيقولُ: أقْصِرْ، فوَجَده يومًا على ذنْبٍ، فقال له: أقْصِرْ، فقال: خَلِّني ورَبِّي، أبُعثْتَ علَيَّ رَقيبًا؟! فقال: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لكَ، أو لا يُدخِلُك اللهُ الجنَّةَ، فقَبَض أرواحَهما، فاجتَمَعا عندَ ربِّ العالَمِين، فقال لهذا المجتهدِ: أكُنتَ بي عالمًا، أو كُنتَ على ما في يَدي قادرًا؟! وقال للمُذنِبِ: اذهَبْ فادخُلِ الجنَّةَ برَحْمتي، وقال للآخَرِ: اذْهَبوا به إلى النَّارِ".

وفي الحديثِ: النَّهيُ عنِ الكِبْرِ والعُجْبِ.

وفيهِ: النَّهيُ عنِ احتِقارِ أحدٍ منَ المُسلمينَ والحثُّ على التَّواضعِ معهم.

وفيه: التَّواضعُ والتَّأدُّبُ مع اللهِ سُبحانه في الأقوالِ والأحوالِ.

وفيه: أنَّ حقَّ العبدِ أنْ يُعامِلَ نفْسَه بأحكامِ العُبوديَّةِ، وأنْ يُعامِلَ اللهَ مَولاه بما يَجِبُ له مِن أحكامِ الإلهيَّةِ والرُّبوبيَّةِ.

وفيه: النَّهيُ عن القولِ بأنَّ فُلانًا مِن أهلِ النَّارِ، وكذا مِن أهلِ الجنَّةِ، إلَّا لمَن أخبَرَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلكَ، كالعشَرةِ المبشَّرين بالجنَّةِ.

وفيه: خَوفُ المؤمنِ مِن إحباطِ عَملِه بسُوءِ الأدبِ مع اللهِ، ومع عِبادِ اللهِ تعالَى

google-playkhamsatmostaqltradent