recent
أخبار عاجلة

كيف يعيش المؤمن حالة الفرح برمضان في حياته وبعد موته

 


كيف يعيش المؤمن حالة الفرح برمضان في حياته وبعد موته

وكيف يعيش المؤمن حالة الأفراح الرمضانية فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ؟

 وما الواجب علينا ؟

مدحَ اللهُ تعالى أنبيائَهُ بهذهِ الصفةِ الحميدةِ فقالَ: " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"(الأنبياء:90) وقال بعدَ مَا مدحَ المتصفينَ بالأعمالِ الصالحةِ مِن عبادهِ الصالحين:{ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (المؤمنون: 61) ، وأمرَنَا بذلكَ فقالَ:"فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة 148)، وقال:"وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"(المطففين: 26).

وفى الحديث :" افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ" (رواه الطبراني).

تهنئة الرسول :

لقد حرص الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  على تهيئة أصحابه لاستقبال هذا الشهر الكريم ، واغتنام أيامه ولياليه بالمسارعة إلى الخيرات ، وطلب المغفرة والرحمات من رب الأرض والسموات ، فعَنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ (رضي الله عنه) قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا ،… الحديث” (صحيحُ ابن خُزَيمة)...

فضل رمضان  على سائر الشهور  :

ان الله  فضل بعض الخلق والأمكنة والأزمنة على بعض ، وبعض الأنبياء على بعض ، كذلك فضل الله بين الخلق في أسباب الحياة ، و فضل بعض الأمكنة على بعض، كذلك فضل المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال على غيرها من المساجد، شهر رمضان فضله الله على سائر الشهور نظرا لما انزل الله فيه من الكتب السماوية كالقران ولما أن فيه ليله خير من ألف شهر وهي ليله القدر وهو من أفضل الشهور عند المسلمين لان فيه النصر الكبير للمسلمين في غزوه بدر والغزوات الأخرى التي حدثت في شهر رمضان ، قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (البقرة 185).

واليك طرفا من بركات هذا الشهر :

1-الفرح بثواب الطاعات فان خصلة الخير بفريضة ، والفريضة بسبعين فريضة :

في بقية الحديث السابق : ( ... مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ … الحديث” (صحيحُ ابن خُزَيمة)...

ثلاثة أعمال لا تدخل الموازين يوم القيامة لعظمتها

-العفو عن الناس :لم يحدد الأجر قال تعالى :(فمن عفا وأصلح فأجره على الله ).

-الصبر:لم يحدد الأجر قال تعالى :(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

-الصيام:لم يحدد الأجر (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )...وينادي منادي يوم البعث (أين الذين أجرهم على الله فيقبل الصابرون والصائمون والعافون عن الناس )..

2- الفرح بقيد الشياطين وفتح أبواب الجنة في أول ليلة من رمضان:

قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في أول ليلة من رمضان :"أتاكم شهر رمضان شهر مبارك , فرض الله عليكم صيامه , تفتح فيه أبواب السماء , وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغلل فيه مردة الشياطين , لله فيه ليلة خير من ألف شهر , من حرم خيرها فقد حرم )) رواه النسائي و البيهقي وحسنه الألباني .. واما قوله صلوات الله عليه : هو شهر تفتح فيه أبواب الجنه وتغلق أبواب النار ... ان كان المقصود حسيا فهو على حقيقته ، وان كان المقصود معنويا اى تفتح فيه الأسباب الداعية الى الجنة كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها  ، وتغلق فيه الأسباب الداعية الى النار ، وبه  قال الإمام النووي رحمه الله، والقاضي عياض رحمه الله.

3- الفرح بتزين الجنة :

وفى رواية : فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ فَيَقُولُ لَهَا :" اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي أَوْشَكَ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا إِلَى دَارِي وَكَرَامَتِي - (شعب الإيمان).

4- الفرح بنظر الله الى عباده  :

" إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ ، وَمَنْ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا"-  (شعب الإيمان)... فاحرص على نظر الله اليك فلا يجدك على معصيه ، بل على طاعة ، اما طاعة ذكر أو شكر ..

وفي رواية : يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا ، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلاَئِكَةٍ ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ ” (الطبراني).

5- الفرح بنداء االله  ( يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ):

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ...... وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ....  " ( رواه الترمذي ).

6- الفرح باستغفار الملائكة لهم كل ليلة بداية من أول ليلة :

وعَنْ أَبِي نَضْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:...فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ....(شعب الإيمان).

7- الفرح بعتق الله من النار في كل ليلة :

عن أبي هريرة  أن النبي  قال:" ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " ... صحيح الترغيب والترهيب .. 

8- الفرح بدعوة لا ترد :

ودعاء الصائم في يوم صيامه ودعوة المسافر فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم ودعوة المسافر» رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع وفي الصحيحة.

9-الفرح بالافطار ولقاء الله :

 وقد صور رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الفرحة بقوله " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ" ( متفق عليه )...ففرحة الإفطار عرفناها ، أما فرحة الآخرة فحدث ولا حرج، فالطاعة والعبادة دليل الحب ، والمعاصي والذنوب دليل البغض والكره.

10-خلوف فم الصائم :

حيث جعلها الله تعال أطيب من ريح المسك ،  عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" ..... خُلُوفَ أَفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ أُطَيِّبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (شعب الإيمان).. وفى رواية أخرى : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"...... وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي."(متفق عليه)... قال ابن عبد البر: " وخلوف فم الصائم ما يعتريه في آخر النهار من التغير وأكثر ذلك في شدة الحر. ومعنى قوله: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يريد أزكى عند الله وأقرب إليه وأرفع عنده من ريح المسك." (التمهيد)... ملحوظه : ولئن كان الشهيد يخرج مضرجا في دمه برائحة المسك ، فان خلوف فم الصائم اطيب من  ريح المسك ، بدلالة النص ، فان الشهيد يخرج مضرجا في دمائه يفوح منها المسك ، والصائم الذي أخلص لله خلوفه أطيب من المسك ...

روى الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رجلين من بلى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان إسلامهما جميعا ، فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر ، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي . قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة ، إذا أنا بهما ، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخِر منهما ، ثم خرج فأذن للذي استشهد ، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد ، فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فعجبوا لذلك ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث ، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله ، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استُشهد ، ودخل هذا الآخِرُ الجنةَ قبله!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى ، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض.

11- الصيام وسيلة للعلو على الشهداء:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ!! فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟!! "( أحمد بسند حسن).

ملحوظة أخرى : كون خلوف فم الصائم من أخيك الصائم عندك مكروهه ، ولكنها عند الله أطيب ...  نستفيد من ذلك أن لك مقاييس ولله مقاييس ، وبالتالي فان حساباتك الشخصية ان لم توافق مراد الله فستجد مفاجآت يوم الحساب .

12-الصوم سببٌ لدخول الجنة من باب الريان :

  فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ. يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ؛ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ."(متفق عليه)؛ 

وفي رواية للبخاري: " فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ.". قال ابن حجر: "الريان بفتح الراء وتشديد التحتانية وزن فعلان من الري: اسم علم على باب من أبواب الجنة يختص بدخول الصائمين منه، وهو مما وقعت المناسبة فيه بين لفظه ومعناه؛ لأنه مشتق من الري وهو مناسب لحال الصائمين ... قال القرطبي: اكتفي بذكر الري عن الشبع؛ لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه، قلت: أو لكونه أشق على الصائم من الجوع."(فتح الباري).

13-السحور بركة  :

عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تسحَّروا فإنَّ في السَّحورِ بركةٌ)رواه مسلم ..

بركة نبوية : لانه سنة الرسول ..

بركة ربانية وملائكيه : لتنزل الله يسال هل من داع فاستجيب له ، ولأن الله وملائكته يصلون على المتسحرين .

بركة صحيه : لانه يقوي على الصيام ..

وبركة تعبديه : لقرب السحور من صلاة الفجر ، ويا ليتها تكون جماعة ..واليك التفصيل ..

بل سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالغداءِ المبارك، كما في سنن أبي داود عن العرباض بن سارية أنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: (هلمَّ إلى الغداءِ المباركِ) ، نعم إنه طعامٌ مباركٌ، ولكن لماذا ؟؟

الجواب : صحيا يقوي الصائم وينشطه ...

وشرعا بركة لأنه سنة الرسول الكريم .. ربما قام العبدُ بعد سحوره بركعتينِ في جوفِ الليل... ولان الله وملائكته يصلون على المتسحرين ،  ففي الحديث: (السُّحورُ أكلةُ بركةٍ، فلا تدعوهُ ولو أن يَجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ، فإنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصلُّونَ على المتسحِّرينَ) رواه أحمد وحسنه الألباني بطرقه في صحيح الجامع (3683)...

الله أكبر، الله وملائكتُه يصلون على المتسحرِ؟ نعم يصلي عليكَ الرحمنُ أيها المتسحر بالثناءِ عليك، وتصلي الملائكةُ الكرامُ عليك بالدعاءِ والاستغفارِ لك..

ولأنه فاصل بيننا وبين أهل الكتاب ، ففى  صحيحِ مُسلمٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «فَصلُ ما بينَ صِيامِنا وصِيامِ أهلِ الكِتابِ أَكْلةُ السَّحرِ»..

ومن بركة السحور تاخيره ليكون قريبا من صلاة الفجر :

ولعظم مكانتها أكد النبي عليه الصلاة والسلام على الرغبة في حضورها فقال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح، لأتوهما ولو حبوا»متفق عليه ..وفى رواية «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها رواه مسلم ، ورواية : انه في ذمة الله – رواه مسلم ، وصلاة الفجر ملتقى ملائكة الليل وملائكة النهار ويشهدونها مع المصلين، ووقتها قريب من النزول الإلهي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده، بخمس وعشرين جزءا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر» ثم يقول أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} [الإسراء: 78][ متفق عليه ] ويقول الشيخ السعدي: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي: صلاة الفجر، وسميت قرآنا، لمشروعية إطالة القرآن فيها أطول من غيرها، ولفضل القراءة فيها حيث شهدها الله، وملائكة الليل وملائكة والنهار – تفسير السعدى ..

وفى رواية : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها- رواه أبو داود (561)...

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها"( مسلم ).

 ويقول صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة»- متفق عليه ..

والمقصود بالصلاة من الحديثين حسب تفسير الرواة والعلماء هما الصبح والعصر، لأداء الفجر في أول النهار والعصر آخره، فهنيئا لرجال الفجر الذين فازوا بالغنيمة الباردة أن حضور صلاة الفجر والعشاء في الجماعة برهان على الإيمان لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر» - رواه البخارى ..

وإذا كانت صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين، وإنه بذلك يبرأ شهودهما من النفاق ويشهد لهم بالإيمان أن صلاة الفجر في جماعة تعدل قيام الليل كله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله- رواه مسلم ..

ومن بركته أنه يكون في وقت تنزل الرحمن في الثلث الأخير من الليل ، ويقول : هل من مستغفر فأغفر له ، هل من داع فأستجيب له ..

افراح الاخرة :

من ختم له بصيام :

أخرج الإمام أحمد عن حذيفة - رضي الله عنه - قال:

"أسندتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري، فقال: مَن قال: "لا إله إلا الله " خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن صام يومًا ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة".

قال المناوي - رحمه الله -:

أي مَن ختم عمره بصيام يوم، بأن مات وهو صائم، أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب ..

وفي رواية : فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ فَيَقُولُ لَهَا : اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي أَوْشَكَ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا إِلَى دَارِي وَكَرَامَتِي - (شعب الإيمان).

عند خروج الروح :

ويتلطف الله بمن حسنت خاتمته  كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (فواللّه، للّهُ أرحم  بعباده من هذه بولدها، وقوله تعالى: { تحيتهم يوم يلقونه سلام} أي تحيتهم من اللّه تعالى يوم يلقونه سلام، أي يوم يسلم عليهم، كما قال عزَّ وجلَّ: { سلام قولاً من رب رحيم}..

حال الصائم في قبره :

ورد وصح من أحاديث أن صيام الفرض وصيام السنة ينفعان العبد فى القبر وفى يوم الحساب، ومما ورد في القبر، فإن الصيام أولًا: يمنع صاحبه من عذاب القبر، ينافح عنه من الجهة التي وكل بها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الميِّتَ إذا وُضِع في قبرِه يسمَعُ خَفْقَ نعالِهم حينَ يولُّونَ عنه، فإنْ كان مؤمنًا، كانتِ الصَّلاةُ عندَ رأسِه، وكان الصِّيامُ عن يمينِه، وكانتِ الزَّكاةُ عن شِمالِه، وكان فعلُ الخيراتِ مِن الصَّدقةِ، والصِّلةِ، والمعروفِ، والإحسانِ إلى النَّاسِ عندَ رِجْلَيْهِ، فيؤتى مِن قِبَلِ رأسِه، فتقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مدخلٌ، ثمَّ يؤتى عن يمينِه، فيقولُ الصِّيامُ: ما قِبَلي مدخلٌ، ثمَّ يؤتى عن يسارِه، فتقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مدخلٌ، ثمَّ يؤتى مِن قِبَل رِجْليهِ، فتقولُ فعلُ الخيراتِ مِن الصَّدقةِ، والصِّلةِ، والمعروفِ، والإحسانِ إلى النَّاسِ: ما قِبَلي مدخلٌ..»..... قال الإمام ابن رجب الحنبلي (رحمه الله): " إن غاية أمنيَّةِ الموتى في قبورِهم حياةُ ساعةٍ يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وعملٍ صالحِ، وأهلُ الدنيا يفرِّطون في حياتِهم فتذهبُ أعمارُهم في الغفْلَّةَ ضياعًا، ومنهم من يقطَعُها بالمعاصي "...يروى أَن رجلا جَاءَ إِلَى الْقُبُور وَصلى رَكْعَتَيْنِ ودعا لهم ثمَّ اضْطجع على شقَّه فَنَامَ، فَرَأى صَاحب الْقَبْر فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا إِنَّكُم تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَنحن نعلم وَلَا نعمل وَلِأَن تكون ركعتاك فِي صحيفتي أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا...كتاب /  الاستعداد للموت وسؤال القبر، زين الدين المعبري: (ص: 31).

... وروى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناد فيه ضعف، عن أنس مرفوعا "يخرج الصائمون من قبورهم يعرفون بريح أفواههم، أفواههم أطيب من ريح المسك". قال مكحول: يروح أهل الجنة برائحة، فيقولون: ربنا ما وجدنا ريحًا منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح، فيقال: هذه رائحة أفواه الصوّام، وقد تفوح رائحة الصيام في الدنيا، وتستنشق قبل الآخرة...

وقيل أن كان عبد الله بن غالب من العبّاد المجتهدين في الصلاة والصيام، فلما دفن كان يفوح من تراب قبره رائحة المسك، فرؤي في المنام، فسئل عن تلك الرائحة التي توجد من قبره فقال: تلك رائحة التلاوة والظمأ.... وتصديق هذا ما جاء في الحديث: "ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية". (قيل حديث ضعيف)...

ولما كان معاملة المخلصين بصيامهم لمولاهم سرًا بينه وبينهم، أظهر الله سرهم لعباده فصار علانية، فصار هذا التجلي والإظهار، جزاء لذلك الصون والإسرار.

وفي الحديث: "ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية". (قيل حديث ضعيف).. قال يوسف بن أسباط: أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء: قل لقومك يخفون لي أعمالهم، وعليّ إظهارها لهم.

تذلُل أرباب الهوى في الهوى عز ... وفقرهم نحو الحبيب هو الكنز

وسترهم فيه السرائر شهرة    ... وغير تلاف النفس فيه هو العجز

وعند الخروج يوم الحساب :

روى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناد فيه ضعف، عن أنس مرفوعا "يخرج الصائمون من قبورهم يعرفون بريح أفواههم، أفواههم أطيب من ريح المسك". قال مكحول: يروح أهل الجنة برائحة، فيقولون: ربنا ما وجدنا ريحًا منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح، فيقال: هذه رائحة أفواه الصوّام، وقد تفوح رائحة الصيام في الدنيا، وذكر ابن أبي الدنيا عن أنس مرفوعًا: الصائمون ينفحُ من أفواههم ريح المسك، وتوضع لهم مائدة تحت العرش، يأكلون منها والناسُ في الحساب.

وعن أنس موقوفًا: إن لله مائدةً لم تر مثلها عينٌ، ولم تسمع أُذُنٌ ولا خطر على قلب بشر، لا يقعدُ عليها إلا الصائمون.

وعن بعض السلف قال: بلغنا أنه يوضعُ لهم مائدةٌ يأكلون منها والناسُ في الحساب، فيقولون: يا ربَّنا نحن نحاسبُ وهؤلاء يأكلون؟ فيقال: إنهم طالما صامُوا وأفطرتُم، وقاموا ونُمتمْ... صوموا عن الدنيا وعن الشهوات، وجاهدوا أنفسكم حتى تسمعوا نداء الملائكة: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24].

وقال ﷺ لرجل: إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله: إلا آتاك الله خيرًا منه رواه أحمد. فهذا الصائمُ يُعطى في الجنة ما شاء من طعام وشراب ونساء، قال تعالى: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:24] قال مجاهدٌ وغيره: نزلت في الصائمين.

وقال يعقوبُ بن يوُسف: بلغنا أن الله تعالى يقول لأوليائه يوم القيامة: يا أوليائي، طالما نظرت إليكم في الدنيا، وقد قَلَصَتْ شفاهكم عن الأشربة، وغارت أعينكم، وخفقت بطونكم، كونوا اليوم في نعيمكم، وتعاطوا الكأس فيما بينكم، وكلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية.

قال شقيق البلخى :

 طلبنا خمسا فوجدناها في خمس :

طلبنا نورا ً في القبر فوجدناه فى قيام الليل .

وطلبنا الرى يوم القيامة فوجدناها في صوم النهار .

وطلبنا البركة فوجدناها فى صلاة الضحى .

وطلبنا الجواز على الصراط فوجدناه في الصدقة .

وطلبنا جواب منكر ونكير فوجدناها فى قراءة القرآن الكريم .

واذا لقى الله فرح بصومه :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " .. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ." (متفق عليه). " قيل معناه: فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم. وقيل أن فرحه بفطره من حيث أنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه..... وقوله: وإذا لقي ربه فرح بصومه، أي بجزائه وثوابه وقيل الفرح الذي عند لقاء ربه إما لسروره بربه أو بثواب ربه، على الاحتمالين ."( فتح الباري)...

ومنهم من يشرب من الكوثر :

ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان ، يصبان في حوض ، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة ، فنهر الكوثر في الجنة ، والحوض في أرض المحشر ، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض ، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض ( كوثر ) ، باعتبار أن ماءهما واحد ، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة .

والدليل أن له طرف في أرض المحشر ، أن أناسا ياتون للشرب منه فتمنعهم الملائكة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة ، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس - ، فأقول رب إنه من أمتي ، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك ) رواه مسلم ) .

الفرح بشفاعة الصيام  :

من الناس من يدخل الجنة بسبب من أسباب العتق ، ومنهم من يقف للحساب فياتى صيامه ليشفع له ..فان اتى مظلوم لياخذ من حسناته ، أخذ ما شاء الله له  الا حسنات الصيام ،قال  سفيان بن عيينة إن وجه إضافة الصوم في حديث «الصوم لي» أن أصحاب التبعات إنما يأخذون من حسنات الظالم حتى يبقى الصيام فعند ذلك يقول الله: «الصوم لي وأنا أجزي به»، ويرضي عنه الخصوم. اهـ

كما انه يشفع لأصحابه يوم ألقيامه : فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ : الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ " . غير ان الصيام كفَّارة للذنوب، فعن حذيفة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم "فتنة الرجل في أهله، وماله، وجاره تٌكِّفرها: الصلاة، والصيام والصدقة".

و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ : " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ".(رواه مسلم )وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".(رواه البخاري)

الفرح بدخول الجنة من باب الريان :

للصائمين باب في الجنة لا يدخل منه غيرهم :عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا ، يُقَالُ لَهُ : الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، يُقَالُ : أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ " (رواه مسلم).

وفي رواية للبخاري: " فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ.". قال ابن حجر: "الريان بفتح الراء وتشديد التحتانية وزن فعلان من الري: اسم علم على باب من أبواب الجنة يختص بدخول الصائمين منه، وهو مما وقعت المناسبة فيه بين لفظه ومعناه؛ لأنه مشتق من الري وهو مناسب لحال الصائمين ... قال القرطبي: اكتفي بذكر الري عن الشبع؛ لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه، قلت: أو لكونه أشق على الصائم من الجوع."(فتح الباري).

الفرح بغرف الجنة :

أخرج الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" إن في الجنة غرفًا يري ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيام" (صحيح الجامع: 2119).

العمرة في رمضان :

فقد قال النبي ﷺ: "عمرة في رمضان تعدل حجة"، وفي لفظ: "حجة معي" ﷺ.

الواجب علينا :

الحرص على تحقيق غاية الصيام وهي التقوى :

 صفات المتقين الذين حققوا التقوى في أعلى معانيها؛ حيث العملُ بطاعةِ الله على نورٍ من الله وترك معصية الله على نورٍ من الله، وهي الغاية المنشودة والدرة المفقودة.

ويزداد فرحُهم عندما يشاهدون أجرَ وجزاء المتقين عند رب العالمين: ﴿ وَمَنْ يَتقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق:4]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتقِ اللهَ يُكَفرْ عَنْهُ سَيئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5]، ويعظُمُ فرحهم عندما يشاهدون الجنان وقد زُينت، والحور وقد أُعدت، والقصور وقد هُيئت؛ ﴿ إِن لِلْمُتقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذابًا * جَزَاءً مِنْ رَبكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴾ [النبأ: 31 -36].

تحقيق الإخلاص :

عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به....

 أورد النووي -رحمه الله- عدة أقوال للسلف في توجيهه، قيل:

1-لأن الصيام هي العبادة الوحيدة التي عُبِدَ الله بها وحده ولم يعبد أحد سوى الله بالصيام، أي لم يتقرب المشركون على مختلف الأعصار لمعبوداتهم بالصيام...

2-وقيل: لأن الصوم بعيد عن الرياء لخفائه....

3-وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه حظ فيه...فالنفس محرمه من طعامها وشرابها حتى حظها من الرياء ....

4- وقيل: إن الله تعالى هو المتفرد بعلم ثوابه وتضعيف الحسنات عليه... وقيل: إضافته لله إضافة تشريف، كما يقال: "ناقة الله" و"بيت الله". بتصرف يسير.

".وقد ورد دعاء آخر عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اسْتَهَلَّ شهر رمضان استقبله بوجهه، ثم يقول : "اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجللة، ودفاع الأسقام، والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، اللهم سَلِّمْنَا لرمضان، وسلمه لنا، وسلمه" (رواه ابن حِبَّان، والطبراني، وقال الهَيْثَمِيّ في "المجمع": "وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي، وفيه ضَعْف، وبقية رجاله ثقات". وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع")...

استقبال الربانيين :ـ

إن العبد المؤمن يعلم أن رمضان هو اختيار الله تعالي له فيقبل اختيار الله عز وجل بحب وتعظيم ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج: 32].

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَعَرَفَ حُدُودَهُ وَتَحَفَّظَ مِمَّا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِيهِ كَفَّرَ مَا كَانَ قَبْلَهُ) (رواه أحمد والبيهقي بسند جيد).

علينا ب التوبة النصوح الصادقة ، والتزود بالعلم ومعرفة فضل رمضان ، وقيام ركعات من الليل ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :

من صلى أربعا بعد العشاء لا يفصل بينهن بتسليم، عدلن بمثلهن من ليلة القدر .ابن ابي شيبة في المصنف  ٢/١٢٧.

تجديد النية في الصيام والقيام إيمانًا واحتسابًا:  قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وقال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ( صحيح البخاري ومسلم ) ، ومعنى إيمانًا: أي تصديقًا واعتقادًا بفرضية صيامه عليه، وفضيلة قيامه.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

google-playkhamsatmostaqltradent