
شرح وإعراب حديث : من لم يدع قول الزور والعمل به..
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ
وَالْعَمَلَ بِهِ والجهل، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ
وَشَرَابَهُ
".
(البخاري).
الشرح
هذا الحديثُ أصلٌ عظيم في بيان الحكمة من مشروعية الصيام، فإن الله تعالى لم يشرع الصيام لأجل الامتناعِ عن الطعام والشراب ونحوهما من المباحات في الأصل؛ وإنما شرع الصيام لحكمةٍ عظيمة، ذكَرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، وهي تقوى الله جل وعلا، فقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "(البقرة: 183)، وتقوى الله تعالى تكونُ باتِّباع شرعه وعبادته وطاعته، بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه..
قول الزور : الكذب وقول الباطل.
والعمل به : يعني العمل بالباطل.
والجهل : السَّفَه، سواء أكان سفهًا على النفس أو على الآخرين، ويدخل في الجهل جميع المعاصي؛ لأنها من الجهل بالله وعظيم وقدره وشرعه؛ كما قال تعالى: " إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا "(النساء: 17).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: مَن عمِل
السوء فهو جاهل، مِن جهالته عمل السوء ؛ فدل الحديث على أمرين:
الأول: أنه يتأكَّد على الصائم ترك
الذنوب والمعاصي أكثر من غيره، وإلا لم يكن لصيامه معنى.
الثاني: أن الذنوب والمعاصي تؤثِّر في
الصوم فتَجرَحه وتُضعف ثوابه.
الفائدة الثالثة: الصيام مدرسةٌ يتربى فيها المسلم على طاعة الله، فلا بد أن يتميز المسلم في صيامه بتقوى الله جل وعلا، فيترك ما اعتاده من التقصير في الواجبات، ويترك ما اعتاده من المنكرات
الإعراب:
مَنْ: اسم شرط في محل رفع مبتدأ.
لَمْ: حرف جزم.
يَدَعْ: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو، والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
قَوْلَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
الزُّورِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وَالعَمَلَ: الواو: حرف عطف (العَمَلَ): اسم معطوف على (قَوْلَ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
بِهِ: الباء حرف جر (هاء الغيبة) ضمير متصل في محل جر.
وَالجَهْلَ: الواو: حرف عطف (الجَهْلَ): اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
فَلَيْسَ: الفاء: واقعة في جواب الشرط (لَيْسَ): فعل ناسخ يرفع الاسم وينصب الخبر.
لِلَّهِ: اللام: حرف جر (لفظ الجلالة): اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور في محل نصب خبر ليس مقدَّم.
حَاجَةٌ: اسم ليس مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
أَنْ: حرف نصب.
يَدَعَ: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
طَعَامَهُ: طَعَامَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف (هاء الغَيبة): ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
وَشَرَابَهُ: الواو: حرف عطف (شَرَابَ): اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف (هاء الغَيبة): ضمير متصل في محل جر مضاف إليه