recent
أخبار عاجلة

عظمة الإسلام وسماحته نحو الآخر

 عظمة الإسلام وسماحته نحو الآخر

نعم إن عظمة هذا الدين لا تخفى إلا على من جهل حقيقة الإسلام أو عميت بصيرته عنه أو كان به لوثة من هوى أو حقد مقيت ، وإلا فإن سماحة الإسلام في المعاملة وتيسيره في كل أموره ، ظاهر بأدنى تأمل لمن طلب الحق وسعى إلى بلوغه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

إلزام الغرب بمسلكهم تجاه الإسلام والمسلمين:

هذه بعض النواحي في ديننا الإسلامي الحنيف أردت بها أن أرد علي مزاعم المستشرقين وكيد الكائدين فيما ذهبوا إليه من فريه انتشار الإسلام بحد السيف ولعل فيما سقناه من آيات قرآنية كريمة من واقع عملي بمسلمين ما ينفد هذه الفرية تفنيداً كاملاً ويضع الحق في نصابه وهو : أن الإسلام دين التفكير والعقل والإقناع وانه لم يكن في يوم من الأيام دين إكراه علي عقيدة ينشرها بحد السيف ويلزم الناس يها عن القهر .

بقي أن نقول لهؤلاء الذين أعماهم التعصب الأحمق فلم يروا الحق ولم يبصروا النور .

أين انتم من تعاليم الإنجيل حين قررت السماحة مبدأً من مبادئ التعامل فأوصت بان :" من ضربك علي خدك الأيمن فادر له خدك الأيسر " أين كان هذا في حروبكم الصليبية عندما تدخلتم بيت المقدس فكان إن ذبحتم سبعين ألف مسلم هل هذا هو التطبيق العملي لايه الإنجيل وما هو الدافع الذي يدفع القائد المسيحي للكتابة إلي البابا يبشره بان سنابك خيله تخوض بحرا من دماء المسلمين .

هل يقارن هذا العمل بما فعله القائد "صلاح الدين الأيوبي " عندما استرجع بيت المقدس وكان أول ما فعله أن أعلن العفو العام وسمح للأعداء بالهجرة دون أن يمس واحد منهم بسوء .(دفاع عن الإسلام –د/أمين راشد مرجع سابق ).

تعلم هذا القائد المغوار هذا العفو وهذا الصفح من نبيه صلي الله عليه وسلم الذي ضرب لنا أروع الأمثلة في العفو والصفح كما أشرنا في الجزء الأول من هذا الكتاب فعندما فتح مكة ودخلها ظافراً منتصراً دون إراقة قطرة دم ماذا قال لهم :" يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم

 قل : فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء "(فقه السيرة (ص: 382).

    قال محمد بن إسحاق: فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فقال: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو موضوع تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها، يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس   من آدم وآدم من تراب " ثم تلا هذه الآية: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى " الآية كلها.

ثم قال: " يا معشر قريش، ما ترون أنى فاعل فيكم ؟ " قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم.

قال: " اذهبوا فأنتم الطلقاء ".

ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقام إليه علي بن أبى طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال: يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين عثمان  بن طلحة ؟ " فدعي له فقال: " هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء ". (السيرة النبوية لابن كثير (3/  570).

بعض آداب الإسلام وسماحته نحو الآخر

كما نجد أن الله عز وجل يوجهنا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن نلتزم مع الآخر الأدب والسماحة والتعالي عن سفا سف الأمور طالما أنهم لم يقاتلوننا ولم يحاربوننا أو يخرجونا من ديارنا فيقول تعالى " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ  وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"(الممتحنة8). 

وفى حالة القتال والحرب نجد أن الله ينهانا عن معاملتهم مطلقاً فيقول تعالى "إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"(الممتحنة/9).

وفى حالة الاعتداء علينا طالبنا بالوقوف بحزم وشدة ورد الاعتداء بالمثل قال تعالي:" فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"(البقرة/194).

كما أمرنا أن نتسلح بالقوة وإعداد العدة لهم فقال تعالى"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُون"(الأنفال/60).

 وعندما يجنحوا للسلم ووقف القتال فيأمرنا ديننا أن تكون المعاملة بالمثل قال تعالي:"وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "(الأنفال /61).

 أما عندما يكون الخلاف في العقيدة فنجد أن الله تعالى يطلب منا مخاطبة هؤلاء بالحسنى والجلوس للمفاوضات السلمية بالحجة والبرهان قال تعالي" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ  يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"(آل عمران /65،64).

وعندما ندخل معهم في نقاش أو جدال يعلمنا المولي عزوجل أن يكون ذلك بالحسنى قال تعالي:"وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"(العنكبوت/46).

كما أمرنا عند المجادلة بالتي هي أحسن فوجدنا أنهم غالوا في الدين وتجاوزوا الحد أن ننبههم بما حدث من أسلافهم لعلهم أن ينتبهوا ويعودوا إلى الاعتدال .. قال تعالي"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ"(المائدة/77).

وعندما تكون الدعوة عامة لله من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالي:"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُو َأَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"(النحل /125).

 وعندما نختلف فيما بيننا وبينهم من نصوص نجد أن الله عزوجل أنزل القرآن الكريم علي نبيه محمد النبي الأمي الأمين مصدقاً لما في الكتب السماوية ومصححاً لما فيها من خطأ وباطل قال تعالي:" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "(المائدة/48).فما في أيدي أهل الكتاب اليوم من الدين باطله أضعاف حقه,وحقه منسوخ بالقرآن المهيمن الذي يجب علي كل من سمع به أن يؤمن به ويتبعه.قال يسوع (يعني المسيح عيسي) :"كل ما ينطبق علي كتاب موسي فهو حق فاقبلوه ,لأنه لما كان الله واحدا فينتج من ذلك :أن التعليم واحد,وأن معني التعليم واحد,فالإيمان إذن واحد ,الحق أقول لكم :إنه لو يمح الحق من كتاب موسي لما أعطي الله داود أبانا الكتاب الثاني .ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله إلي ,لأن الرب إلهنا غير متغير ,ولقد نطق رسالة واحدةً لكل البشر,فمتي جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي "(برنابا/5-12).

     وهذا اعتراف من نبي الله عيسي بما أصاب الكتب السابقة من تحريف ,ودعوته لضرورة اتباع الرسول الذي سيبعثه الله ليمحو عن الكتب السابقة ما ألحقه بها الغلاة من تحريف ,وذلك من خلال كتاب لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,وهذا الرسول هو محمد صلي الله عليه وسلم الذي بشربه عيسي ,بل وبشر به جميع الرسل بعد أن أخذ الله عليهم العهد والميثاق بذلك ,قال الله تعالي :"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ  بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ"(آل عمران/81).   

google-playkhamsatmostaqltradent