recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة فماظنكم برب العالمين معالجة مشكلات الصيادين والتكيف مع الضغوط الاقتصادية،لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح



فماظنكم برب العالمين معالجة مشكلات الصيادين والتكيف مع الضغوط الاقتصادية، 

 محافظات دمياط والإسكندرية والسويس وبور سعيد ومطروح وجنوب سيناء وشمال سيناء والإسماعيلية.

 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فهذا درس من الدروس العامة المتعلقة بالأخلاق الحميدة في الإسلام وهو: حسن الظن، ومنبع ذلك صفاء العقيدة ونورها، وبعدها عن الشرك والبدع والخرافات، والانحرافات الخلقية.

أيها الناس: اعلموا أن حسن الظن: خلق فاضل وصفة عالية لأهل الإيمان، دال على صدق تدينهم، ورفعة مكارمهم.

مفهوم حسن الظن 

قال ابن العربي -رحمه الله-:"الظن تجويز أمرين في النفس لأحدهما ترجيح على الآخر" وعلى هذا فحسن الظن: ترجيح جانب الخير على جانب الشر.

من معاني كلمة الظن في القرآن الكريم:

ورد الظن في القرآن مجملاً بمعاني، منها:

بمعنى اليقين، بمعنى الشك والريب.

الظن بمعنى اليقين، كقوله -تعالى:"وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ  الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"(البقرة/46).

 أي الذين يعتقدون ويتيقنون أنهم سيلاقون ربهم -عز وجل-، ولا يمكن أن يفسر الظن هنا بمعنى احتمال أمرين أحدهما أرجح من الآخر؛ لأن يوم القيامة آت لا ريب فيه ولا ظن.

ومنه قوله -تعالى-:"أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُون"( المطففين/4)  . ومعناها: ألم يتيقن أولئك من البعث بعد الموت؟.. وقوله -تعالى-:"إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ"(الحاقة/20) .

ب-الظن بمعنى الشك والتهمة: فمنه قوله -تعالى-:"إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا"(الأحزاب/10) وقوله -تعالى:"ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"( آل عمران./154).

قال ابن كثير -رحمه الله- في قوله -تعالى- في الآية السابقة: "يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية): كما قال في الآية الأخرى: (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً} إلى آخر الآية.. وهكذا هؤلاء اعتقدوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة أنها الفيصلة، وأن الإسلام قد باد وأهله، وهذا شأن أهل الريب والشك إذا حصل أمر من الأمور الفظيعة تحصل لهم هذه الظنون الشنيعة"

معنى حسن الظَّن لغةً واصطلاحًا

ما معنى الحسن؟

الحُسْن نقيض القُبْح، يقال: رجل حَسَنٌ، وامرأة حَسَنَةٌ. وقالوا: امرأة حَسْنَاء، ولم يقولوا: رجل أَحْسَن. والحَاسِن: القَمَر. وحسَّنت الشيء تحْسِينًا: زيَّنته. وهو يُحْسِن الشيء، أي يعمله. ويَسْتَحْسِنه: يعدُّه حَسَنًا. والحَسَنَة: خلاف السَّيئة. والمحَاسِن: خلاف المساوي

ما معنى الظَّن؟

الظَّن: شك ويقين، إلا أنَّه ليس بيقين عيان، إنَّما هو يقين تدبُّر… وجمع الظَّن الذي هو الاسم: ظُنُون.

ما معنىي الظَّن (اصطلاحًا)؟

قال الجرجاني: (الظَّن هو الاعتقاد الرَّاجح مع احتمال النَّقيض، ويستعمل في اليقين والشَّك، وقيل: الظَّن أحد طرفي الشَّك بصفة الرُّجحان).

ما معنى حسن الظَّن (اصطلاحًا)؟

ترجيح جانب الخير على جانب الشَّر.

مفهوم حسن الظن

أقسام الظن وأحكامه:

الظن لا يخرج عن أمور خمسة:

الأول: الظن المحرم: وهو سوء الظن بالله -تعالى-، ويقابله وجوب حسن الظن بالله، والمراد بالتحريم هنا الشرك الأكبر والكفر الأكبر.

الثاني: حرمة سوء الظن بالمسلمين: الذين ظاهرهم العدالة، والمطلوب حسن الظن بهم.

الثالث: الظن المباح، وهو الذي يعرض في قلب المسلم في أخيه بسبب ما يوجب الريبة وهذا الظن لا يُحَقَّقُ. (أي في الواقع).

الرابع: الظن المندوب إليه، وهو حسن الظن بالأخ المسلم، وعليه الثواب.

الخامس: الظن المأمور به: وهو الظن فيما لم يَنُصّ عليه دليل يوصلنا إلى العلم، وقد تعبّدنا الله بالاقتصار على الغالب الظني فيه، كقبول شهادة العدول، وتحري القبلة، وتقويم المستهلكات، وأروش الجنايات التي لم يرد نص في تقديره.

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (حسن الظن):

  عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله -عز وجل-، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله -عز وجل- الظن إلا أعطاه الله -عز وجل- ظنه ذلك بأن الخير في يده"

 عن سفيان الثوري -رحمه الله- في قوله -تعالى:"وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"(البقرة/195)  قال: أحسنوا الظن بالله)

 حسن الظن في سيرة النبي

علَّم رسول الله ﷺ أصحابه حُسْن الظَّن، وبيَّن لهم أنَّ الأصل في المؤمن السَّلامة، وأنَّ الإنسان لا بدَّ له من التماس الأعذار لمن حوله، وعليه أن يطرد الشُّكوك والرِّيبة التي قد تدخل في قلبه، فهذا رجل جاء إلى النَّبي ﷺ وقد داخلته الرِّيبة في امرأته، وأحاطت به ظنون السُّوء فيها؛ لأنَّها ولدت غلامًا أسود، على غير لونه ولونها، فأزال النَّبي ﷺ ما في قلبه من ظنٍّ وريبة، بسؤاله عن لون إبله، فقال: (ألوانها حمر. قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم. قال: فأنَّى ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق. قال: فلعل ابنك هذا نزعه عرق!).

وقد كان الصَّحابة رضوان الله عليهم، مثالًا يُحتذى بهم في حُسْن الظَّن بالمؤمنين، فهذا أبو أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب ألا تسمع ما يقول النَّاس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب. أكنت أنت يا أمَّ أيوب فاعلة ذلك؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله.

أقوال العلماء والحكماء في حسن الظن

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من علم من أخيه مروءة جميلة فلا يسمعنَّ فيه مقالات الرِّجال، ومن حَسُنت علانيته فنحن لسريرته أرجى).

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا يحلُّ لامرئ مسلم يسمع من أخيه كلمة يظنُّ بها سوءًا، وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجًا. وقال أيضًا: لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه).

وعن سعيد بن المسيب قال: (كتب إليَّ بعض إخواني من أصحاب رسول الله ﷺ: أن ضع أمر أخيك على أحسنه، ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنَّن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملًا).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنَّا إذا فقدنا الرَّجل في صلاة العشاء وصلاة الفجر، أسأنا به الظَّنَّ).

وقال المهلب: (قد أوجب الله تعالى أن يكون ظنُّ المؤمن بالمؤمن حسنًا أبدًا، إذ يقول: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)، فإذا جعل الله سوء الظَّن بالمؤمنين إفكًا مبينًا، فقد ألزم أن يكون حُسْن الظَّن بهم صدقًا بينًا).

وقال قتادة: (إنَّ الظَّن اثنان: ظنٌّ يُنْجِي، وظنٌّ يُرْدِي).

وروى معمر عن إسماعيل بن أمية قال: (ثلاث لا يعجزن ابن آدم، الطِّيرة، وسوء الظن والحسد. قال: فينجيك من سوء الظَّن أن لا تتكلم به، وينجيك من الحسد أن لا تبغي أخاك سوءًا، وينجيك من الطِّيرة أن لا تعمل بها).

قالوا: (من جعل لنفسه من حُسْن الظَّن بإخوانه نصيبًا، أراح قلبه). يعني إنَّ الرَّجل إذا رأى من أخيه إعراضًا أو تغيرًا، فحمله منه على وجه جميل، وطلب له الأعذار، خفَّف ذلك عن قلبه، وقَلَّ منه غيظه واغتمام.

وقال الخليل بن أحمد: يجب على الصَّديق مع صديقه استعمال أربع خصال: الصَّفح قبل الاستقالة، وتقديم حُسْن الظَّن قبل التُّهمة، والبذل قبل المسألة، ومخرج العذر قبل العتب. وقال رجل لمطيع بن إياس: جئتك خاطبًا لموَدَّتك. قال: قد زوجتكها على شرط أن تجعل صداقها أن لا تسمع في مقالة النَّاس. وقالوا: السِّتر لما عاينت، أحسن من إذاعة ما ظننت.

وقيل: (ليكن حُسْن الظَّن بمقدار ما، والفَطِن لا تخفى عليه مخايل الأحوال، وفي الوجوه دلالات وعلامات).

وقال أحد الزُّهاد: (ألق حُسْن الظَّن على الخَلْق، وسوء الظَّن على نفسك، لتكون من الأوَّل في سلامة، ومن الآخر على الزيادة).

عباد الله ومن ثمار حسن الظن 

 فيه إغلاق باب الفتنة والشَّر على الشَّيطان الرَّجيم؛ فإنَّ من أبوابه سوء الظَّن بالمسلمين، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ) ، فمن يَحْكُم بشرٍّ على غيره بالظَّن، بعثه الشَّيطان على أن يطول فيه اللِّسان بالغيبة فيهلك، أو يقصر في القيام بحقوقه، أو يتوانى في إكرامه، وينظر إليه بعين الاحتقار، ويرى نفسه خيرًا منه. وكل ذلك من المهلكات.

علامة على كمال الإيمان في قلب المتحلِّي به، فلا يظنُّ بالمؤمنين خيرًا إلا من كان منهم، كما قال تعالى في سورة النور: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ). وهي دليل على سلامة القلب وطهارة النَّفس، وزكاء الرُّوح.

 طريق من طرق زيادة الألفة والمحبَّة بين أفراد المجتمع المسلم، وحماية له من التَّفكُّك والتَّشرذم. وحصن منيع يحمي المجتمع من إشاعة الفاحشة، وانتشار الرَّذيلة، وبه يسلم المجتمع من انتِّهاك حقوق النَّاس وأعراضهم وخصوصياتهم.

 راحة القلب، وسلامة البال، والسلامة من الخواطر الرَّديئة التي تقلق الإنسان، وتؤذي نفسه، وتجلب عليه كَدَرَ البال، وتعب النَّفس والجسد.

صور حسن الظن

 حُسْن الظَّن بالله:

عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ قبل موته بثلاثة أيام يقول:"لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحُسْن الظَّن بالله عزَّ وجلَّ".

قال النَّووي: (قال العلماء: معنى حُسْن الظَّن بالله تعالى: أن يَظُنَّ أنَّه يرحمه، ويعفو عنه. قالوا: وفي حالة الصِّحَّة يكون خائفًا، راجيًا، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح. فإذا دنت أمارات الموت، غلَّب الرَّجاء، أو محَّضه؛ لأنَّ مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي، والقبائح، والحرص على الإكثار من الطَّاعات، والأعمال، وقد تعذَّر ذلك، أو معظمه في هذا الحال، واستُحِبَّ إحسان الظَّن المتضمِّن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له).

وقال ابن القيِّم: (كلما كان العبد حَسن الظَّن بالله، حَسن الرَّجاء له، صادق التوكُّل عليه: فإنَّ الله لا يخيِّب أمله فيه البتَّة؛ فإنَّه سبحانه لا يخيِّب أمل آملٍ، ولا يضيِّع عمل عاملٍ، وعبَّر عن الثقة وحُسْن الظَّن بالسَّعة؛ فإنَّه لا أشرح للصَّدر، ولا أوسع له بعد الإيمان من ثقته بالله، ورجائه له، وحُسْن ظنِّه به).

حُسْن الظَّن بالأهل والإخوان والأصدقاء:

على المسلم أن يُحِسَن الظَّن بإخوانه المسلمين عامَّة، وبأصدقائه المقرَّبين خاصَّة، وهذا ما أرشدنا إليه رسول الله ﷺ وبيَّن أنه واجب على المسلم تجاه أخيه المسلم، فيجب على المسلم أن يلتمس لإخوانه الأعذار ما استطاع، ويحمل عليها ما يبلغه عنهم من قول أو فعل. فإذا لم يجد محملًا، فليقل: لعل لهم عذرًا لم أعرفه.

(إنَّ الخطأ في حُسْن الظَّن بالمسلم، أسلم من الصَّواب بالطَّعن فيهم، فلو سكت إنسان مثلًا عن لعن إبليس، أو لعن أبي جهل، أو أبي لهب، أو من شاء من الأشرار طول عمره، لم يضرَّه السُّكوت، ولو هفا هفوة بالطَّعن في مسلم بما هو بريء عند الله تعالى منه فقد تعرض للهلاك، بل أكثر ما يُعْلم في النَّاس لا يحل النُّطق به؛ لتعظيم الشَّرع الزَّجر عن الغيبة، مع أنَّه إخبار عما هو متحقِّق في المغتاب. فمن يلاحظ هذه الفصول، ولم يكن في طبعه ميلٌ إلى الفضول، آثر ملازمته السُّكوت وحُسْن الظَّن بكافة المسلمين، وإطلاق اللِّسان بالثَّناء على جميع السَّلف الصَّالحين. هذا حكم الصَّحابة عامَّة).

  حُسْن الظَّن بين الزَّوجين:

إنَّ إحسان الظَّن بين الزَّوجين من أهم الدَّعائم التي يُبْنى عليها البيت الدَّائم والمستقر والمطمئن، وبغير حُسْن الظَّن: فإنَّ البيوت مهدَّدة بالانهيار والتَّشرذم والفرقة والطَّلاق. لا بد أن يكون بين الزَّوجين حُسْن ظنٍّ متبادلٍ، وألَّا يتركا للشَّيطان مجالًا للتَّلاعب بهما، وقذف الشُّكوك في قلبيهما؛ لأنَّه متى ما انفتح باب إساءة الظَّن بينهما صعب إغلاقه، وجرَّ ذلك إلى ويلات قد تهدِّد استقرار البيت بأكمله. هناك الكثير من الأزواج والزَّوجات أصحاب طبيعة قلقة، وأنفس متوتِّرة، يغلِّبون جانب الشُّكوك على جانب السَّلامة، فتراهم يجنحون إلى سوء الظَّن، ويفسِّرون الأمور على أسوأ تفسيراتها وأردأ احتمالاتها، وفي هذا خطر كبير على استمرار الحياة الأسرية، فينبغي على الأزواج والزَّوجات أن يغلِّبوا حسْن الظَّن، ويطردوا الشَّك والرِّيبة.

 حُسْن الظَّن المتبادل بين الرؤساء والمرؤوسين:

لا ينتظم أمر هذه الأمَّة إلا بالعلاقة الحسنة بين أفرادها رؤساء ومرؤوسين، لذا كان من وصيَّة طاهر بن الحسين لابنه: (ولا تتَّهمنَّ أحدًا من النَّاس فيما تولِّيه من عملك قبل أن تكشف أمره، فإنَّ إيقاع التُّهم بالبرآء، والظُّنون السَّيئة بهم مَأْثَمٌ، واجعل من شأنك حُسْن الظَّن بأصحابك، واطرد عنك سوء الظَّن بهم، وارفضه فيهم، يعينك ذلك على اصطناعهم ورياضتهم، لا يجدنَّ عدوُّ الله الشَّيطان في أمرك مفخرًا، فإنَّه إنَّما يكتفي بالقليل من وهنك، فيُدخل عليك من الغمِّ في سوء الظَّن ما ينغصك لذاذة عيشك، واعلم أنَّك تجد بحُسْن الظَّن قوة وراحة، وتكفى به ما أحببت كفايته من أمورك، وتدعو به النَّاس إلى محبَّتك، والاستقامة في الأمور كلِّها لك، ولا يمنعك حُسْن الظَّن بأصحابك والرأفة برعيَّتك، أن تستعمل المسألة والبحث عن أمورك، والمباشرة لأمور الأولياء، والحياطة للرَّعيَّة، والنَّظر في حوائجهم وحمل مؤوناتهم، آثر عندك مما سوى ذلك، فإنَّه أقوم للدِّين، وأحيا للسُّنَّة). وكان من وصية عليٍّ رضي الله عنه للأشتر عندما ولَّاه مصر: (اعلم أنَّه ليس شيء أدعى إلى حُسْن ظنِّ والٍ برعيَّته من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عنهم، وترك استكراهه إيَّاهم على ما ليس له قِبَلهم، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حُسْن الظَّن برعيتك، فإنَّ حُسْن الظَّن يقطع عنك نصبًا طويلًا، وإنَّ أحقَّ من حَسُن ظنُّك به، لمنْ حَسُن بلاؤك عنده، وإنَّ أحقَّ مَنْ ساء ظنُّك به، لمنْ ساء بلاؤك عنده...).

الأسباب المعينة على حسن الظن

1-الدعاء، 2-محبة الاقتداء بالنبي، 3-التربية على إحسان الظن منذ الصغر، 4-أن ينزل المرء نفسه منزلة غيره (وهو علاج ربَّاني، ودواء قرآني، أرشد الله إليه المؤمنين، وعلَّمهم إيَّاه، حيث قال: «لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ»، فأشعرهم تبارك وتعالى أنَّ المؤمنين كيان واحد، وضرر الفرد منهم ضرر للجماعة بأكملها.)، 5-محاولة علاج أمراض القلب من الحسد والغلِّ والخيانة وغيرها، فمتى ما زاد إيمان المرء وصفى قلبه من هذه الأمراض والأوبئة، حَسُن ظنُّه بإخوانه، 6-حمل الكلام على أحسن محامله ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، 7-التماس الأعذار للمؤمنين، قال ابن سيرين: (إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد، فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه)، 8-إجراء الأحكام على الظاهر، ويوكل أمر الضَّمائر إلى الله عز وجل، ويتجنَّب الحكم على النِّيَّات، فإنَّ الله لم يكلِّفنا أنَّ نفتِّش في ضمائر النَّاس. 9-الابتعاد عن من لا يتورَّعون عن إلقاء التُّهم على عباد الله جزافًا، بلا تثبُّت. وهؤلاء هم أسوأ النَّاس، فقد قيل لبعض العلماء: من أسوأ النَّاس حالًا؟ قال: من لا يثق بأحد لسوء ظنه، ولا يثق به أحد لسوء فعله.

نماذِجُ من حُسْنِ الظَّنِّ عِندَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم

حُسنُ ظَنِّ أبي أيُّوبَ وأمِّ أيُّوبَ:

فهذا أبو أيُّوبَ خالِدُ بنُ زيدٍ قالت له امرأتُه أمُّ أيُّوبَ: يا أبا أيُّوبَ، ألا تسمَعُ ما يقولُ النَّاسُ في عائشةَ؟ قال: بلى، وذلك الكَذِبُ. أكنتِ أنتِ يا أمَّ أيُّوبَ فاعِلةً ذلك؟ قالت: لا واللهِ ما كنتُ لأفعَلَه! قال: فعائشةُ واللهِ خيرٌ منك  .

 (وهكذا المُؤمِنون الأطهارُ الأخيارُ، يبنون أمورَهم على حُسْنِ الظَّنِّ بالنَّاسِ)  .

حُسنُ ظَنِّ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه:

عن جابِرِ بنِ سَمُرةَ، قال: (شكا أهلُ الكوفةِ سَعدًا إلى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه، فعَزَله، واستعمَلَ عليهم عمَّارًا، فشَكَوا حتى ذكَروا أنَّه لا يحسِنُ يُصَلِّي! فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاقَ، إنَّ هؤلاء يزعُمون أنَّك لا تحسِنُ تُصَلِّي، قال أبو إسحاقَ: أمَّا أنا واللهِ فإني كنتُ أُصَلِّي بهم صلاةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أخرِمُ  عنها، أصلِّي صلاةَ العِشاءِ، فأركُدُ  في الأوليَينِ وأخِفُّ في الأخرَيَينِ، قال: ذاك الظَّنُّ بك يا أبا إسحاقَ! فأرسل معه رجُلًا أو رجالًا إلى الكوفةِ، فسأل عنه أهلَ الكوفةِ ولم يَدَعْ مسجِدًا إلَّا سأل عنه، ويُثنون معروفًا، حتى دخل مسجِدًا لبني عَبسٍ، فقام رجلٌ منهم يقالُ له أسامةُ بنُ قتادةَ يُكنى أبا سَعْدةَ، قال: أمَا إذ نشَدْتَنا  فإنَّ سعدًا كان لا يَسيرُ بالسَّرِيَّةِ  ، ولا يَقسِمُ بالسَّوِيَّةِ، ولا يَعدِلُ في القَضِيَّةِ! قال سعدٌ: أمَا واللهِ لأدعُوَنَّ بثلاثٍ: اللَّهُمَّ إن كان عبدُك هذا كاذِبًا، قام رياءً وسُمعةً، فأطِلْ عُمُرَه، وأطِلْ فَقْرَه، وعَرِّضْه بالفِتَنِ! وكان بَعدُ إذا سُئِل يقولُ: شيخٌ كبيرٌ مفتونٌ، أصابتني دعوةُ سعدٍ! قال عبدُ المَلِكِ -راوي الأثَرِ عن سَمُرةَ-: فأنا رأيتُه بَعْدُ قد سقَط حاجباه على عينَيه من الكِبَرِ، وإنَّه ليتعَرَّضُ للجواري في الطُّرُقِ يَغمِزُهنَّ)  .

وعن خالِدِ بنِ مَعْدانَ، قال: (استعمَلَ علينا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ بحِمصَ سعيدَ بنَ عامِرِ بنِ حِذْيَمٍ الجُمَحيَّ، فلمَّا قَدِم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ حِمصَ قال: يا أهلَ حِمصَ، كيف وجَدْتُم عامِلَكم؟ فشَكَوه إليه -وكان يُقالُ لأهلِ حِمصَ: الكُوَيفةُ الصُّغرى؛ لشِكايتِهم العُمَّالَ- قالوا: نشكو أربعًا: لا يخرُجُ إلينا حتَّى يتعالى النَّهارُ، قال: أعظِمْ بها! قال: وماذا؟ قالوا: لا يجيبُ أحدًا بليلٍ، قال: وعظيمةٌ! قال: وماذا؟ قالوا: وله يومٌ في الشَّهرِ لا يخرُجُ فيه إلينا، قال: عظيمةٌ! قال: وماذا؟ قالوا: يَغنِظُ الغَنظةَ بَيْنَ الأيَّامِ -يعني تأخُذُه موتةٌ  - قال: فجَمَع عُمَرُ بَيْنَهم وبينَه، وقال: اللَّهُمَّ لا تُفَيِّلْ رأيي فيه اليومَ، ما تشكون منه؟ قالوا: لا يخرُجُ إلينا حتَّى يتعالى النَّهارُ، قال: واللهِ إن كُنتُ لأكرَهُ ذِكْرَه! ليس لأهلي خادِمٌ، فأعجِنُ عجيني ثمَّ أجلِسُ حتَّى يختَمِرَ ثمَّ أخبِزُ خُبزي، ثمَّ أتوضَّأُ ثمَّ أخرُجُ إليهم. فقال: ما تشكون منه؟ قالوا: لا يجيبُ أحَدًا بليلٍ، قال: ما تقولُ؟ قال: إنْ كُنتُ لأكرَهُ ذِكْرَه! إنِّي جعَلْتُ النَّهارَ لهم، وجعَلْتُ اللَّيلَ للهِ عزَّ وجَلَّ، قال: وما تشكون؟ قالوا: إنَّ له يومًا في الشَّهرِ لا يخرُجُ إلينا فيه، قال: ما تقولُ؟ قال: ليس لي خادِمٌ يَغسِلُ ثيابي، ولا لي ثيابٌ أُبَدِّلُها، فأجلِسُ حتَّى تَجِفَّ، ثمَّ أدلُكُها ثمَّ أخرُجُ إليهم من آخِرِ النَّهارِ. قال: ما تشكون منه؟ قالوا: يَغنِظُ الغَنظةَ بَيْنَ الأيَّامِ، قال: ما تقولُ: قال: شَهِدتُ مَصرَعَ خُبَيبٍ الأنصاريِّ بمكَّةَ وقد بَضَعَت قرَيشٌ لحمهَ، ثمَّ حملوه على جَذعةٍ، فقالوا: أتحِبُّ أنَّ محمَّدًا مكانَك؟ فقال: واللهِ ما أحِبُّ أنِّي في أهلي وولدي وأنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شِيكَ بشوكةٍ! ثمَّ نادى: يا محمَّدُ! فما ذكَرْتُ ذلك اليومَ وتَرْكي نُصرتَه في تلك الحالِ، وأنا مُشرِكٌ لا أؤمِنُ باللهِ العظيمِ، إلَّا ظَنَنتُ أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ لا يغفِرُ لي بذلك الذَّنبِ أبدًا! قال: فتُصيبني تلك الغَنظةُ. فقال عُمَرُ: الحمدُ للهِ الذي لم يُفَيِّلْ  فِراستي! فبَعَث إليه بألفِ دينارٍ، وقال: استَعِنْ بها على أمرِك، فقالت امرأتُه: الحمدُ للهِ الذي أغنانا عن خِدمتِك، فقال لها: فهل لكِ في خيرٍ مِن ذلك؟ ندفَعُها إلى من يأتينا بها أحوَجَ ما نكونُ إليها! قالت: نعم، فدعا رجلًا من أهلِ بيتِه يَثِقُ به فصَرَّها صُرَرًا، ثمَّ قال: انطَلِقْ بهذه إلى أرمَلةِ آلِ فُلانٍ، وإلى يتيمِ آلِ فلانٍ، وإلى مسكينِ آلِ فلانٍ، وإلى مُبتلى آلِ فُلانٍ، فبَقِيَت منها ذُهَيبةٌ، فقال: أنفِقي هذه، ثمَّ عاد إلى عَمَلِه، فقالت: ألا تشتري لنا خادِمًا! ما فَعَل ذلك المالُ؟! قال: سيأتيكِ أحوَجَ ما تكونينَ!)  .

حُسنُ ظَنِّ مُعاذِ بنِ جَبَلٍ:

وفي قصَّةِ الثَّلاثةِ الذين تخلَّفوا عن غزوةِ تَبوكَ، قال كَعبُ بنُ مالكٍ: ((...ولم يذكُرْني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى بَلغَ تَبوكَ، فقال وهو جالسٌ في القَومِ بتَبوكَ: ما فعل كَعبٌ؟! فقال رَجُلٌ مِن بَني سَلِمةَ: يا رَسولَ اللهِ، حَبَسه بُرداه، ونَظَرُه في عِطفِه! فقال معاذُ بنُ جَبَلٍ: بئسَ ما قُلتَ! واللهِ يا رَسولَ اللهِ ما عَلِمْنا عليه إلَّا خَيرًا!))  .

 

لا يوجد في هذه الحياة ماهو أريح لقلب الإنسان وأهدأ وأسعد لنفسه، من حسن الظن، حسن الظن في الله وفي الناس والأهل والأزواج والزملاء والجيران..، فبهذه الصفة يسلم العباد من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد. فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات ويقطع الصلات بين الناس أولا وبين الناس وخالقهم ثانيا. فما معنى حسن الظن؟ وماهي ثماره وفوائده ومواطنه وصوره وأسبابه؟ وكيف نُحسن الظن ونتخلص من سوء الظن؟

إذا كان سوء الظن يحمل على التجسس والتحسس والغيبة والتحاسد والتباغض والتدابر ويقطع العلاقة بين المتآخين، فإن المسلم مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الغير نحونا ونحو إخواننا قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات – 6)، فكم أوقع سوء الظن السيئ من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، ولو لم يكن الظن على درجة عظيمة من الخطورة والأهمية في إضعاف روح الموالاة بين المؤمنين لما أكد الباري عز وجل على ذلك في الكتاب والسنة.

 الخطبة الثانية 

 الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد

يشير الاهتمام المتزايد بالتوظيف البديل بين الصيادين  إلى التحول عن صيد الأسماك في الأنهار. ومع ذلك، هناك حاجة إلى استعداد أكبر لتشجيع صيد الأسماك في الأنهار، والذي تعوقه عوامل مثل انخفاض مستوى الأسماك، وتلوث المياه ، والكوارث الطبيعية، وأسعار السوق غير العادلة، وسيطرة السماسرة على السوق.

 وهذا يمثل تحديًا لأسر الصيادين، الذين يكافحون وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية. تهدف الدراسة الحالية إلى تقييم القيود الاجتماعية والاقتصادية وسبل عيش الصيادين  أدت تحديات الأنهار إلى تقليل دخل الصيادين، مما استلزم المساعدة في الدخل، ومبيعات الأسماك، وأسعار السوق، وقضايا النقابات، والكوارث الطبيعية.

  ومع ذلك، يقترح الصيادون حلولاً، ويحثون المنظمات غير الحكومية والحكومات على إنشاء مرافق تعليمية وطبية واجتماعية في المناطق الساحلية والريفية. ويؤكدون أن دعم الحكومة للاقتصاد وإنفاذ تشريعات الأسماك أمر حيوي لتعزيز مستويات الدخل.

فَيَا أَيُّهَا الصَّيَّادُونَ عَظِّمُوا ثِقَتَكُمْ فِي رَبِّكُمْ، وَاعَلْمَوُا أَنَّ رِزْقَكُمْ مَقْسُومٌ؛ فَإِنَّ الكَرِيمَ الوَهَّابَ الرَّزَّاقَ الَّذِي ضَمِنَ الرِّزْقَ لِصَيْدِكُمْ في البَحْرِ، ضَمِنَ لَكُمْ سُبْحَانَهُ أَرْزَاقَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَحْتَسِبُونَ، وَاسْتَمِعُوا لِوَعْدِ رَبِّكُمُ الكَرِيمِ فِي آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ تُعَظِّمُ الأَمَلَ فِي قُلوبِكُم، وَتُؤَصِّلُ السَّكِينَةَ فِي أَرْوَاحِكُمْ: “وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”، “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ”.

ويا أَيُّهَا الصَّيَّادُ الماهر، تَفَكَّرْ- حَالَ صَيْدِكَ فِي البَحْرِ تَمْلَؤُهُ أَسْمَاكٌ تَتَنَوَّعُ أَشْكَالُهَا وَأَلْوَانُهَا- فِي اسْمِ اللهِ الوَاسِع، فَسُبْحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ العِلْمِ، وَاسِعُ القُدْرَةِ، وَاسِعُ الرَّحْمَةِ، وَاسِعُ الرِّزْقِ، فَمَا مِنْ مَخْلُوقٍ فِي بَحْرٍ أَوْ نَهْرٍ أو برٍّ إِلَّا وَوَسِعَهُ رِزْقُ اللهِ الَّذِي لَا تَنْفَدُ خَزَائِنُهُ، فَاسْأَلِ اللهَ مِنْ وَاسِعِ فَضْلِهِ، وَاعْلَمْ «أنَّ نفسًا لَن تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا»، وَقُلْ بِلِسَانِكَ وَقَلْبِك:

تَوَكَّلْتُ فِي رِزْقِي عَلَى اللهِ خَالقِي * وَأَيْـقَنْـتُ أَنَّ اللهَ لَا شَكَّ رَازِقي

وَمَا يَكُ مِنْ رِزْقِي فَلَيْسَ يَفُوتُنِي * وَلَوْ كَـانَ فِي قَاعِ البِحَارِ العَوَامِقِ

سَيَأْتِي بِهِ اللهُ الـعَظِـيـمُ بِفَـضْلـِهِ * وَلَـوْ لَمْ يَـكُنْ مِنِّي الـلّسَانُ بِنَاطِقِ

عباد الله أقول  قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم 

google-playkhamsatmostaqltradent