من هو ابن الأصول؟
ابن الأصول صاحب الأخلاق العالية
والقيم الرفيعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أمابعدفياعباد الله
من هو ابن الأصول؟
ابن الأصول ليس صاحب المنصب! ليس من ورث عقارات عن أجداده !!
وليس ذو الحسب والنسب والعيلة!!!
وليس من يمتلك وديعة في البنك أو عنده جنيهات وسبايك ذهب!!!!
تعالوا اليوم نعرف من هو ابن الأصول الذي تمسك بالأخلاق العالية والقيم الرفيعة
ابن الأصول هو الأقرب منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاره في الجنة
قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا ، الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ"(أحمد).
وفي رواية:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :"الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ"(أحمد).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العنت "(الطبراني).
ابن الأصول هو أثقل الناس ميزاناً يوم القيامة
كما قال صلى الله عليه وسلم:"مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ"(الترمذي)،وفي رواية:"مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي المِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ"(الترمذي)،
ابن الأصول هو من بني له بيت في أعلى الجنة في جنة الفردوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"(أبوداود).
ابن الأصول هو من يبسط وجه، ويبذل المعروف، ويكفّ الأذى. كم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ"(الحاكم والبزار).
ابن الأصول هو من لا يغضب ولا يحقد، ولايحسد ويحتمل ما يكون من الناس.كما قال عنه صلى الله عليه وسلم:"إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا"(اللفظ لمسلم)،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم محذرًا من الأمراض القلبية:"دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ"(الترمذي)،
ابن الأصول كما قال القائل
تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلًا
كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ رُوحِهِ
لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ سَائِلُهُ
هُوَ الْبَحْرُ مِنْ أَيِّ النَّوَاحِي أَتَيْتَهُ
فَلُجَّتُهُ الْمَعْرُوفُ وَالْجُودُ
سَاحِلُهُ
ابن الأصول هو الذي تحلي بالأمانة والصدق وحسن الخلق
ولايأكل الا الحلال وهذا عنده أفضل من زخارف الدنيا، وزينتها وبهرجها، فمن أعطاه الله خلقًا حسنً؛ فقد أعطى أفضل من الدنيا، كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ"(أحمد).
ابن الأصول الذي ينال محبة الله (عزّ وجلّ)،
وإذا أحب الله العبد؛ نادى على جبريل (عليه السلام)، وأمره بحب هذا العبد، فيحبه جبريل (عليه السلام)، ثم ينادي جبريل (عليه السلام) على أهل السماء، ويأمرهم بحبه، فيحبوه، ثم ينادي جبريل (عليه السلام) على أهل الأرض، ويأمرهم بحبه، فيحبوه، ويوضع له القبول في الأرض،
ابن الأصول الذي شهدله النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية
أصحاب الأخلاق الحسنة، وكفى بها شهادة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا"(متفق عليه)،
ابن الأصول هو أنفع الناس للناس
فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله عزّ وجلّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ"(الطبراني في الأوسط)،
ابن الأصول هو من تمسك بالطاعات والعبادات،
ولم يستطل علي خلق الله فقد قال الحق تبارك وتعالى في الحديث القدسي:"إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ الصَّلاةَ مِمَّنْ تَوَاضَعَ بِهَا لِعَظَمَتِي، وَلَمْ يَسْتَطِلْ عَلَى خَلْقِي، وَلَمْ يَبِتْ مُصِرًّا عَلَى مَعْصِيَتِي، وَقَطَعَ نَهَارَهُ فِي ذِكْرِي، وَرَحِمَ الْمِسْكِينَ، وَابن السَّبِيلِ، وَالأَرْمَلَةَ، وَرَحِمَ الْمُصَابَ، ذَلِكَ نُورُهُ كَنُورِ الشَّمْسِ، أكلؤه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي، أجعل له الظُّلْمَةِ نُورًا، وَفِي الْجَهَالَةِ حِلْمًا، وَمَثَلُهُ فِي خَلْقِي كَمَثَلِ الْفِرْدَوْسِ فِي الْجَنَّةِ)(مسند البزار)،
ابن الأصول هو صاحب الخلق الحسن الذي يحافظ علي أن يكفر الذنوب والخطايا
؛ فمن أراد أن يلقى الله طاهرًا مطهرًا؛ فعليه بالتمسك بالخلق الحسن، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَضَحِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي وَجْهِ صَاحِبِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ"(الإخوان لابن أبي الدنيا)،
وقال صلى الله عليه وسلم:"الْخُلُقُ الْحَسَنُ يُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا يُذِيبُ الْمَاءُ الْجَلِيدَ، وَالْخُلُقُ السُّوءُ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ"(المعجم الكبير للطبراني)،
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال:"تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ". وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: (الفَمُ وَالفَرْجُ)(رواه الترمذي), ومن فضائل التحلي بحسن الخلق أيضًا:
عباد الله: البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والدّيّان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فالتائب من الذنب كمَنْ لا ذنب له
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد
عباد الله فلازلنا نواصل الحديث عن ابن الأصول وهوصاحب الHخلاق العالية والقيم والمباديء السامية فهو
ابن الأصول إنسان مسالم مع ابناء دينه ووطنه
عرف حقوق المواطنة والتعايش السلمي وأنه :"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"(البقرة:256).
وان الله خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"(يونس:99).
وان الرسول صلي الله عليه وسلم أوصانا باهل الذمة خيراً فقال صلى الله عليه وسلم: طأَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"( أبو داود)، (حجيجُه) أي: خصمُه.
ويقول صلي الله عليه وسلم :"من أذى ذميا فقد أذاني "
ويقول:" من آذى ذمياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم
القيامة". (أبو
داود بلفظ: ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير
طيب نفسه فأنا خصمه يوم القيامة. قال السخاوي: وسنده لا بأس به
وأن السيدة عائشة (رضي الله عنها) قالت:"تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بِثَلاَثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ"(البخاري)،
اللهم اصرف عنّا السوء بما شئت، وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.
فاللهمّ أرنا الحق حقا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه، اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والغلاء، وأمدنا بالدواء والغذاء والكساء،
اللهم اصرف عنّا السوء بما شئت، وكيف
شئت إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.