recent
أخبار عاجلة

هل يجوز تغيير محل الإقامة بهدف الحصول على وظيفة أوالمماطلة في الديون؟


 

هل يجوز تغيير محل الإقامة بهدف الحصول على وظيفة أوالمماطلة في الديون؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتغيير محل الإقامة إن لم يكن حقيقياً فهو داخل في جملة الكذب، وهذا لا يجوز إلا لمسوغ من حصول ضرورة أو حاجة ملحة لا مدفع لها إلا بذلك،

ثم إن القانون وضع أحكاماًتساعد على تحقيق المصلحة العامة، فإنه يجب الالتزام بها، ولا يجوز التحايل عليها،. لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ"(المائدة:1). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم."(أبوداود).

مع العلم أن تغيير ما في البطاقة إذا كان يؤدي إلى الكذب فإن ذلك لا يجوز إلا لمسوغ، فإن الكذب من الذنوب العظيمة، والأخلاق الذميمة، وهو من صفات المنافقين التي وصفوا بها في القرآن الكريم، والحديث النبوي، ويعظم إثمه ويزداد بشاعته إذا انضم إليه توكيده بالحلف بالله تعالى، كما قال -عزَّ وجلَّ-: وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"(المجادلة: 14).

وقد جاء في صحيح مسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيراً أو ينمي خيراً، قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها، فأول هذا الحديث نفى الكذب -أي المؤاخذة عليه- إذا كان بقصد الإصلاح بين الناس، وإشاعة الخير بينهم، لكنه سد باب الكذب سداً، إلا في الحالات الثلاث المذكورة فيه، وقد ألحق العلماء بها ما إذا دعت ضرورة وحاجة ماسة مثل: إنقاذ نفس المسلم، أو ماله، أو نحو ذلك، فأباحوا الكذب لهذه الأمور؛ نظراً للمصلحة الراجحة.

فأكل الأموال بالباطل حرام، وفاعله معرض للوعيد الشديد الوارد في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا "(النساء: 29-30). 

وقوله صلى الله عليه وسلم: من غش فليس مني."(مسلم).

 وقوله صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا :المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يوفي الذي عليه، أخذ من سيئات صاحبه ثم طرحت عليه، ثم طرح في النار"(مسلم).

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله.

وفي مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان"

والله أعلم
google-playkhamsatmostaqltradent