recent
أخبار عاجلة

هل يزيد عمر الإنسان وأجله أوينقص؟

 


 هل يزيد عمر الإنسان وأجله أوينقص؟

سؤال  يتردد علي ألسنة الكثير يقولون أجل الإنسان هو أجله فهل يزيد أوينقص؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول اله وبعد 

فقد سُئِل ابن تيمية - فقيل له: قد يُشكل على بعض الناس مواضع في كتاب الله وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول بعضهم: إذا كان الله عَلِم كل ما هو كائن، وكتب ذلك كله عنده في كتاب لا يُزَاد فيه ولا ينقص، فما معنى قوله:" يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"(الرعد: 39)؟

وإذا كانت الأرزاق والأعمار والآجال مكتوبةً في اللوح المحفوظ لا تزيد ولا تنقص، فما توجيهكم لقوله -صلى الله عليه وسلم:"مَن سرَّه أن يُبْسَط له في رزقه، ويُنْسَأ له في أثره، فليَصِلْ رَحِمه"(البخاري ومسلم)؟

وكيف تفسرون قول نوح لقومه:"أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ  يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى "(نوح: 3، 4)؟

وما قولكم في الحديث الذي فيه: "إن الله جعل عمر داود عليه السلام " مائة سنة بعد أن كانت أربعين سنة"

والجواب: إن الأرزاق والأعمار نوعان:

نوع جرى به القدر وكُتِب في أم الكتاب، فهذا لا يتغير ولا يتبدَّل.

ونوع أعلم الله به ملائكته، فهذا هو الذي يزيد وينقص؛ ولذلك قال الله - تعالى -:" يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "(الرعد: 39).

 وأمُّ الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي قدَّر الله فيه الأمور على ما هي عليه، ففي كُتب الملائكة يزيد العمرُ وينقص، وكذلك الرزق بحسب الأسباب، فإن الملائكة يكتبون له رزقًا وأجلاً، فإذا وصل رَحِمَهُ زِيدَ له في الرزق والأجل، وإلا فإنه ينقص له منهما"؛ (مجموع الفتاوى: 8/540).

والأجل أجلان:

أجل مطلق: لا يعلمه إلا الله، وأجلٌ مقيَّد يُعْلِمهُ الله للملائكة، وبهذا يتبيَّن معنى قوله - صلى الله عليه وسلم :"مَن سرَّه أن يُبْسَط له في رزقه، ويُنْسَأ له في أثره، فليَصِلْ رَحِمه"، فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلاً، وقال: "إن وصل رحمه زدته كذا وكذا"، الملك لا يعلم أيزداد أم لا؟ لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر، فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر"؛ (مجموع الفتاوى: 4/517).

يقول ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - كما في "فتح الباري" (11/488).

"الذي سبق في علم الله لا يتغيَّر ولا يتبدَّل، والذي يجوز عليه التغيير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامل، ولا يَبعُد أن يتعلَّق ذلك بما في علم الحَفَظة والموكَّلين بالآدمي؛ فيقع فيه المحو والإثبات؛ كالزيادة في العمر والنقص، وأما ما في علم الله، فلا محوَ فيه ولا إثبات، والعلم عند الله"؛ (القضاء والقدر للدكتور عمر سليمان الأشقر ص 66 - 67).

وقال الإمام النووي - رحمه الله - كما في "شرح مسلم" (16/172 - 173).

• وبسط الرزق: توسيعه وكثرته، وقيل: البركة فيه.

• أما التأخير في الأجل، ففيه سؤال مشهور: هو أن الآجال والأرزاق مقدَّرة لا تزيد ولا

 تنقص؛ كما قال - تعالى:" وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا

 يَسْتَقْدِمُونَ "(الأعراف: 34).

google-playkhamsatmostaqltradent