recent
أخبار عاجلة

الوقاية من عقد الشيطان الثلاثة وعلاجها

 


الوقاية من عقد الشيطان الثلاثة وعلاجها

سعي الشيطان لغواية الإنسان 

الوقاية من الشيطان وحبائله 

مُجاهَدةُ النفْسِ على قِيامِ اللَّيلِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد :"فما السبيل للوقاية من ألاعيب الشيطان وحيله ونفثاته ووسوته وعقده؟

سعي الشيطان لغواية الإنسان 

الشَّيطانُ يَسْعَى دائمًا في كلِّ طَريقٍ للإنسانِ؛ لِيَحولَ بيْنَه وبيْن طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والقِيامِ بما أُمِرَ به، لا سيَّما قِيامِ اللَّيلِ وصَلاةِ الفَجرِ في وَقتِها، ولا نَجاةَ للعبْدِ مِن كَيدِ الشَّيطانِ وحَبائلِه إلَّا بالاستعانةِ باللهِ عزَّ وجلَّ، والأخْذِ بأسبابِ الوِقايةِ والحِفظِ. ومعنا حديث من أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم يبين لنا فيه كيف يفعل الشيطان بالإنسان ليصده عن ذكر وعن الصلاة ..

يقول صلي الله عليه وسلم :" يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ."(البخاري ومسلم).

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحالِ الإنسانِ الَّذي يُريدُ القيامَ لصَلاةِ اللَّيلِ أو الفَجرِ مع الشَّيطانِ، وصِراعِه معه؛ فإنَّ المؤمنَ إذا ذهَبَ إلى النَّومِ يَعقِدُ الشَّيطانُ على قافيتِه -يعني: مُؤخَّرِ رَأسِه- ثَلاثَ عُقَدٍ، فإذا استيقَظ المؤمنُ وذكَرَ اللهَ تعالَى ولم يَستجِبْ لوَساوسِ الشَّيطانِ؛ انفكَّتْ عُقدةٌ، فإنْ توضَّأ انفكَّت الأخرى، وإنْ قام فصلَّى انفكَّتِ العُقدةُ الثَّالثةُ، وأصبَحَ نَشيطًا طيِّبَ النَّفْسِ؛ لأنَّه مَسرورٌ بما قدَّمَ، مُستبشِرٌ بما وعَدَه اللهُ مِن الثَّوابِ والغُفرانِ، وإذا لم يُصَلِّ أصبَحَ خَبيثَ النَّفْسِ، مَهْمومًا بكَيدِ الشَّيطانِ عليه، وكَسلانَ بتَثْبيطِ الشَّيطانِ له عمَّا كان اعتادَهُ مِن فِعلِ الخَيرِ.

الشيطان يسعى دائما في كل طريق للإنسان؛ ليحول بينه وبين طاعة الله عز وجل، والقيام بما أمر به، لا سيما قيام الليل وصلاة الفجر في وقتها، ولا نجاة للعبد من كيد الشيطان وحبائله إلا بالاستعانة بالله عز وجل، والأخذ بأسباب الوقاية والحفظ.

وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحال الإنسان الذي يريد القيام لصلاة الليل أو الفجر مع الشيطان، وصراعه معه؛ فإن المؤمن إذا ذهب إلى النوم يعقد الشيطان على قافيته -يعني: مؤخر رأسه- ثلاث عقد، فإذا استيقظ المؤمن وذكر الله تعالى ولم يستجب لوساوس الشيطان؛ انفكت عقدة، فإن توضأ انفكت الأخرى، وإن قام فصلى انفكت العقدة الثالثة، وأصبح نشيطا طيب النفس؛ لأنه مسرور بما قدم، مستبشر بما وعده الله من الثواب والغفران، وإذا لم يصل أصبح خبيث النفس، مهموما بكيد الشيطان عليه، وكسلان بتثبيط الشيطان له عما كان اعتاده من فعل الخير

 

الوقاية من الشيطان وحبائله 

إذا كان الشيطان له حيل وحبائل وطرق يسلكها للغواية فإن للمسلم طرق يسلكها لإخماد مخططاته ولاسيما إن كيده ضعيف :"إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "(النساء/76.).

فقد جاء في الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه قال:"ذُكِرَ عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلٌ نامَ لَيْلَه حتَّى أصْبَحَ، قال:"ذاك رجُلٌ بالَ الشَّيطانُ في أُذنَيْه"(متفق عليه).

وكل ذلك يتغلب المسلم علي الشيطان بذكر الله عزوجل في الحديثِ: أنَّ الذِّكرَ يَطرُدُ الشَّيطانَ، وكذا الوُضوءُ والصَّلاةُ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة، فخلّيتُ عنه فأصبحتُ فقال النبي -صلى الله عليه و سلم-:" يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ ، قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال:"أما إنه قد كذبك وسيعود" ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إنه سيعود، فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود. فرحمته فخلّيت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟  . قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: "أما إنه كذبك وسيعود ) . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلّمك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" (البقرة:255) حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح؛ فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما فعل أسيرك البارحة؟ " ، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال:"ما هي؟ " ، قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم "الله لا إله إلا هو الحي القيوم "، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير -، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ". قال: لا، قال:" ذاك شيطان "(البخاري).

فالحذَرُ مِن الشَّيطانِ ووَساوسِه ومَكايدِه أمر واجب والتحصين بالأذكار والأوراد أمر مهم .

مُجاهَدةُ النفْسِ على قِيامِ اللَّيلِ

؛ لأنَّ النفْسَ البَشريَّةَ بطَبيعتِها أمَّارةٌ بالسُّوءِ، تَميلُ إلى كلِّ شَرٍّ ومُنكَرٍ، فمَن أطاعَها فيما تَدْعو إليه قادَتْه إلى الهَلاكِ والعَطَبِ.

قال النَّوويُّ: وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:"وإلَّا أصبَحَ خَبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ" مَعناه: لِما عليه مِن عُقَدِ الشَّيطانِ وآثارِ تَثبيطِه واستيلائِه، مَعَ أنَّه لم يَزُلْ ذلك عنه، وظاهرُ الحَديثِ أنَّ مَن لم يجمَعْ بَينَ الأُمورِ الثَّلاثةِ -وهي الذِّكرُ والوُضوءُ والصَّلاةُ- فهو داخِلٌ فيمَن يُصبحُ خَبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ"

النَّشَاط من فضائل الأخلاق: والنَّشاط ضد الكَسل، وهو الخِفَّة والطَّلاقَة، والنَّشاط صِفة محمُودة، لم تَزَل دَأب العُظماء والأجِلَّاء، لأن النشاط يُورِث المَجْد ويُوصِل للمَعالي.

كان النبي صلي الله عليه وسلم  كثيرا ما يَتعوَّذ مِن العَجْز والكَسَل ويقول:"اللهم إني أعوذ بك مِن العَجْز والكَسَل".

وقد أثبت الله عز وجل للمنافقين صفة الكَسَل على سَبيلِ الذَّمِّ لهم؛ فقال تعالى:"وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى"، وقال تعالى: "وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى".

وبَيَّن صلي الله عليه وسلم  ثمرات الكسل وحسراته فقال:"يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل، فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عقدة، فإن توضأ انحلَّت عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عقده، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".

وقال ابن القيم رحمه الله: الكَسالى أكثر الناس همًّا وغمًّا وحزنًا، ليس لهم فرح ولا سرور، بخلاف أرباب النشاط والجِدِّ في العمل..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent