
دروس وعظات من خطبة الوداع
الحث
علي التقوي والطاعة
حرمة الدماء والأموال والأعراض
عادة الجاهلية والأخذ بالثأر
حقوق الميراث التي أكلت اليوم
فضل
يوم عرفات عند الله جل جلاله ، وأهم القرارات فيه .
كمال الدين بتمام النعمة
الحمد لله رب العالمين ..وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له في سلطانه وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أوصانا في خطبة الوداع أن قال لنا " أعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيتكم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم" اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً..أما بعد
يقول الله تعالي:"وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"(الحج/27-29).
عباد الله :" أوّل من نادى الناس إلى الحج نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وذلك بعد انتهائه من بناء بيت الله الحرام لما فرغَ من بناءِ البيتِ قيلَ له أذِّنْ في الناسِ بالحجِّ، قال: ربِّ وما يبلغُ صَوْتي؟ قال: أذِّنْ وعليَّ البلاغُ، فنادى إبراهيمُ: يا أيُّها الناسُ كُتِبَ عليكُمُ الحجُّ إلى البيتِ العتيقِ، فسمِعَهُ من بينَ السماءِ والأرضِ، أفلا ترونَ أن الناسَ يَجيئونَ مِن أَقصى الأرضِ يُلبونَ"(السيوطي والبخاري).
عباد الله :"وظل الناس يحجون بيت الله الحرام إلي أن قام المشركون بالصدِّ عن المسجد الحرام، فجاء الأمر والنداء بالحجّ إلى يوم القيامة؛ تعظيماً لبيت الله الحرام وتكريماً له،حينما نزل قول المولي عزوجل :"وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " على رسول الله صلى الله عليه وسلم-واستدلّ العلماء من هذه الآية على وجوب الحجّ..
أخوة الإيمان والإسلام :
تعالوا لنقف اليوم مع عظات ودروس من خطبة الوداع التي ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشراً أنه "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.
الحث
علي التقوي والطاعة
وقد بدأها الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله
:" الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فأين نحن من الكتاب والسنة وأين نحن من المطالبة بتحكيمهما وهل علمنا أن كل المصائب والأزمات التي حلت بنا ماهي إلا بسبب بعدنا عنهما وعدم الالتزام بهما وإنزال نصوصهما على أرضع الواقع.
حرمة
الدماء والأموال والأعراض
عباد الله :" ثم بين الرسول صلي الله عليه
وسلم حرمة الدماء وربطها بحرمة الأعراض سواء بسواء لأن حرمة الدم أعظم عند الله عز
وجل من الكعبة المشرفة فقال :" أيها
الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من
ائتمنه عليها.
حرًّم الله عز وجل دم المسلم، وأكد حرمته، فقال عزمن قائل"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"(النساء: 93).
فجمع في عقوبة قاتل المسلم بين الخلود في جهنم، وغضب الله عليه ولعنه وهي عقوبات لم تجتمع في كبيرة من الكبائر غير قتل المسلم بغير حق عمدًا.
وجعل تعالى في آية أخرى قتل النفس بغير حق عمدًا، مساويًا لقتل الناس جميعًا، فقال تعالى:"من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا"(المائدة 32).
بل إن مجرد استحلال قتل المسلم بغير حق يعتبر استحلالاً لدماء الناس جميعًا كما فهم سعيد بن جبير من الآية، روي ابن كثير في تفسيره عن سعيد بن جبير قال: " من استحل دم مسلم، فكأنما استحل دماء الناس جميعًا، ومن حرم دم مسلم، فكأنما حرم دماء الناس جميعًا.
واليوم قد ظهر ما حذر منه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكثر القتل والاقتتال والاغتيالات والمذابح وأصبح كثير من حكامنا هوايتهم القتل يقتلون كل من خالفهم أو طالب برحيلهم وينتهكون أموال وأعراض كل من نصحهم أو حذر من شرهم ومكرهم وانبطاحهم لأعداء الإسلام ونسوا قول الله سبحانه وتعالى:"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"(النساء: 93).
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يطوف بالكعبة وهو يقول: " ما أطيبك وأطيب
ريحك، وما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله
تعالى حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرًا"(ابن ماجة).
وقال صلي الله عليه وسلم "المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام.. عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"(الترمذي وحسنه).
حرمة
الأموال
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
وحرًّم الله عز وجل مال المسلم أن يُعتدى عليه، فالمال شقيق الروح، والاعتداء على الأموال مقدمة للاعتداء على الأرواح. ومال المسلم لا يكون أعظم حرمة عند الله تعالى من الكعبة، وهو الذي يعرف لله حقه ويؤدي له فرضه، ومن هنا حرًّم الله عز وجل عرضه ومال ودمه.
حرمة
الأعراض
فعرض المسلم مصون لا يمس قد شرع الله عز وجل ذلك، حتى حرّم النظرة الفاجرة، وأمر بغض الأبصار صيانة للأعراض.
قال عز من قائل:":"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ..(النور/30-31).
عادة الجاهلية
والأخذ بالثأر
كما تناول الرسول صلي الله عليه العادة السيئة التي لاتزال متأصلة عند الكثير من الناس وهي الأخذ بالثائر وعدم الصفح والعفو عند المقدرة فقال :"..أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ"(مسلم).
أبطل النبي صلى الله عليه وسلم أفعال الجاهلية، وبيوعها
التي لم يتصل بها قبض، وقضى أن لا قصاص في قتلها، وجعل الإسلامَ بداية جديدة، وبدأ
في هذه الأحكام بأهل قرابته فوضع من الدم أول ما وضع دم الحارث بن عبد المطلب،
وهكذا ينبغي أن يكون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر أول الفاعلين للمعروف
المنتهين عن المنكر، ولنا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
ووضح الرسول صلي الله عليه للناس من هو عدوهم الحقيقي إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وأن الشيطان هو العدو الحقيقي إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً فقال:"إن الشَّيطان قد يَئِسَ أن يَعْبُدَه المُصَلُّون في جَزيرة العَرب، ولكن في التَّحْرِيشِ بينهم"(مسلم).
إن الشيطان يَئِسَ أن يَعود أهل الجزيرة إلى عِبادة الأصنام، كما كانوا عليه قبل فتح مكة، ولكنه رضي واكتفى بالتَّحْرِيشِ بينهم، وذلك بالسعي في زرع الخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها.
كما لفت أنظار الجميع إلي بداية الخلق وأنه لاينبغي لإنسان أن يتكبر أو يظلم غيره فالظلم ظلمات يوم القيامة فقال :"
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
حقوق الميراث التي أكلت اليوم
وبين الرسول صلي الله عليه وسلم أن الحقوق واجبة علي الجميع وأولها حق الميراث الذي يهضم في هذه الأيام ويضيع بين الورثة ويترتب عليه حقدوغل وجحود .
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامك علي أشرف المرسلين أما بعد فياعباد
كمال الدين بتمام النعمة
عباد الله :" ولما فرغ من خطبته نزل عليه قوله تعالى: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً "(المائدة:3).
وعندما سمعها عمر رضي الله عنه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان"(البخاري).
ومن هنا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"والله إني أعلم اليوم والمكان الذي نزلت فيه هذه الآية، لقد نزلت يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على عرفات".
فضل
يوم عرفات عند الله جل جلاله ، وأهم القرارات فيه .
فيقول الله عز وجل:"فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ. ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "( البقرة/ 198 – 199).
ويقول الفضل بن العباس رضي الله عنهما : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة ، فقال صلى الله عليه وسلم:"من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة".
في يوم عرفة يوم الحج الأكبر يتجلى الله عز وجل على عباده بالتجليات والبركات والرحمات والخيرات ، وفي هذا اليوم يتضاءل الشيطان إلى أحط مراتب الذلة ، ويغتاظ الشيطان إلى أعلى درجات الغيظ لما يرى من فضل الله عز وجل على خلقه، اسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ما رؤى الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة كما يرى فيه من تنزل الرحمات وتجاوز الله تبارك وتعالى عن الذنوب والعظام"( مالك عن طلحة بن عبيد الله)
ويوم عرفة هو أفضل أيام الدنيا عند الله ، ويباهي الله تبارك وتعالى فيه عباده الأطهار وملائكته الأبرار ويعتق فيه رقابهم من النار، اسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل ربنا عز وجل إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، ويقول لهم : انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يرو عذابي ، فلم يرى أكثر عتيقا من النار في يوم عرفة "
وفي يوم عرفة بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام وكل من يقف على عرفات إلى يوم الدين بالمغفرة والرحمة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"يا معشر الناس أتاني جبريل واقرأني السلام من ربي ، وقال لي: إن الله غفر لأهل عرفات ، وضمن عنهم التبعات" فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال: أهذه لنا خاصة يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة".
وانظروا إلى فضل الله وكرمه
وعطاءه وجوده على أهل عرفات، يقول محمد بن المنكدر رحمه الله: حججت ثلاثا وثلاثين
حجة فلما كانت الحجة الأخيرة ، قلت: إلهي وسيدي إنك تعلم أني وقفت موقفي هذا
ثلاثاً وثلاثين مرة، أما الحجة الأولى فقد اسقطت بها الفرض عن نفسي، وأما الثانية
فقد وهبتها لأمي، وأما الثالثة فقد وهبتها لأبي، وأما الثلاثون حجة الباقية فقد
وهبتها لمن وقف على عرفات ولم تتقبل منه ، فسمع هاتفاً من قبل الحق عز وجل يقول
له: يا ابن المنكدر أتجود على صاحب الكرم والجود لقد غفرت لك ، ولمن وقف على عرفات
قبل أن أخلق عرفات بألفي عام.
إن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم والنسك الأقدس فمن أدرك الوقوف بعرفة فقد أدرك الحج، ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "الحج عرفة "().
وبعد انتهائه - صلى الله عليه وسلم - من الخطبة العصماء قال للناس "إنكم ستسألون عني فما أنتم قائلون فارتفعت الأصوات من حوله تصرخ نشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة فرفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - سبابته إلى السماء قائلاً اللهم فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد فكانت شهادتهم مصداقاً لما قال الله ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"(المائدة: 67).
فلما شهدوا له بذلك أشهد ربه على ذلك ثلاث مرات.