
التفوق العلمي وأثره في تقدم
الأمم
الحَثُّ على السَّعْيِ في طَلبِ العِلمِ.
التفوق في شتي المجالات
بالعلم تبني الأمم، فهو أهم سبل تقدمها.
الحمد لله رب العالمين وأشهدأن لاإله إلا الله وحده
لاشريك له في سلطانه وأشهدأن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله
القائل:" طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ"( ابن ماجه). اللهم صلاة
وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله أما بعد
"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ"(الزمر/9).
عباد الله :" لقد رغب
الإسلام في طلب العلم، وحث علي الاجتهاد والتفوق العلمي، ولا أدل علي ذلك من أن أول
قضية تناولها القرآن الكريم هي قضية العلم، وأول أمر سماوي نزل به الوحي هو الأمر
بالقراءة :"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ "(العلق/1-5﴾.
كما سميت سورة كاملة في القرآن
الكريم باسم "القلم"، وبدأها الحق بقوله "ن والقلم وما يسطرون""(القلم/1).
تأكيدًا علي أهمية أدوات العلم
ووسائله، واستهل سبحانه سورة الرحمن بقوله:" الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ
الْقُرْآنَ. خَلَقَ الإنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"(الرحمن/1-3).
وفي هذا تنبيه
للناس كافة علي بيان فضل العلم، والحث عليه، وإشارة صريحة إلى أن الإسلام دين
العلم والمعرفة، وأن الأمة الإسلامية هي أمة العلم والحضارة. ويكفي العلم شرفـًا
أن الله لم يؤمر نبيه صلي الله عليه وسلم بالازدياد من شيء في الدنيا إلا من العلم، حيث
يقول سبحانه "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"(طه/114).
بل إن النبي صلي الله عليه وسلم جعل الخروج لطلب العلم خروجـًا في سبيل الله عزوجل، وبين أن الجد في طلبه والتفوق فيه سبب من أسباب دخول الجنة، حيث يقول صلي الله عليه وسلم من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة). وقد بين نبينا صلي الله عليه وسلم أن أهل العلم هم ورثة الأنبياء في إرشاد الناس، وهدايتهم، والأخذ بناصيتهم إلى طريق الحق والنور، والتقدم والرقي،غفال صلي الله عليه وسلم :" إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ"ويقول صلي الله عليه وسلم :"وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ"(أبوداود).
الحَثُّ على السَّعْيِ في طَلبِ العِلمِ.
عباد الله:" العِلْمُ نورٌ للعُقولِ وضِياءٌ للحَضاراتِ، وقد حَثَّ
الإسْلام عَلى طَلبِ العِلْم النَّافِعِ بِكُلِّ فُروعِه؛ لِمَا فيه من إعْمارٍ
للأَرْضِ وإقامةِ الدِّينِ الحَقِّ على الهُدى والنُّورِ والبَيِّناتِ، وجَعَلَ
لِطُلابِ العِلْمِ ولِلعُلَماءِ مَنزِلةً رَفيعةً بين النَّاسِ.
وفي هذا الحديث قِصَّةٌ، حيثُ يقولُ كُثَيرُ بْنُ قَيْس-
ويُقالُ: قَيسُ بنُ كَثيرٍ كما في رِوايةِ التِّرمذيِّ-: «كُنْتُ جالِسًا عند أبي
الدَّرْدَاءِ في مَسْجِدِ دِمَشقَ، فأتاه رَجُلٌ، فقال: يا أبا الدَّرْداءَ،
أتَيتُكَ من المَدينةِ- مَدينةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؛ لِحديثٍ
بَلَغَني أنَّكَ تُحدِّثُ به عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال أبو
الدَّرداءِ رَضِي اللهُ عنه: «فَما جاءَ بِكَ تِجارةٌ؟»، قال الرَّجُلُ: «لا»،
فقال أبو الدَّرداءِ: «ولا جاءَ بِكَ غَيرُه؟»، قال الرَّجُلُ: «لا»، وهذا
الاسْتِفْهامُ للإيضَاحِ عن سَببِ المجيءِ، وأنَّه لم يَأتِ لِطلَبِ تِجارةٍ أو
عَرَضٍ من أعراض الدُّنيا، وأنَّه ما جاء به غيرُ طَلبِ ذلك الحَديثِ، فقال أبو
الدَّرداءِ رضِيَ اللهُ عنه عِندَما عَرَفَ نِيَّةَ الرَّجُلِ، وأنَّ سَفرَه
إنَّما كان لطَلَبِ العِلْم: «فَإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ يقول: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا»، ودَخَلَ فيه أو مَشى، «يَطلُب فيه
عِلْمًا»، أي: يَطلُب فيه عِلمًا نَافعًا خَالصًا لله تَعالى، «سلَك اللهُ به
طَريقًا إلى الجَنَّةِ»، وذلك بالتَّوفيقِ إلى عَملِ الطَّاعاتِ والخَيراتِ في
الدُّنيا، أو إدْخالِه الجَنَّةَ بلا تَعبٍ في الآخِرَةِ، «وإنَّ المَلائِكةَ
لَتضَعُ أَجْنِحَتَها رِضًا لِطالِبِ العِلْمِ»، وهذا يَحتَمِلُ أن يَكُون مَعناه
على حَقيقَتِه، أي: تَضعُ أجْنِحتَها وإنْ لم يُشَاهَد، فَتضَعُها لتَكونَ وِطاءً
له إذا مَشى، أو تَكفُّ أجْنِحَتَها عن الطَّيرانِ وَتنْزِلُ لِسماعِ العِلمِ.
قال: "وإنَّ العالِمَ ليَستَغْفِرُ له مَن في السَّمواتِ
ومَن في الأَرضِ، والحيتانُ في جَوفِ الماءِ"، أي: تَطلُبُ له المَغفِرةَ من اللهِ
إذا لَحِقهُ ذَنبٌ، أو تَستَغْفِرُ له مُجازاةً على حُسنِ صَنيعِهِ؛ وذلك لِعمُوم
نَفعِ العِلمِ؛ فإنَّ مَصالِحَ كُلِّ شَيءٍ وَمنافِعَه مَنوطةٌ به.
ثم قال مُبيِّنًا فضْلَ العالِمِ على العابِدِ: «وإِنَّ فَضْلَ العالِمِ»، وهو المُشْتَغلُ بالعِلمِ النَّافِعِ بأصولِهِ وقَواعِدِه الصَّحيحةِ، «على العابِدِ»، وهو من غَلبَ عَليهِ العِبادةُ مع اطِّلاعِه على العِلْمِ الضَّروريِّ، «كَفَضْلِ القَمَرِ ليلةَ البَدرِ على سائِرِ الكَواكِبِ»؛ لأنَّه يَعُمُّ بِنورِه الأرْضَ، على عَكْسِ الكَواكِب التي لا تُنير مع وجودِها في الكَون، وفيه تَنبيهٌ على أنَّ كَمال العِلمِ ليس للعالِمِ من ذَاتِه، بل بما تَلقَّاه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كنورِ القَمر؛ فإنَّه مُستفَادٌ من نُورِ الشَّمسِ، «وإِنَّ العُلَماءَ هم وَرَثةُ الأنْبياءِ، وإنَّ الأنْبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهَمًا»؛ فليس من شَأنهم تَوريثُ المالِ، «وَرَّثوا العِلمَ؛ فَمنْ أَخَذَه» أي: بحقِّهِ، وحافَظَ عليه، وعَمِلَ به، وعلَّمَهُ للنَّاسِ، «أَخَذَ بِحظٍّ وافِرٍ»، أي: بَنَصيبٍ تامٍ وكامِلٍ. والعُلماءُ مَنوطٌ بهم تَعليمُ طُلابِ العِلمِ؛ فَينبَغي عليهم أن يُراعوا حُقوقَهم في التَّعلُّم والتَّعليمِ، ونَقلِ أمانةِ العِلمِ إليهم، وهذا يَستَلزِمُ من الطُّلابِ إكْرامَ العُلماءِ أيْضًا وتَبجيلَهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول:"ألا إن الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرُ الله، وما
والاه، وعالمٌ أو متعلمٌ"(الترمذي).
عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"سيأتيكم أقوامٌ يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبًا مرحبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقْنُوهم، قلت للحكم: ما اقْنُوهم؟ قال: علِّموهم"(ابن ماجه).
عن أبي هريرةرضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له"(مسلم)،
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما -: أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال:"لا تَعلَّموا العلم لتُباهوا به العلماء، ولا لتُماروا
به السفهاء، ولا تَخيَّروا به المجالس، فمَن فعل ذلك فالنارَ النارَ"(ابن
ماجه).
طلَبُ العلْمِ له شرفٌ عَظيمٌ؛ لِمَا فيه مِن إقامةِ
الدِّينِ والدُّنيا، وينْبَغي على مَن سعى في تَحصيلِه أن يَبتغيَ به وجْهَ اللهِ
تعالى، وأن يَبتعدَ عن الرِّياءِ والسُّمعةِ ومباهاةِ الناسِ بالعِلم.
قال الإمام الحسن البصري : “لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم ، تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد ،وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على الدين والصبر على الضراء والسراء والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواما في الخير فيجعلهم سادة هداة يقتدى بهم ،أدلة في الخير تقتفى آثارهم وترمق أفعالهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ،وبأجنحتها تمسحهم ،لأن العلم حياة القلوب ونور الأبصار ، به يبلغ الإنسان منازل الأبرار ، وبه يطاع الله عز وجل وبه يعبد وبه يوحد ، وبه يمجد وبه تواصل الأرحام ، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء..”.
التفوق في شتي المجالات
عباد الله :" والتفوق العلمي
الذي رغب فيه الإسلام ليس مقتصرًا على التفوق في ميدان العلم الشرعي فحسب، وإنما
يشمل كل علم يتفع الناس في شئون دينهم، وشئون دنياهم؛ ولذلك فقد جاء قول الله عزوجل
:"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" في معرض
الحديث عن العلوم الكونية، حيث يقول سبحانه:"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ
أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا
أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا
وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ
وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ"(فاطر/27-28).
فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مكانة العلم في
الإسلام لا تدانيها مكانة وقال الله أيضا في كتابه : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ"(الزمر:9) . وقال عز من قائل:"يَرْفَعِ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"(المجادلة:
11).
وفي ذلك دلالة علي اهتمام
الإسلام وعنايته بالعلوم الكونية كاهتمامه وعنايته بالعلوم الشرعية، وأن التفوق
العلمي في شتي المجالات من أهم عوامل بناء الحضارات واستمرارها، ولله در القائل:
بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ --- فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي
أشرف المرسلين وبعد
بالعلم تبني الأمم، فهو أهم سبل تقدم الأمم،
فياعباد الله .. لا شك أن العلم أهم سبل تقدم الأمم، فبالعلم
تبني الأمم، وتستصلح الأراضي، وتعظم السلالات، وتدار التجارات، وتطور الصناعات،
وتعالج الآفات، وتستخرج المعادن، والأمة العظيمة هي التي تبهر العالم بما تنتجه من
علم ومعرفة، وما تتقنه من زراعة، وصناعة، وتجارة، وثقافة، وما تخرجه من الأطباء
البارعين والمهندسين المتقنين، والصناع الحرفيين الماهرين. فما أحوجنا إلي أن نأخذ
بأسباب التفوق العلمي في مختلف المجالات؛ فإننا إذا تفوقنا في أمور دنيانا احترم
الناس ديننا ودنيانا، وعلي كل منا أن يسعي لأعلي درجات التفوق في مجاله عالمـًا،
أو باحثـًا، أو صانعـًا، أو حرفيـًا، حتي يسهم في تقدم وطنه ورقيه، حيث يقول الحق
سبحانه وتعالي :"فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ
لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"، فإذا كان المطلوب هو أن تنفر طائفة من كل فرقة
ليتفقهوا في علوم الدين، فإن علي الباقين أن ينفروا فيما ينفع البلاد والعباد،
فتنفر فرقة لطلب الطب، وأخري لطلب الهندسة، وثالثة للعمل بالزراعة، ورابعة للعمل
في الصناعة، وخامسة للاشتغال بالتجارة، وهكذا في سائر الفنون والحرف والصناعات.
ولقد سرَّنا ما علمنا به وشاهدناه من أبناء وبنات الوطن في حصولهم على المراكز
الأولى والمتقدمة على مستوى العالم في مجال البحوث العلمية، وكان المتقدمون من
مراحل قبل المرحلة الجامعية، فهؤلاء أصحاب العلو والارتقاء والتميز، هؤلاء الصفوة،
هؤلاء الذين انتقوا.
عباد الله:"
لقد أثبت ديننا أن العطاء
والتقدم الذي يدفع بالأمة إلى قيادة العالم في كل المجالات لا ينظر لحجمه بقدر ما
ينظر لدوره، ولمكانته في التغيير والإنتاج، فقد خرجت دار الأرقم قادة قادوا الأمم
لقرون طويلة، وبسط الله عز وجل الرحمة في الكهف الضيق للفتية الذين أرادوا إقامة
التوحيد، فجعلهم الله آية لما بذلوا الجهد في الدعوة، وعلم الله صدقَ نيَّتهم،
وأقبل زيد بن ثابت رضي الله عنه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في
الحادية عشرة من عمره، فأمره أن يتعلم لغة يهود، فأتقنها في نصف شهر؛ (فتح الباري:
13 /186)، وكان من كُتَّاب الوحى، وكان يكتب إلى الملوك، وتعلم الفارسية،
والرومية، والحبشية؛ (تجارب الأمم، ابن مسكويه: 1 /274).
وخلاصة القول: إن البحث العلمي
هو الذي يضع المؤسسات والجامعات والأمم في طريق الإنتاج والمنافسة والتقدم، وما
تشهده البشرية اليوم من أنظمة رقمية وتكنولوجية، وتنافس في جميع المجالات يحتم على
أمتنا، وعلى القائمين على قراراتها أن يغيِّروا طريقة التعامل مع البحث العلمي،
وتهميش دوره؛ لنصل إلى معارج التنافس والتقدم لأمتنا لقيادة البشرية في كل
المجالات، والوصول بها لتحقيق مقولة ربعي بن عامر رضي الله عنه: "إن الله
ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله - عز وجل - ومن ضيق الدنيا
إلى سَعتها، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام"؛ (تاريخ الطبري:3 /520)، وهذا
الأمر تقع المسؤولية فيه على الجميع.
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بماعلمتنا يارب العالمين