recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة ماعلي الحاج قبل سفره للحج ؟ لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


ماعلي الحاج قبل سفره للحج ؟

 مهمات ينبغي على الحـــــــاج إدراكها قبل سفره للحج

اسجد لله شكراً واكتب وصيتك وتب الي الله 

صحح نيتك ونقي مالك وعظم شعائر الله 

تعلم المناسك والأركان بنفسك أومن غيرك 

اختارالصحبة الصالحة وتأدب بأداب الاسلام 


الحمد لله رب العالمين وأشهدأن لاإله إلاالله وحده لاشريك له في سلطانه أمر خليله ابراهيم أن يؤذن في الناس بالحج :"وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً.." لَمّا فَرَغَ إبْراهِيمُ مِن بِناءِ البَيْتِ قالَ: رَبِّ، قَدْ فَرَغْتُ، فَقالَ: أذِّنْ في النّاسِ بِالحَجِّ. قالَ: رَبِّ وما يَبْلُغُ صَوْتِي؟ قالَ: أذِّنْ وعَلَيَّ البَلاغُ. قالَ: رَبِّ كَيْفَ أقُولُ؟ قالَ: يا أيُّها النّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ إلى البَيْتِ العَتِيقِ. فَسَمِعَهُ مَن بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ،فَمَن لَبّى تَلْبِيَةً واحِدَةً حَجَّ حَجَّةً واحِدَةً، ومَن لَبّى مَرَّتَيْنِ حَجَّ حَجَّتَيْنِ، ومَن زادَ فَبِحِسابِ ذَلِكَ.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه قال :" أيها الناسُ . . قد فُرِضَ عليكم الحجُّ فحُجُّوا ، فقال رجلٌ : أكُلَّ عامٍ يا رسولَ اللهِ ؟ فسكتَ حتى قالها ثلاثًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لو قلتُ : نعَم ، لوجبَتْ ولما استطعتُم ، ثم قال : ذَروني ما تركتُكم ، فإنما هلك من كان قبلَكم بكثرةِ سؤالِهم واختلافِهم على أنبيائِهم ، فإذا أمرْتُكم بشيءٍ فأْتُوا منه ما استطعتُم ، وإذا نهيتُكم عن شيءٍ فدَعُوه"(البخاري ومسلم والبيهقي واللفظله). 

اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وبعد فيقول الله تعالي :"الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ "(البقرة:197).

مهمات ينبغي على الحـــــــاج إدراكها قبل سفره للحج

عباد الله :" هذه الأيام يبدأ ـ بتوفيق الله تعالى ـ تفويج الحجاج لأداء الحج لهذا العام ، وإني أسأل الله تعالى أن يوفق جميع الحجاج حتى يكون حجهم مبروراً ، وسعيهم مشكوراً وأن يكتب لهم السلامة والعافية ، وأن يعودوا سالمين غانمين ، وأن يكون حجهم سبباً لدخول الجنة ، إن ربي سميع الدعاء.

حديثنا اليوم للحجيج ولكل من نوي الحج نقول لهم:"

اسجد لله شكراً

  أولاً : احمد الله تعالى أخي الحاج أن وفقك لتكون من حجاج بيته هذا العام ، واشكره على هذه النعمة العظيمة ، فإن كثيراً من إخوانك وأخواتك المسلمين يتمنون أن يكونوا في ركب الحجيج ، إلا أن ذلك لم يتم لهم إما لعجز مادي أو بدني أو غير ذلك ،أولم يحصل علي التأشيرة  فأكثِرمن الحمد لربك واشكره على هذه النعمة  قال تعالى :"لئن شكرتم لأزيدنكم" وقال تعالى : "واشكروا لي ولا تكفرون"،وأكثر من دعاء الله تعالى لأن يوفقك ليكون حجك مبروراً وسعيك مشكوراً وأن يوفقك لإتمامه وأدائه كما فرضه الله تعالى.

تكتب وصيتك وتتوب الي الله 

أخي الحاج "إذا عزم المسلم على السفر إلى الحج أو العمرة استحب له أن يوصي أهله وأصحابه بتقوى الله عز وجل ، وهي : فعل أوامره ، واجتناب نواهيه . وينبغي أن يكتب ما له وما عليه من الدين ، ويشهد على ذلك ، ويجب عليه المبادرة إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب ؛"وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(النور/31).

ومن الآداب أيضاً أن يكتب العبد وصيته قبل سفره، فإن السفر مظنة تعرض الإنسان للأخطار والمشاق، فيبين فيها ما له وما عليه، ويوصي أهله وأصحابه بتقوى الله عز وجل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين -وفي رواية- ثلاثَ ليال إلا ووصيته مكتوبة عنده"(متفق عليه).

وحقيقة التوبة : الإقلاع من الذنوب وتركها ، والندم على ما مضى منها ، والعزيمة على عدم العود فيها ، وإن كان عنده للناس مظالم من نفس أو مال أو عرض ردها إليهم ، أو تحللهم منها قبل سفره ؛ لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه"(البخاري) 

وأن يرد المظالم إلى أهلها، فيراجع الأوراق ويفتش في العلاقات، فإذا أغضب هذا يصالحه، وإذا أساء إلى هذا يستحله، وإذا قذف عرض هذا يدعو له بالمغفرة، فالمظالم المادية لابد أن يردها أيضاً قبل رحيله. وأن يصلح ما بينه وبين الخلق بالتحلل من حقوق العباد ورد المظالم والودائع وقضاء الديون أو الاستئذان من أصحابها.

تصحيح النية 

 وعليك أخي الحاج أن تصحح النية، قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" ولما نظر عمر رضي الله عنه إلى حجاج بيت الله قال: الركب كثير والحاج قليل.

والمعنى: أن حجاج بيت الله كثر، لكن أصحاب النية الصحيحة قليل، فمن الناس من يذهب للحج ليحصل على هذا اللقب، فتجده قبل الحج قد رسم طائرة على جدران بيته وكتب على الجدران: حج مبرور وذنب مغفور، وهذا قبل السفر، فيقطع بمغفرة الذنوب، ثم عند إقلاعه يركب السيارة وعليها العلم الأبيض يرفرف، والناس من خلفه بالسيارات تزفه! وهذا كله يدعو للرياء، فلابد أن تخرج وأنت تخلص النية لله عز وجل قاصداً بيت الله وتدعو الله أن يقبل منك.

قصد وجه الله 

 ويجب على الحاج أن يقصد بحجته وعمرته وجه الله والدار الآخرة ، والتقرب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة ، ويحذر كل الحذر من أن يقصد بحجه الدنيا وحطامها ، أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك ، فإن ذلك من أقبح المقاصد وسبب لحبوط العمل وعدم قبوله ، كما قال تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) هود/15-16 . وقال تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا"( الإسراء/18-20 ).

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال الله تعالى :"أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" . من المؤكد أنك تعلم أخي الحاج حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجنة"(البخاري ومسلم).

إن مما ينبغي عليك إدراكه قبل أن تدخل في هذه الفريضة أن تعرف معنى “الحج المبرور” فما هو الحج المبرور؟ وكيف يكون حجك مبروراً ؟ ولطالما أن دافعك من حجك أن تؤدي هذه الفريضة ، وأن تحصل على الأجر والثواب من الله وأن يكون ذلك سبباً لدخولك الجنة ، فإنه ينبغي عليك أن تعرف كيف يكون حجك مبروراً ، ثم تجتهد بعد تلك المعرفة في تحقيق الأسباب والشروط التي يكون بها حجك مبروراً .

وقد جاء في تفسير "الحج المبرور" معانٍ كثيرة منها أنه : الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق ، وكانت النفقة فيه من المال الطيب ، وقيل : المقبول ، وقيل : الذي يدفع الحاج فيه زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة ، وقال القرطبي ـ كما في فتح الباري ـ : الأقوال التي ذكرت في تفسيره متقاربة المعنى وهي أنه : الحج الذي وفيت أحكامه ، ووقع موقعاً لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل.

فاحذر كل الحذر ـ أخي الحاج ـ من الرياء والسمعة ، وكن على حذر من أن يتلاعب بك الشيطان فترائي بحجك ويكون همك ودافعك أن يقال عنك “حاج” أو أن تذكر بذلك ، ولا يكن خفياً عليك أن ربك عز وجل غني عن كل عمل أشرك العامل فيه معه غيره ، وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال : (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم. هل ترضى لنفسك أن يكون عملك هباء منثوراً ؟! هل ترضى أن يكون نصيبك وحظك من حجك التعب والسفر والنفقة دون أجر يُكتب أو ذنب يُمحى؟!

فعليك أخي الحاج بمجاهدة نفسك لأن يكون عملك خالصاً لوجه الله تعالى ، وأكثر من دعاء الله تعالى بأن يجنبك الشرك صغيره وكبيره ، وأكثر من الدعاء : (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم). واعلم أن إخلاصك لله تعالى في هذه العبادة (الحج) يكون بعلمك أنه فرض من فرائض الله تعالى ، وأن الله تعالى شرعه لتحقيق ذكره وعبادته ، وأن الله وحده هو الذي يجازي عليه ، وأن قبوله له سبحانه وحده ، وتدرك أيضاً أن أداءه كما فرض الله من أسباب رضا الله تعالى عنك ، ومن أسباب دخول الجنة ، وتدرك أيضاً أنك تحقق بهذه الأعمال عبوديتك لله تعالى الذي خلقك وأوجدك لتكون عبداً له سبحانه ، وتتذلل له وتدعوه وتخضع له ، فهو إلهك وسيدك وربك ، حل جلاله وتقدست أسماؤه سبحانه وتعالى ويكون بتعظيمك لتلك الأعمال والشعائر والأماكن والأزمان التي عظمها الله تعالى وأمر بتعظيمها ، فإذا حققت هذه الأمور وما يتعلق بها فإنك بإذن الله تكون ممن أخلص حجه لله سبحانه وتعالى .

تنقية المال 

وينبغي أن ينتخب لحجه وعمرته نفقة طيبة من مال حلال ؛ لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا) ، وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء : لبيك وسعديك ، زادك حلال ، وراحلتك حلال ، وحجك مبرور غير مأزور . وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء : لا لبيك ولا سعديك ، زادك حرام ، ونفقتك حرام ، وحجك غير مبرور) .

وينبغي للحاج الاستغناء عما في أيدي الناس والتعفف عن سؤالهم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم) .

تعظيم هذا الركن ركن الحج

 أخي الحاج ،  واعلم أخي الحاج أن مما يعينك على التزام هذه الآداب أن تستشعر عظمة الزمان والمكان، فإن ذلك أدعى إلى أن تؤدي المناسك بخضوع وإجلال لله جل وعلا، قال سبحانه: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}(الحج :32)، ولتتذكر أيضاً أنها أيام قليلة معدودة، سرعان ما تنقضي وتذهب، فاحرص على اغتنام الأوقات واللحظات فيما يقربك من ربك جل.

إن حج بيت الله هو أحد أركان هذا الدين العظيم ، فالإسلام قد بني على خمسة أركان ـ كما تعلم ـ والحج هو أحد هذه الأركان ولذلك فإن منزلة هذه الفريضة منزلة عظيمة ، ومقامها مقام كريم ، وقد شرع الله تعالى الحج وبه تتحق كثير من المقاصد الشرعية التي تظهر بكل وضوح في شعائره وعباداته وأذكاره ومواقفه وقد قال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام : "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) وقال الله تعالى : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) ، فعليك أخي الحاج بإدراك ما قد هيأت نفسك له وما ستقدم عليه ،عليك بمعرفة مكانة هذا الركن العظيم ، وثوابه الجزيل ، وعليك بإدراك مقاصد التشريع فيه ، وفضيلة الزمان والمكان والأعمال التي ستؤديها فيه.

الخطبة الثانبة 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد 

تعلم المناسك والأركان بنفسك أو من غيرك 

عليك أيها الحاج أن  تتعلم صفة الحج وأحكامه قبل سفرك ،  وتتفقه في ذلك وتسأل عما أشكل عليك ؛ لتكون على بصيرة ، إما أن تتعلمها بنفسك ، أو ليقم من يستطيع ذلك من أهلك أو أصدقائك أو جيرانك بتعليمك ، حتى يكون عملك موافقاً لهدي النبي عليه الصلاة والسلام ، وحتى يقبله الله تعالى ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"(متفق عليه) ، وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول في حجته وهي المشهورة بــ “حجة الوداع” كان يقول : ” لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"(مسلم).

وأعلم أن طرق أداء منسك الحج هي لإفراد والقِران والتمتع :

فالإفراد هو: القيام بأعمال الحج فقط، ثم يؤدي العمرة بعد الانتهاء من مناسك الحج إذا أراد، ويحرم بالعمرة حينئذٍ من أدنى الحِلِّ.

والقِران هو: أن يُحرِم بالعمرة والحج معًا، أو بالعمرة ثم يُدخِل عليها الحج قبل شروعه في أعمالها، ثم يعمل عمل الحج في الصورتين.

والتمتع هو: أن يُقَدِّم العمرةَ على الحج ويتحلل بينهما؛ واسمه "تَمَتُّعٌ" لأن الحاج يتمتع فيه بمحظورات الإحرام بين الحج والعمرة.

واختلف العلماء في التفضيل بينها، والذي نراه هو أن يختار كل إنسانٍ ما يشاء، مع النصيحة باختيار الأيسر على النفس؛ لأن الحج بطبيعته شاقٌّ.

  والسنة للمحرم أن يجعل الرداء على كتفيه جميعاً، السنة أن يجعل الرداء على كتفيه جميعاً، وأن يجعل طرفيه على صدره، هذا هو السنة،

والتلبية من ذكر الله تعالى وهي إقرار واعتراف أن الحمد والنعمة لله وحده وكذا الملك ، وبها الشهادة أنه لا شريك له سبحانه لا شريك له في ربوبيته ولا ألوهيته ولا أسمائه وصفاته ، والطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار شرعت لذكر الله تعالى ، كما أخبر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم  ، ويوم عرفة هو يوم الركن الأعظم من أركان الحج وهو يوم ذكر لله ودعاء ، والمشعر الحرام بالمزدلفة قد أمرك الله بأن تذكره فيه ، قال الله تعالى :"فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين" وأيام منى هي أيام ذكر لله تعالى كما جاء في الحديث ، وحتى إذا قضيت المناسك فإن الله تعالى قد أمرك بأن تكثر من ذكره قال الله تعالى :"فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً) ، فأوصيك أخي الحاج باستشعار هذا الأمر العظيم والاجتهاد فيه ، وأن يكون ذكر الله تعالى هو أكثر ما تهتم به ؛ تسبح الله وتحمده وتكبره وتشهد أن لا إله إلا هو ، وتكثر من الاستغفار ، وبالجملة تكثر من ذكر الله تعالى  

اختار الصحبة الصالحة وتأدب بأداب الاسلام 

 وينبغي له أيضا أن يصحب في سفره الأخيار من أهل الطاعة والتقوى والفقه في الدين ، ويحذر من مصاحبة السفهاء والفساق .

ومن الآداب التي يجب على الحاج مراعاتها حفظ اللسان عما حرم الله من غيبة ونميمة وسب وشتم وجدال بالباطل، وكذلك غض البصر عن محارم الله، فليتق الحاج ربه وليعظم حرمات الله، ولا يرجع من حجه بالذنوب والأوزار كما قال القائل واصفاً من هذا حاله:

 "يحج لكي ما يغفر الله ذنبه فيرجعُ قد حُطَّت عليه ذنوبُ" 

وعلى المرأة المسلمة أن تحرص على الستر والعفاف، وأن تحذر من التبرج والسفور ومخالطة الرجال ومزاحمتهم، كما عليها أن تتفقه في أحكام الحج المختصة بالنساء، وأن تسأل عما يشكل عليها في ذلك.

أخي الحاج لقد جهزت ـ وربما شاركك في ذلك من حولك ـ فتم تجهيز أغراض سفرك وتم دفع الرسوم على مختلف جهاتها ، وتم عمل التأشيرة ، واستخرجت التذاكر وتم تحديد وقت السفر والمجموعة التي ستكون من ضمنها وبرنامج التفويج … إلى غير ذلك مما له تعلق بسفرك ، وأهنئك على توفيق الله تعالى لك في ذلك .فحج مبرور وذنب معفور بمشيءة الله تعالي

اللهم اكتب لنا حجة مبرورة يارب العالمين .

google-playkhamsatmostaqltradent