recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة الحقوق المتعلقة بالمال لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 الحقوق المتعلقة بالمال

المال مال الله والخلق عيال الله

 لماذا نسبت الأموال وملكيتها للبشررغم أن المال كله لله؟

المال شقيق النفس والنفس ميالة إليه

الإسلام يحذر من الإنهماك في جمع المال 

الحقوق المتعلقة بالمال ثلاثة

تحميل الخطبة pdf

ورد

الحمد لله رب العالمين  والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين أما بعد

فيقول الله تعالى :"وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم ٌ  لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ "(المعارج:24- 25).

ويقول الله تعالي أيضاً:" وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"(الذريات:19).

عباد الله :" حديثنا إليكم اليوم  عن الحقوق المتعلقة بالمال وهي حقوق كثيرة وقبل أن نتحدث عن بعض هذه الحقوق لابد أن نعرف أولاً"

 هل المال مال الله أم مال العباد ؟

عباد الله :"فلسفة المال في الإسلام تقوم على أن الملكية الحقيقية للمال والرزق هي لله، وأن الإنسان مجرد مستخلف على هذا المال مسؤول عنه مبتلى به، قال تعالي:" آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ"(الحديد: 7). 

فتصرف الإنسان في المال بأيّ صورة كانت هو في الحقيقة تصرف في غير ملكه، والتصرف في ملك الغير يتوقف على إذن صاحبه، وقد أذن الله تعالى للإنسان في اكتساب المال، والانتفاع به وإنفاقه بطرق مشروعة ومحددة؛ فمتى كان المال مكتسبًا من طريق مشروعٍ فيكون له حق التصرف فيه.

المالك الحقيقي للمال:

الله جل جلاله خالق هذا الكون ومالكه، ويتصرف في ملكه كما يشاء، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه.ونظام المال في الإسلام يقوم على أساس الاعتراف بأن الله وحده هو المالك الأصيل للمال، وله سبحانه وحده الحق في تنظيم قضية تملك الأموال، وإيجاب الحقوق في المال، وتحديدها وتقديرها، وبيان مصارفها، وطرق اكتسابها، وطرق إنفاقها.

قال تعالى:"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(آل عمران:26).

المال مال الله والخلق عيال الله

 عباد الله :" إِنَّ في القُرآنِ وَالسُّنَّةِ مَا لَو تَدَبَّرَهُ النَّاسُ وَوَعَوهُ، لَتَغَيَّرَت نَظرَتُهُم لِمَا في أَيدَيهِم، وَلَتَبَدَّلَ كَثِيرٌ ممَّا في قُلُوبِهِم نَحوَ المَالِ حُبًّا وَكُرهًا، وَلَكَانَ قَاضِيًا عَلَى كَثِيرٍ ممَّا يَتَقَلَّبُونَ فِيهِ بِسَبَبِهِ مِن مَصَائِبَ وَمُشكِلاتٍ في لَيلِهِم وَنَهَارِهِم. قَالَ سُبحَانَهُ:"وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(المائدة: 17). 

وَقَالَ تعالي:":" وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ "(النور: 33).

ويقول صلي الله عليه وسلم :"إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللهِ بِغَيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ"(البُخَارِيُّ).

فَالمَالُ إِذًا مَالُ اللهِ، وَالمَالِكُ الحَقِيقِيُّ لَهُ هُوَ اللهُ، وَأَمَّا وُجُودُهُ بِأَيدِي النَّاسِ وَمُلكُهُم لَهُ، فَإِنَّمَا كُلُّ ذَلِكَ مُجَرَّدُ وَدَائِعَ وَأَمَانَاتٍ استُخلِفُوا فِيهَا، لا لِيَتَصَرَّفُوا فِيهَا تَصَرُّفًا مُطلَقًا وَحَسبَمَا يَتَشَهَّونَ، وَلَكِنْ لِيَنتَفِعُوا بها وَيَستَعمِلُوهَا وِفقَ مَا شُرِعَ لهم، بِالكَسبِ الحَلالِ وَالاستِثمَارِ الحَلالِ، ثم الإِنفَاقِ الرَّشِيدِ وَإِعطَاءِ كُلِّ ذَي حَقٍّ حَقَّهُ، وُصُولاً إِلى تَحقِيقِ مَصلَحَتِهِم وَمَصلَحَةِ مُجتَمَعَاتِهِم، وَبُلُوغًا لِسَعَادَتِهِم وَسَعَادَةِ مَن حَولَهُم، قَالَ تَعَالى :" آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ"(الحديد: 7).

فإذا سعى إلى تحصيله من حلال ووضعه في مواضعه بعيداً عن الإسراف والتبذير وقدم جزءً منه في سبيل الله في مواطن تخدم دينه وأمته وتسد بعض حاجات المحتاجين فنعم المال هو، مال طيب مبارك ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة.

لماذا نسبت الأموال وملكيتها للبشررغم أن المال كله لله؟

يقول الله تعالي:"خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(التوبة/103).

فقد نسب الأموال وملكيتها لهم، رغم أن المال كله لله، مصداقاً لقوله: "وَآتُوهُمْ مِّن مَّالِ الله الذي آتَاكُمْ..." (النور: 33).

نسب المال إلي خلقه تفضلاً منه سبحانه

ولكن الحق ينقله إلى خلقه تفضلاً منه، وأوضح سبحانه إذا قلت لكم:"أخرجوا شيئاً من المال الذي وهبتكم إياه فلن أرجع فيما وهبته لكم، ولذلك إذا احتاج مؤمن شيئاً من مؤمن مثله، فالحق سبحانه وتعالى يقول:"مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله..."(البقرة: 245). وسبحانه واهب المال وهو يحترم هبته لصاحب المال.

نسب المال إلي خلقه تطميناً لهم ليتصدقوا

وقوله:"خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً" لاحظ فيه العلماء أن المال حين يضاف إلى صاحبه فهو تطمين له، حتى يتحرك في الحياة حركة فوق ما يحتاج، ويبقى له شيء يتموَّله، وبذلك يحرص الإنسان على الحركة التي ينتفع بها الغير، وإن لم يقصد. فيوضح له الحق: اطمئن إلى أن كل شيء سيزيد عن حاجتك يصبح ملكاً لك، ولا يخرج المال عن ملكية صاحبه إلا إذا كان صاحبه غير أهل للتصرّف، مصداقاً لقوله الحق:"وَلاَ تُؤْتُواْ السفهآء أَمْوَالَكُمُ..."(النساء: 5).

لأن السفيه لا يصح أن يتملك؛ لأنه بالحمق قد يضيع كل شيء، فينزل الحق الحكم: إن مال السفيه الذي يملكه ليس ماله إنما هو مالكم. ولكن إلى متى؟ فيأتي القول الحق:"فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فادفعوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ..."(النساء: 6).أي: ردوا إليهم أموالهم متى عادوا إلى الرشد وصاروا أهلاً للملكية.

وقول الحق:"خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ" نلحظ فيه أن الأموال أضيفت لأصحابها، ما لم يكن فيهم سفه في التصرف أو عدم رشد؛ بأن يكون وارث المال قاصراً لا يقدر على التصرف فيه، فأوضح لنا سبحانه: لا تعتبروا مال السفيه ولا مال القاصر ماله، ولكن ليرعى الوصيّ المال باعتبار أنه ماله هو، وحذَّر سبحانه الوصيَّ: إياك أن تتعدى في ملكية هذا المال؛ لأن الذي جعله مالك، إنما جعل الملكية من أجل القيامة على المال، ولأجل هو أن يبلغ القاصر رشده، أو يرجع السفيه إلى عقله.

وقوله صلي الله عليه وسلم :"إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللهِ بِغَيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ"(البُخَارِيُّ).إِنَّ هَذَا التَّخَوُّضَ في مَالِ اللهِ وَالتَّصَرُّفَ فِيهِ بِالبَاطِلِ، لا يَكُونُ إِلاَّ عَن شُعُورٍ مِنَ المَرءِ بِأَنَّهُ المَالِكُ الحَقِيقِيُّ لِلمَالِ،وَإِلاَّ لَو شَعُرَ بِأَنَّهُ مُجَرَّدُ مُؤتَمَنٍ عَلَيهِ وَمُستَخلَفٍ فِيهِ،لَكَبَحَ ذَلِكَ مِن جِمَاحِهِ،وَلَقَلَّلَ مِن تَسَلُّطِهِ عَلَى النَّاسِ،وَلَحَالَ بَينَهُ وَبَينَ الإِفسَادِ في الأَرضِ. 

نسب المال إلي خلقه لأن المال شقيق النفس والنفس ميالة إليه

عباد الله :" والنفس تميل إلي المال وتشتاق اليه وَإِنَّ مِن طَبِيعَةِ النَّفسِ البَشَرِيَّةِ أَنَّهَا مَيَّالَةٌ إِلى المَالِ مُحِبَّةٌ لِجَمعِهِ، قَالَ سُبحَانَهُ:"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ "(آل عمران: 14).

وَقَالَ  تعالي :"وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"(الفجر: 20). وَقَالَ  عَزَّ وَجَلَّ  :" وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ "(العاديات: 8)،

 وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: "لَو أَنَّ لابنِ آدَمَ وَادِيًا مِن ذَهَبٍ أَحَبَّ أَن يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَن يَملأَ فَاهُ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَن تَابَ"(الشَّيخَانِ وَهَذَا لَفظُ البُخَارِيُّ).

فأراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما يزيد على حاجات الناس ملْكاً لهم؛ لأن النفس تحب أن تتملك، والتملك أمر غريزي في النفس؛ بدليل أن الله سبحانه وتعالى هو الذي طلب أن يؤخذ من الأموال، وأوضح أنه يضاعفها له، ومعنى أنه يضاعفها عنده أنه يُنمي فيه غريزة التملك.فَكُلٌّ إِنسَانٍ يُحِبُّ المَالَ، وَكُلُّ نَفسٍ تَمِيلُ إِلى الاستِكثَارِ مِنهُ، وَمَا مِن أَحَدٍ يَرضَى أَن يُنقَصَ حَقُّهُ فِيهِ، 

الإسلام يحذر من الإنهماك في جمع المال 

عباد الله:" لَقَد حَذَّرَ الإِسلامُ مِنَ التَّنَافُسِ عَلَى المَالِ وَالتَّكَاثُرِ فِيهِ؛ لِمَا يُسَبِّبُهُ ذَلِكَ مِن عَدَاوَةٍ وَبَغضَاءَ وَهَلاكٍ، قَالَ تَعَالى:"وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ"(الأنفال: 28)،

وَقَالَ  صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:"مَا الفَقرَ أَخشَى عَلَيكُم وَلَكِنْ أَخشَى أَن تُبسَطَ الدُّنيَا عَلَيكُم كَمَا بُسِطَت عَلَى مَن كَانَ قَبلَكُم فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهلِكَكُم كَمَا أَهلَكَتهُم "(البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ،).

 وَعَن عَبدِاللهِ بنِ عَمرٍو عَن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا فُتِحَت عَلَيكُم فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَومٍ أَنتُم ؟ " قَالَ عَبدُالرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ :" أَوْ غَيرَ ذَلِكَ، تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ أَوْ نَحوَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَنطَلِقُونَ في مَسَاكِينِ المُهَاجِرِينَ فَتَجعَلُونَ بَعضَهُم عَلَى رِقَابِ بَعضٍ "(مُسلِمٌ وَغَيرُهُ).

وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مِنَ المُخَالَفَةِ لِفِطرَةِ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا قَبلَ أَن يَكُونَ مُخَالَفَةً لِشَرعِهِ، أَن يَتَظَالَمَ النَّاسُ في الحُقُوقِ وَيَتَجَاحَدُونَ، أَو يَتَجَاهَلَ غَنيٌّ حَقَّ فَقِيرٍ، أَو يُؤَخِّرَ صَاحِبُ عَمَلٍ أَجرَ أَجِيرٍ، أَو يَعتَدِيَ أَحَدٌ عَلَى مَالِ أَحَدٍ، وَلِذَا فَقَد أَكَّدَ الإِسلامُ حُرمَةَ المَالِ وَحَرَّمَ العُدوَانَ عَلَيهِ، قَالَ - تَعَالى :"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا "(النساء: 29)،

وَقَالَ - سُبحَانَهُ :" وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"(البقرة: 188)،

 وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ  في حَجَّةِ الوَدَاعِ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُم وَأَموَالَكُم وَأَعرَاضَكُم عَلَيكُم حَرَامٌ كَحُرمَةِ يَومِكُم هَذَا في بَلَدِكُم هَذَا في شَهرِكُم هَذَا"(مُتَفَّقٌ عَلَيهِ)، 

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "مَنِ اقتَطَعَ أَرضًا ظَالِمًا لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ"(مُسلِمٌ وَغَيرُهُ)، 

وَقَالَ:"مَنِ اقتَطَعَ حَقَّ امرِئٍ مُسلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَد أَوجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيهِ الجَنَّةَ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ: " وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِن أَرَاكٍ"(مُسلِمٌ).

فَلْنَتَّقِ اللهَ أُمَّةَ الإِسلامِ وَلْنَحذَرْ مِن جَعلِ كَثرَةِ المَالِ لَدَى أَحَدٍ مِقيَاسًا لِلجَاهِ وَالعُلُوِّ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِن دَلائِلِ الفَسَادِ وَالطُّغيَانِ وَالبَغيِ، قَالَ - تَعَالى :" وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "(البقرة: 247).

ولنأخذ العظة والعبرة من قارون ماذا أخذ رغم ماكان عنده من أموال وكنوز يقول الله تعالي  : "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَومِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيهِم وَآتَينَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالعُصبَةِ أُولي القُوَّةِ إِذ قَالَ لَهُ قَومُهُ لا تَفرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَرِحِينَ * وَابتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنيَا وَأَحسِنْ كَمَا أَحسَنَ اللهُ إِلَيكَ وَلا تَبغِ الفَسَادَ في الأَرضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُفسِدِينَ  قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلمٍ عِندِي أَوَلم يَعلَمْ أَنَّ اللهَ قَد أَهلَكَ مِن قَبلِهِ مِنَ القُرُونِ مَن هُوَ أَشَدُّ مِنهُ قُوَّةً وَأَكثَرُ جَمعًا وَلا يُسأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَومِهِ في زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيتَ لَنَا مِثلَ مَا أُوتيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ  وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ وَيلَكُم ثَوَابُ اللهِ خَيرٌ لِمَن آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ فَخَسَفنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ وَأَصبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوا مَكَانَهُ بِالأَمسِ يَقُولُونَ وَيكَأَنَّ اللهَ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَيَقدِرُ لَولا أَن مَنَّ اللهُ عَلَينَا لَخَسَفَ بِنَا وَيكَأَنَّهُ لا يُفلِحُ الكَافِرُونَ. تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الأَرضِ وَلا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ"(القصص: 67، 83).

 فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِنَ الانهِمَاكِ في جَمعِ المَالِ وَنِسيَانِ ذِكرِ اللهِ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ خَسَارَةٌ وَوَبَالٌ:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلهِكُم أَموَالُكُم وَلا أَولادُكُم عَن ذِكرِ اللهِ وَمَن يَفعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ "(المنافقون/9).

وعن عبدالله بن الشخير قال أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يَقْرَأُ: "أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ"، قالَ: يقولُ ابنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قالَ: وَهلْ لَكَ -يا ابْنَ آدَمَ- مِن مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ؟"(صحيح مسلم).

عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم 

الخطبة الثانية 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين أما بعد فياعباد الله 

الحقوق المتعلقة بالمال ثلاثة

الأول: حق الله تعالى، ويقتضي هذا الحق التعبد لله باكتساب المال الحلال من طرق حلال، واستعماله في وجه حلال، وبذله في مرضاة الله عز وجل.

الثاني: حق الفرد، وذلك بالانتفاع بهذا المال فيما هو مباح شرعاً، والاستعانة به على طاعة الله وعبادته.

والمال لا ينفع صاحبه إلا إذا توفرت فيه ثلاثة شروط:

أن يكون حلالاً طيباً في نفسه وكسبه.

أن لا يشغل صاحبه عن طاعة الله ورسوله.

أن يؤدي حق الله فيه من زكاة وصدقات.

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّباً، وَإِنَّ اللهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقَالَ:"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ". 

وَقَالَ:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ". ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ، فَأنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟"( متفق عليه).

الثالث: حق الأمة، وذلك بأداء الزكاة الواجبة فيه، والإحسان إلى الفقراء والمساكين منه، وتأليف قلوب الشاردين عن الإسلام به.

فذكر الأموال التي تجب فيها الزكاة، من الحبوب، والثمار والمواشي، والعروض، والنقود، وذكر شروطها، ونصبها ومقدار الواجب منها، ولمن تدفع؛ للمصالح المحتاج إليها، وللمحتاجين.

فآكد الحقوق المالية هذا الحق الأكبر؛ حق الزكاة التي هي من أعظم أركان الإسلام ومبانيه التي لا يتم إلا بها.

وفصَّل أيضاً ما في المال من النفقات الواجبة للنفس والأهل، والأولاد، والمماليك؛ من الآدميين والبهائم.

وبيَّن الله ورسوله أيضاً وجوب الوفاء بالمعاملات الصحيحة، والعقود الشرعية، على اختلاف أنواعها وتباين أسبابها .

وبيَّن أيضاً ما يتعلق بالمال من الحقوق العارضة إذا وجدت أسبابها، كبدل النفوس والأموال المتلفة بغير حق، وما فيه من الحقوق العارضة لحاجة الغير من ضيف ونحوه، أو لاضطرار الغير، فأوجب مواساة المضطرين، ودفع اضطرارهم بإطعام الجائع، وكسوة العاري، وهذا من فروض الكفايات، إذا قام به البعض سقط عن غيره.

فلا شك أن للفقراء حقا في أموال الأغنياء، وأول هذه الحقوق هو الزكاة، فالزكاة حق أوجبه الله تعالى نصا في كتابه للفقراء على الأغنياء، وفي حديث اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ مُعَاذًا - رضي الله عنه - إِلَى الْيَمَنِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ).

وقال صلي الله عليه وسلم :"ثلاثةٌ أقسِمُ عليْهنَّ وأحدِّثُكم حديثًا فاحفظوهُ قالَ ما نقصَ مالُ عبدٍ من صدقةٍ ولا ظلِمَ عبدٌ مظلمةً فصبرَ عليْها إلَّا زادَهُ اللَّهُ عزًّا ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلَّا فتحَ اللَّهُ عليْهِ بابَ فقرٍ أو كلمةً نحوَها وأحدِّثُكم حديثًا فاحفظوهُ فقالَ إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ عبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا وعلمًا فَهوَ يتَّقي ربَّهُ فيهِ ويصلُ فيهِ رحمَهُ ويعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فَهذا بأفضلِ المنازلِ وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ علمًا ولم يرزقْهُ مالًا فَهوَ صادقُ النِّيَّةِ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا ولم يرزقْهُ علمًا يخبطُ في مالِهِ بغيرِ علمٍ لا يتَّقي فيهِ ربَّهُ ولا يصِلُ فيهِ رحمَهُ ولا يعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فهو بأخبَثِ المنازلِ وعبدٍ لم يرزقْهُ اللَّهُ مالًا ولا علمًا فَهوَ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ فيهِ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فوزرُهما سواءٌ"(الترمذي).

وقد يكون للفقير في مال الغني حق واجب غير الزكاة، وذلك في حال وقوع الفقير في حاجة شديدة وضنك، فإنه يجب على الغني مواساته بماله، فيبذله في تفريج كربته وإخراجه من الشدة والضنك الذي هو فيهما، 

قال ابن العربي في أحكام القرآن بعد تقريره بأنه ليس في المال حق سوى الزكاة، قال: وَلَيْسَ فِي الْمَالِ حَقٌّ سِوَى الزَّكَاةِ، وَإِذَا وَقَعَ أَدَاءُ الزَّكَاةِ وَنَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ حَاجَةٌ فَإِنَّهُ يَجِبُ صَرْفُ الْمَالِ إلَيْهَا بِاتِّفَاقٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ، وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ: يَجِبُ عَلَى كَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِدَاءُ أَسَرَاهُمْ، وَإِنْ اسْتَغْرَقَ ذَلِكَ أَمْوَالَهُمْ، وَكَذَا إذَا مَنَعَ الْوَالِي الزَّكَاةَ، فَهَلْ يَجِبُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ إغْنَاءُ الْفُقَرَاءِ؟ مَسْأَلَةٌ فِيهَا نَظَرٌ، أَصَحُّهَا عِنْدِي وُجُوبُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. اهــ.

فالزكاة هي الحق الوحيد الواجب في المال بسبب ملك الغني له، ولكن هنالك حقوق أخرى قد تجب لأسباب أخرى عارضة كإطعام الجائع وفك الأسير وكسوة العاري، وقد يتعين ذلك على غني بعينه، إذا علم أنه إن لم يفعل ذلك لم يقم به غيره من الأغنياء، لأن هذا من فروض الكفايات فيتعين عليه حينئذ، 

يقول  ابن تيمية – رحمه الله تعالى - في مجموع الفتاوى: وَأَمَّا " الزَّكَاةُ " فَإِنَّهَا تَجِبُ حَقًّا لِلَّهِ فِي مَالِهِ. وَلِهَذَا يُقَالُ: لَيْسَ فِي الْمَالِ حَقٌّ سِوَى الزَّكَاةِ أَيْ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ يَجِبُ بِسَبَبِ الْمَالِ سِوَى الزَّكَاةِ وَإِلَّا فَفِيهِ وَاجِبَاتٌ بِغَيْرِ سَبَبِ الْمَالِ كَمَا تَجِبُ النَّفَقَاتُ لِلْأَقَارِبِ وَالزَّوْجَةِ وَالرَّقِيقِ وَالْبَهَائِمِ وَيَجِبُ حَمْلُ الْعَاقِلَةِ وَيَجِبُ قَضَاءُ الدُّيُونِ وَيَجِبُ الْإِعْطَاءُ فِي النَّائِبَةِ وَيَجِبُ إطْعَامُ الْجَائِعِ وَكُسْوَةُ الْعَارِي فَرْضًا عَلَى الْكِفَايَةِ؛ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْوَاجِبَاتِ الْمَالِيَّةِ. لَكِنْ بِسَبَبِ عَارِضٍ. اهــ.

وقال أيضا في الفتاوى الكبرى: وَالْمُضْطَرُّ إلَى طَعَامِ الْغَيْرِ إنْ كَانَ فَقِيرًا فَلَا يَلْزَمُهُ عِوَضٌ إذْ إطْعَامُ الْجَائِعِ وَكِسْوَةُ الْعَارِي فَرْضُ كِفَايَةٍ وَيَصِيرَانِ فَرْضَ عَيْنٍ عَلَى الْمُعَيَّنِ إذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ غَيْرُهُ. اهــ.

وقال أيضا: فِي المَال حُقُوق سوى الزَّكَاة مثل صلَة الرَّحِم من النَّفَقَة الْوَاجِبَة وَحمل الْعقل عَن الْمَعْقُول عَنهُ وَاجِب بِالْإِجْمَاع وَمثل إطْعَام الجائع وَكِسْوَة العاري وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ فرض كِفَايَة فَمن غلب ظَنّه أَن غَيره لَا يقوم بذلك تعين عَلَيْهِ، وَمثل الْإِعْطَاء فِي النوائب مثل النَّفَقَة فِي الْجِهَاد وقرى الضَّيْف فَهُوَ وَاجِب بِالسنةِ الصَّحِيحَة. اهــ.

ويتأكد هذا إذا كان جاراً، فإن الجار المسلم له حقان حق الإسلام وحق الجوار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعانا وجاره جائع إلى جنبه"( الحاكم وغيره)..

فمن فرط في حق واجب فسيحاسب عليه، إن لم يتجاوز الله عنه، ويرضي عنه الخصوم إن لذلك الحق مخاصم.

وهذا فيما يتعلق بالحقوق الواجبة. وأما الحقوق المستحبة فهي كثيرة، فمن قام بها أثيب وأخلف الله عليه خيرا وكان ذلك من تمام شكر نعمة الله على العبد، ومن لم يفعل ذلك فلا إثم عليه.

اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

google-playkhamsatmostaqltradent