recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة من ترك الصلاة فلا حظ له في الإسلام لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


من ترك الصلاة فلا حظ له في الإسلام

الترغيب في اقامة الصلاة من القرآن والسنة

الترهيب من ترك الصلاة في القرآن والسنة 

حكم تارك الصلاة جحوداً ونكراناً 

تارك الصلاة يحشر يوم القيامة مع فرعون وأمثاله


تحميل الخطبة pdf

تحميل الخطبة word

الحمدلله  نحمده سبحانه وتعالي ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله .أما بعد:

فياعباد الله :" قال تعالى في سورة المدثر:"كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ  فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ  مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ  وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ  وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ  حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ "(المدثر/38-47). 

الترغيب في اقامة الصلاة 

عباد الله :"حديثنا إليكم اليوم  عن عبادة عظم الله شأنها، وضاعف أجرها، وفرضها من فوق سماواته، وجعلها أول شيء يحاسب عليه الإنسان بعد حياته،

فالصلاة التي هي عمود هذا الدين  من أقامها فق اقام الدين ، و من تركها فقد هدم الدين، 

ومن حافظ عليها فهو السعيد الرابح ومن تركها فذلك الخاسرالشقي 

 من ضيعها فهو لما سواها أضيع، من تركها لم يقبل منه صيام ولا زكاة، ولا حج، ولا غير ذلك.وخرج من دائرة الإسلام، وصار أعظمَ جرماًمن الزاني والسارق ومدمن الخمر، بل قد انقطعت صلته بربه وخسر الدنيا والآخرة؛ ذلك هو الخسران المبين!

الترغيب في الصلاة من القرآن الكريم:"

 ودعاإبراهيم ربه أنه يجعله مقيماً لها وذريته :"رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ"(إبراهيم: 40)، 

وتحقق هذا الدعاء  في ولده إسماعيل  :"وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا"(مريم: 55)، 

وتكرر الأمر لنبيَّه موسى عليه السلام:" إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي "(طه: 14)، 

وخاطب بني إسرائيل بقوله:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ "(البقرة: 83).

وأوصي بها نبيه عيسي عليه السلام :"وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا"(مريم: 31).، 

 ولما كانت الصلاة هي مفتاح الرزق ووسيلته  قال تعالى لنبيه محمدًا  صلى الله عليه وسلم :"وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى"([طه: 132)،

الترغيب من السنة المطهرة

عباد الله :"لقد رغب النبي صلي الله عليه وسلم أمته في الصلاة في غير ما موضع في حياته، حتى وهو يودع أمته في آخر حياته؛ فقد كان يقول:"الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم"(الحاكم). 

وأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ فلقد روى الترمذي وأبو داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة؛ فإن صلُحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من فريضته. ثم يكون سائر عمله على هذا"(الترمذي).

وروى  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟- أي: من وسخه شيء- قالوا: لا، قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا(البخاري ومسلم).

وروى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن رجلًا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي عليه الصلاة والسلام فأنزل الله:"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ"(هود: 114)، فقال الرجل ألي هذه يا رسول الله؟ - أي: نزلت فيَّ خاصة - أهي خاصة بي يا رسول الله؟ قال: «لجميع أمتي كلِهم "(البخاري ومسلم).

وروى مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن، ما لم تُغش الكبائر"(مسلم).

وروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيُحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة، وذلك الدهر كله"(مسلم).

نعم أيها الناس، إن الصلاة ماحية للخطايا، مكفرة للذنوب، إن الصلاة كما - قال ابن القيم رحمه الله: "جالبةٌ للرزق، حافظة للصحة، رافعة للأذى، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن؛ لأنها صلة به عز وجل وعلى قدر صلة العبد بربه، يفتح الله له من الخيرات أبوابها، ويغلق عنه من الشرور أسبابها"(الطب النبوي لابن القيم).

نعم - والله - إن في الصلاة لنورًا في الوجه، وبركة في الرزق، وإن أردتم أن تعرفوا ذلك فانظروا في وجوه الذين لا يصلون؛ ترون الوحشة، ترون الظلمة، ترون الضيق في وجوههم. انظر إلى الذي لا يصلي تراه معرضا للحوادث، والأمراض، والمشاكل والهموم والغموم، تراه، وترى ماله منزوع البركة، لا تسمعه إلا وهو يشكو من ضيق الرزق، وعدم البركة في ماله أو مرتبه، أو عدم صلاح أولاده.

فالصلاة صلة بين العبد وربه، فإذا ترك الصلاة فقد قطع صلته بخالقه، فإذا تركت الصلاة - يا تارك الصلاة - فأبشر بالضيق، وأبشر بالضنك، وبكل ما يسوؤك؛ لأنك إذا تركت الصلاة فقد انقطعت صلتك بالله عز وجل ومن فقد الله ماذا وجد؛ ومن وجد الله ماذا فقد؟!

الترهيب من ترك الصلاة 

عباد الله - كما رغب المولي عزوجل ورسوله في الصلاة فقد رهبا، وتوعدا من تركها، بل وحكما بالخروج من دائرة الإسلام.

فقد دل الكتاب العزيز، والسنة النبوية على أن من ترك الصلاة فقد كفر كفرًا مخرجًا من الملة، 

فأما القرآن الكريم:"

فيقول الله سبحانه وتعالى:"فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"(التوبة: 11)، ومفهوم الآية: أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا في الدين. ولا تنتفي الأخوة الدينية بالمعاصي ولو عظمت؛ ولكن تنتفي بالخروج من دائرة الإسلام؛ نسأل الله السلامة والعافية!

وحاء الوعيد في القرآن لتارك الصلاة بأنه سوف يلقي في نار جهنم لامحالة ويذب فيها عذاباً اليماً فقد جعل ثلاثة أودية لتارك الصلاة ويل وغي وسقرقال تعايل:" مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ"(المدثر).

وقال تعالي:"فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"(مريم/59).

وقال تعالي:"فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"(الماعون/5). 

قال ابن عباس :" هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية"

وقد وعد المولي عزوجل الذين يؤخرون الصلاة لأخر وقتها تكاسلاً من المنافقين قال تعالي:"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا "(النساء/142).

السنة النبوية المطهرة

وأما ما ورد من السنة المطهرة؛ فقد روى الإمام مسلم رحمه الله أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "إن بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة"(مسلم).  

وروى أصحاب السنن، عن بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر!"(الترمذي والنسائي).

وأما أقوال الصحابة رضي الله عنهم، فقد قال الأواب عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة!.

وقال عبدالله بن شقيق رحمه الله: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة"(الترمذي).

أحكام الصلاة الفقهية

عباد الله :"ترك الصلاة جحوداً ونكراً كفر بواح مخرج من الملة 

مرتد لأنه انكر أمراً من الدين بالضرورة قال تعالي :"وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ  هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"(البقرة/217).

ومن تركها تكاسلاً وتهاوناً في حقها فهو مسلم عاص يؤمر بالصلاة ..فتارك الصلاة واقع في ذنب عظيم ومعصية كبيرة، ومن كان تركه للصلاة جحودا فهو كافر اتفاقا، ومن كان تركه لها تكاسلا فقد ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى عدم كفره، وذهب الحنابلة في المعتمد عندهم إلى كفره..

 كيف لا وهي عمود هذا الدين، ولا يصلح البناء إلا بأعمدة؟! هذا من جهة الأثر، أما من جهة النظر الصحيح فهل يعقل، هل يعقل أن رجلًا مسلمًا يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ وهو لا يصلي؟!

 وهو قطاع الصلة بينه وبين الله؟! هل يعقل أن رجلًا أوجده الله، وخلقه من أجل عبادته ومع ذلك هو لا يصلي؟

 هل يعقل أن رجلًا متعه الله بالصحة والعافية، ورزقه من حيث لا يحتسب، وهولا يصلي!؟ 

إذًا: من ترك الصلاة حخوداً ونكراناً فقد كفر، ومن ترك الصلاة فلا حظ له في الإسلام، وإذا تبين أن تارك الصلاة قد كفر كفرًا مخرجًا من الملة؛ فإنه يترتب عليه أحكام عدة، اسمعوها وعوها، وبلغوها، بلغوها لأولئك الذين يعيشون- ولا ندري والله كيف يعيشون - حياة الضنك، والبؤس، والكآبة، بلغوها لأولئك الذين يُدعون إلى السجود وهم سالمون، لأولئك الذين ما انحنت جباههم للسجود بين يدي الله، وقد متعهم بأسماعهم وأبصارهم، وقد رزقهم الله من حيث لا يحتسبون ولم يخطر على بالهم!

حكم تارك الصلاة جحوداً ونكراناً 

تارك الصلاة لاتزوجوه

تارك الصلاة لاتأكلوه ولاتشاربوه وإذا خطب بنتكم لاتزوجوه

يا تاركاً لصلاته *** إن الصلاة لتشتكي

وتقول في أوقاتها *** الله يلعن تاركي

 أول هذه الأحكام: أنه لا يصح أن يُزوج، فإن زُوج وهو لا يصلي فالنكاح باطل، ولا تحل له الزوجة؛ لقوله سبحانه وتعالى:"فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ "(الممتحنة/10).

اسمع اسمع يا من تجعل المال، والجمال والحسب، والنسب الركن الأعظم، والمطلب الأول لمن تقدم لابنتك، وجاء يطلب فلذة كبدك، وتدقق عن تفاصيل حياته، وتهتم بعمله ومهنته، وإذا جئت إلى صلاته ودينه وعبادته قلت: سيهديه الله! سيصلحه الله! إلى غير ذلك من الكلمات التي تنبيك عن ضياع الرجولة والأمانة عند بعض الآباء، ومن لهم ولاية على النساء، والله المستعان.

إذا طلب خطبتها غنى طارت فرحاً ، وإذا طلبها فقير صلت صلاة الاستخارة

ألا فليسمع هؤلاء، وليسمع بعض الآباء، أن من زوج ابنته بتارك الصلاة؛ فقد ضيع الأمانة، نعم قد ضيع الأمانة التي حمَّله الله إياها، والتي في مطلعها الاهتمام بتربية الأبناء.

تارك الصلاة تطلق زوجته فسخاً

 أنه إذا ترك الصلاة جحوداً ونكراناً بعد أن عقد له؛ فإن نكاحه ينفسخ، ولا تحل له الزوجة؛ للآية التي سمعناها.

تارك الصلاة جحوداً ونكراناً  لاتؤكل ذبيحته

 أنه من ذبح وهو لا يصلي فإن ذبيحته لا تؤكل، ولو ذبح اليهودي أو النصراني فإن ذبيحته تؤكل. فتكون ذبيحة هذا الذي لا يصلي - والعياذ بالله - أخبث من ذبيحة اليهود والنصارى!

تارك الصلاة جحوداً ونكراناً لايدخل مكة

عباد الله:"  من ترك الصلاة فإنه لا يحل له أن يدخل مكة، أو حدود حرمها، لقوله سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾"(التوبة: 28).

تارك الصلاةجحوداً ونكراناً  لايورث

 أنه لو مات أحد أقارب هذا الذي لا يصلي، فلا حق له في الميراث. فلو مات أبٌ وترك ابنًا لا يصلي؛ فلا يحل له أن يأخذ من التركة شيئا، ولايرثه مسلم لقوله صلي الله عليه وسلم في حديث أسامة: "لا يرث المسلمُ الكافر، ولا الكافر المسلم"(البخاري ومسلم)..

تارك الصلاة جحوداً ونكراناً لايصلي عليه

من مات وهو لا يصلي، جحوداً ونكراناً فلا يحل لنا أن نغسله، وأن نكفِّنه، أو نصلي عليه، وندفنه في مقابر المسلمين، بل نحفر له حفرة، وندفنه بثيابه؛ لأنه لا حرمة له.

عباد الله:" هذا هو حكم الدين في تارك الصلاة لرب العالمين، وهذا هو قول جماهير علماء المسلمين، هذا لنعلم عظيم قدر الصلاة، وأن الإنسان إذا لم يصلِّ فليس له قدر ولا كرامة عند الله.

ألا فليسمع هذا الكلام من ابتعد عن الصلاة يقول صلي الله عليه وسلم :"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر!"(الترمذي والنسائي).

أسأل الله أن يجعل الصلاة قرة أعيننا، وأن يعيننا على عمود ديننا، وأول ما نحاسب عليه من أعمالنا، وأن يجعلنا من المحافظين عليها في أوقاتها.

عباد الله :" قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف الخلق أجمعين وبعد 

تارك الصلاة يحشر يوم القيامة مع فرعون وأمثاله

عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه ذكر الصلاةَ يومًا بين أصحابِه فقال من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامةِ ، ومن لم يحافظْ عليها لم يكنْ له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ ، وحشِر يومَ القيامةِ مع فرعونَ وهامانَ وقارونَ وأُبيِّ بنِ خلفٍ"(أحمد وابن حبان). فأنه يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، ولا يحل لأحد من أهله أن يدعو له بالرحمة والمغفرة؛ لأنه كافر لا يستحقها، قال الله سبحانه وتعالى:"مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ "(التوبة: 113).

فالمحافظة علي الصلاة هي حسن الخاتمة وهنيئاً لمن قبضت روحه وقدادي فرض الله وهذه قصة عجيبة لفتاة في ليلة زفافها قبل أن تُزف إلى بيت زوجها، كان قلبها متعلقًا بربها، وكانت الصلاة قرةَ عينها، فأذن المؤذن لصلاة المغرب، فأرادت أن تتوضأ، أرادت أن تغسل يديها ووجهها، بعد أن انفسخ وضوؤُها، ومن عادة النساء في هذا الزمان أنهن يصلين المغرب بوضوء العصر؛ حتى لاتزال المكاييج والحوامير، وعشرات الآلاف التي قد صُبت على وجه العروس، فأنكرت عليها أمها، ونهرنها أخواتها وزجرنها لأن المساحيق، والمكاييج، سيذهبهن الماء من وجهها، لكنها أبت إلا أن تقترب من ربها، أبت إلا أن تحافظ على صلاتها- ولو كانت في أسعد أيام حياتها، كيف لا وقد جعلت الصلاة قرة عينها، ومنبع سعادتها، ومصدر عزها وحياتها! أبت إلا أن تصلي صلاتها، وألا تقطع صلتها بربها، ثم بسطت سجادتها بعد أن استقبلت قبلتها، ثم كبرت وركعت، ثم سجدت، وبينما هي في سجودها، بين يدي ربها، قبض الله روحها وهي ساجدة بين يدي ربها وخالقها، أحبت لقاء الله فأحب لقاءها، تبعث يوم القيامة وهي ساجدة بين يدي ربها، فبعد أن كان سيزفها أهلها إلى زوجها، تزفها الملائكة إلى ربها!

هكذا الصلاة تفعل بأصحابها، وهكذا تكون خاتمة النفوس التي تعلقت بخالقها.

هذه هي الحياة الطيبة، هذه هي الحياة الكريمة، هذه هي الحياة التي حرمها من حرم من أصحاب العيشة الضنكة.

أخي المسلم :"يامن تؤخر الصلاة عن وقتها بالله عليك لو كنت مدرسًا، وأحد طلابك يتأخر عن درسك دقائق معدودة، ماذا ستظن بهذا الطالب؟ ستظن أنه يسخر بك، ولا يبالي بدروسك ووقتك، إلى غير ذلك من الظنون التي ستصبح بها فيمن لا يبالي بدروسك، وليس كمثل الله شيء، والله يقول:"فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا"(النساء: 103).

ألا فليعلم هؤلاء وغيرهم أن من صلى الصلاة قبل دخول وقتها ولو بدقائق ولحظات، فإن صلاته باطلة بإجماع العلماء.

ختامًا أيها المسلمون، الله الله في الصلاة، الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم! الصلاة الصلاة يا من هجرتم بيوت الله، الصلاة الصلاة يا من تركتم تشكون الأوضاع والأوجاع! مصيبتكم ووجودكم في الأرض واللهِ أعظم من الأزمات والنكبات، بل أنتم من أسبابها، وكم قلتم أمراض البلاد وأنتم من أمراضها.

نعم أيها الناس ليست مصيبتنا في انعدام المشتقات النفطية، ولا في فقد التيارات الكهربائية، ليست مصيبتنا في انعدام الماء والكهرباء، ولا في لقمة العيش والرخاء،ولافي غلاء الأسعار ومحتكري السلع والتجار الجشعين 

مصيبتنا العظمى في فيمن تسبب في كل هذه المصائب مصيبتنا في  قطاع الصلاة الذين يعيشون بين أظهرنا؛ لأن مصيبتهم في الدين.

وكل كسر لعل الله جابره

                           وما لكسر قناة الدين جبران

نسأل الله العظيم بمنِّه وكرمه أن يجعل الصلاة قرةَ أعيننا، وأن يجعلنا من المحافظين عليها في أوقاتها، وبخشوعها وركوعها وسجودها.

اللهم احعلنا للصلاة مؤدين وعلي أركانها محافظين وفي أوقاتها ملبين ووقت أدائها خاشعين يارب العالمين 

 

google-playkhamsatmostaqltradent