
خطبة عيدالفطر
ما أشبه فرحة العيد بفرحة المسلم بالجنة
فرحة المسلم بجائزة العيد أشبه بفرحة أخذ صحيفته
العيد تكريم في الدنيا انتظاراً لتكريم يوم القيامة
العيد أشبه بعيد أهل الجنة
تكبير العيد أشبه بتسبيح أهل الجنة
الغسل والتطيب لصلاة العيد كالغسل علي باب الجنة
التهنئة بالعيد أشبه بتهنئة أهل الجنة لبعضهم
الصفح والصلح في العيد لهو أقرب بالصلح بين يدي الله
الحمد لله رب العالمين الله اكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراص والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في سلطانه اجزل الخير للطائعين الصائمين المصلين القائمين فقال في حديثه القدسي أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولاأذن سمعت ولاخطرعلي قلب بشروأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله القائل:" اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فياجماعة الإسلام :"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"(يونس).
عباد الله :" فرحة المسلم بجائزة العيد أشبه بفرحة أخذ صحيفته
يوم عيدالفطر فرحتان يقول صلي الله عليه سولم :" للصَّائمِ فرحتانِ :فرحةٌ حينَ يفطرُ ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ"(البخاري ومسلم).
وهو عندما يأخذ جائزته يوم الفطر يفرح كما قال صلي الله عليه وسلم:"إذا كان غداة الفطر وقفت الملائكة في أفواه الطرق فنادوا يا معشر المسلمين اغدوا إلى رب رحيم يمن بالخيرات ويثيب عليه الجزيل، أمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا العيد نادى مناد من السماء ارجعوا إلى منازلكم راشدين قد غفرت ذنوبكم كلها ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة"(الهيثمي والطبراني).
وهو أشبه بفرحه عند لقاء ربه فيأخذ صحيفته بيمينه فكل مسلم مات على التوحيد يتناول كتابه بيمينه ،وهذا هو سرّ فرحه:" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًاوَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا"(الانشقاق/7-9).مسروراً أي فرحاً مغتبطاً بما أعطاه الله عز وجل.
العيد تكريم في الدنيا انتظاراً لتكريم يوم القيامة
عباد الله:" ويوم العيد يوم التكريم في الحياة الدنيا حيث ينتظرهم التكريم يوم القيامة ف يوم العيد تكريم للصائمين انتظاراً للتكريم الأعظم أيضاً يقول صلي الله عليه وسلم:" إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له:"الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ"(البخاري ومسلم). فهنيئاً لك أخي الصائم إذا كان الملوك تخصص لهم أبواب يدخلون منها قصورهم فأنت أفضل منهم ستدخل من باب خصص لك أنت يسمي بباب الريان وينادي عليك أنت باسمك أيها الصائم
بل يكرم الصائم وقاريء القرأن بنيل الشفاعتين شفاعة الصيام وشفاعة القرآن وياله من تكريم يقول صلي الله عليه وسلم :" الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ : أَيْ رَبِّ ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ"(أحمد وغيره).
العيد أشبه بعيد أهل الجنة
عباد الله:"
فإذا كان يوم العيد ترويح للنفس وتسلية لها وإظهار السرور والفرح من شعائر الدين، فلا بأس من اللعب واللهو المباح، وفعل كل ما يُدخل البهجة في النفوس، مع مراعاة الحدود الشرعية، من غير إفراط ولا تفريط. حيث:" قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعَبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كُنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهِما خيرًا مِنهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ"(النسائي وأحمد).
وقال الحافظ ابن حجررحمه الله في :"وفي هذا الحديث من الفوائد: "مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يُحَصِّل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أَوْلى، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين"("فتح الباري: 2 /443).
وتقول عائشة:"عندما دخلَ عليَّ أبو بَكرٍ وعندي جاريتانِ من جواري الأنصارِ تُغنِّيانِ بما تقاوَلت بِهِ الأنصارُ في يومِ بُعاثٍ قالت وليستَا بمغنِّيتينِ فقالَ أبو بَكرٍ أبمزمورِ الشَّيطانِ في بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وذلِكَ في يومِ عيدِ الفطرِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يا أبا بَكرٍ إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا"(البخاري ومسلم).
وهم أشبه بأهل الجنة ففي الجنة عيد يقال له:" عيد أهل الجنة "
كما ورد في لطائف المعارف لابن رجب ج 1 ص 278 :-
"وأما أعياد المؤمنين في الجنة فهي أيام زيارتهم لربهم عز وجل فيزورونه ويكرمهم غاية الكرامة ويتجلى لهم وينظرون إليه فما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم من ذلك وهو الزيادة التي قال الله تعالى فيها:"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ"(يونس: 26).
كل يوم كان للمسلمين عيداً في الدنيا فإنه عيد لهم في الجنة يجتمعون فيه على زيارة ربهم ويتجلى لهم فيه ويوم الجمعة يدعى في الجنة: يوم المزيد ويوم الفطر والأضحى يجتمع أهل الجنة فيهما للزيارة وروي أنه يشارك النساء الرجال فيهما كما كن يشهدن العيدين مع الرجال دون الجمعة فهذا لعموم أهل الجنة فأما خواصهم فكل يوم لهم عيد يزورون ربهم كل يوم مرتين بكرة وعشياً الخواص كانت أيام الدنيا كلها لهم أعياداً فصارت أيامهم في الآخرة كلها أعياداً قال الحسن: كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد.
وقَالَ صلي اله عليه وسلم :" إِنَّ في الْجنَّةِ سُوقًا يأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعةٍ. فتَهُبُّ رِيحُ الشَّمالِ، فَتحثُو في وُجُوهِهِمْ وثِيَابِهِمْ، فَيزْدادُونَ حُسْنًا وجَمالًا. فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ، وقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيقُولُونَ: وأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدِ ازْددْتُمْ بعْدَنَا حُسنًا وَجمالًا "(مُسلِمٌ).
تكبير العيد أشبه بتسبيح أهل الجنة
عباد الله :" وإذا كان اهل العيد يكبرون فإن أهل الجنة يسبحون فالتكبير في العيدين سُنَّة قال تعالى بعد آيات الصيام: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ"(البقرة: 185)، وحُمِل التكبير في الآية على تكبير عيد الفطر وهذا التكبير أشبه بتسبيح المؤمن إذا دخل الجنة فلم يرد في شيء من النصوص ـ بحسب علمنا ـ أن أهل الجنة يصلون فيها، وإنما ورد أنهم: "يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس"(مسلم).
وقد ذكر ابن القيم في حادي الأرواح: أن العبادات ترتفع عن أهل الجنة إلا الذكر، قال في الكلام على قوله تعالى: دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"(يونس/10).
فهذا دعاء ثناء وذكر يلهمه الله أهل الجنة، فأخبر سبحانه عن أوله وآخره، فأوله تسبيح وآخره حمد يلهمونهما كما يلهمون النفس، وفي هذا إشارة إلى أن التكاليف في الجنة تسقط عنهم ولا تبقى عبادتهم إلا هذه الدعوى التي يلهمونها.
الغسل والتطيب لصلاة العيد كالغسل علي باب الجنة قبل دخولها
عباد الله :" كما يستحب سنن يوم عيد الفطر الغسل والطيب للعيدين، من خرج للصلاة ومن لم يخرج لها، ويستحب لبس الحسن من الثياب للقاعد والخارج؛ ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى" (ابن ماجه والبيهقي)،
ورُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما قَالَ: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَلْبَسَ أَجْوَدَ مَا نَجِدُ، وَأَنْ نَتَطَيَّبَ بِأَجْوَدِ مَا نَجِدُ"(الطبراني في "المعجم الكبير والحاكم).
وهذا أشبه بأهل الجنة حين يتوجهون لدخول الجنة فيغتسلون في الحوض قبل الجنة يمرون بشجرة في أصلها عينان فيشربون من الأولى فلا تترك في بطونهم أذى ويغتسلون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلا يشعثون ولا يتغيرون
وقال الألوسي:"وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ"أي قلعنا ما في قلوبهم من حقد مخفي فيها وعداوة كانت بمقتضى الطبيعة لأمور جرت بينهم في الدنيا. أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن السدي قال:"إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوها وجدوا عند بابها شجرة أصل ساقها عينان فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور، ويغتسلون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يشحبوا بعدها أبدا"(ابن جريرالطبري).
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الله أكبر الله اكبر الله أكبر ولله الحمد أما بعد
التهنئة بالعيد أشبه بتهنئة أهل الجنة لبعضهم
عباد الله:"ويوم العيد يوم التزاوروالتهاني فالتهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارف عليها الناس، مع ما فيها من تأليف القلوب، وجلب للمودة والألفة، وعليه فلا حرج في التهنئة بأي لفظ من الألفاظ المباحة كأن يقال: "عيد مبارك"، أو "أعاده الله عليك، أو "كل عام وأنتم بخير" أو نحو ذلك من العبارات، وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: "تقبل الله منا ومنك".
قال تعالي:" وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ"(الحجر/47).
قال صلي الله عليه وسلم :"زارَ رجُلٌ أخًا لَهُ في قريَةٍ فأرْصَدَ اللهُ لَهُ ملَكًا علَى مَدْرَجَتِه ، فقال : أينَ تُرِيدُ ؟ قال : أخًا لِي في هذِهِ القرْيَةِ ، فقال : هل لَّهُ عليكَ مِنْ نعمةٍ ترُبُّها ؟ قال : لَا ؛ إلَّا أنِّي أُحِبُّه فِي اللهِ ، قال : فإِنَّي رسولُ اللهِ إليكَ أنَّ اللهَ أحبَّكَ كمَا أَحْبَبْتَهُ"(البخاري ومسلم).
عن أبي أُمامة، قال:"يدخل أهل الجنة الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن، حتى إذا توافوا وتقابلوا نـزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غلّ ، ثم قرأ"وَنـزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ"
وهو أشبه بتزاور المؤمنين في الجنة يقول صلى الله عليه وسلم:" يتزاور أهل الجنة على نوق عليها الحشايا، فيزور أهل عليين من أسفل منهم، ولا يزور من أسفل منهم أهل عليين؛ إلا المتحابين في الله يتزاورون حيث شاءوا"(الطبراني والهيثمي).
سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال :" نعم ، إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى ، فيحيونهم ، ويسلمون عليهم ، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين ، تقصر بهم أعمالهم "(ابن أبي حاتم).
إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعا فيتكئ هذا ويتكئ هذا فيقول أحدهما لصاحبه : تعلم متى غفر الله لنا ؟ فيقول صاحبه : نعم يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا ".
وأعلى ما تم الوقوف عليه من كلام أهل العلم في المسألة هو ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في " صفة الجنة " ( 422 ) عن حميد بن هلال قال : بلغنا أن أهل الجنة يزور الأعلى الأسفل ،ولا يزورالأسفل الأعلى"
الصفح والصلح في العيد لهو أقرب بالعفو والصلح بين يدي الله
عباد الله :" والسؤالُ الذي يطرح نفسَه في ساحةِ العيد بالذات: القلوب المتنافرة أمَا آنَ لها أن تتصافَح؟! هل ما زالتْ مصرَّة على معاندتها للفِطَر السويَّة؟! هل ما زال الكِبر يُشعِل فتيلَ حِقْدها؟! ألاَ يمكن أن ينجحَ العيد في أن يُعيدَ الألفة لقلوب طال شقاقُها؟!
إنَّ هذه القلوب يُخشَى عليها إن لم تُفلحِ الأعيادُ في ليِّها للحق، فإنَّ لفْحَ جهنم قد يكون هو الحلَّ الأخير، القادر على كسْرِ مكابرتها، إلى متى هؤلاء يُصمُّون آذانهم عن قول رسول الهُدَى صلَّى الله عليه وسلَّم :"هَجْرُ المسلِم سَنةً كسَفْك دمِه"، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:"تُعرَض الأعمال في كلِّ اثنين وخميس، فيَغفر الله لكلِّ امرئ لا يُشرِك بالله شيئًا، إلاَّ امرأً كانتْ بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اترُكوا هذَيْن حتى يصطلحَا"( مسلم).
وإن لم يُفلِح العيد في تليين صلابةِ هذه القلوب، فوعيدُ الله - تعالى - غير بعيد حين قال في كتابه الكريم:"فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ "(محمد: 22 - 23)، وقوم أصابتهم لعنةُ الله - تعالى - في أنفسهم، وعاشتْ معهم في حياتهم أنَّى يجدون طعمَ الراحة والاستقرار؟!
فهذا العِيد، وهذه أيَّامُه، والفُرصة سانحة، فلا تُفوِّتْها، لا حرمك الله مِن الصفاء والوفاء
فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين العباد
فعن أنس رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه، فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ قال: رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة، فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي. فقال الله: كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟ قال: يا رب فليحمل من أوزاري. وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، ثم قال: إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل من أوزارهم. فقال الله للطالب: ارفع بصرك فانظر. فرفع فقال: يا رب أرى مدائن من ذهب وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا أو لأي صديق هذا أو لأي شهيد هذا؟ قال: لمن أعطى الثمن. قال: يا رب ومن يملك ذلك؟ قال: أنت تملكه. قال: بماذا؟ قال: بعفوك عن أخيك. قال: يا رب إني قد عفوت عنه. قال الله: فخذ بيد أخيك وأدخله الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المسلمين:"(قال المنذري: رواه الحاكم والبيهقي).
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله أقول ماسمعتم وقوموا الي رحالكم يرحمكم الله وكل عام وحضراتكم بخير