
سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب
مُحَمَدٌ النَّبى أَخى وَصِهرى.. وَحَمزَةُ سَيِّدِ الشُهداءِ عَمّى..
حزن الرسول محمد والمسلمين على مقتل حمزة
العودة إلى المدينة ورثاء حمزة
الصلاة على حمزة وهل يصلي علي الشهيد؟
الحمدلله رب
العالمين وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له في سلطانه وأشهد أن سيدنا ونبينا
محمداً عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاماًعليك
ياسيدي يارسول الله وبعد
عباد الله
:" حديثنا إليكم اليوم عن سيدنا حمزة بن عبد المطلب، ولماذا أطلق عليه سيد الشهداء
و"أسد الله".
مُحَمَدٌ النَّبى
أَخى وَصِهرى.. وَحَمزَةُ سَيِّدِ الشُهداءِ عَمّى..
هكذا قال الإمام
على بن أبى طالب فى قصيدته التى يتحدث فيها عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن عمه سيد
الشهداء حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- وأخوه من الرضاعة
وقال عبدالله بن عباس:"إن الله عز وجل أنزل في ذلك أي في وعيد الرسول صلي الله عليه وسلم بأن يقتل منهم سبعين بعدما رأي عمه جكزة وقد بقرت بطنه ومثل بجسده ، من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وقول أصحابه:"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ"(النحل/126- ١٢٧﴾، فعفا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وصبر ونهى عن المثلة"(البيهقي).
وتعود القصة إلى
أنه فى غزوة أُحُد المعركة التى وقعت بين المسلمين وقريش فى العام الثالث للهجرة، وكان
جيش المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقريش بقيادة أبى سفيان بن حرب، كان
زعماء قريش يهدفون فيها لقتل رجلين اثنين؛ هما الرسول صلى الله عليه وسلم وحمزة بن
عبدالمطلب، فأخذوا يتآمرون ويخططون لكيفية قتلهما، وقبل الانطلاق إلى المعركة اختار
زعماء قريش شخص وكّلوه بقتل سيدنا حمزة، وهو عبد حبشى اسمه وحشى، ووعدوه بحريته لو
قتل سيدنا حمزة، كما حرضته هند بنت عتبة التى فقدت فى معركة بدر أباها وأخاها وعمها
وابنها، وتقنعه بمهمة قتل حمزة، ووعدته بمجوهراتها مكافأة له، ففرح لذلك وعزم على فعل
ذلك.
وفى غزوة أحد كان
سيدنا حمزة على عادته من الشجاعة والبسالة، يقاتل الرجال فيقتلهم، ويضرب عن اليمين
والشمال، ووحشى واقف يراقبه من بعيد، وينتظر الفرصة المناسبة لقتله، حتى جاءت الفرصة
المناسبة ورمى بحربته عليه، فوقعت الحربة بين أسفل بطن سيدنا حمزة وعانته ثمّ خرجت
من بين رجليه، ومع ذلك نهض سيدنا حمزة رضى الله عنه محاولا اللحاق بوحشى إلا أنه لم
يستطع ذلك، فوقع شهيداً.
حزن الرسول محمد والمسلمين على مقتل حمزة
وبعد انتهاء غزوة أُحد ذهب الرسول صلي الله عليه وسلم يبحث عن سيدنا حمزة ليجده فى بطن الوادى بجسد مُمثل به، قد بُقر بطنه عن كبده، ومُثِّل به، فجُدع أنفه وأذناه، فقال حين رأى ما رأى:"لولا أن تحزن صفية، ويكون سنة من بعدي لتركته، حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم"، فلما رأى المسلمون حزنَ الرسولِ محمد وغيظَه على من فُعل بعمه ما فُعل، قالوا: "والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب".
فحزن الرسول حُزناً شديداً وبكى على عمه، وقال النبى الكريم: "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جَائِرٍ فأمرَهُ ونَهاهُ، فَقَتَلهُ"، كما قال صلى الله عليه وسلم: والَّذى نفسى بيدِه إنَّه لَمكتوبٌ عندَ اللهِ فى السَّماءِ السَّابعةِ حمزةُ أسَدُ اللهِ وأسَدُ رسولِه.
ولما وقف الرسولُ محمدٌ على حمزة قال:"لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا"، ثم قال: «جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله"(المستدرك علي الصحيحين).
. وقال أبو هريرة:"وقف رسول الله صلي الله عليه وسلم على حمزة وقد مُثِّل به، فلم يرَ منظراً كان أوجع لقلبه منه فقال:"رحمك الله، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات". وقال جابر:"لما رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم حمزة قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق، وقال:"لولا أن تجد صفية لتركته حتى يحشر من بطون الطير والسباع"
وصفية هي أخت حمزة وهي أم الزبير بن العوام. وروى محمد بن عقيل عن جابر
أنه قال:"لما سمع النبي صلي الله عليه وسلم ما فُعل بحمزة
شهق، فلما رأى ما فُعل به صعق".
وأقبلت صفية بنت
عبد المطلب لتنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمها، فقال الرسولُ محمدٌ لابنها الزبير
بن العوام:"القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها"، فقال لها:"يا أمه، إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي"، قالت:"ولم؟ وقد بلغني أن قد مُثل بأخي،
وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله"، فلما جاء
الزبير إلى الرسولِ محمدٍ فأخبره بذلك، قال:"خل سبيلها"، فأتته فنظرت إليه، فصلت عليه
واسترجعت واستغفرت له، ثم أمر به الرسولُ محمدٌ فدفن.
وعن جابر بن عبد
الله قال:"كان النبي صلي الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين
من قتلى أحد في قبر واحد، يقول:"أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟"، فإذا أشير إلى أحدهما قدمه
في اللحد، وقال: "أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة"، وأمر بدفنهم في دمائهم، فلم يُغسلوا،
ودفن حمزة وابن أخته عبد الله بن جحش الأسدي في قبر واحد، وكُفّن حمزةُ في نمرة، فكان
إذا تُركت على رأسه بدت رجلاه، وإذا غطى بها رجلاه بدا رأسُه، فجُعلت على رأسه، وجُعل
على رجليه شيء من الإذخر». وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق أنه قال: «كان ناس من المسلمين
قد احتملوا قتلاهم إلى المدينة ليدفنوهم بها، فنهى رسول الله ﷺ عن ذلك، وقال: "ادفنوهم حيث صرعوا".
العودة إلى المدينة
ورثاء حمزة
ثم عاد الرسولُ
محمدٌ راجعاً إلى المدينة المنورة، فلقيته حمنة بنت جحش الأسدية، فلما لقيت الناس نُعي
إليها أخوها عبد الله بن جحش الأسدي، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نُعي لها خالها حمزة
بن عبد المطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير العبدري القرشي،
فصاحت وولولت، فقال الرسولُ محمدٌ:"إن زوج المرأة منها لبمكان"، لِما رأى من تثبتها
عند أخيها وخالها، وصياحها على زوجها.
ومر الرسولُ محمدٌ
بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وبني ظفر من الأوس، فسمع البكاء والنوائح على
قتلاهم، فذرفت عيناه فبكى، ثم قال:"لكن حمزة لا بواكي له"، فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد
بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يتحزمن، ثم يذهبن فيبكين على عم الرسولِ
محمدٍ، فلما سمع الرسولُ محمدٌ بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين
عليه، فقال:"ارجعن يرحمكن الله، فقد آسيتن بأنفسكن"، قال ابن هشام:"ونُهي يومئذ عن
النوح". وروي عن أبي عبيدة أن الرسولَ محمداً لما سمع بكاءهن قال:"رحم الله الأنصار،
فإن المواساة منهم ما عتمت لقديمة، مروهن"
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
الصلاة على حمزة وهل يصلي علي الشهيد؟
رُوي عن ابن عباس أنه قال:"أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بحمزة فسُجِّي ببردة ثم صلى عليه، فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة»، ورُوي عن أنس بن مالك أنه قال:"كان النبي صلي الله عليه وسلمإذا كبَّر على جنازة كبَّر عليها أربعاً، وأنه كبَّر على حمزة سبعين تكبيرة" ، وقال أبو أحمد العسكري:"وكان حمزة أولَ شهيد صلَّى عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم . وعَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:"أَنَّ صَفِيَّةَ ذَهَبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ بِثَوْبَيْنِ تُرِيدُ أَنْ يُكَفَّنَ فِيهِمَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: وَأَحَدُ الثَّوْبَيْنِ أَوْسَعُ مِنَ الْآخَرِ، قَالَ: فَوَجَدَتْ إِلَى جَنْبِهِ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَقْرَعَتْ بَيْنَهُمَا، فَكَفَّنَتْ الْقَارِعَ أَوْسَعَ الثَّوْبَيْنِ، وَالْآخَرَ فِي الثَّوْبِ الْبَاقِي".
المعلوم
أن الشهيد لا يصلى عليه ، فما هو السبب الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي على
شهداء أحد ؟
أولاً :
روى عن عقبة بن
عامر رضي الله عنه قال : " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ
"(البخاري ومسلم) .
وفي لفظ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ " (البخاري ومسلم )
واستدل بعض العلماء – ومنهم الأحناف – على مشروعية
الصلاة على شهيد المعركة بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد .
قال العيني رحمه الله : " قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّى عَلَى أَهْل أُحُد بَعْد مُدَّة , فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الشَّهِيد يُصَلَّى عَلَيْهِ كَمَا يُصَلَّى عَلَى مَنْ مَاتَ حَتْف أَنْفه , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَة وَأَوَّلَ الْخَبَر فِي تَرْك الصَّلَاة عَلَيْهِمْ يَوْم أُحُد عَلَى مَعْنَى اِشْتِغَاله عَنْهُمْ وَقِلَّة فَرَاغه لِذَلِكَ , وَكَانَ يَوْمًا صَعْبًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَعُذِرُوا بِتَرْكِ الصَّلَاة عَلَيْهِمْ " انتهى من " عمدة القاري شرح صحيح البخاري .
أما جمهور العلماء الذين يرون أن شهيد المعركة
لا يُصلى عليه ، فقد أجابوا عن حديث عقبة بن عامر السابق بعدة أجوبة :
1 . أن المقصود بصلاته صلى الله عليه وسلم على
شهداء أحد ، أي : أنه دعا لهم .
2 . أن هذا خاص بشهداء أحد ، بدليل أنه لم ينقل
أنه صلى على غيرهم من الشهداء .
3 . أن هذا خاص به عليه الصلاة والسلام .
قال ابن حجر رحمه الله : " فَإِنَّ صَلَاته
عَلَيْهِمْ تَحْتَمِل أُمُورًا أُخَر : مِنْهَا أَنْ تَكُون مِنْ خَصَائِصه , وَمِنْهَا
أَنْ تَكُون بِمَعْنَى الدُّعَاء كَمَا تَقَدَّمَ ، ثُمَّ هِيَ وَاقِعَة عَيْن لَا
عُمُوم فِيهَا , فَكَيْفَ يَنْتَهِض الِاحْتِجَاج بِهَا لِدَفْعِ حُكْم قَدْ تَقَرَّرَ
؟ " انتهى من " فتح الباري شرح صحيح البخاري " .
وقال الحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي :
" وَأَمَّا هَذِهِ الصَّلَاةُ فَفِيهَا جَوَابَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الدُّعَاءُ
، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهَا صَلَاةَ الْجِنَازَةِ الْمَعْهُودَةِ ، قَالَ النَّوَوِيُّ
: أَيْ دَعَا لَهُمْ بِدُعَاءِ صَلَاةِ الْمَيِّتِ .
وَالثَّانِي : أَنَّهَا مَخْصُوصَةٌ بِشُهَدَاءِ أُحُدٍ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ قَبْلَ دَفْنِهِمْ كَمَا هُوَ الْمَعْهُودُ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ ، وَإِنَّمَا صَلَّى عَلَيْهِمْ فِي الْقُبُورِ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ وَالْحَنَفِيَّةُ يَمْنَعُونَ الصَّلَاةَ عَلَى الْقَبْرِ مُطْلَقًا ، وَالْقَائِلُونَ بِالصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ يُقَيِّدُونَهُ بِمُدَّةٍ مَخْصُوصَةٍ لَعَلَّهَا فَائِتَةٌ هُنَا ، وَلَوْ كَانَتْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ وَاجِبَةً لَمَا تَرَكَهَا فِي الْأَوَّلِ " انتهى من " طرح التثريب " ( 3 / 295 ) .
فالحاصل – على رأي الجمهور - : أن صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد ليس المراد منها الصلاة الشرعية المعروفة بصلاة الجنازة
، بل المراد بالصلاة هنا الصلاة بالمعنى اللغوية ، وهو الدعاء ، فهو صلى الله عليه
وسلم قد دعا لشهداء أحد ، وقوله في الحديث : ( كصلاته على الميت ) لبيان أن هذا الدعاء
مخصوص ، فهو كالدعاء الذي يكون في الصلاة على الميت ، وعلى فرض : أنه صلى عليهم الصلاة
المعروفة ، فهو محمول على الخصوصية.
والقول الأول ذهب
إليه بعض السلف ، وهو مذهب الأحناف كما سبق ، واختاره ابن القيم قال :
" وَالصَّوَاب فِي الْمَسْأَلَة : أَنَّهُ مُخَيَّر بَيْن الصَّلَاة عَلَيْهِمْ
وَتَرْكهَا لِمَجِيءِ الْآثَار بِكُلِّ وَاحِد مِنْ الْأَمْرَيْنِ وَهَذَا إِحْدَى
الرِّوَايَات عَنْ الْإِمَام أَحْمَد , وَهِيَ الْأَلْيَق بِأُصُولِهِ وَمَذْهَبه ،
وَاَلَّذِي يَظْهَر مِنْ أَمْر شُهَدَاء أُحُد : أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ عِنْد
الدَّفْن ، وَقَدْ قُتِلَ مَعَهُ بِأُحُدٍ سَبْعُونَ نَفْسًا , فَلَا يَجُوز أَنْ تَخْفَى
الصَّلَاة عَلَيْهِمْ . وَحَدِيث جَابِر بْن عَبْد اللَّه فِي تَرْك الصَّلَاة عَلَيْهِمْ
صَحِيح صَرِيح , وَأَبُوهُ عَبْد اللَّه أَحَد الْقَتْلَى يَوْمَئِذٍ , فَلَهُ مِنْ
الْخِبْرَة مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِ . وَقَدْ ذَهَبَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَسَعِيد بْن
الْمُسَيِّب إِلَى أَنَّهُمْ يُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ . وَهَذَا تَرُدّهُ
السُّنَّة الْمَعْرُوفَة فِي تَرْك تَغْسِيلهمْ ، فَأَصَحّ الْأَقْوَال : أَنَّهُ لَا
يُغَسَّلُونَ , وَيُخَيَّر فِي الصَّلَاة عَلَيْهِمْ . وَبِهَذَا تَتَّفِق جَمِيع الْأَحَادِيث
وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق " انتهى من "تهذيب سنن أبي داود" (2/87)
.
اللهم إنا نسألك عيش السعداء وموت الشهداء والنصر علي الأعداء