recent
أخبار عاجلة

عقوبة تارك الصلاة في القرآن الكريم

 


عقوبة تارك الصلاة في القرآن الكريم

 تارك الصلاة في غي 

تارك الصلاة في سقر

تارك الصلاة في ويل

تارك الصلاة في معيشة ضنك


الصلاة عمود الدين وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، ولها خصوصية في الشريعة الإسلامية وقد حذر الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- من تضييعها أو حتى تأخير أدائها عن وقتها، وقد وضحت نصوص القرآن الكريم وتضمنت عدة آيات تتحدث عن الصلاة وتُبين عقوبة تاركها، بعقوبات كثيرة ذكرها سبحانه- في كتابه العزيز في أكثر من آية، نستعرض الآيات ونذكر أقوال أهل العلم فيها على النحو الآتي:

 ومن هذه الآيات ما سيأتي بيانه: 

 تارك الصلاة في غي 

قال تعالى :"فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"(مريم/59).

 جاء لقمان بن عامر الخزاعي إلى الصحابي الجليل أبي أمامة صديّ بن عجلان الباهلي -رضي الله عنه-، فقال له: حدِّثنا حديثاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعا له بطعام. ثم حدَّثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن عقوبة تارك الصلاة كيف أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- وعده ببئريَن في جهنم الأول اسمه غي، والثاني اسمه أثام، ثم تحدَّث له عن عمق هذين البئرين.(محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن المؤلف، صفحة 218).

وكيف لو أنَّ صخرةً عظيمةً أُلقيَت من شفير جهنم ستبلغ قعر هذين البئرين بعد خمسين سنة من شدة بُعْد قعرهما، بالإضافة إلى تجمّع صديد أهل النار في هذين البئريَن، قال تعالى-:"أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"وقال:"وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا"(الفرقان ).

هذا جزاء من ضيع مواقيت الصلاة، ولا أقول: من ترك الصلاة

 بالكلية، بل هذا جزاء من أخر الصلاة عن وقتها فسوف يلقى

 غياً، وغيٌ كما أخرج البخاري في تأريخه عن عائشة رضي الله

 عنها أنها قالت: "غيٌ نهر في جهنم" والعياذ بالله، وقد إختص

 الله سبحانه وتعالى كل واحد منها بنوع من العذاب، وقد حذر الله

 عز وجل منها في العديد من مواضع القران الكريم، كما إستعاذ

 النبي-صلى الله عليه وسلم- من نار جهنم وحرها وحميمها وحذر

 سائر المسلمين منها.

 ترك الصلاة سبب في دخول سقر

 قال تعالي:"إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ"(المدثر/39).

 بيَّن الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية سؤال أهل

 الجنَّة للمجرمين عن سبب دخولهم سقر فأجابوهم: أنهم لم

 يكونواْ من  أصحاب الصلوات الخمس، كما قال ذلك الصحابي

 الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما"( ينسب لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، صفحة 493).

 يقول القرطبي في تفسير هذه الآية أربعة مسائل بيانها ما يأتي  "فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ" جاء من بعد الصالحين من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أولاد سوء. "أَضاعُوا الصَّلاةَ": وهذا النص في ذم وبيان إلى أنَّ إضاعة الصلاة من الكبائر، ومن ضيّع الصلاة فهو لما دونها أضيع، واختُلف في معنى الضياع هل هو كفرٌ وجحود أو تضييع لأوقاتها وعدم القيام بحقوقها، وينبغي للإنسان أن يحسن فرضه ونفله حتى يكون له نفل يجده زائداً على فرضه يقربه من ربه. "وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ": كل ما يوافق الإنسان ويشتهيه ويلائمه مما هو منهي عنه فلا يتقي فيه وقد حفت النار بالشهوات. "فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا": 

غي هو واد من أودية في جهنم وأبعدهم قعراً وأشدهم حراً وفيه بئر يسمى البهيم، كلما خبت جهنم فتح الله -تعالى- تلك البئر فتسعر بها جهنم، وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: "غي واد في جهنم تستعيذ من حره أودية جهنم".

 فسَّر القرطبي من أضاعوا الصلاة هم من النصارى واليهود، أو من المسلمين الذين يصلون الصلاة خفيفة لا يؤدون أركانها ولا أوقاتها وحقوقها، ولكن الناظر لحال الأمة يفهم قول الله -تعالى- بأنَّهم من المسلمين لكنهم استبدلوا الخير بالذي هو أدنى ورضوا بالشهوات على القربات والصلوات.

ترك الصلاة أحد أسباب دخول سقر، وسقر: اسم علم لطبقةٍ من جهنم، ويقول ابن عباس -رضي الله عنه-: "هي الطبق السادس من جهنم أو الدرك السادس من جهنم لا يُبقي ولا يذر".  

 استحقاق تارك الصلاة الويل 

يستحق تارك الصلاة الويل من الله قال تعالى:"فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"(الماعون/4).

أخبر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية عن عقاب الذين لا يُصلّون ووعدهم بالويل، واختلف أهل التفسير في معنى كلمة (ساهون) على النحو الآتي:

 قَالَ قَتَادَةُ: "سَاهٍ عَنْهَا لَا يُبَالِي؛ صَلَّى أَمْ لَمْ يُصَلِّ". قِيلَ: "لا يَرْجُونَ لَهَا ثَوَابًا إِنْ صَلَّوْا، وَلَا يَخَافُونَ عِقَابًا إِنْ تَرَكُواْ". قَالَ مُجَاهِدٌ: "غَافِلُونَ عَنْهَا، يَتَهَاوَنُونَ بِهَا". قَالَ الْحَسَنُ: "هُوَ الَّذِي إِنْ صَلَّاهَا صَلَّاهَا رِيَاءً، وَإِنْ فَاتَتْهُ لَمْ يَنْدَمْ". قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "لَا يُصَلُّونَهَا لِمَوَاقِيتِهَا، وَلَا يُتِمُّونَ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا". 

فالويل لمن يؤخر الصلاة "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"ويل للمصلين مرتبطة بما بعدها والويل وادٍ في جهنم، وهو لمن يؤخر الصلاة حتى يذهب وقتها، فهم يراؤون الناس إذا كان الناس يراهم فهم يصلون وإذا لم يروهم لم يصلوا فهم لا يصلون إلا رياءً وسمعة. 

 المعيشة الضنك وسوء الخاتمة

ومن العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك؛ لعموم قوله تعالى:"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"(طه:124). 

ومن عقوبة المعاصي أيضًا: سقوط الجاه، والمنزلة، والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة، أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد، تكون له منزلة عنده، فإذا عصاه، وخالف أمره، سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده.

حكم تارك الصلاة

ولا ريب أن الفقهاء قد اتفقوا على أن من ترك الصلاة جحودًا بها، وإنكارًا لها، فهو كافر، خارج عن الملة بالإجماع.

أما من تركها مع إيمانه بها، واعتقاده بفرضيتها، ولكنه تركها تكاسلًا، أو تشاغلًا عنها، فقد صرحت الأحاديث بكفره، ومن العلماء من أخذ بظاهر هذه الأحاديث، فكفَّر تارك الصلاة، كما هو مذهب الإمام أحمد، وهذا هو المنقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى عليه إسحاق بن راهويه إجماع أهل العلم، وقال محمد بن نصر المروزي -كما في جامع العلوم والحكم-: هو قول جمهور أهل الحديث. وهو اختيار  ابن تيمية.

ومن العلماء من رأى أن تارك الصلاة يقتل حدًّا، لا كفرًا، وبذلك قال الإمامان: مالك، والشافعي رحمهما الله.

ويرى الإمام أبو حنيفة ـرحمه الله- أنه يحبس حتى يصلي.

والراجح :"

أن تارك الصلاة يستتاب، فإن تاب، وإلا قتل. وهو عند المالكية والشافعية يقتل حدا على اعتبار أنه مرتكب كبيرة من أعظم الكبائر إلا أنها لا تخرجه من الملة.

 وأما الحنابلة فيقتل عندهم ردة، على اعتبار أنه بتركه الصلاة كفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، لما تقدم من الأحاديث، ولقوله صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد."(الترمذي، وصححه). 

قال ابن تيمية: ومتى وقع عمود الفسطاط، وقع جميعه، ولم ينتفع به؛ ولأن هذا إجماع الصحابة -رضي الله عنهم-. انتهى من شرح العمدة.

وختامًا: ننصح من قال بأنه لايوجد نص لعقوبة تارك الصلاة بالقرأن  بالرجوع إلى الله،والتوبة عن الاقتراء الكذب علي الله  والحرص على الصلاة ..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أله وصحبه وسلم 


google-playkhamsatmostaqltradent