
الشهداء والصائمون يتسابقون إلي الجنة
بلوغ رمضان يسبق الشهادة في سبيل الله
الشهيد له عند ربه ست خصال
أما رمضان فأعطيت الأمة فيه خمس خصال
ويتساوي الشهداء مع الصائمين في دخول الجنة كل من باب
الشهداء لايفتنون في قبورهم وكذا الصائمون
ارتباط الشهادة والصيام بالشفاعة
ويتساوي الصيام مع الشهادة في الدعاء
الحمد لله رب العالمين
وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله القائل : مَن صام رمَضان
إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر
له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه
.اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وبعد فياعباد الله
حديثنا إليكم اليوم
في يوم الشهيد عن فضل الشهداء واستقبال رمضان
بلوغ رمضان يسبق
الشهادة في سبيل الله
عباد الله
:" نعم يوجد تسابق بين الشهداء والصائمين علي الجنة فتارة تأتي الأحاديث بفضل الصائم علي الشهيد وتارة
أخري تأتي بفضل الشهيد علي الصائم
فقد ثبت أن بلوغ
رمضان نعمة عظيمة ، وفضل كبير من الله تعالى ، حتى إن العبد ببلوغ رمضان وصيامه وقيامه
يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يدركوا رمضان .
فعن طلحة بن عبيدالله
أن رجلين من بلى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا فكان أحدهما
أشدَ اجتهادا من الآخر ، فغزا المجتهد منهما فاستشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ، ثم
توفي ، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة ، إذا أنا بهما فخرج خارج
من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ، ثم خرج فأذن للذي استشهد ، ثم رجع إلي فقال:
ارجع فإنك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فعجبوا لذلك ، فبلغ ذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وحدثوه الحديث ، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول
الله ، هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ، ودخل هذا الآخر الجنة قبله!!
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى . قال: وأدرك رمضان ، فصام
وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ، قالوا: بلى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض "( ابن ماجه ) .
الله أكبر .. إنه
رمضان شهرُ المرابح ، زائرٌ زاهر، وشهر عاطِر، فضلُه ظاهر، بالخيراتِ زاخر، فحُثّوا
حزمَ جزمِكم، وأروا الله خيرًا مِن أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جازَ مَن جاز،
واعلَموا أنّ من دام كسله خاب أمله، وتحقَّق فشله، تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول
الله يجتهِد في رمضانَ ما لا يجتهِد في غيره. (مسلم).
الشهيد له عند
ربه ست خصال والصائم خمسة
عباد الله
:" ولو عقدنا مقارنة بين من الشهيد ومن ادرك رمضان لوجدنا أن من ادرك رمضان يسبق
فضل الشهداء
فإذا كان الشهيد له عند ربه ست خصال كما قال صلي الله عليه وسلم :" حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "للشَّهيدِ"، أي: الَّذي يُقتَلُ في سبيلِ اللهِ تعالى، "عِندَ اللهِ سِتُّ خِصالٍ"، أي: يَخُصُّه اللهُ مِن الأجرِ ما لا يَخُصُّ به غيرَه بما يَجمَعُ له مِن تلك الخِصالِ: "يَغفِرُ له"، أي: ذُنوبَه، "في أوَّلِ دَفْعةٍ"، أي: في أوَّلِ ما يتَدفَّقُ الدَّمُ مِن جُرْحِه، "ويُرَى مَقْعَدَه مِن الجنَّةِ"، أي: يُرِيه اللهُ عزَّ وجلَّ مَجلِسَه ونَعيمَه مِن الجنَّةِ، "ويُجارُ"، أي: يُحفَظُ ويُؤمَّنُ "مِن عذابِ القَبرِ، ويَأمَنُ"، أي: ويَسْلَمُ، "مِن الفزَعِ الأكبَرِ"، وهذا إشارةٌ إلى قولِه تعالى:"لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر"(الأنبياء: 103)،
والفزَعُ
الأكبَرُ؛ قيل: هو عذابُ النَّارِ، وقيل: العرضُ عليها، وقيل: هو وقتُ يُؤمَرُ أهلِ
النَّارِ بدُخولِها، وقيل: ذَبحُ الموتِ فيَيْئسُ الكفَّارِ مِن التَّخلُّصِ مِن النَّارِ
بالموتِ، وقيل: هو وقتُ إطباقِ النَّارِ على الكُفَّارِ، وقيل: النَّفخةُ الأخيرةُ
في الصُّورِ، ففَزِع مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ إلَّا مَن شاء اللهُ.
"ويُوضَعُ
على رأسِه تاجُ الوَقارِ"، أي: أي: يُلبِسُه اللهُ عزَّ وجلَّ تاجًا يُجعَلُ له
مِن العزَّةِ والعظَمةِ، "الياقوتةُ منها"، أي: مِن التَّاجِ، وياقوتُ الدُّنيا:
نَوعٌ مِن الأحجارِ الكريمةِ، لونُه شفَّافٌ، مُشرَبٌ حُمرَةً أو زُرْقةً أو صُفْرةً،
وهو أكثَرُ المعادِنِ صَلابةً بعدَ الماسِ، يُستَعمَلُ للزِّينةِ، "خيرٌ مِن الدُّنيا
وما فيها"، أي: مِن الحُصولِ على نَعيمِها كُلِّه.
"ويُزوَّجُ
اثنَتَين وسَبعين زوجةً مِن الحورِ العِينِ"، والحورُ العِينُ: نِساءُ أهلِ الجنَّةِ،
والمرادُ بالحَوراءِ: الشَّديدةُ بَياضِ العينِ، الشَّديدةُ سَوادِها، والمرادُ بالعِينِ:
أنَّها تَكونُ واسِعةَ العَينِ، وهذا مِن مَحاسِنِ الجمالِ في المرأةِ، وفي التَّقييدِ
بالثِّنتَينِ والسَّبعين إشارةٌ إلى أنَّ المرادَ به التَّحديدُ لا التَّكثيرُ، ويُحمَلُ
على أنَّ هذا أقلُّ ما يُعطَى، ولا مانِعَ مِن التَّفضُّلِ بالزِّيادةِ عليها.
"ويُشَفَّعُ"،
أي: ويَقبَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ شَفاعتَه، "في سَبعين مِن أقاربِه" كوالدَيهِ
وأولادِه وزَوجاتِه وغيرِهم من الأقاربِ؛ فالإحسانُ إلى الأقاربِ أفضلُ منه إلى الأجانبِ،
وقيل: يشمل ذلك أحبابَه والقَرِيبِينَ منه، وقوله: "في سَبعين" يَحتمِلُ
أنَّ المرادَ هذا العددُ تَحديدًا، ويَحتمِلُ أنَّ المرادَ: التكثيرُ وأنَّه يَشفَعُ
في عَددٍ كثيرٍ من أهلِه، ولا يُقصَدُ هذا العددُ على سَبيلِ التَّحديدِ؛ فالعرَبُ
تَستعمِلُ مُضاعَفاتِ العددِ (سبعةٍ)؛ للدَّلالةِ على التَّكثيرِ، كما في قولِه تعالى:
{إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة:
80]؛ فالعددُ غيرُ مُرادٍ به المقدارُ المحدَّدُ من العددِ، بل هذا الاسمُ مِن أسماءِ
العدَدِ الَّتي تُستعمَلُ في معنى الكَثرةِ، وسواءٌ عرَفْنا الحِكْمةَ مِن ذِكرِ هذا
العددِ أو لم نَعرِفْ؛ فالواجبُ علينا التَّسليمُ لخبَرِ اللهِ، وخبرِ رسولِه صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم.
أما رمضان فأعطيت
الأمة فيه خمس خصال
عن أبي هريرة رضي
الله عنه أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلّم - قال: أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال
في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند
الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم
جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك،
وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ
لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ
إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه"(أحمدُ).
إخوة الإيمان والإسلام
:" هذه الخصالُ الخَمسُ ادّخَرَها الله لكم، وخصَّكم بها مجالس شهر رمضان مِنْ
بين سائِر الأمم، وَمنَّ عليكم ليُتمِّمَ بها عليكُمُ النِّعَمَ، وكم لله عليكم منْ
نعم وفضائلَ: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"(آل عمران:110).
الخَصْلَةُ الأولى:
أن خُلوفَ فَمِ
الصائِم أطيبُ عند الله مِنْ ريحِ المسك ، والخُلوف بضم الخاءِ أوْ فَتْحَها تَغَيُّرُ
رائحةِ الفَم عندَ خُلُوِّ الْمَعِدَةِ من الطعام. وهي رائحةٌ مسْتَكْرَهَةٌ عندَ النَّاس
لَكِنَّها عندَ اللهِ أطيبُ من رائحَةِ المِسْك لأنَها نَاشِئَةٌ عن عبادة الله وَطَاعَتهِ.
وكُلُّ ما نَشَأَ عن عبادته وطاعتهِ فهو محبوبٌ عِنْدَه سُبحانه يُعَوِّضُ عنه صاحِبَه
ما هو خيرٌ وأفْضَلُ وأطيبُ. ألا تَرَوْنَ إلى الشهيدِ الذي قُتِلَ في سبيلِ اللهِ
يُريد أنْ تكونَ كَلِمةُ اللهِ هي الْعُلْيَا يأتي يوم الْقِيَامَةِ وَجرْحُه يَثْعُبُ
دمًا لَوْنُهَ لونُ الدَّم وريحُهُ ريحُ المسك؟ وفي الحَجِّ يُبَاهِي اللهُ الملائكة
بأهْل المَوْقِفِ فيقولُ سبحانَه:"انْظُرُوا إلى عبادِي هؤلاء جاؤوني شُعْثًا
غُبْرًا"( أحمد وابن حبَّان في صحيحه)، وإنما كانَ الشَّعَثُ محبوبًا إلى اللهِ
في هذا الْمَوْطِنِ لأنه ناشِأُ عَن طاعةِ اللهِ باجتنابِ مَحْظُوراتِ الإِحْرام وترك
التَّرَفُّهِ.
الخَصْلَةُ الثانيةُ:
أن الملائكةَ تستغفرُ
لَهُمْ حَتَّى يُفْطروا. وَالملائِكةُ عبادٌ مُكْرمُون عند اللهِ "لاَّ يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"(التحريم:6). فهم جَديْرُون
بأن يستجيبَ الله دُعاءَهم للصائمينَ حيث أذِنَ لهم به. وإنما أذن الله لهم بالاستغفارِ
للصائمين مِنْ هذه الأُمَّةِ تَنْويهًا بشأنِهم، ورفْعَةً لِذِكْرِهِمْ، وَبَيانًا
لفَضيلةِ صَوْمهم، والاستغفارُ: طلبُ الْمغفِرةِ وهِي سَتْرُ الذنوب في الدُّنْيَا
والآخِرَةِ والتجاوزُ عنها. وهي من أعْلىَ المطالبِ وأسْمَى الغَاياتِ فَكلُّ بني آدم
خطاؤون مُسْرفونَ على أنفسِهمْ مُضْطَرُّونَ إلَى مغفرة اللهِ عَزَّ وَجَل.
الخَصْلَةُ الثالثةُ:
أن الله يُزَيِّنُ
كلَّ يوم جنَّتَهُ ويَقول:"يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُوا عنهُمُ المَؤُونة
والأَذَى ويصيروا إليك" فَيُزَيِّن تعالى جنته كلَّ يومٍ تَهْيئَةً لعبادِهِ الصالحين،
وترغيبًا لهم في الوصولِ إليهَا، ويقولُ سبحانه:"يوْشِك عبادِي الصالحون أنْ يُلْقُوا
عَنْهُمُ المؤونةُ والأَذَى" يعني: مؤونَة الدُّنْيَا وتَعَبها وأذاهَا ويُشَمِّرُوا
إلى الأعْمَالِ الصالحةِ الَّتِي فيها سعادتُهم في الدُّنْيَا والاخِرَةِ والوُصُولُ
إلى دار السَّلامِ والْكَرَامةِ.
الخَصْلَةُ الرابعة:
أن مَرَدةَ الشياطين
يُصَفَّدُون بالسَّلاسِل والأغْلالِ فلا يَصِلُون إِلى ما يُريدونَ من عبادِ اللهِ
الصالِحِين من الإِضلاَلِ عن الحق، والتَّثبِيطِ عن الخَيْر. وهَذَا مِنْ مَعُونةِ
الله لهم أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير.
ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ
في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره.
الخَصْلَةُ الخامسةُ:
أن الله يغفرُ
لأمةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلّم - في آخرِ ليلةٍ منْ هذا الشهر إذا قَاموا بما يَنْبَغِي
أن يقومُوا به في هذا الشهر المباركِ من الصيام والقيام تفضُّلاً منه سبحانه بتَوْفَيةِ
أجورِهم عند انتهاء أعمالِهم فإِن العاملَ يُوَفَّى أجْرَه عند انتهاءِ عمله.
أبواب الجنة يتساوي فيها الشهيد مع الصائم
وفي الجنة باب للمجاهدين في سبيل الله وباب للصائمين فعن أبي هريرة قال:"أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ ما علَى مَن دُعِيَ مِن تِلكَ الأبْوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهلْ يُدْعَى أحَدٌ مِن تِلكَ الأبْوَابِ كُلِّهَا، قالَ: نَعَمْ وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهم"(البخاري).
ويقول صلي الله عليه وسلم:"إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ"(البخاري).
عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة
والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله
ويتساوي الشهداء
مع الصائمين في أمور منها :"
الشهداء لايفتنون
في قبورهم وكذا الصائمون
فتنة القبر ينجو
منها الشهيد والمرابط الذي يحرس ثغرا من ثغور الإسلام إذا مات في حال الرباط.فقد سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال:
كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة"( النسائي ).
وقال صلى الله
عليه وسلم أيضا: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي
كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان"( مسلم).
وهكذا الصائم يقف الصيام عن يمينه يدافع عنه مع الصلاة والزكاة واعمال البر- فعن أبي
هريرة عن رسول اله صلي اله عليه وسلم :" إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قبرِه إنَّه
يسمعُ خفقَ نِعالِهم حين يُولونَ مُدبرينَ ، فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصَّلاةُ عند رأسِهِ
، وكان الصِّيامُ عن يمينِهِ ، وكانتِ الزَّكاةُ عن شمالِهِ وكان فعلُ الخَيراتِ مِن
الصَّدقةِ [والصلة] والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عندَ رجلَيْهِ فيُؤتَى مِن قِبَلِ
رأسِهِ فتقولُ الصَّلاةُ ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يمينِهِ فيقولُ الصِّيامُ
ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يسارِهِ فتقولُ الزَّكاةُ : ما قِبَلي مَدخلٌ ،
ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رجلَيْهِ فيقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمعروفِ
والإحسانِ إلى النَّاسِ : ما قِبَلي مَدخلٌ"(صحيح الترغيب).
ارتباط الشهادة
والصيام بالشفاعة
عباد الله وكذلك يتساوي الصيام مع الشهيد في الشفاعة
فعن أمِّ الدَّرداءِ قالت أبشِروا فإنِّي سمعتُ
أبا الدَّرداءَ يقولُ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ "يشفَّعُ
الشَّهيدُ في سبعينَ من أَهلِ بيتِهِ"(أبوداود).
وكذلك الصيام يشفع
لصاحبه عن عبدِ الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قال: "الصيامُ والقرآنُ يشفعان للعبدِ يومَ القيامةِ، يقول الصيامُ:
أي ربِّ منعتُه الطعامَ والشهوةَ، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل،
فشفعني فيه، قال: فَيُشَفَّعان"(أحمد والحاكم).
ويتساوي الصيام
مع الشهادة في الدعاء
عباد الله
:" وإذا عقدنا مقارنة بين بلوغ الشهادة في سبيل الله وبلوغ رمضان نجد أن الدعاء
في بلوغ الشهادة أمر مستحب قَال صلي الله عليه
وسلم ا:" مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ
الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ"(مسلم).
وكذا بلوغ رمضان
فكان الصحابة يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان،ثم
يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم . وقال يحيى
بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني
متقبلاً.
والدعاء ببلوغ
رمضان، والاستعداد له سنة عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم.
وينبغي للمسلم
أن يفرح بقدوم شهر رمضان ويستقبله بتوبة نصوح، وبالاستعداد التام، والتفرغ للعبادة
كالصلاة، وتلاوة القرآن، والذكر والتسبيح والاعتكاف، وترك الذنوب والمعاصي، ورد الحقوق
إلى أهلها، ونحو ذلك.
اللهم إنا نسألك
عيش السعداء وموت الشهداء والحشرَ مع الأتقياء ومرافقةَ الأنبياءاللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنارمضان اللهم سلمنا إلي رمضان وسلم لنا رمضان