
رمضان موسم الطاعات
اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ
رمضان شهرمدرسة الأخلاق
مقاصد الصيام والإيمان المزور
الحمد لله الذي
خص بالفضل والتشريف شهر رمضان، وأنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان،
وخصه بالعفو والغفران..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والإحسان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل:" " اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وبعد فياعباد الله
اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ
قد جعل الله -سبحانه
وتعالى- مواسم للطاعات
واختص الله تعالى في أيام دهرنا مواسم تعظُم فيها الطاعة والعبادة والقربة لله تعالى، فهي مواسم جليلة ونفحات ربانية خصها الله لهذه الأمة، لرفعة الدرجات، والفوز بأعلى الجنات، فقد أخلف الله تعالى الأمة عن قصر أعمارها ببركة في عملها ونفحات في أيام دهرها، فمواسم الخيرات في السنة لا تنقض، يخرج المؤمن من عبادة ليستقبل أخرى، فمن لا يطيق فضيلة فهو يجتهد في غيرها، ومن فاتته فرصة للخير فهو يغتنم أخرى.
فطوبى لمن تعرض لهذه النفحات، واستغل الفرص قبل الفوات، فقد ورد في الأثر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :"اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى, فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ "
(الطبراني في "الدعاء"،وأبونعيم في"الحلية" والسيوطي).
عباد الله:"
وهذا الموسم العظيم
ينبغي للعاقل اللبيب، أن يغتنمه في الطاعة والعبادة والقربة لله تعالى، فإن الإنسان
لا يدري ما يعرض له من مشاغل وشواغل، ولا يدري من يطالبه في ما بقي من حياته، فإن المرض
مطالب له وهو ناقض للصحة، والموت قاطع لطريق الحياة، فمادام المرء في سعة من صحته ونفسه
وماله؛ فليبادر بالأعمال الصالحة قبل الفوات، ما دام في زمن الإمكان، يقول المصطفى
صلى الله عليه وسلم :"اغتنمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: اغتنمْ حَيَاتَكَ قبلَ مَوْتِكَ،
وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وشَبَابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وغِنَاكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ
قبلَ شُغْلِك "(الحاكم والبيهقي) .
قال ابن القيم
– رحمه الله - : " إن الرجل إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة، فالحزم كل الحزم
في انتهازها، والمبادرة إليها، والعجز في تأخيرها، والتسويف بها، ولا سيما إذا لم يثق
بقدرته وتمكنه من أسباب تحصيلها، فإن العزائم والهمم سريعة الانتقاض قلما ثبتت، والله
سبحانه يعاقب من فتح له باباً من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا
يمكنه بعد من إرادته عقوبة له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه
وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك".
شهرمدرسة الأخلاق،
عباد الله :" رمضان شهرٌ للمراجعة
والتغيير، والتربية والتهذيب للنفوس، وهو مدرسة الأخلاق، يقول -صلى الله عليه وسلم-:
"والصيام جُنّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد
أو قاتَلَهُ فلْيَقُلْ: إني امرؤ صائم"(البخاري).
وليس هذا على سبيل
الجبن والضعف والخوَر؛ بل إنها العظمة والسمو والرفعة التي يربي عليها الإسلام أتباعه.
ومن الأخلاق التي على المسلم أن يتحلى بها في رمضان
ما يأتي:
الصبر:"
ورمضان شهر الصبر حيث تكثر في رمضان الطاعات، من صلاة وصيام وقيام، فلا بد للمسلم أن يحرص على خلق الصبر، وخاصة الصبر على الطاعات، فقد يكون في الصيام مشقة، وفي كثرة المواعظ والدروس ثقل، لكن لا بد للمسلم أن يتزين بخلق الصبر، وكما قال -صلى الله عليهوسلم-:"الصَّبْرُ ضِياءٌ"() وقال صلي اله عليه وسلم :" (صومُ شهر الصبر وثلاثةِ أيام من كل شهر يُذهبن وَحَرَ الصدر"( البزار وصححه).
كظم الغيظ "
قد يتسبب الابتعاد عن الطعام والشراب في رمضان أن يقع المسلم في الضيق والمزاج السيئ، وقد يصدر عن الآخرين ما قد يسبب الضيق والأذى، فعندها عليه أن يتحلى بخلق كتم الغيظ، وأن يقول لمن سبه أو شتمه ما جاء في وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- للصائم، حيث قال: "إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فلا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ"(البخاري ومسلم).
وقد مدح الله عز وجل المؤمنين بصفات كثيرة منها قوله تعالى:"الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"(آل عمران:134).
عن الأحنف بن قيس قال: "ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم، فقد قُتل ابن أخيه ابناً له، فأتي بالقاتل مكتوفاً يُقاد اليه، فقال: "ذعرتم الفتى!"، ثم أقبل على الفتى فقال: "يا بني، بئس ما صنعت، نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمتّ عدوك، وأسأت بقومك، خلوا سبيله، واحملوا إلى أمّ المقتول ديته، فإنها غريبة". ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته، ولا تغير وجهه"
أمسك عليك لسانك
هيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح ألسنتا، ونطهّرها، فهي أخطر جوارح الإنسان، صغيرة الحجم ، عظيمٌة الجُرْم ، فبالصيام يسلم اللسانُ من قول الزور، ويسلم من العمل به، ويسلم من اللغو، ويسلم من اللعن، ومن الباطل، ومن الكذب، ومن الغيبة والنميمة وغيرها، قال رسول الهدى "من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه"( البخاري ). ويقول:"ليس الصيامُ من الأكل والشراب، إنما الصيامُ من اللغو والرفث؛ فإن سابك أحد أو جهل عليك فقُل: إني صائم إني صائم"( الحاكم وصححه).، وهكذا بقية الجوارح، وبقية الأعمال، تصلُح وتتغير نحو الأفضل لمن صدق مع خالقه، فيصدقه فيما يعمل.
وعن عقبة بن عامر:"قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ"(الترمذي).
هيا لنغتنم شهر التغيير ونستمر على الحق ونعض عليه بالنواجذ ، ونعود إلى رحاب الله ،ونترك ما ألفته النفس من لهو وهوى قد يكون الفكاك منه صعباً كما قال الشاعر :
النفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
هيا لنغتنم شهر
التغيير ونلجأ إلى الله لجوء المضطرين المستغيثين المنيبين ،فهو وحده المغيث المجيب
لمن دعاه .
عباد الله:"
شهر رمضان،متجر الصالحين، وميدان المتسابقين، ومغتسل التائبين، وهو معسكر إيماني لتجنيد
الطاقات، وتعبئة الإرادات، وتقوية العزائم، لتحصيل الآمال الكبار" لافتًا إلى الحديث
الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا كانت
أول ليلة من رمضان، نادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر"(ابن
ماجه).
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
مقاصد الصيام والإيمان المزور:
عباد الله :"فليست العبرة في الجوع والعطش إنما العبرة في
المقاصد والمعاني وأصول الشريعة ولم يعف الإسلام عن الخطأ فيها أو نسيانها لأنها يجب
أن تختلط بلحمه وتسيل مع دمه في عروقه ينبض بها قلبه.
وفي هذا يقول ربنا تبارك اسمه:"أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ"(الماعون)
علامة المكذبين بيوم الدين سوء خلقهم مع الله بداية بالإهمال في حقه الصلاة ولم يتوجهوا إليه بالإخلاص في العبادة فراحوا يراؤون الناس، وسوء خلقهم مع الناس نهاية فينهر اليتيم ولا يتمثل أخلاق الدين التي دعت إلي التكافل والمحبة والرأفة، فمنع خيره عن الناس"وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ"
وورد في ذلك قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِى جِيرَانَهاَ بِلِسَانِهَا قَالَ «هِىَ فِى النَّارِ» قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاَتِهَا وَأَنَّهَا تَصَدَّقُ باِلأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلاَ تُؤْذِى جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ «هِىَ فِى الْجَنَّةِ"(البخاري).
ويتضح من هذا ارتباط الخلق "المقصد والغاية"بالإيمان الحق، وارتباطه بالعبادة الصحيحة،فهو أساس الصلاح في الدنيا والنجاة في الأخرى. فالإيمان والصلاح والأخلاق، عناصر متلازمة متماسكة، لا يمكن الفصل بينها.
وانظر إلي عاقبة من انفكت عبادته عن مقاصدها وغاياتها فلم يحقق ما تصبوا إليه العبادة.
صلي وزكي وحج واعتمر وصام وقام؛ لكنه ما أحدث تغييرا في داخله, هو متمسك بالدين ظاهراً بعيد عنه كل البعد باطنا وجوهرا ففي الحديث "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ"(مسلم).
إنه كبنَّاء يبني ما يبنيه في يومه ثم يمسي يهدم ما قد بناه فهل يعد هذا انجازا؟! أو كتاجر يملك في محله بضائع بألف وعليه ديون قدرها ألفان، هل يُعد هذا المسكين غنيا، والمتدين الذي يؤدي بعض العبادات بصورة شكلية، وبعدها لا يُؤْمَن شرُّه ولا يُسْلَم من أذاه فكيف يعد هذا تقيا؟!
"... وإنَّ سُوءَ الخُلُق لَيُفْسِد العملَ
كما يُفْسِدُ الخلُّ العسلَ" (الطبراني).
فعَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَأَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَا هُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ سَكَتَ ثُمَّ عَادَ وَأُرَاهُ قَالَ بِالْهَاجِرَةِ قَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِنَّهُمَا وَاللَّهِ قَدْ مَاتَتَا أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا. قَالَ «ادْعُهُمَا». قَالَ فَجَاءَتَا –قَالَ- فَجِىءَ بِقَدَحٍ أَوْ عُسٍّ فَقَالَ لإِحْدَاهُمَا «قِيئِى». فَقَاءَتْ قَيْحاً أَوْ دَماً وَصَدِيداً وَلَحْماً حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ ثُمَّ قَالَ لِلأُخْرَى "قِيئِى". فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ ثُمَّ قَالَ «إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللَّهُ وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمَا جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى فَجَعَلَتَا يَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ»(أحمد).
فإذا نمت الرذائل في النفس، وفشا ضررها، وتفاقم خطرها، انسلخ المرء من دينه كما ينسلخ العريان من ثيابه، وأصبح ادعاؤه للإيمان زورا، فما قيمة دين بلا خلق؟!! وما معنى الإفساد مع الانتساب لله؟!!
وتقريرا لهذه المبادئ
الواضحة في صلة الإيمان بالخلق القويم يقول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم "ثَلاَثٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى [وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ] وَزَعَمَ
أَنَّهُ مُسْلِمٌ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ
خَانَ» وفي رواية [وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ "(مسلم).
والمؤمن الصائم الصادق الحق وليس إيمانه مزورهوالذي يعدد نعم الله عليه بالشكر:"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"(إبراهيم/7)
لئن شكرتم ربَّكم ، بطاعتكم إياه فيما أمركم ونهاكم ، لأزيدنكم في أياديه عندكم ونعمهِ عليكم ، على ما قد أعطاكم ويزيدكم من طاعته ..
أما غذا عدد المصائب ونسي النعم فقد قال الله في شأنه:" إِنَّ الْإِنسَانَ
لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ
لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ" (العاديات/6-8).
قال الحسن :الكنود :" هو الذي يعد المصائب وينسى النعم . وقال عطاء : هو الذي لا يعطي في النائبة مع قومه .وقال الفضيل بن عياض : " الكنود " الذي أنسته الخصلة ، الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان ، و " الشكور" الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة . (وإنه على ذلك لشهيد) قال " أكثر المفسرين أي : إنه شاهد على نفسه بما يصنع . ( وإنه ) يعني الإنسان ، ( لحب الخير ) أي لحب المال ، ( لشديد ) أي : لبخيل ، أي إنه من أجل حب المال لبخيل . يقال للبخيل : شديد ومتشدد .