
صلاة ركعتين بعد العشاء وقبل التراويح سنة مؤكدة
نري من يشرع في صلاة التراويح مباشرة دون صلاة
ركعتين سنة العشاء فهل هذاصحيح؟وهل يجوز صلاةالركعتين بعد التراوح؟وهل هناك سنة قبلية
للعشاء؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
راتبة العشاء سنة مؤكدة، وهي ركعتان والسنة أن تصلي قبل صلاة التراويح، لأنها سنة مستقلة والتراويح سنة مستقلة والأولى أن تصلى عقب العشاء وقبل التراويح..
فالسنة الراتبة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة ركعتين بعدالعشاء لماورد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : " حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ : رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ فِي بَيْتِهِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ"(البخاري ومسلم ) .
وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ : أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ"(الترمذي) .
ثم إذا صلى راتبة العشاء ، فله أن يصلي بعد ذلك ما شاء الله له أن يصلي ، من صلاة الليل ، سواء قبل أن ينام ، أو بعد أن ينام ، ثم يستيقظ للصلاة ، وهو أفضل له وأكمل .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ:" بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العِشَاءَ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ ، ثُمَّ قَامَ ... "(البخاري) .
وقتها:"
قال البهوتي رحمه الله في كشاف القناع: ووقتها
أي التراويح بعد صلاة العشاء وبعد ( سنتها ) قال المجد في شرحه: لأن سنة العشاء يكره
تأخيرها عن وقت العشاء المختار فكان إتباعها لها أولى... وإن صلى التراويح بعد العشاء
وقبل سنتها صح جزما؛ ولكن الأفضل فعلها بعد السنة على المنصوص. انتهى باختصار.
والأحوط البدار
بها قبل نصف الليل سنة العشاء؛ لأن وقت العشاء إلى نصف الليل، فالأحوط البدار بها قبل
نصف الليل، وإن صلاها بعد نصف الليل فلا بأس؛ لأنه وقت ضرورة، لكن الأفضل البدار بها
قبل نصف الليل.
فالنافلة المتعلقة بفريضة العشاء هي سنة العشاء الراتبة، وهي سنة مؤكدة، كان يواظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ركعتان بعد صلاة العشاء؛
وأما قبل أذان العشاء، فلم يثبت تحديد عدد معين من النوافل، بل الأمر في ذلك واسع، والوقت وقت إباحة للنافلة، فينبغي الإكثار من صلاة النافلة، لما في ذلك من الخير الكثير، ففي الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري: يقول الله تعالى فيه: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه.
فليس للعشاء سنة راتبة مؤكدة قبلها ؛ لكن له أن يصلي ركعتين قبلها ، كما يستحب أن يصلي ركعتين بين كل أذان وإقامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم :" بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ " ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ : (لِمَنْ شَاءَ) "( البخاري ، ومسلم ).
" يشرع قبل كل صلاة ركعتان ، قبل العشاء
، قبل المغرب ، قبل العصر ، قبل الظهر، قبل صلاة الفجر ، وكان الصحابة يصلون ركعتين
قبل المغرب ، يعني بعد الأذان وقبل الإقامة ركعتين ، هذا هو الأفضل ، وكذلك العشاء
، إذا أذن المؤذن يصلي ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" بين كل أذانين صلاة،
بين كل أذانين صلاة " بين الأذانين صلاة ، بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، يدخل فيها
العشاء ، إذا أذن العشاء شرع للجالسين في المسجد أو الوافدين أن يصلوا ركعتين سنة قبل
العشاء في حق الماكثين في المسجد ، وسنة لمن دخل تحية المسجد "
ولو زاد عن الركعتين أحيان ، فصلى أربعا ، أو
صلى ما تيسر له : لم يمنع منه ، فإن هذا وقت صلاة ، يشرع التنفل فيه .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَوْلُهُ (صَلَاةٌ) أَيْ وَقْتُ صَلَاةٍ ، أَوِ الْمُرَادُ : صَلَاةٌ نَافِلَةٌ : أَوْ نُكِّرَتْ لِكَوْنِهَا تَتَنَاوَلُ كُلَّ عَدَدٍ نَوَاهُ الْمُصَلِّي مِنَ النَّافِلَةِ : كَرَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعٍ أَوْ أَكْثَرَ ... " انتهى .
وله أن يصلي بين المغرب والعشاء ما شاء ؛ لما
روى البيهقي (4752) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ".
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
، فِي هَذِهِ الْآيَةِ : " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"، قَالَ: " كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ
مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ " ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ:
قِيَامُ اللَّيْلِ .
"صحيح أبي داود"
.