recent
أخبار عاجلة

حقائق عن الجن أصل الجن

حقائق عن الجن 

أصل الجن 

أصناف الجن من حيث الشكل ومن حيث العقيدة 

طعام الجن وشرابهم ودوابهم 

حيوانات تصاحبها الشياطين 

حسابهم يوم القيامة

أخبرنا الله في كتابه الكريم عن أصل خلق الجن فقال تعالى :"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ  وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ "(الحجر/26-27).

وقال تعالى : "وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ"(الرحمن/15)..

وفي الحديث عن عائشة عن النبي قال : " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم "(مسلم).

أصناف الجن 

خلق الله الجن على أصناف مختلفة . فمن الجن من يتحول إلى أشكال مختلفة كالكلاب والحيات ومنهم الريح الطيارة ذوو الأجنحة ومنهم من يحل ويظعن . عن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله : " الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون ."(الطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير ).

أصنافُ الجِنِّ من حَيثُ أشكالُهم

عَن أبي ثَعلَبةَ الخُشَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:"الجِنُّ ثَلاثةُ أصنافٍ: صِنْفٌ لَهم أجنِحةٌ يَطيرونَ في الهَواءِ، وصِنفٌ حَيَّاتٌ وكِلابٌ، وصِنْفٌ يَحلُّونَ ويَظعَنونَ"(ابن حبان والطبراني والحاكم).

قال ابنُ عَبدِ البَرِّ: "ما يَحُلُّ ويَظعَنُ: الغُولُ، والسِّعْلاةُ، وهوَ ضَربٌ من ضُروبِ الجِنِّ، وفَرعٌ مِنهم يَتَصَوَّرُ في القِفارِ والطُّرُقِ لَيلًا ونَهارًا، فتُفزِعُ المُسافِرَ، وتَتَلَوَّنُ ألوانًا في صوَرٍ شَتَّى، مِنها قَبيحةٌ ومِنها حَسَنةٌ"(التذكار)..

وقال علي القاري:"الجِنُّ ثَلاثةُ أصنافٍ" وهم أجسامٌ هَوائيَّةٌ قادِرةٌ على التَّشَكُّلِ بأشكالٍ مُختَلِفةٍ، لَها عُقولٌ وأفهامٌ وقُدرةٌ على الأعمالِ الشَّاقَّةِ... وصِنْفٌ يَحلُّونَ: بضَمِّ الحاءِ وبِكَسرٍ أي: يَنزِلونَ ويُقيمونَ تارَّةً، «ويَظعَنونَ» أي: يُسافِرونَ ويَحلُّونَ، أي مَرَّةً أخرى"(مرقاة المفاتيح).

الجنّ منهم المؤمن ومنهم الكافر

أصنافُ الجِنِّ من حَيثُ إيمانُهم وكُفْرُهم، وصَلاحُهم وفَسادُهم

قال اللهُ تعالى حِكايةً عنهم: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا"(الجن: 11).

قال ابنُ جَريرٍ:"كُنَّا طَرائِقَ قِدَدًا يَقولُ: وأنَّا كُنَّا أهواءً مُختَلِفةً، وفِرَقًا شَتَّى، مِنَّا المُؤْمِنُ والكافِرُ".

وقال القُرطُبيُّ: "وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ هَذا من قَولِ الجِنِّ، أي: قال بَعضُهم لبَعضٍ لَمَّا دَعَوا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وإنَّا كُنَّا قَبلَ استِماعِ القُرآنِ مِنَّا الصَّالِحونَ ومِنَّا الكافِرون، وقيلَ: ومِنَّا دونَ ذلك، أي: ومِن دونِ الصَّالِحينَ في الصَّلاحِ" .

وقال اللهُ سُبحانَه حكايةً عنهم:"وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا"(الجن: 14) .

قال ابنُ القَيِّمِ:"قد تَضَمَّنَت هذه الآياتُ انقِسامَهم إلى ثَلاثِ طَبَقاتٍ: صالِحِينَ، ودونَ الصَّالِحِينَ، وكُفَّارٍ، وهذه الطَّبَقاتُ بإزاءِ طَبَقاتِ بني آدَمَ؛ فإنَّها ثَلاثةٌ: أبرارٌ، ومُقتَصِدونَ، وكُفَّارٌ؛ فالصَّالِحونَ بإزاءِ الأبرارِ، ومَن دونَهم بإزاءِ المُقتَصِدينَ، والقاسِطونَ بإزاءِ الكُفَّارِ، وهَذا كما قَسَّمَ سُبْحانَه بني إسرائيلَ إلى هذه الأقسامِ الثَّلاثةِ في قَولِه: وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ"(الأعراف: 168). ، فهَؤُلاءِ النَّاجونُ مِنهم، ثُمَّ ذَكَرَ الظَّالِمِينَ وهم خَلْفُ السُّوءِ الَّذينَ خَلَفوا بَعدَهم. ولَمَّا كانَ الإنسُ أكمَلَ مِنَ الجِنِّ، وأتَمَّ عُقولًا، ازدادوا عليهم بثَلاثةِ أصنافٍ أُخَرَ، لَيسَ شَيءٌ مِنها للجِنِّ، وهم: الرُّسُلُ، والأنبياءُ، والمُقَرَّبونَ، فلَيسَ في الجِنِّ صِنفٌ من هَؤُلاءِ، بَل حِلّْيَتُهمُ الصَّلاحُ" .

وقال بعضهم في الجِنِّ: "فيهمُ الصَّالِحونَ وفيهمُ المُبتَدِعةُ، وفيهمُ الكُفَّارُ وفيهمُ الفُسَّاقُ، كالإنسِ".

وقصة إسلام أوائل الجن في هذه الأمة قد جاءت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : " انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ "(البخاري). 

الجن وابن آدم 

كل فرد من بني آدم قد وكل به قرينه من الجن . عن ابن مسعود أنه قال : قال رسول الله   : " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن . قالوا : وإياك يا رسول الله  ؟ قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"(مسلم).

قال النووي في شرحه لمسلم (17/175) : فأسلم .. صار مسلما مؤمنا وهذا هو الظاهر ، قال القاضي : واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه . وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .ا.هـ.

قدرات الجن 

جاء في القرآن الكريم ما يدل على أن الجن لهم قدرات هائلة في القوة والسرعة والانتقال، ومن ذلك قصة الجني مع النبي سليمان، عندما عرض عليه أن يأتيه بعرش ملكة سبأ قبل أن يقوم من مقامه

أعطى الله الجن قدرة لم يعطها للبشر ، وقد حدثنا الله عن بعض قدراتهم فمن ذلك سرعة الحركة والانتقال فقد تعهد عفريت من الجن لنبي الله سليمان بإحضار عرش ملكة اليمن إلى بيت المقدس في مدة لا تتجاوز قيام الرجل من جلوس قال تعالى : "قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ  قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ"(النمل /39-40).

طعام الجن وشرابهم 

الجن يأكلون ويشربون : عن ابن مسعود قال : قال رسول الله:"أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال النبي : " فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم "(مسلم). 

وفي رواية : إِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ وَنِعْمَ الْجِنُّ فَسَأَلُونِي الزَّادَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ إِلا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا"(البخاري).

فالمؤمنون من الجن لهم كل عظم ذكر اسم الله عليه لأن الرسول لم يبح لهم متروك التسمية ، وأما متروك التسمية فإنه لكفرة الجن

وأما أكل الجن فإنهم يشاركون الناس في طعامهم إذا تيسر لهم دخول بيوت الناس، ولم يسم الناس عند الطعام، ففي الحديث الذي رواه مسلم وغيره قال صلى الله عليه وسلم: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء.

وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء.

ويأكلون أيضاً من اللحوم التي يجعلها الله على العظم بعد انتهاء الإنس منها، ففي صحيح مسلم أن الجن سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد، فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة علف لدوابكم.

ولا مانع من أن يأكلوا مما خلق الله من نبات الأرض في الصحاري.

دواب الجن 

للجن دواب كما أن للإنس دوابًوقد تكون مركوبة كالإبل والخيل أو محلوبة كالغنم والبقر، وقد تتمثل بصور دواب الإنس أو الوحش كالظباء والوعول والمركوبات ونحوها، وكثيرًا ما تختفي عن أبصار الإنس حيث إنها من جنس الجن الذين هم أجسام خفيفة يروننا ولا نراهم، ودل الحديث أنهم كالإنس يأكلون ويشربون وكذا دوابهم تأكل وتشرب وتتغذى، فمن غذائها بعر دواب الإنس وروثها تكون علفًا لدواب الجن لذلك نهينا عن الاستنجاء بها..

وأما مأكل دوابهم فقد ذكر في حديث مسلم السابق أن البعر علف لدواب الجن، ولا مانع أن تأكل من نبات الأرض في الصحراء، وأما الدواب نفسها فلم نعثر على دليل يوضح ماهيتها، إلا أنه ثبت في الحديث ما يدل على ركوبهم الإبل، ففي الحديث: على ذروة كل بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب فإنما يحمل الله رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه الألباني.

وذكر بعض الباحثين استناداً إلى بعض الأشعار المعزوة إلى الجن أنهم يركبون الفئران والثعالب، والله أعلم بصحة ذلك. 

مساكن الجن 

الجن يسكنون هذه الأرض التي نعيش فوقها ويكثر تواجدهم في الخراب ومواقع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والمقابر ولهذا جاء الهدي النبوي باتخاذ الأسباب عند الدخول على مثل هذه الأماكن وذلك بالأذكار المشروعة ومن ذلك ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث "(البخاري ومسلم).، قال الخطابي : الخُبُث جماعة الخبيث . والخبائث جمع الخبيثة يريد ذكران الشياطين وإناثهم .

حيوانات تصاحبها الشياطين 

من هذه الحيوانات الإبل ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الإبل خلقت من الشياطين ، وإن وراء كل بعير شيطاناً"رواه سعيد بن منصور في سننه بإسنادٍ مرسل حسن (صحيح الجامع) .

 ومن أجل ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل ، فعن البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :"لا تصلوا في مبارك الإبل ، فإنها من الشياطين ، وصلوا في مرابض الغنم ، فإنها بركة "(أبوداود) .

وعن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"صلوا في مرابض الغنم ، ولا تصلوا في أعطان الإبل ، فإنها خلقت من الشياطين"(ابن ماجه) .

وهذه الأحاديث ترد على من قال : إنّ علة النهي عن الصلاة في مبارك الإبل نجاسة أبوالها وروثها ، فالصحيح أن روث وبول ما يؤكل لحمه غير نجس .

وقد تساءَل أبو الوفاء ابن عقيل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الكلب الأسود شيطان، ومعلوم أنه مولود من كلب ، وأن الإبل خلقت من الشياطين مع كونها مولودة من الإبل .

وأجاب : أنّ هذا على طريق التشبيه لها بالشياطين ، لأن الكلب الأسود أشرّ الكلاب وأقلعها نفعاً ، والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها ، كما يقال : فلان شيطان ؛ إذا كان صعباً شريراً (آكام المرجان : ص22 . لقط المرجان : ص42 ) .

ويدل لصحة قول ابن عقيل أن الأحياء في عالمنا الأرضي مخلوقة من الماء ، كما قال تعالى :"وجعلنا من الماء كُلَّ شيٍ حَيٍّ"(الأنبياء : 30 ) ، والشياطين مخلوقة من النار .

الوقاية من أذى الجن

لما كان الجن يروننا ولا نراهم علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم سبلا كثيرة للوقاية من أذاهم مثل الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومثل قراءة سورة الفلق وسورة الناس .

ومثل الاستعاذة الواردة في قوله تعالى:"وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ(المؤمنون/97-98).

وكذلك فإن التسمية وهي قول بسم الله قبل دخول البيت وقبل الطعام والشراب وقبل الجماع يمنع الشيطان من المبيت ومشاركة الإنسان في مطعمه ومشربه ومنكحه وكذلك ذكر اسم الله قبل دخول الخلاء وقبل خلع اللباس يمنع الجنّ من رؤية عورة الإنسان ومن إيذائه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ"(الترمذي).

وقوة الإيمان والدّين عموما لدى الإنسي تمنع الجنّ من إيذائه بل ربما لو تقابلا في معركة لانتصر صاحب الإيمان كما روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ رَجُلا مِنْ الْجِنِّ فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ فَقَالَ لَهُ الإِنْسِيُّ إِنِّي لأَرَاكَ ضَئِيلا شَخِيتًا كَأَنَّ ذُرَيِّعَتَيْكَ ذُرَيِّعَتَا كَلْبٍ فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ مَعْشَرَ الْجِنِّ أَمْ أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ كَذَلِكَ قَالَ لا وَاللَّهِ إِنِّي مِنْهُمْ لَضَلِيعٌ وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّانِيَةَ فَإِنْ صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ تَقْرَأُ : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .."وهي آية الكرسي "، قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّكَ لا تَقْرَؤُهَا فِي بَيْتٍ إِلا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ لَهُ خَبَجٌ كَخَبَجِ الْحِمَارِ ثُمَّ لا يَدْخُلُهُ حَتَّى يُصْبِحَ . قَالَ أَبُو مُحَمَّد الضَّئِيلُ الدَّقِيقُ وَالشَّخِيتُ الْمَهْزُولُ وَالضَّلِيعُ جَيِّدُ الأَضْلاعِ وَالْخَبَجُ الرِّيحُ"(الدارمي).

حسابهم يوم القيامة

والجن سيحاسبون يوم القيامة ، قال مجاهد رحمه الله في قوله تعالى :"وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ " قال : سَتُحْضَرُ لِلْحِسَابِ . صحيح البخاري : باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم .

 لاشك أن الجن تحاسب بما عملت من خير أو شر؛ والآيات في ذلك كثيرة نقرأ منها قوله تعالى : وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ  قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ  يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"(الأحقاف:29- 32).

ونقرأ سورة الجن وفيها وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا"(الجن/13-14).

وإلى الجن والإنس يتوجه الخطاب المتكرر في سورة الرحمن"فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" وفي السورة " فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ  فَيَوْمَئِذٍ لّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ "(الرحمن/37-40).

والخطاب يتوجه إلى الجن والإنس في قوله تعالى يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ"(الأنعام/130) وقوله تعالى “وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"(السجدة: 13). إلى غير ذلك من الآيات وهي كثيرة.

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent