recent
أخبار عاجلة

الصحابة من الجن

الصحابة من الجن

هل يعد الجن الذين أسلموا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم  من الصحابة ؟

الحمد لله.

نعم يعدون من الصحابة ، لأن تعريف الصحابي في كلام أهل العلم : هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك . ولا شك أن في الجن مسلمين آمنوا بالله تعالى وصدقوا رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى :" وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ"(الجن: 14).

والنبي قد أرسل للعالمين كافة " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ "، آية كريمة تتحدث عن غاية الرسالة النبوية المحمدية، حيث بعث الله عز وجل، النبي الكريم، للعالمين بشيرا ونزيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، إلا أن كثيرا من الناس يعتقد أن كلمة العالمين تعني البشر فقط، لكنها في الحقيقة تعني كل الخلق، فهو مبعوث للثقلين الإنس والجن.

لقد دلت نصوص الكتاب والسنة على وجود الجن وأن لإيجادهم غاية في هذه الحياة وهي عبادة الله وحده لا شريك له قال تعالى :":"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"(الذاريات : 56). وقال تعالى:"يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ شَهِدۡنَا عَلَىٰٓ أَنفُسِنَاۖ"(الأنعام : 130).

 وعالم الجن عالم مستقل بذاته ، له طبعه الذي يتميز به وصفاته التي تخفى على عالم البشر. وبينهم وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بالعقل والإدراك ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر. وسموا جنا لاجتنانهم أي استتارهم عن العيون قال تعالى:"إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ"(الأعراف/27).

والجن قد لقوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ، فهم داخلون في مسمى الصحبة ، قال تعالى :" قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً "(الجن/ 1 ، 2) ،

 وقال تعالى :"وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ"(الأحقاف/ 29 ،30).

وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليهم وقرأ عليهم القرآن فآمنوا به . ولهذا فالجن منهم الصحابة وهم من رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وماتوا على دينه كما في تعريف الصحابي ، وأما من لم يجتمع به مؤمنا فليس بصحابي كما هو الحال بالنسبة للإنس ،

قال ابن حزم رحمه الله : " ما يختلف مسلمان في أن من الجن قوما صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به .... ، فلأولئك الجن من الحق ووجوب التعظيم منا ، ومن منزلة العلم ، والدين ، ما لسائر الصحابة ، رضي الله عنهم , هذا ما لا شك فيه عند مسلم " .انتهى من " المحلى " ( 9 / 4 ) .

وقال ابن حجر رحمه الله – عند كلامه في تعريف الصحابي - : " أما الجن فالراجح

 دخولهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعا , وهم مكلفون , فيهم العصاة

 والطائعون , فمن عرف اسمه منهم لا ينبغي التردد في ذكره في الصحابة " انتهى من "

 فتح الباري " ( 7 / 4 ) .

google-playkhamsatmostaqltradent