recent
أخبار عاجلة

العلامة الأولي من علامات الساعة الصغري التي حدثت بالفعل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم


العلامة الأولي من علامات الساعة الصغري التي حدثت بالفعل

بعثة النبي صلي الله عليه وسلم


 علامات الساعة الصغري التي حدثت بالفعل

 علامات الساعة الصغرى هي العلامات المتقدمة ليوم القيامة، والفرق بينها وبين علامات الساعة الكبرى أن الكبرى يعقبها قريباً قيام الساعة، ويكون لها تأثيرٌ كبير، ويَشعر بها جميع الناس، أما الصغرى فقد تتقدم على الساعة بزمن، وتقع في مكان دون مكان، ويشعر بها قوم دون قوم.

العلامات الصغرى منها ما وقع في عهد النبي، وبعده، ومنها ما لم يقع بعد، فأولها من حيث الترتيب الزمني بعثة النبي، ففي الحديث «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْن - يعني: إصبعين .

إن من العقائد المتعلقة باليوم الآخر التي أوجب الله على عباده الإيمان بها هي الساعة ومقدماتها. قال ابن الأثير: "السّاعة هي الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وسمّيت بذلك لقلّة الوقت الذي تقوم فيه؛ فهي ساعة مخفية يحدث فيها أمر عظيم".

وقد بيَّن الله -سبحانه وتعالى- أنه قد استأثر بعلم الساعة؛ فلا يعلمها إلا الله تعالى:"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"(الأعراف: 187).

وجاء في صحيح البخاري، قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إِلا اللَّهُ؛ لا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ إِلا اللَّهُ، وَلا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلا اللَّهُ، وَلا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلا اللَّهُ، وَلا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلا اللَّهُ، وَلا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا اللَّهُ".

 وإن من عقائد الإيمان باليوم الآخر أن هذه الساعة التي لا يعلم وقت حدوثها إلا الله، وبها تقوم القيامة وتفتتح أحداث اليوم الآخر وبوابته الكبرى، جعل الله لها بحكمته ومنّته على عباده أمارات وعلامات وأشراطًا تكون لها مقدمات ومنبهات للعباد ودلائل صادقة على قدومها ولزوم وقوعها، قال تعالى:"وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا"(الكهف-21)، وقال تعالى: "فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ"(محمد: 18).

وكذلك جاء في حديث جبريل سؤال جبريل للنبي محمد عن الساعة فأخبره النبي بعلامتين من علامات الساعة، قال: "قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان.». كما ورد العديد من العلامات والأمارات التي وردت في الأحاديث النبوية.

كذلك يُمكن تقسيم علامات الساعة الصغرى إلى ثلاثة أقسام: قسم منها انقضى، وقسم لا يزال يتكرر، وقسم لم يحدث بعدُ.

أقسام علامات الساعة الصغرى

علامات الساعة الصغرى يُمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: قسم منها انقضى، وقسم لا يزال يتكرر، وقسم لم يحدث بعدُ. كذلك يُمكن تقسيمها إلى قسمين: قسم وقع، وقسم لم يقع بعدُ، والذي وقع ينقسم إلى مضى وانقضى، وقسم يتكرر وقوعه، يقول عمر سليمان الأشقر:

   علامات الساعة الصغرى والعلامات الصغرى يمكن تقسيمها إلى قسمين: قسم وقع، وقسم لم يقع بعدُ، والذي وقع قد يكون مضى وانقضى، وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة، بل يبدو شيئاً فشيئاً، وقد يتكرر وقوعه وحصوله، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي. ولذلك سنعقد لعلامات الساعة حلقات عدة تتضمن :"

الأول: العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت.

الثاني: العلامات الصغرى التي وقعت، ولا تزال مستمرة، وقد يتكرر وقوعها.

الثالث: العلامات الصغرى التي لم تقع بعد.

   علامات الساعة الصغرى علالمات انقضت

هي العلامات التي وقعت وانقضت مثل:

 بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم 

 من علامات الساعة بعثة النبي محمد، وبعثته دليل وعلامة على قرب الساعة، وأنها أول أشراط الساعة الصغرى. فعن سهل بن سعد قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام: "بُعِثت والساعة كهاتين"، وقال أيضًا: "بعثت في نَسَم الساعة"

وقال القرطبي: "أولها النبي  صلي الله عليه وسلم لأنه نبي آخر الزمان، وقد بُعِثَ ليس بينه وبين القيامة نبي".

ونجد هذا الارتباط تبرز معالمه، وتتضح حقيقته، من خلال ما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بإصبعيه هكذا -بالوسطى والتي تلي الإبهام-: "بعثت والساعة كهاتين".

وروى الإمام أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنّفه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بُعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يعبد الله وحده لا شريك له".

وفي الحديث الصحيح الذي يرويه أحمد في مسنده، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم فيه-: "مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلاحَ بِثَوْبِهِ: أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ"، ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا ذَلِكَ".

وروى الترمذي وصححه، ورواه أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، وأشار بالسبابة والوسطى، فضّل إحداهما على الأخرى. وهذا الفضل المذكور في الحديث إشارة إلى التفاوت ما بينهما.

وتحتمل الإشارة بالأصبيعين: السببابة والوسطى أحد معنيين، وإن اتفقا على حقيقة قرب قيام الساعة، كما قال الإمام القرطبي في شرحه لصحيح مسلم ما نصّه: " حاصل الحديث تقريب أمر الساعة وسرعة مجيئها".

أما المعنى الأوّل، فهو أن المقصود بالتمثيل ما كان من المسافة بين السبّابة والوسطى، فشبّه النبي –صلى الله عليه وسلم- قرب قيام الساعة بقدر ما بينهما.

ولعل سائلاً يسأل: لقد مضت مئات السنين على مبعث النبي –صلى الله عليه وسلم- ونحن مع ذلك نقول أن بعثته هي بين يدي الساعة، فيجيب الإمام السفاريني المتوفّى سنة 1188 للهجرة: "فإن قيل كيف يوصف بالاقتراب ما قد مضى قبل وقوعه ألف ومائة ونيف وسبعون عاما؟ فالجواب أن الأجل إذا مضى أكثره، وبقي أقلّه، حَسُنَ أن يقال فيه اقترب الأجل، ولا ريب أن أجل الدنيا قد مضى أكثره وبقي أقله، ولقرب قيام الساعة عنده تعالى جعلها كغد الذي بعد يومك، فقال: "ولتنظر نفس ما قدمت لغد" (الحشر: 18)، وقال تعالى: "إنهم يرونه بعيدا - ونراه قريبا"(المعارج: 6-7)، والأمر الذي ينبغي أن ينتبه إليه أن الباقي من الدنيا قليل بالنسبة لما مضى منها.

ويضربون لذلك مثلاً: فإنك إذا وضعت لمن لك عليه دين أجلاً طويلاً، كأن تأجّله خمسين عاماً مثلاً، فإذا انقضى من الخمسين خمسة وأربعون، فيكون موعد السداد قد اقترب بالنسبة لما مضى من الموعد المضروب.

وأخيراً: فإن بعثة البشير النذير –صلى الله عليه وسلم- إيذانٌ بختم النبوة ، وهذا الختم يدلّ على تمام الواجب الرسالي وانتهاء مهمّته للبشريّة، وهذا التغيّر دليل على انتفاء الحاجة إلى بعثة الإنبياء لوجود الشريعة الحاكمة لما بقي من البشريّة، حتى يأذن الله بطيّ صفحة الحياة ، ونهاية الدنيا، وحلول يوم الحساب.


google-playkhamsatmostaqltradent